الإستخبارات الروسية … أعشاش تجسس وقواعد خلفية داخل فرنسا
المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب و الإستخبارات-ألمانيا و هولندا
إعداد: وحدة الدراسات و التقارير”3″
العلاقات الروسية الفرنسية، ممكن وصفها، بالعلاقات الجيدة، وهناك تقارب كبير في المواقف ازاء جملة قضايا اقليمية ودولية منها الملف الروسي وليبيا وغيرها من الملفات بضمنها الملف النووي الايراني، لكن رغم ذلك هذا لايمنع من وجود انشطة تحسس بين البلدين، وهي قواعد باتت معروفة في العلاقات الدولية. الإستخبارات ممكن ان تكون الحكومة الخفية، للحكومة وممكن ان تنفذ مالاتستطيع ان تعمله الدبلوماسية.
روسيا أنشطة تجسس داخل فرنسا
أكدت وزيرة الجيوش الفرنسية “فلورنس بارلي” أن ضابطا كبيرا بالجيش كان يعمل ضمن قوات حلف الناتو في إيطاليا، يخضع للتحقيق للاشتباه به في قضية “خرق أمني”. ويشتبه في أن الضابط الذي يحمل رتبة فريق، نقل معلومات حساسة إلى المخابرات الروسية. وأكدت إذاعة “أوروبا 1″ أن الضابط الذي عمل في مركز قيادة للحلف بالقرب من مدينة نابولي الإيطالية، له جذور عائلية في روسيا، كما أنه يتحدث اللغة الروسية بطلاقة. وفقا لـ”BBC” في 30أغسطس 2020. روسيا و بريطانيا..حرب جواسيس و أزمات دبلوماسية
اتهمت وزيرة الدفاع الفرنسية “فلورنس بارلي” روسيا بمحاولة اعتراض الاتصالات العسكرية من قمر صناعي فرنسي إيطالي، ووصفتها بأنها “عملية تجسس”. وأوضحت أن “قمر صناعي اقترب” من المدار الفرنسي-الإيطالي المداري أثينا-فيدوس العام 2017. وأضافت “يُطلق على هذا القمر الصناعي ذي الأذن الكبيرة “Luch-Olymp”، وهو قمر صناعي روسي معروف” وفقا لـ”CNN”.
جبال الألب وكر الجواسيس الروس – الإستخبارات الروسية
دحض وزير الخارجية “سيرغي لافروف” الشائعات التي تزعم بوجود “عشّ تجسس” روسي في فرنسا. ويقول “لافروف” خلال مؤتمر “البحر الأبيض المتوسط: حوار روما”: “الأنباء التي تتحدث عن عش تجسس روسي في فرنسا، باطلة”. وأضاف: “قرأت أنهم عثروا في سافوي على عش تجسس روسي… وكتبوا لاحقا أنه لا يتم تسجيل أي نشاط تجسس لهذا العش… فيما يؤكدون رغم ذلك أن العش للتجسس!”. وفقا لـ”روسيا اليوم” في 6 ديسمبر2019.
ذكرت صحيفة “لوموند” أن منطقة “أوت سافوا” في قلب جبال الألب الفرنسية، كانت “وكراً” لـ”15″ جاسوساً ينتمون إلى وحدة نخبوية في المخابرات العسكرية الروسية نفذت عمليات في أوروبا، بما فيها محاولة تسميم الجاسوس المزدوج “سيرغي سكريبال”، وقاعدة لوجيستية لهم.
وتمكنت الأجهزة الاستخباراتية الأوروبية من تحديد هويات (15) ضابطا ينتمون إلى “وحدة 29155” التابعة للاستخبارات العسكرية الروسية، تم توزيعهم في أوروبا بين عامي 2014 – 2018. ومن بين الذين بقوا في “أوت سافوا” (ألكساندر بتروف ورسلان بوشيروف)، وهما إسمان مستعاران للعميلين المتهمين بتنفيذ الهجوم على”سكريبال”. وفقا لـ”يورونيوز” فى 5ديسمبر2019.
تورط روسي بدعم السترات الصفراء – الإستخبارات الروسية
باريس اتهمت موسكو بالعمل على التأثير في الاحتجاجات التي بدأها متظاهرون يرتدون سترات صفراء على مستوى بوابات المرور على طريق سريع، في “بياريتز” جنوب غرب فرنسا في ديسمبر 2018، وذلك من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. وفتحت فرنسا تحقيقا حول تدخل روسي محتمل في الاحتجاجات، بعد تقارير تفيد بأن حسابات وسائل التواصل الاجتماعي المرتبطة بموسكو استهدفت الحركة بشكل متزايد. وتابعت إن المتصيّدين عبر وسائل التواصل الاجتماعي الروسية ساعدوا في تأجيج احتجاجات “السترات صفراء”.
