الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث ؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

الاستخبارات البريطانية ـ هل أصبحت المملكة المتحدة ساحة مفتوحة للتجسس؟

mi5
أكتوبر 17, 2025

خاص ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات  ـ ألمانيا وهولندا ECCI

أكد رئيس المخابرات الداخلية البريطانية في 16 أكتوبر 2025 إن بريطانيا تواجه تهديدا متصاعدا من دول معادية مثل روسيا وإيران والصين، في حين أن خطر الإرهاب “هائل” مع سعي تنظيمي القاعدة وداعش لتحريض مهاجمين محتملين. هناك زيادة بنسبة 35% في عدد الأشخاص الذين يتم التحقيق معهم بشأن أنشطة التهديد التي تشكلها الدولة، مشيرا إلى أن الدول المعادية تتجه باستمرار إلى الأساليب “الهجينة” التي يستخدمها الإرهابيون عادة.

تنامي التهديدات خلال العام 2025

أكد مكالوم إن وكالته تمكنت من تعطيل “سلسلة من مؤامرات المراقبة ذات النوايا العدائية” من روسيا، وتتبعت أكثر من 20 مؤامرة محتملة مدعومة من إيران. وأوضح: “في عام 2025، يواجه جهاز المخابرات الداخلية البريطانية حجما أكبر وتنوعا أكبر من التهديدات التي يفرضها الإرهابيون والجهات الفاعلة الحكومية، أكثر مما رأيت في أي وقت مضى”.

تم سجن ستة بلغاريين بتهمة التجسس لصالح روسيا من خلال تنفيذ عمليات مراقبة نيابة عنها خلال العام 2025، بينما أدين خمسة رجال بتنفيذ هجوم حرق متعمد على شركات مرتبطة بأوكرانيا في لندن، والذي قال مسؤولون بريطانيون إنه تم بأمر من مجموعة المرتزقة الروسية فاغنر.أضاف ماكالوم: “بالتعاون مع شركائنا في مختلف أنحاء أوروبا، سيواصل جهاز المخابرات البريطاني MI5 الكشف عن أولئك الذين يتلقون الأوامر من الروس”. متابعًا: “سنواصل تتبع آثار أولئك الذين يصدرون الأوامر، والذين يتصورون أنهم مجهولون ولا يمكن العثور عليهم خلف شاشاتهم. لكنهم ليسوا كذلك”.

فيما يتعلق بالصين أوضح: “إن الصين مذنبة بالتجسس الإلكتروني، وجذب الأكاديميين إلى الصين، والتدخل سرا في الحياة العامة في المملكة المتحدة، ومضايقة المنشقين المؤيدين للديمقراطية في بريطانيا”. وفيما يتعلق بإيران، أكد أن: “طهران تحاول بشكل محموم إسكات منتقديها في جميع أنحاء العالم، واستشهد بكيفية كشف أستراليا عن تورط إيران في مؤامرات معادية للسامية وكيف كشفت السلطات الهولندية عن محاولة اغتيال فاشلة”. أكد: “إن التهديد الإرهابي لبريطانيا لا يزال هائلا حيث نجح جهاز المخابرات الداخلية (MI5) والشرطة في تعطيل 19 مؤامرة هجومية في مراحلها الأخيرة منذ بداية عام 2020”.

المملكة المتحدة تُعدّ هدفاً للتدخل الأجنبي الاستراتيجي الطويل الأمد

حذّر جهاز المخابرات البريطاني السياسيين في 13 أكتوبر 2025 من محاولات استغلالهم عبر الإنترنت وأثناء السفر إلى الخارج، ومن خلال التبرعات المالية كوسيلة للوصول والتأثير. أضافت الوكالة أن المملكة المتحدة تُعدّ هدفاً للتدخل الأجنبي الاستراتيجي الطويل الأمد والتجسس من قبل عناصر من الدول الروسية والصينية والإيرانية، والتي تستخدم جميعها تكتيكات مختلفة. يقول كين مكالوم، المدير العام لجهاز المخابرات الداخلية البريطانية: “عندما تقوم دول أجنبية بسرقة معلومات حيوية من المملكة المتحدة أو التلاعب بعملياتنا الديمقراطية، فإنها لا تضر بأمننا على المدى القصير فحسب، بل تعمل على تآكل أسس سيادتنا وقدرتنا على حماية مصالح مواطنينا”.

يقول العقيد فيل إنغرام، ضابط الاستخبارات السابق في الجيش وخبير التجسس: “إن إرشادات جهاز المخابرات البريطاني جاءت في الوقت المناسب بالنظر إلى التهديد المتزايد الذي تشكله الصين وروسيا”. مضيفًا: “إن التهديد التجسسي من الصين وروسيا على وجه الخصوص يتزايد، ويظل دور جهاز المخابرات البريطاني MI5 هو تقديم المشورة والتوجيه بشأن كيفية حماية أصولنا الوطنية الحيوية”.

حالات سابقة للتدخل السياسي في المملكة المتحدة

أشارت المخابرات البريطانية MI5 إلى حالات سابقة للتدخل السياسي في السياسة البريطانية، بما في ذلك قضية كريستين لي. ففي ينايرمن العام 2022، أصدر جهاز المخابرات البريطاني MI5 تنبيهاً أمنياً للمشرعين يحذّرهم من أن المحامية المقيمة في لندن كانت “متورطة في أنشطة تدخل سياسي” في المملكة المتحدة نيابةً عن الحزب الشيوعي الصيني. جاء في التنبيه أن MI5 وجد أن لي “قامت بتسهيل التبرعات المالية للبرلمانيين الحاليين والطامحين للعمل نيابةً عن مواطنين أجانب مقيمين في هونغ كونغ والصين”.

ورغم عدم توجيه أي تهمة جنائية لها، رفعت لي دعوى قضائية ضد MI5، مدعيةً أن الإنذار كان بدوافع سياسية، وأنه انتهك حقوقها الإنسانية، لكنها خسرت القضية العام 2024. تأتي إرشادات الأمن الصادرة عن MI5 بعد شهر من انهيار قضية ضد رجلين بريطانيين متهمين بالتجسس على المشرعين لصالح بكين. وأكد المدعي العام البريطاني إن التهم أُسقطت الحكومة رفضت تصنيف الصين “عدواً” وتهديداً للأمن القومي. أوضح وزير الأمن البريطاني دان جارفيس،أمام البرلمان: “إن الحكومة بذلت كل جهد ممكن لتقديم أدلة تدعم هذه القضية”.

وعندما تم إسقاط قضية التجسس على الصين، أعرب مكتب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عن إحباطه، مشيرًا إلى أن الاتهامات الموجهة ضد الرجلين “مثيرة للقلق الشديد”. من المؤسف للغاية أن هؤلاء الأفراد لن يُحاكموا، أي محاولة من قوى أجنبية للتسلل إلى برلماننا أو ديمقراطيتنا أمر غير مقبول. قام كل من كبير الدبلوماسيين البريطانيين ووزير الخزانة بزيارة بكين في العام 2024، ومن المتوقع أن يسافر ستارمر إلى الصين العام 2026. حاولت الحكومة بحذر إعادة ضبط العلاقات مع بكين بعد سنوات من العلاقات الباردة بسبب اتهامات التجسس، ومخاوف حقوق الإنسان، والحملة على الحريات المدنية في هونج كونج، المستعمرة البريطانية السابقة، ودعم الصين لروسيا في حرب أوكرانيا.

