خاص ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ـ ألمانيا وهولندا ECCI
بين يناير ومارس من العام 2025، سُجِّل ما مجموعه 536 طائرة بدون طيار فوق منشآت حساسة في ألمانيا. أفاد تقرير داخلي صادر عن المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية (BKA) بعنوان “الطائرات بدون طيار كوسيلة إجرامية”. ويعد التقرير السري أول تحليل شامل للتهديد المحتمل الذي تشكله الطائرات مجهولة الهوية على المنشآت العسكرية والبنية التحتية الحيوية.
القواعد البحرية مستهدفة بشكل متكرر بالطائرات بدون طيار
سجّل المكتب الاتحادي للتحقيقات الجنائية 270 حادثة منفصلة بين يناير ومارس، منها 55 حادثة على الأقل شُوهدت فيها عدة طائرات مسيرة في آنٍ واحد. وظهرت هذه الطائرات بكثرة في المساء والليل. وكانت أيام محددة من أيام الأسبوع تشهد نشاطًا ملحوظًا، حيث بلغ إجمالي عدد حوادث الطائرات المسيرة 141 حادثة.
وبحسب التقرير، فإن التركيز الخاص لرحلات التجسس المزعومة ينصب على المنشآت العسكرية، حيث تم توثيق 117 حادثة في هذه المنطقة، بما في ذلك 10 في قاعدة فيلهلمسهافن البحرية وحدها، وهي أكبر موقع للبحرية الألمانية، حيث يتمركز، من بين أمور أخرى، الأسطول العملياتي 2 والعديد من الفرقاطات.
تأثرت المرافق المدنية
رُصدت طائرات بدون طيار بعضها في تشكيلات فوق قاعدة رامشتاين الجوية الأمريكية، وفي بريمرهافن، حيث تقع مدرسة العمليات البحرية التابعة للجيش الألماني، وفقًا لما ذكرته صحيفة “بيلد”. إلا أن الصحيفة لم تُفصّل مكان تحليق هذه الطائرات في بريمرهافن.
بالإضافة إلى الأهداف العسكرية، تأثر قطاع إمدادات الطاقة بشكل خاص، فقد سُجِّلت 88 حادثة في هذه المنطقة، لا سيما بالقرب من محطات الغاز الطبيعي المسال في شتاده (لم تُستكمل بعد)، وويلهلمسهافن وبرونسبوتيل. كما سُجِّلت تحليقات أخرى لطائرات بدون طيار فوق شركات الدفاع والمطارات ومحطات القطارات والمنشآت الحكومية.
123 إجراءً جنائيًّا تم البدء بها
لم تُسفر التحقيقات عن نتائج ملموسة تُذكر. ووفقًا لصحيفة “بيلد”، رُفعت 123 دعوى جنائية على مستوى البلاد، ولكن في 8 حالات فقط تم تحديد هوية 10 طيارين مشتبه بهم في تشغيل طائرات بدون طيار. لم تُثبت سيطرة دولة أجنبية بعد، لكن التقرير يُشير إلى أنه لم يُستبعد.
يُحذِّر المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية (BKA) من أن أنظمة الكشف لا ترصد جميع الطائرات المسيرة. ويشير التقرير إلى أن “الطائرات المسيرة غير القابلة للكشف، على وجه الخصوص، تُشير إلى طائرات مسيّرة غير تجارية أو عسكرية” ربما تكون أجهزة محلية الصنع أو مُعدّلة تتحايل على أنظمة الكشف التقليدية.
ونقلت صحيفة “بيلد” عن المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية (BKA) أن بعض هذه الطائرات بدون طيار تستغل عمدًا نقاط الضعف التقنية حتى لا يتم اكتشافها.
النتائج
تكشف التقارير الواردة عن ازدياد ملحوظ في نشاط الطائرات بدون طيار فوق منشآت حيوية في ألمانيا، ما يثير قلقًا أمنيًا متزايدًا.
التكرار الكبير للحوادث، خاصة في المنشآت العسكرية ومحطات الطاقة، يشير إلى وجود نمط منسّق أو متعمد، سواء لأغراض التجسس أو اختبار قدرات الردع.
عدم قدرة أنظمة الرصد على كشف بعض هذه الطائرات يُعد ثغرة خطيرة، تعزز احتمالية استخدام تكنولوجيا متقدمة أو أدوات محلية الصنع لتفادي المراقبة.
ورغم فتح عشرات القضايا الجنائية، فإن تحديد عدد محدود فقط من المشتبه بهم يكشف عن تحديات كبيرة في تتبّع هذه الأنشطة.
قد تضطر ألمانيا إلى تعزيز تقنيات الرصد والاعتراض، وربما فرض قيود مشددة على استخدام الطائرات المسيرة في مناطق محددة. من المرجّح أن تتعاون الجهات الأمنية بشكل أوسع مع أجهزة الاستخبارات والحلفاء لرصد أي تورط خارجي محتمل.
إذا استمرت هذه الظاهرة دون ردع حاسم، فقد تُمهد الطريق لهجمات إلكترونية أو مادية تستهدف البنية التحتية، ما يستدعي تطوير إطار قانوني وتقني شامل للتعامل مع “الطائرات المجهولة” في المجال الجوي الألماني.
رابط مختصر.. https://www.europarabct.com/?p=107175
