الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث ؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

الاستخبارات ـ منصة “Silent Courier”، تحوّل استراتيجي في العمل الاستخباراتي البريطاني

سبتمبر 20, 2025

خاص ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات  ـ ألمانيا وهولندا ECCI

وفي تعليق رسمي يسلط الضوء على أهمية هذه المبادرة، أكدت وزيرة الخارجية البريطانية، إيفات كوبر، في تصريح لها قبيل إطلاق منصة “سايلنت كوريير”: “مع تغير العالم وتضاعف التهديدات التي نواجهها، يتعين علينا ضمان أن تكون المملكة المتحدة دائمًا متقدمة بخطوة واحدة على خصومنا”. أضافت الوزيرة: “وكالات الاستخبارات العالمية لدينا تقف في طليعة هذا التحدي، وتعمل خلف الكواليس للحفاظ على أمن الشعب البريطاني. تابعت الوزيرة قائلةً: “نعمل على تعزيز الجهود باستخدام أحدث التقنيات، حتى يتمكن جهاز الاستخبارات البريطاني MI6 من تجنيد جواسيس جدد للمملكة المتحدة في روسيا وحول العالم”.

ما هي آلية عمل المنصة؟

لتعزيز الشفافية وبناء الثقة مع المخبرين المحتملين، أطلق MI6 بالتزامن مع افتتاح بوابة “Silent Courier” سلسلة من مقاطع الفيديو التوضيحية، التي تُشرح من خلالها آلية عمل المنصة، وتُبرز أهم مزاياها الأمنية. وتؤكد هذه المقاطع أن الاتصال عبر “سايلنت كوريير” يمنح المستخدمين درجة عالية من الحماية والخصوصية الرقمية. وجاء في أحد المقاطع المنشورة: “على مدى أكثر من 100 عام، كان أساس عمل جهاز الاستخبارات البريطاني MI6 هو العمل وجهًا لوجه. الآن يمكننا جعل هذه الاتصالات أكثر أمانًا عبر الإنترنت، باستخدام بوابة الويب المظلمة التي قمنا بتحديثها، Silent Courier”.

يتابع الفيديو: “إذا كان لديك إمكانية الوصول إلى معلومات حساسة تتعلق بعدم الاستقرار العالمي أو نشاط استخباراتي معادٍ، فيمكنك الآن الاتصال بجهاز الاستخبارات البريطاني MI6 ومشاركة هذه المعلومات بشكل آمن باستخدام تطبيق Silent Courier”.

إرشادات صارمة للمخبرين الراغبين في الاتصال عبر المنصة

لضمان أعلى مستويات الأمان، حدد MI6 إرشادات صارمة للمخبرين الراغبين في الاتصال عبر المنصة. فقد شدد على ضرورة استخدام ما يسمى بجهاز “نظيف” أي جهاز لا يحتوي على أي برامج أو بيانات شخصية سابقة، ولم يُستخدم سابقًا في اتصالات عادية. كما نصح الجهاز بعدم استخدام الهواتف أو الحواسيب الشخصية أو حتى تلك التي تعود لأفراد العائلة أو الأصدقاء. وفي حالة المخبرين المقيمين في دول تُصنّف بأنها “عالية الخطورة”، مثل روسيا أو إيران أو الصين، توصي الاستخبارات البريطانية باستخدام شبكة افتراضية خاصة (VPN) بالإضافة إلى متصفح “Tor”، الذي يُعتبر أحد أكثر المتصفحات أمنًا في تصفح الإنترنت المظلم والتواصل المجهول الهوية.

دعوة مباشرة إلى تجنيد المواطنين الروس

أكد ريتشارد مور، رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية، الذي قاد MI6 لمدة خمس سنوات، على أهمية هذا البرنامج الجديد خلال خطاب ألقاه في مدينة إسطنبول التركية في 19 سبتمبر 2025 لإطلاق المنصة. وفي كلمته، وجّه مور دعوة مباشرة إلى المواطنين الروس الذين يمتلكون معلومات حساسة عن أنشطة بلادهم أو عن الوضع الجيوسياسي العالمي، وقال: “إلى هؤلاء الرجال والنساء في روسيا الذين لديهم الحقائق التي يريدون مشاركتها، والشجاعة لمشاركتها، أدعوكم إلى الاتصال بجهاز الاستخبارات الخارجية البريطانية”.

يأتي هذا النداء في سياق ازدياد الضغوط الغربية على النظام الروسي، وتكثيف جهود التجسس المتبادلة بين روسيا والدول الغربية، خاصة في ظل الحرب المستمرة في أوكرانيا والعلاقات المتوترة بين موسكو والعواصم الغربية. يُذكر أن ريتشارد مور يستعد لمغادرة منصبه في أكتوبر 2025، حيث من المقرر أن تخلفه بليز ميتريويلي، لتصبح بذلك أول امرأة تتولى قيادة جهاز MI6 في تاريخه.

تحوّل جذري في أساليب العمل الاستخباراتي

حذر رؤساء الاستخبارات من أن التجسس أصبح أكثر صعوبة وتكلفة مع تضاعف البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي وقدرات المراقبة العالمية واستمرار حرب أوكرانيا. تُذكّر حملة التجنيد هذه بالحملة التي أطلقتها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) في عام 2023، والتي استخدمت الوسائط الرقمية ومقاطع الفيديو الموجهة لاستقطاب مخبرين روس. حيث نشرت الـCIA في ذلك الوقت سلسلة فيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي باللغة الروسية، تشجّع فيها المواطنين الروس على تقديم المعلومات إلى واشنطن.

تكشف هذه التطورات عن تحوّل جذري في أساليب العمل الاستخباراتي، بحيث لم تعد العمليات مقتصرة على اللقاءات السرية أو التنصت، بل أصبحت تعتمد على أدوات رقمية متقدمة تعكس التطور التكنولوجي والذكاء السيبراني. ومع استمرار الصراعات الجيوسياسية العالمية، من المتوقع أن تتزايد أهمية هذه المنصات في تجنيد الجواسيس وجمع المعلومات. وبينما تثير هذه البوابة اهتمامًا كبيرًا في الأوساط الأمنية، فإنها بلا شك تفتح فصلًا جديدًا في تاريخ الاستخبارات الدولية، حيث تلتقي الجاسوسية التقليدية بالعصر الرقمي، ويتحوّل الإنترنت المظلم من ساحة للجريمة إلى أداة لجمع المعلومات ومواجهة الأنظمة المعادية.

تغيير قواعد الجنسية للمجندين الجدد

كانت قد أعلنت وكالات التجسس في المملكة المتحدة أنها لن تسعى إلى توظيف مرشحين يكون أحد والديهم بريطانيًا على الأقل، وذلك بموجب قواعد التوظيف الجديدة. تقوم أجهزة الاستخبارات البريطانية MI5 وMI6 وGCHQ بتوظيف المتقدمين الذين لديهم “المزيج المناسب من العقول والمهارات” لمواجهة التهديدات التي تواجه المملكة المتحدة. ففي السابق، كان بإمكان الأشخاص التقدُّم بطلبات إلى هذه الوكالات فقط إذا كان أحد والديهم مُصنَّفًا كمواطن بريطاني، أو يحمل جنسية دولة معتمدة. يقول المسؤولون إن عملية التوظيف تستمر مع إجراء فحص شامل، يتضمن النظر في الخلفية، وأسلوب الحياة، والاتصالات الشخصية، التي من شأنها أن تساعد في الاستجابة لأي مخاطر.

النتائج

يُمثل إطلاق بوابة “Silent Courier” خطوة مفصلية في تطور العمل الاستخباراتي البريطاني، ويعكس تحولًا استراتيجيًا من الوسائل التقليدية إلى أدوات التجنيد الرقمي عبر الإنترنت المظلم. هذه الخطوة تأتي في ظل تصاعد التهديدات السيبرانية، وتزايد صعوبة التجسس الكلاسيكي بسبب الذكاء الاصطناعي، والمراقبة الحكومية المشددة، مما يدفع أجهزة الاستخبارات لتبني آليات أكثر مرونة وسرية.

من الناحية الأمنية، فإن تركيز MI6 على استخدام أجهزة “نظيفة”، واللجوء إلى متصفح Tor، وشبكات VPN، يعكس وعيًا كبيرًا بمخاطر التتبع الرقمي، لا سيما في بيئات معادبة مثل روسيا وإيران والصين. كما أن مخاطبة المواطنين الروس مباشرة وتوفير قناة تواصل سرّية، تضع MI6 في موقع هجومي غير تقليدي في ساحة التجسس، مشابه لما فعلته CIA في 2023.

اللافت هو أن هذه المبادرة تأتي بالتوازي مع تعزيز الشراكة الأمنية البريطانية الأمريكية، بما في ذلك التعاون التكنولوجي مع Google Cloud، ما يعني أن المملكة المتحدة تسير باتجاه دمج الذكاء الصناعي والحوسبة السحابية في منظومة عملها الاستخباراتي.

مستقبلًا، من المتوقع أن تتوسع هذه التجربة لتشمل وكالات استخباراتية أوروبية أخرى، خاصة في ظل التحديات المتزايدة من روسيا والصين، وتنامي الهجمات السيبرانية. كما قد تظهر بوابات مماثلة تستهدف مناطق غير تقليدية كإفريقيا والشرق الأوسط، حيث تتشابك المصالح الأمنية والاقتصادية.

لكن، في المقابل، يظل نجاح هذه المنصات مرهونًا بمدى قدرة أجهزة الاستخبارات على حماية هويات المخبرين وضمان عدم اختراق هذه القنوات. فالفشل في ذلك قد يعرّض حياة المتعاونين للخطر، ويقوّض مصداقية هذه الآلية بالكامل.

رابط مختصر.. https://www.europarabct.com/?p=109578

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث ؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...