الإستخبارات … تحذر من تسلل عناصر داعش الى أوروبا
المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب و الإستخبارات ـ المانيا وهولندا-وحدة الدراسات والتقارير “1”
حذرت أجهزة الإستخبارات الأوروبية، من أن “داعش” دفع بعناصر له للتسلل بين اللاجئين الذين وصلوا أوروبا. خبراء ومحللون يكشفون عن بعض خطط الأجهزة الأمنية لمنع حدوث هجمات إرهابية محتملة.
المعلومات المتعلقة بدخول الإرهابيين مع مئات الآلاف من اللاجئين القادمين من الشرق الأوسط ليست جديدة، وفق ما تقول سوزانا شروتر خبيرة الإرهاب في جامعة فرانكفورت. “كان هذا معروفاً منذ البداية، لقد حذرت من احتمالية حدوث مثل هذا الأمر قبل أن تحدث هجمات إرهابية”، تقول شروتر لـDW. وتضيف الخبيرة الألمانية: “هذا لأن داعش أعلن إلى أنه ينوي إرسال مهاجمين عبر الطريق الذي يسلكه اللاجئون. في وقت أنكر فيه السياسيون مثل هذه الأنباء”.
كشفت تحقيقات الإستخبارات الالمانية، بان غالبية الافراد المتورطة باعمال تطرف وارهاب في المانيا كانت من اصول عربية ، واسيوية ، البعض منها حصل على التدريب وتسلل عبر موجات اللاجئين منذ مطلع عام 2015، التقارير ذكرت ان هناك بضع مئات من مقاتلي تنظيم داعش تسلل الى اوروبا، ويعتبر مشروع انتحاري.
ثغرات داخل دوائر الهجرة واللجوء
فضيحة اللجوء في ولاية بريمن مازالت تتفاعل مع الشارع الالماني والطبقة السياسية، عندما حصل مقدمي طلبات اللجوء على موافقة من الدولة بالرغم من أنهم قد يشكلون خطرًا محتملاً على الأمن حسب ما نشرت مجلة دير شبيغل الألمانية، بسبب الفساد ودفع الرشوة.
وفي اعقاب ذلك، أنشأ جهاز الإستخبارات ت الداخلية الألمانية خطاً هاتفياً مخصصاً لتلقي المعلومات من مخيمات اللاجئين، وحصلت السلطات الالمانية على الأدلة من المعلومات التي قدمها طالبو اللجوء في عموم ألمانيا والتي تمثل خطر حقيقي بوجود مجموعات إرهابية لـداعش مكلفة بعمليات في أوروبا.
اكتشفت الاستخبارات الالمانية، وجود ثغرات داخل دائرة الهجرة واللجوء، يسمح الى اعداد من اللاجئين، التحرك والتنقل وتغيير اماكن تواجدهم بعيدا عن اي مراقبة ادارية، ناهيك عن اكتشاف دائرة الهجرة مؤخرا عدد من حالات النصب والاحتيال الى اللاجئين على نظام الرعاية الاجتماعية بالتسجيل في اربع او خمس دوائر تحت اسماء وبيانات تختلف الواحدة عن الاخرى من اجل مكاسب مالية، ماعدا الاعداد التي سجلت في دوائر الهجرةواللجوء وغادرت المانيا الى دول اخرى.
نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية يوم 29.04.2017 وثائق استخباراتية إيطالية سرية تكشف عن تسلل قيادات وعناصر من تنظيم “داعش” الإرهابي إلى أوروبا. وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن عناصر “داعش” تسللت إلى أوروبا، عن طريق ليبيا، عبر برنامج صحي تشرف عليه حكومة الوفاق الوطني الليبية تحت قيادة، فايز السراج. ويركز البرنامج الصحي على علاج الجنود التابعين والموالين للحكومة، في القارة الأوروبية. وأشار التقرير الاستخباراتي إلى وجود “شبكة معقدة” من العناصر، التي أدت إلى تسلل عناصر داعش إلى أوروبا متنكرين ضمن جرحى ليبيين.