فرنسا و ضمان أمن أجواء دول البلطيق – الإستخبارات الروسية
تبقى(4) مقاتلات فرنسية من طراز “ميراج 2000” على أهبة الاستعداد في مهمتها لضمان أمن أجواء دول البلطيق وجارات روسيا. وعلى أثرضم روسيا شبه جزيرة القرم وتدخل موسكو في النزاع في أوكرانيا، تم توسيع هذه المهمة التي تسمى “حراسة أجواء البلطيق” وتنطلق من قاعدة “سيولياي” في ليوتوانيا، إلى قاعدتين أخريين هما “مالبورك” في بولندا و”أماري” في استونيا. وفقا لـ”الحرة” في 29 أغسطس 2020 وسبق أن أرسلت فرنسا مقاتلات خلال أعوام 2007 و2010 و2011 و2013 و2015 وهي تأتي في المرتبة الثانية من حيث مساهمتها في هذه المهمة بعد ألمانيا، حسب ما أعلن الجيش الفرنسي وفقا لـ”سبوتنيك”.
وصرح رئيس الأركان الاستوني”مارتن هيرم”، لـ”فرانس برس” “نحن نقدر كثيرا دعم الفرنسيين” في مواجهة “جار غير موثوق به”، مشيرا إلى أن إستونيا دولة صغيرة عدد سكانها ثلاثة ملايين نسمة وتشارك عمليات عدة في مالي مثل المهمة الأوروبية وبرخان، وفي القوة الجديدة “تاكوبا”. وهو يرى أن التزام فرنسا تجاه شريكاتها دول البلطيق في الجو ولكن على الأرض أيضا منذ 2017، كجزء من الوجود الأمامي المعزز للحلف الأطلسي، “ضروري للغاية اليوم”. الإستخبارات الروسية و الألمانية علاقات حميمة و تأريخ طويل من الجوسسة وتصفية العملاء
موقف فرنسا من عمليات التسميم الروسية وضم القرم
حض الرئيس الفرنسي في 15 سبتمبر 2020 نظيره الروسي على توضيح ملابسات “محاولة قتل” المعارض الروسي “نافالني”، بعدما أكدت اختبارات فرنسية وسويدية أنه تم استخدام غاز الأعصاب “نوفيتشوك” ضده. وأكد الإليزيه أن ماكرون “أعرب عن تضامنه الكامل مع ألمانيا لجهة الخطوات التي يتوجب القيام بها”.وأشار إلى الحاجة للحصول على “توضيح من روسيا كجزء من تحقيق شفاف وذي صدقية”. وفقا لـ”سكاي نيوز عربية
أرجأت فرنسا اجتماعا لوزراء الخارجية والدفاع الفرنسيين والروسيين، كان مقررا بباريس في 14 سبتمبر2020، على خلفية التوتر الحاصل بسبب قضية تسميم المعارض الروسي ألكسي نافالني. ومن غير المستبعد أن يتم أيضا إرجاء زيارة الرئيس الفرنسي المقررة لموسكو، وفقا لـ”فرانس24″.
أكد “إيمانويل ماكرون” الرئيس الفرنسي أن فرنسا ترفض الاعتراف بضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية. وصرح بأن “فرنسا ملتزمة بسيادة أوكرانيا على حدودها المعترف بها”. وكشفت وزارة الخارجية الفرنسية إن مراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في أوكرانيا يواجهون “تهديدات وعراقيل غير مقبولة”. وكانت قد أعلنت فرنسا ” طرد(4) من الدبلوماسيين ردا على محاولة تسميم الجاسوس الروسي “سيرجي سكريبال” في بريطانيا وفقا لـ”BBC” في 27 مارس 2018
الموقف الفرنسي من العقوبات على روسيا – الإستخبارات الروسية
أعلن “بييرويمون” المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي للتعاون الأمني مع روسيا، والمسؤول عن استئناف الحوار مع موسكو، أن أوروبا قد تضررت جراء العقوبات المفروضة على روسيا. وأضاف : “العقوبات الأوروبية أدت لانخفاض تجارتنا، وهذا عموما في جميع أنحاء أوروبا. لقد منحنا بذلك روسيا فرصة طورت بها قطاعها الزراعي نتيجة لهذه العقوبات، الأمر الذي لم ينعكس على فرنسا أو ألمانيا فحسب”. وشدد على أن الإجراءات العقابية الأوروبية دفعت روسيا نحو الصين، التي أصبحت شريكا ذا أولوية، على وجه الخصوص، في مجال التكنولوجيات الجديدة. وفقا لـ”روسيا اليوم” في 19 فبراير 2020.
العلاقات الفرنسية الروسية – الإستخبارات الروسية
أشار الباحث لدى معهد العلوم السياسية في باريس “فلوران بارمنتييه” إلى أنه “كأي سياسي جيّد، يقول إيمانويل ماكرون لنفسه إنه إذا كانت هناك فرصة للقيام بأمر ما في أوكرانيا فالوقت المناسب هو الآن”. وأضاف “لن يكون الأمر سهلاً لكنه ليس تحركًا طائشًا”، مشيراً إلى أن “التقدم الدبلوماسي الحقيقي” الذي حققته فرنسا كان عبر دعم عودة روسيا إلى مجلس أوروبا، أبرز هيئة لحقوق الإنسان في القارة وفقا لـ”فرانس24″ فى 9 سبتمبر 2019
أكد وزير الخارجية الفرنسي السابق “جان ايف لودريان” إنّ هناك “نافذة لفرصة” لحلّ النزاع الأوكراني بعد تبادل مهم للسجناء بين موسكو وكييف ، لكنّه قال إنه من المبكر الحديث عن رفع العقوبات عن روسيا. وأضاف “حان الوقت (…) الوقت مناسب للعمل على خفض الحذر” المتبادل. وذلك بعد إطلاق وأطلق الرئيس الفرنسيّ إيمانويل ماكرون أخيرا دفعا دبلوماسيا للوفاق في علاقات أوروبا بروسيا وفقا لـ”SWI” في 9سبتمبر2019.
التحليل
ـ مازالت فرنسا توجه الاتهامات الى الإستخبارات الروسية، في قضايا اغتيال معارضين سياسيين الى بوتن، وذهبت بعيدا بتوجيه الاتهامات الى موسكو بانها هي الاخرى متورطة بتظاهرات”السترات الصفراء” بهدف زعزعة الامن وأستنزاف الحكومة الفرنسية واجهزتها الامنية.
ـ تبقى العلاقات الروسية حميمة، رغم أنسطة الأستخبارات الروسية والاتهامات الموجهة لها، ويأتي هذا التقارب بين البلدين، في جملة قضايا، بالتوازي مع توسع الخلافات بين ضفتي الاطلسي في زمن حكومة ترامب.
ـ تحرص باريس أن تظل موسكو شريكا استراتيجيا في إطار مقاربة الرئيس الفرنسي”ماكرون” متعددة الأطراف. وذلك للحد من النزاعات والفضايا الخلافية بين روسيا و الدول الأوروبية، خاصة مايتعلق بالملفين السوري والأوكراني.
ـ رغم انتهاء الحرب الباردة ، فان موسكو، مازالت تعمل “بالند” من دول أوروبا، وبما ان باريس تعتبر المحور الأوروبي الرئيسي الى جانب المانيا، فبدون شك، هذا يعني الكثير الى الإستخبارات الروسية والى الكرملين.
من المتوقع ان تشهد العلاقات السياسية بين البلدين تقاربا أكثر بالتوازي مع تصاعد حدة العمليات الاستخباراتية بين البلدين، مع ارتفاع كفة الإستخبارات الروسية في أوروبا.
رابط مختصر.. https://www.europarabct.com/?p=71953
* حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات
الهوامش
ماكرون يحض بوتن على توضيح ملابسات “محاولة قتل” نافالني..سكاى نيوز عربية
فرنسا تؤجل اجتماعا وزاريا مع روسيا على خلفية قضية تسميم المعارض ألكسي نافالني..فرانس24
تسميم الجاسوس الروسي سكريبال: حلف الناتو يطرد 7 دبلوماسيين روس….BBC
لافروف يكذّب شائعات “عشّ التجسس” الروسي في فرنسا…روسيا اليوم
هل أصبحت “أوت سافوا” الفرنسية “وكراً” للجواسيس الروس؟…يورونيوز
مبعوث ماكرون يدعو أوروبا لمراجعة موقفها من العقوبات ضد روسيا…روسيا اليوم
التجسس: التحقق مع ضابط رفيع بالجيش الفرنسي “للاشتباه في تسريبه معلومات حساسة للمخابرات الروسية”..BBC
“القط والفأر”.. فرنسا تقود جهود الأطلسي لحماية البلطيق من الطيران الروسي…الحرة
فرنسا ترسل أربع مقاتلات “رافال” إلى دول البلطيق…سبوتنيك
فرنسا تعتبر انه “حان الوقت” لتهدئة التوتر مع روسيا..SWI
فرنسا تعتبر انه “حان الوقت” لتهدئة التوتر مع روسيا…فرانس24
فرنسا تتهم روسيا بـ”التجسس”.. وزيرة الدفاع تعلن التفاصيل… CNN
فلاديمير بوتين لا يريد سترات صفراء في الساحة الحمراء … العرب اللندنية