الصين قد تستخدم بيانات وطنية لتطوير أسلحة بيولوجية

حذر نايجل إنكستر رئيس جهاز الاستخبارات البريطاني السابق MI6 في أبريل 2025، من أن الصين قد تستخدم بيانات هيئة الخدمات الصحية الوطنية لتطوير سلاح بيولوجي موجه ضد الغرب. تابع نايجل إنكستر قائلًا: “إن هناك قلقًا حقيقيًا بشأن ما يمكن أن تفعله بكين بمجموعة كبيرة من البيانات الصحية”. ويأتي ذلك في الوقت الذي يستعد فيه بنك المملكة المتحدة الحيوي، وهو مركز أبحاث، لنقل البيانات من نصف مليون سجل طبيب عام إلى قاعدة بياناته المركزية، حيث ستكون متاحة للوصول إليها من قبل الباحثين الصينيين. من بين 1375 طلبًا ناجحًا للوصول إلى بيانات البنك الحيوي في المملكة المتحدة، جاء واحد من كل خمسة من الصين، في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة. وحذر جهاز المخابرات البريطاني MI5 من أن المنظمات والأفراد الصينيين الذين حصلوا على حق الوصول إلى البيانات البريطانية قد يتلقون أوامر من وكالات الاستخبارات الصينية للقيام بأعمال نيابة عنها.

النتائج

يأتي تحذير جهاز الاستخبارات البريطاني MI5 في لحظة حساسة تشهد فيها العلاقات بين بريطانيا وكلٍّ من الصين وروسيا وإيران توتراً متصاعداً على خلفية ملفات سياسية وأمنية متعددة، من حرب أوكرانيا إلى التجسس الصناعي والتأثير السياسي في المؤسسات الديمقراطية. ويعكس هذا التحذير إدراك لندن المتزايد بأن ساحة التنافس الجيوسياسي لم تعد مقتصرة على المجال العسكري، بل امتدت إلى المؤسسات السياسية والبرلمانية نفسها، التي أصبحت هدفاً رئيسياً لمحاولات الاختراق والتأثير الأجنبي.

تكشف التعليمات الأمنية عن تحول نوعي في أساليب التجسس، إذ باتت تعتمد على العلاقات الشخصية الطويلة الأمد والابتزاز الرقمي والهجمات الإلكترونية، بدلاً من التجسس التقليدي. وهذا يدل على تطور البيئة الاستخباراتية التي تواجهها المملكة المتحدة، خاصة مع استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في حملات التصيّد وجمع البيانات.

سياسياً، يشير بيان MI5 إلى وجود فجوة في الموقف الرسمي البريطاني تجاه تعريف “العدو”، كما ظهر في قضية التجسس الأخيرة التي انهارت بسبب رفض الحكومة تصنيف الصين تهديداً مباشراً للأمن القومي. هذه المفارقة تطرح سؤالاً حول مدى استعداد بريطانيا لمواجهة نفوذ الصين المتزايد داخل مؤسساتها الديمقراطية، في ظل التزامها بشراكات اقتصادية ضخمة معها.

أما على المدى المتوسط، فمن المرجح أن تدفع هذه التطورات البرلمان البريطاني إلى تشديد إجراءات الأمن السيبراني والشفافية المالية، خصوصاً فيما يتعلق بالتبرعات السياسية والعلاقات الخارجية للمشرعين. كما قد تسعى MI5 إلى تعزيز تعاونها مع الأجهزة الأوروبية والأمريكية لمواجهة هذا النوع من “التجسس الناعم” الذي يهدد البنية الديمقراطية من الداخل.

في المستقبل، يمكن أن تتحول بريطانيا إلى ساحة اختبار أوروبية للسياسات الأمنية الجديدة الموجهة ضد التدخلات الأجنبية، مما يجعل العلاقة مع الصين وروسيا أكثر توتراً، ويزيد من اعتماد لندن على تحالفاتها داخل حلف الناتو وفي إطار الشراكة الاستخباراتية “العيون الخمس”.

رابط مختصر.. https://www.europarabct.com/?p=110637

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث ؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...