الاتحاد الأوروبي وليبيا ـ جهود مكافحة الإرهاب و الهجرة غير الشرعية
المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب و الإستخبارات
إعداد: وحدة الدراسات و التقارير “8”
صعود الجماعات المتطرفة في ليبيا يرتبط ارتباطا مباشرا بالتدخل الأجنبي والتدخلات العسكرية. وقد فككت هذه التدخلات هياكل الدولة في البلد، وأطلقت العنان للتوترات العرقية والطائفية الخاملة، وكثفت المنافسات الإقليمية بتغيير موازين القوى الإقليمية. وقد وفرت هذه التطورات أسبابا خصبة لظهور جماعات إرهابيه جديدة وأنعشت سوق تهريب البشر والهجرة غير الشرعية نحو أوروبا.
ترحيب أوروبي باتفاق جنيف -الاتحاد الأوروبي
أعلن مجلس الاتحاد الأوروبي ترحيب الدول الأعضاء بتوقيع اتفاق جنيف لوقف إطلاق النار. وطالب الاتحاد والدول الأعضاء جميع الأطراف الفاعلة الدولية والإقليمية إلى دعم الجهود الليبية، مشدداً على ضرورة الامتناع عن التدخل الأجنبي في الصراع الليبي، ووقف انتهاكات حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة، والاحترام الكامل لقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، قائلا: “أي تدخل أجنبي غير مقبول”. إلى ذلك، أكد أنه على جميع المقاتلين والمرتزقة الأجانب الانسحاب على الفور، وشدد على أن الاتحاد والدول الأعضاء فيه يقفون على أهبة الاستعداد لدعم تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بإجراءات ملموسة وفقاً لقرارات مجلس الأمن وفقا لـ”العربية” في 25 أكتوبر 2020.
خطر تهريب البشر و الهجرة غير الشرعية في ليبيا
نقلت وكالة أنباء بلومبرغ عن أحد المهربين الذين يستقرون بالقرب من مدينة سبها في جنوب غرب ليبيا، قوله “نحن لا نخفض أجورنا لأن هؤلاء الذين يرغبون في الهجرة ليس لديهم خيار آخر”. وبدل أن تتراجع معدلات الهجرة عبر ليبيا أثناء ذروة تفشي وباء كورونا، بعد أن أغلقت الدول حدودها، كشف تقرير للمنظمة الدولية للهجرة في ليبيا عن 200 مهاجر غير شرعي وصلوا إلى سواحل إيطاليا ومالطا في مايو2020. وأوضح التقرير أن ما يقارب 900 مهاجر غير شرعي انطلقوا من الشواطئ الليبية في الفترة من 14 إلى 28 مايو 2020 قاصدين سواحل أوروبا وتم اعتراض 679 منهم وإعادتهم إلى ليبيا بينما استطاع الباقون الإفلات والوصول إلى الضفة الأخرى من البحر المتوسط، وذلك وفق تقرير نشره موقع صحيفة العرب اللندنية في 16 يونيو 2020. الهجرة عبر ليبيا الى أوروبا ـ المخاطر والتداعيات ـ بقلم هيبة غربي
ووفقا لجهاز مكافحة الهجرة غير النظامية في ليبيا، فإن وضع البلاد الغير المستقر تسبب في تحول غالبية مدن الساحل الغربي إلى نقاط هروب لمئات المهاجرين إلى أوروبا. وأضاف أن المدن الساحلية بشمال غرب البلاد، من بينها مدينة زوارة، أصبحت مراكز للعبور إلى أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط على متن قوارب توفرها عصابات متخصصة في هذه التجارة، من بينها عناصر بعض الميليشيات مقابل مبالغ مالية مهمة. ,تمت إعادة نحو 300 مهاجر غير نظامي، من جنسيات إفريقية وعربية، إلى ليبيا بعد إنقاذهم في عرض البحر خلال محاولتهم الوصول إلى جنوب أوروبا انطلاقا من ثلاث مدن ليبية هي زوارة وصبراتة والزاوية. كما تم إنقاذ 5 عائلات ليبية من الغرق مؤخرا قرب سواحل جزيرة لامبيدوزة الإيطالية، وذلك حسب ما نشره موقع روسيا اليوم في 10 اكتوبر 2020. ليبيا .. أزمة أمن دولي و تأثيرات الدور الأوروبي
دور الاتحاد الأوربي في محاربة الهجرة غير الشرعية في ليبيا -الاتحاد الأوروبي
في التقرير العالمي 2021 لمنظمة Human Rights Watch والذي نشر على موقعها الرسمي، ذكر أن دور الاتحاد الأوروبي في محاربة الهجرة غير الشرعية من ليبيا يتمثل في النقاط التالية:
- استمرار الاتحاد الأوروبي في التعاون مع قوات حرس السواحل الليبية التي ترتكب الانتهاكات من خلال دعمها بالزوارق السريعة، والتدريب، وغيرها من أشكال المساندة لكي تعترض آلاف الأشخاص وتعيدهم إلى ليبيا. حتى أكتوبر2020، تمّ إنزال 9, 448 شخصا في ليبيا بعد أن اعترضهم حرس السواحل الليبي، وفقا للمنظمة الدولية للهجرة التي قالت إن الآلاف فُقدوا بعد أن نُقلوا إلى مواقع لم يُكشف عنها.
- إطلاق الاتحاد الأوروبي عملية EUNAVFOR MED IRINI لتطبيق حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة على ليبيا عبر الأقمار الصناعية وسائل جوية وبحرية، في إطار قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2292 (2016). وافقت حكومات الاتحاد الأوروبي على أن تتجنب زوارق دوريات إيرني (IRINI) مراقبة مناطق في البحر الأبيض المتوسط قد تضطر فيها إلى التعامل مع مراكب المهاجرين التي تطلب الاستغاثة.
- استمرار الاتحاد الأوروبي في سياسة التعاون مع السلطات الليبية ودعمها لوقف عمليات الانطلاق وضمان إعادة الذين يُعترضون في البحر إلى ظروف تنطوي على انتهاكات وغير إنسانية في ليبيا. في سبتمبر2020، أضاف الاتحاد الأوروبي إلى قائمة العقوبات الخاصة به وثلاثة كيانات متورطة في خرق حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة.
دعم العملية السياسية
بحث وزير خارجية ألمانيا “هايكو ماس” ونظيره الفرنسي “جان إيف لودريان”، التعاون الثنائي وقضايا الشرق الأوسط، مؤكدين “أهمية إجراء الانتخابات الليبية بموعدها في ديسمبر 2021″ وفقا لـ”روسيا اليوم”. كما غادرت السفينة الحربية الألمانية “برلين” متجهة إلى البحر المتوسط من قاعدة فيلهلمسهافن البحرية ، في مهمة لمراقبة الامتثال لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على ليبيا.
“برلين” هي أحدث مساهمة ألمانيّة في عملية إيريني (IRINI)، بعد أن عادت الفرقاطة “هامبورغ” إلى فيلهلمسهافن من مهمة مماثلة في ديسمبر2020.وتمتلك السفن البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي في البحر الأبيض المتوسط صلاحية صعود وتفتيش السفن المشتبه في تورطها بتهريب أسلحة لصالح الأطراف الليبية المتحاربة وفقا لـ”روسيا اليوم” في 6 مارس 2021.
تقييم جهود الاتحاد الأوروبي في مكافحة الإرهاب والهجرة الغير شرعية في ليبيا -الاتحاد الأوروبي
يمثل الصراع الحاصل في ليبيا تهديدًا حَقِيقِيًّا للاتحاد الأوروبي، وأن عدم استقرار ليبيا وانتشار الجماعات الإرهابية يؤثر بشكل خطير على المصالح الاستراتيجية الأوروبية والأمن الأوروبي وقد يؤدي إلى إلى موجة جديدة من الهجرة غير الشرعية إلى دول الاتحاد الأوروبي. ويركز الاتحاد الأوروبي في مجالي مكافحة الإرهاب ومحاربة الهجرة غير الشرعية على الألية الدبلوماسية عبر مشاركات وفود الاتحاد الأوروبي في ليبيا من خلال مبادرات مختلفة تدعم عملية السلام والتحول السياسي، وخفض التصعيد وتقديم المساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى التنسيق الاستخباراتي بهدف متابعة تحركات الجماعات الإرهابية ونشاطها داخل ليبيا وخارجها.
انتقد “غيدو شتاينبيرغ” الخبير الألماني في شؤون الأمن والإرهاب والباحث في مؤسسة العلوم والسياسة في برلين، اختزال الاهتمام الألماني بالأزمة الليبية من زاوية تدفق للاجئين ليس إلا، واعتبر أن ما يحدث هناك يهم الأمن الأوروبي برمته. وأكد في تحليل نشره موقع “سيسيرو” في 6 أغسطس 2020 أن ” أوروبا تحاول العمل بشكل مكثف على الملف الليبي، ولكن بات من الواضح مدى ضعف الاتحاد الأوروبي، بمجرد أن تخلت الولايات المتحدة عن الاهتمام بليبيا”. وليست هذه المرة الأولى التي يُظهر فيها التكتل القاري ضعف سياسته الخارجية، ذلك أن الدول الأعضاء منقسمة في مواقفها ولها أحيانا مصالح متناقضة في ليبيا.
رابط مختصر…https://www.europarabct.com/?p=74611
*جميع حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب و الإستخبارات
الهوامش
التقرير العالمي 2021 لمنظمة هيومن رايتس ووتش
الاستراتيجية المعدلة: الاتحاد الأوروبي ومكافحة الإرهاب في الساحل الإفريقي
مهربو البشر يستأنفون نشاطهم في ليبيا
الليبيون قلقون مما يحدث على سواحل بلادهم حين يغيب ضوء القمر
سفينة حربية تغادر قاعدة ألمانية باتجاه الساحل الليبي
ليبيا ـ أوروبا تستعد لسيناريو حرب إقليمية في ضفتها الجنوبية؟
الاتحاد الأوروبي يرحب باتفاق ليبيا ومستعد لدعم التنفيذ