كشفت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، خلال شهر سبتمبر 2015 ، في تحقيق لها، عن وصول عناصر تنظيم “داعش” إلى أوروبا وسط اللاجئين السوريين من خلال جوازات سفر مزورة، حيث قام مراسل الصحيفة بشراء 2000 جواز سفر سوري، وبطاقة الهوية ورخصة القيادة من بلدة في الحدود التركية. وقال أحد مزوري الجوازات، إن مقاتلي “داعش” يستخدمون وثائق للسفر إلى أوروبا لبدء خلايا الإرهاب أو العيش تحت اسم مستعار، مشيرا إلى أنه تم استخدامها من قبل المهاجرين السوريبن
وأشارت الصحيفة، إلى أن “داعش” استخدم الوثائق من خلال التشابه في الأسماء والشخصيات ليصعب التعرف عليهم، مشيرا إلى أنه ليس هناك شك في أن التنظيم ستكون حريص على استغلال أزمة اللاجئين الحالية للتسلل طريقها إلى أوروبا والمملكة المتحدة، عن طريق البطاقات التي تحمل الختم الرسمي للحكومة، طبعت باستخدام الآلات التي استولت عليها “داعش” وسلمت للمزورين، فيصعب معرفتها.
تحديات أجهزة الإستخبارات
فرغم ما تتخذه الحكومات الأوروبية والغربية من اجراءات، فيبدو أنها غير كافية، بسبب حجم التحدي، والذي ممكن وصفه، بانه خارج عن قدرات وأمكانيات اجهزة دول أوروبا تحديدا وربما بقية الدول الغربية. دول الغرب، لم تدرك من قبل وسائل واساليب تنظيم داعش، وربما تجاهلت ذلك عن قصد، من اجل استقطاب الجماعات المتطرفة من الغرب الى منطقة الشرق الاوسط، وهذا ماحصل.
وفقا لمصادر معلومات موثوقة من داخل العراق، اكدت بإن الحكومة العراقية أوقفت اشراك الالمان بالتحقيق مع الدواعش حملة الجنسية الالمانية، بعد ان اجرت المانيا اتصالاتها مع حكومة اقليم كوردستان حول اطلاق سراح احد عناصر داعش بدون موافقة حكومة بغداد.
مابعد عام 2015، واحداث تفجيرات باريس وماتبعتها من عمليات إرهابية، مطار بروكسل في مارس 2016، وغيرها من العمليات الارهابية، جعل دول أووربا والغرب تنتبه الى إرتداد تنظيم داعش لها وانعكاس ذلك على امنها القومي، الى حد ان تكون التهديدات قائمة.
ما يحصل من تسلل وتسرب لعناصر تنظيم داعش الى اوروبا والغرب، يكشف حجم الخلل داخل هذه الدول، على مستوى دوائر الهجرة واجهزة الاستخبارات، التي لم تعد لحد الان قادرة على تجاوز البيروقراطية في التعامل. فرغم ان اجهزة الامن والشرطة والهجرة اجهزة تنفيذية، لاتستطع القيام باي عمليات دون موافقات القضاء، لكن لايصل الحد الى مستوى ان يتسلل عناصر التنظيمات المتطرفة امام اعين دوائر الهجرة والاستخبارات.
التوصيات
يفترض ان تراجع اجهزة الهجرة الملف مع مراجعة بصمات الاصابع والسجل الجنائي للمطلوبين، يذكر ان المتورطين في ادارة المتفجرات وتصنيعها، من السهل جدا الكشف عن البارود في بصماتهم ! تسلل عناصر داعش، يعطي مؤشر الى ضرورة تعزيز التعاون في مجال مكافحة الارهاب ضد تنظيم داعش، وضروري انشاء بنك معلومات يتم الدخول عليه عبر منصات اليكترونية ومنظومة مغلقة بعيدا عن البيروقراطية والروتين، تشترك به الدول المعنية في مكافحة الارهاب خاصة التحالف الدولي، من اجل تقاسم المعلومات والبيانات.
رابط مختصر … https://www.europarabct.com/?p=47801
*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات