“الاخوان المسلمون” في أوروبا – الواجهات و سبل المحاربة
المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ المانيا و هولندا
إعداد وحدة الدراسات والتقارير “8”
تعد الشبكات و الواجهات الاقتصادية والمالية المعقدة لجماعة الإخوان المسلمين و تغلغل هذه الأخيرة داخل المجالس و المراكز الاسلامية في أوروبا، جزء لا يتجزأ من عملياتها الدولية الرامية إلى نشر أيديولوجيتها المتطرفة. وتتطلب معالجة التهديد الذي تشكله هذه الشبكات السرية تعاونا أوروبيا و دوليا من أجل كشفها و تحييدها.
واجهات “الاخوان المسلمون” في أوروبا – “الاخوان المسلمون”
عملت حركات الاسلام السياسي على التغلغل في الدول الأوروبية من خلال السعي الى تكوين ثروات بشرية و مادية ، تسمح لها بتنفيذ مشروعها العالمي. و قد باتت حركات الاسلام السياسي تتخذ بعض الواجهات التجارية و الثقافية مستغلة بذلك القوانين الأوروبية فيما يتعلق بالحريات الفردية و الأتشطة الاقتصادية و الثقافية.
بات هناك حضور آخر لجماعات الاسلام السياسي من جوانب تجارية يعزز تمدده في المجتمعات الاوروبية ، من ذلك ما بات يعرف بـ “تجارة الحلال”. وقد ذكر تقرير لمجلة “إنسايدرز” الأمريكية، في هذا الصدد، أن قيمة تجارة اللحوم الحلال وحدها قدرت بنحو 2.3 تريليون دولار أمريكي سنوياً. كما يتوقع أن ينمو حجم سوق الأغذية والمشروبات الحلال العالمي ليصل إلى 739.59 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2025.مراكز التنظيم الدولي لجماعة الاخوان في أوروبا. بقلم حسام الحداد
ووفقاً لتقرير جديد صادر عن شركة (Grand View Research, Inc) تشهد صناعة الأغذية الحلال العالمية نموًا كبيرًا بسبب زيادة أعداد السكان المسلمين، وهو ما يعني زيادة كبيرة في استهلاك المواد الغذائية؛ إذ من المتوقع أن يرتفع إجمالي عدد السكان المسلمين من 23٪ في الوضع الحالي إلى حوالي 30٪ من إجمالي سكان العالم بحلول عام 2030.
و تشمل أهم الاستثمارات الإخوانية في أوروبا : بنك التقوى الذي أسسه الإخواني يوسف ندا، وبنك أكيدا الدولي، الذي أسسه التنظيم الدولي، وهو متورط في دعم العديد من الجماعات المتطرفة والأصولية، وكذلك مؤسسة أوروبا التي تأسست عام 1997، وشغل منصب مديرها التنفيذي أحمد الراوي عضو المكتب الدولي للجماعة.
و توجد شركات “الأوف شور” التي تعتبر مؤسّسات مالية خارجية تعمل في جزر قريبة من أوروبا، مثل جزر البهاما وجرسي والكايمان، وترتبط هذه الجزر عن كثب بالعواصم المالية والسياسية الكبرى، وتُعَد ملاذات آمنة لإيداع أموال الأثرياء أو تلك الناتجة عن الفساد والجريمة المنظمة. وقد نجحت الجماعة منذ أوائل الثمانينيات من القرن العشرين في بناء هيكل متين من شركات «الأوف شور» بالتوازي مع نمو ظاهرة البنوك الإسلامية، ومن خلال هذا الهيكل تمكنت من إخفاء ونقل الأموال عبر العالم.
تنتشر المؤسسات الإخوانية في أوروبا، منها مؤسسة قرطبة للحوار العربي الأوروبي في بريطانيا، وهي منظمة دعم حقوقي وسياسي، يديرها أنس أسامة التكريتي، مؤسس أغلب المنظمات الإخوانية في بريطانيا، في الفترة من 1997 إلى الآن. كذلك توجد منظمة المجلس الإسلامي في بريطانيا، فهي أكبر منظمة دعم سياسي تعمل باسم المسلمين في بريطانيا، تأسست عام 1997 على يد قيادات جماعة الإخوان المسلمين وبمساعدة شبكة المودودي الباكستانية. ومن الأدوات الإعلامية للإخوان في أوروبا قناة الحوار، وهي إحدى الأدوات الإعلامية المؤثرة لتنظيم الإخوان المسلمين في أوروبا، تأسست عام 2006 على يد عدد من قيادات الإخوان، أشهرهم أنس التكريتي رئيس مؤسسة قرطبة. الإخوان المسلمون في أوروبا ـ لماذا لا يتم حظر الجماعة ؟
سيطرة حركات الإسلام السياسي على المجالس و المراكز الإسلامية في أوروبا ـ “الاخوان المسلمون”
تعتبر أبرز المنظمات التي تنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، هي الرابطة الإسلامية في بريطانيا التي أسسها كمال الهلباوي عام 1997. و أيضا المجلس الإسلامي البريطاني الذي أكدت تقارير حكومية في البلد الأوروبي أن له صلات غير معلنة بجماعة الإخوان المسلمين. أما في النمسا ، توجد الهيئة الدينية الإسلامية ، ويعد أنس الشقفة أحد أبرز قياديها وانتخب رئيسا لـ الهيئة الدينية الإسلامية الجهوية في فيينا، وتتألف الهيئة من 4 هيئات هي؛ الهيئة الدينية الإسلامية الجهوية في فيينا وتخدم مقاطعات فيينا و النمسا المنخفضة و بورغنلاند، والهيئة الدينية الإسلامية الجهوية في لينز، والهيئة الدينية الإسلامية الجهوية في بريغنتنر، والهيئة الدينية الإسلامية الجهوية في جراتس تخدم مقاطعات وشتايرمارك و كيرنتنو. كيف يستغل الإخوان المجالس الإسلامية في أوروبا ؟
تعتمد جماعة الإخوان المسلمين ألمانيا، على إطارين للتحرك؛ الأول رسمي عن طريق 3 كيانات إسلامية كبرى، هي المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا، والمؤسسة الإسلامية لألمانيا، التي تتحكم في نحو 60 مركزاً إسلامياً، وإطار آخر غير رسمي يتمثل في الأفراد المنتمين للاخوان من خارج الإطار التنظيمي.
تدرك حركات الاسلام السياسي أن السيطرة على أوروبا تكمن في السيطرة على أكبر عدد من المراكز و المجالس الإسلامية الأساسية، و استغلال التحكم في هذه الكيانات يمكذنهم من الضغط السياسي على الحكومات و الدول الأوروبية على عدة مستويات. لذلك تعتبر سيطرة حركات الاسلام السياسي و خاصة تنظيم الاخوان المسلمين على المراكز و المجالس الاسلامية خطرا و تهديدا داهما على اعتبار أن مثل هذه المراكز و المجالس الإسلامية فى أوروبا تملك نفوذا و سلطة على قطاع واسع من الجاليات المسلمة و المجتمعات المحلية المسلمة.
أعلنت النمسا، في 8 يوليو 2021، عن توسيع العقوبات المفروضة على “الإخوان المسلمين” وبقية الجماعات المتطرفة وحركة أوستاشا الكرواتية الفاشية وجميع الكيانات الأخرى المدرجة من قبل الاتحاد الأوروبي كجماعات إرهابية. تعود خلفية القرار إلى 1 مارس 2019. ويهدف الحظر إلى الحد من دور منظمات المجتمع المدني في الحياة السياسية النمساوية. و قالت ألمانيا خلال شهر مايو 2021 إنها لن تسمح بأن تكون أراضيها ملاذا آمنا لأي جماعات متطرفة، وخاصة جماعة الإخوان المسلمين. وقالت إنها لن تسمح للمنظمة بالانخراط في أي نشاط يمكن تصنيفه على أنه “غير قانوني”، أو يساهم في انتشار الفكر المتطرف ويحرض على العنف. “الاخوان المسلمون”
تقييم
تعتمد تنظيمات الاسلام السياسي استراتيجيات تقوم على السرية و المراوغة و الخداع في تنفيذ أنشطتها في أوروبا، الأمر الذي صعّب على أجهزة الأمن و الاستخبارات الأوروبية من الكشف عن الواجهات التي تستغلها هذه التنظيمات. وكان تركيز حركات الاسلام السياسي على تطوير مصالحها الاقتصادية والمالية، أحد الركائز الرئيسية لاستراتيجية الإخوان المسلمين لمقاومة الضغوط الأمنية واستنفاد الدول و الحكومات من خلال السعي إلى حرب اقتصادية.
نجد مع مرور الوقت، قوبلت هذه الاستراتيجية بتصميم مستمر من قبل أوروبا ، وهو النهج الذي أدى في الوقت المناسب إلى اتخاذ إجراءات سياسية وتشريعية بهدف تدمير الإمبراطورية المالية لجماعة الإخوان المسلمين. لكن من ناحية أخرى، هناك اعتبارات عديدة تعيق الجهود الاوروبية لتحييد تنظيم الإخوان.
ويبدو ان الدول الأوروبية لن تميز بعد اتخاذ قرارات بين الإخوان المسلمين والحركات “الجهادية” الأخرى. وتشير التقديرات إلى إساءة استخدام الإخوان المسلمين للشبكات المالية والاقتصادية في أوروبا وتتخذ من أنشطة المنظمات الخيرية والجمعيات والمراكز الدينية جمع الزكاة والتبرعات والصدقات التحويلات المالية للأفراد والمؤسسات والشركات واجهة لتمويل أنشطتها.
ماينبغي ان تعمل عليه الدول الأوروبية تعزيز التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب والتطرف والكيانات والمنظمات التي تدعمه. تعزيز مراقبة أنشطة المنظمات الخيرية والجمعيات والمراكز الدينية. إصلاح دور المؤسسات الرسمية المسؤولة عن تنظيم. تكثيف العقوبات الدولية ضد الكيانات والمنظمات التي لا تشارك في مكافحة الإرهاب والتطرف، وبدلا من ذلك إضفاء الشرعية عليه. ينبغي وزيادة الرقابة وتعزيز تبادل المعلومات بين الدول الاوروبية و دول المنطقة.
يذكران جميع هذه المنظمات المتطرفة لديها هياكل أساسية مالية مماثلة. ولمعالجة هذه المسألة، يلزم بذل جهد متجدد على جميع المستويات، بما في ذلك التشريعات ،وتعزيز التعاون الدولي لمعالجة هذه المسألة. وينبغي كذلك أن تكون المؤسسات الرسمية في اوروبا التي تراقب التبرعات في حالة تأهب. كذلك تشديد الجزاءات الدولية المفروضة على المنظمات والمنظمات الإرهابية التي تمول الإرهاب. وأيضا تطوير آليات لتيسير تبادل المعلومات بشكل أفضل بين البلدان الاوروبية.
رابط مختصر..https://www.europarabct.com/?p=76854
*جميع الحقوق محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب و الإستخبارات
الهوامش
Europe Seeks to Combat “Political Islam”
هل تلفظ ألمانيا «الإخوان»؟
أدوات جماعات الإسلام السياسي وآلياتها لتحقيق أهدافها ومشروعاتها في أوروبا
خريطة منظمات الإخوان بأوروبا.. كيف سيتعامل القانون مع البؤر؟
شبكات تمويل جماعة الإخوان المسلمين في الغرب: المظاهر والتجليات
التضييق الأوروبي على الإخوان.. هل يشمل استثمارات التنظيم؟
بالأسماء… كشف شبكة الجمعيات الحقوقية التابعة للإخوان في بريطانيا ومن يديرها