المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ المانيا و هولندا
إعداد : وحدة الدراسات والتقارير “3”
تتولى وكالة الامن والإستخبارات الإيطالية الخارجية (AISE) مسؤولية حماية الأمن القومي الإيطالى من التهديدات الناشئة من الخارج وحماية مصالح إيطاليا السياسية والعسكرية والاقتصادية والعلمية والصناعية .و جمع المعلومات الاستخبارية ذات الصلة . بينما تتولى وكالة الامن والإستخبارات الإيطالية الداخلية (AISI) حماية الأمن القومي من التهديدات الداخلية .
و تبذل الإستخبارات الإيطالية جهودا حثيثة لمكافحة الإرهاب ، خاصة في ظل تزايد التهديدات الإرهابية التي تجتاح القارة الأوروبية .وتتعدد وسائل الإستخبارات الإيطالية لمكافحة الإرهاب ما بين الجانب الأمني ومساعدة دول الصراعات في هذا الإطار، والتصدي للإرهاب في منابعه . وقد كشفت الإستخبارات الإيطالية عزم داعش إرسال آلاف القوارب المليئة بالمهاجرين عبر ليبيا التى تعد البوابة الاستراتيجية لانتقال “داعش” إلى أوروبا.
أنشطة ومهام الإستخبارات الإيطالية
- إطلاق الرهائن المحتجزين لدى “داعش” : استطاعت الإستخبارات الإيطالية وفقا لـ”يورونيوز” فى 6 أبريل 2019 بعد عملية مخابراتية واستقصائية ودبلوماسية دقيقة ومعقدة. إطلاق سراح رجل الأعمال الإيطالى “سيرجيو زانوتي” بعد ما احتجزه تنظيم “داعش” في جنوب تركيا قرب الحدود السورية قبل نحو ثلاث سنوات.
- متابعة تحركات الإرهابيين : حذر” ماتيو سالفيني” وزير الداخلية الإيطالي وفقا لسكاى نيوز عربية فى 17 أبريل 2019 من خطر وجود إرهابيين على متن قوارب المهاجرين المتجهين من ليبيا إلى إيطاليا، مضيفا أن موانئ البلاد ستظل مغلقة.وتأتي تصريحات سالفيني بعد من تهديد رئيس حكومة الوفاق الليبية في طرابلس فايز السراج، بإطلاق المهاجرين للوصول إلى سواحل أوروبا، بعد أن ضيق الجيش الوطني الليبي الخناق على ميليشيات العاصمة.
- تعزيز التعاون الأمنى : كشفت صحيفة لوموند الفرنسية وفقا لـ” الجزيرة” فى 29 مارس 2018 عن لقاء تم بين رئيس مخابرات النظام السوري ونظيره الإيطالي في روما . واستهدفت الزيارة مناقشة قضايا تتعلق بالهجرة والأأمن، وتعزيز التعاون بين الجانبين . وتأتي هذه الزيارة استجابة لدعوة من وكالة المعلومات والأمن الخارجي الإيطالية (AISE)
إستراتيجيات التعاون بين الإستخبارات الإيطالية وسوريا والعراق وليبيا
يبلغ قوام القوة الإيطالية في قاعدتها بمصراتة (400) جندي و(130) مركبة برية ومركبات بحرية وجوية وفقا لـ”سبوتنيك” فى 8 أبريل 2019 كما أنها توفر الرعاية الصحية والدعم والتدريب والتعليم لقوات الأمن والمؤسسات الحكومية الليبية. ونفت إيطاليا الأنباء المتداولة بشأن إجلاء القوات الإيطالية من قاعدتها في مصراتة جوا، مؤكدة عدم صحة هذه التقارير المتداولة.
وأعلنت السلطات الأيطالية وفقا لـ”الشرق الأوسط” فى 6 فبراير 2019 مواصلة برامج تدريب القوات الأمنية العراقية حيث ينتشر (1500) عسكري إيطالي في العراق، مهامهم مقتصرة على تدريب القوات العراقية، وتقديم المشورة. كما أرسلت إيطاليا (20) عنصراً من قواتها الخاصة للمشاركة إلى مناطق سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي – وحدات حماية الشعب الكردية بينهم مستشارون عسكريون. وتمركزوا في حقل العمر النفطي ، وفقا لـ”صحيفة الشرق الأوسط فى 14 يونيو 2018..
الصراع الإيطالى الفرنسي فى ليبيا
نشب خلاف بين فرنسا و إيطاليا، داخل البرلمان الأوربي، بشأن الموقف من التطورات الميدانية الأخيرة في ليبيا، كشف عنه رئيس البرلمان الأوروبي”أنطونيو تاياني” الذي أشار إلى وجود انقسام في وجهات النظر بين البلدين، بسبب مصالحهم المتضاربة وفقا للعربية فى 12 أبريل 2019 . وتدعم فرنسا، التي تمتلك أصولا نفطية كبيرة في شرق ليبيا تجريها شركة “توتال”، قوات الجيش الليبي بقيادة الجنرال القوّي خليفة حفتر، بينما تساند إيطاليا، اللاعب الرئيسي في قطاع النفط بليبيا، المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، وتتواجد لها قوّات عسكرية في مدينة مصراتة، غرب ليبيا.
دعم الملشيات المسلحة فى ليبيا
اتهم الناطق باسم الجيش الوطني الليبي اللواء “أحمد المسماري”، قطر بدعم الميليشيات الإرهابية بالمال والسلاح، منذ عام 2011 وفقا لـ”العربية” فى 17 أبريل 2019 . وزار وزير الخارجية القطري إيطاليا ودعا من هناك لفرض حظر على سلاح الجيش الوطني، وطالبهم بالانسحاب من المناطق التي سيطر عليها في الآونة الأخيرة.وتمضي كل من قطر وتركيا وإيطاليا على ما يبدو في الاتجاه نفسه الرامي إلى مساندة حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج ودعم الجماعات المسلحة. وتواترت أنباء عن إسناد عسكري ميداني تقدمه روما للميليشيات، التي تتخفى وراء حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج.
موقف أيطاليا من سوريا والعراق وليبيا
أعربت وزيرة الدفاع الإيطالية “إليزابيتا ترينتا” عن موقف بلادها حينما قالت لنظيرتها الفرنسية ” فلورنس بارلي” على هامش الاجتماع الوزاري بمقر الناتو في بروكسيل: “لنكن واضحين.. القيادة في ليبيا لنا” وفقا للحياة فى 27 أبريل 2019. وحذّر “جوزيبي كونتي” رئيس الوزراء الايطالي وفقا لـ” SWI swissinfo.ch” فى 18 ابريل 2019 من أن الوضع المتدهور في ليبيا قد يؤدي إلى زيادة في عدد المتطرفين.أعلن ” إينزو موافيرو ميلانيزي ” وزير الخارجية الإيطالي وفقا لـ”روسيا اليوم” فى 11يناير 2019 أن حكومة بلاده تنظر في إمكانية إعادة فتح سفارتها لدى سوريا من جديد،
وأضاف “ميلانيزي” “نحن نعمل عل تقييم الاحتمالات والوقت اللازم لفتح بعثة دبلوماسية في سوريا”.في الوقت نفسه، أكد أن استقرار الوضع في سوريا لا يزال الشرط الرئيسي لهذا الأمر. واضاف “في هذا المعنى لا يوجد تطور خاص.. إيطاليا تهدف إلى فتح السفارات بالعموم حيث تم إغلاقها.. وفيما يتعلق بسوريا ، فان كل شيء يعتمد على تطور الوضع في هذا البلد”.شدّد رئيس الوزراء الإيطالي “جوزيبي كونتي” من بغداد وفقا لـ”فرانس 24″ فى 6 فبراير 2019 على أن تنظيم داعش “لا يزال يشكّل تهديدا جديا”، وذلك خلال زيارة أجرى خلالها محادثات مع نظيره العراقي عادل عبد المهدي والرئيس برهم صالح تناولت مكافحة التنظيم. وأضاف إن “الجهود العراقية كانت أساسية لإلحاق الهزيمة بـ”داعش”.
الخلاصة
تبقى “الحرب ضد الإرهاب وتدفق المقاتلين الأجانب إحدى التحديات الرئيسية التي تواجه الإستخبارات الإيطالية . ولم يعد تسلل الإرهابيين إلى الشواطئ الإيطالية تهديدا محتملا وإنما أصبح مؤكدا مما يفسر قرارت الحكومة الإيطالية بعدم رسو السفن القادمة من مناطق الصراعات . لاسيما بعد تأجج الأزمة الليبية التى تزيد من مخاطر تصاعد ظاهرة الإرهاب وتداعياتها على الأمن الإيطالى .
من المتوقع ان تشهد علاقات أيطاليا مع سوريا تطورا إيجابية من وجهة نظر الطرفين، فسوريا تحتاج ايطاليا في مواقفها السياسية الدولية وايطاليا هي الاخرى تحتاج سوريا لجمع المعلومات حو التنظيمات المتطرفة وعناصرها من حملة الجنسية الأيطالية. لكن من المتوقع ان تستمر الازمات مابين حكومة السراج ـ طرابلس مع روما، وربما هذا يعود الى الجذور التاريحية بين البلدين، الى جانب ملف الهجرة عبر السواحل الليبية الى ايطاليا، هذه الازمة لايمكن حلها بسبب الفوضى التي تشهدها ليبيا. ماينبغي ان تعمل عليه الولايات المتحدة ودول أوروبا اضافة الى الامم المتحدة، ان تجد تسوية سياسية في ليبيا وكذلك في سوريا ومناطق النزاع الاخرى،لان النزاعات تخلق الفوضى.. وهذا ماتستغله الجماعات المتطرفة لصالحها.
كذلك ينبغي على اجهزة الإستخبارات الأوروبية تحديدا، التعاون مع دول المنطقة في تبادل المعلومات وتعزيز التعاون في قضايا مكافحة الإرهاب ومحاربة التطرف، كون التهديدات لم تعد محددة بجغرافية او حدود.
رابط مختصر… https://www.europarabct.com/?p=51516
* حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات
الهوامش
إطلاق سراح رجل أعمال إيطالي محتجز في سوريا منذ 2016 – Euronews
إيطاليا تحذر من إرهابيين على قوارب المهاجرين من ليبيا -أخبار سكاي نيوز عربية
الجزيرة – إيطاليا تفتح ذراعيها لنظام الأسد
تلفزيون القوات الإيطالية لم تنسحب من قاعدتها في مصراتة – Sputnik Arabic
إيطاليا تعلن مواصلتها برامج تدريب القوات الأمنية العراقية – وكالة الأناضول
قوات خاصة إيطالية تنضم إلى التحالف الدولي – الشرق الأوسط
التنافس الروسي – الغربي حول ليبيا – صحيفة الحياة
رئيس الوزراء الايطالي يحذر من تصاعد التطرف في ليبيا – SWI swissinfo.ch
إيطاليا تنظر في إمكانية إعادة فتح سفارتها لدى سوريا – RT Arabic
ليبيا.. معركة طرابلس تجدّد الصراع بين فرنسا وإيطاليا – العربية
رئيس وزراء إيطاليا يحذّر من بغداد من تهديد تنظيم الدولة الإسلامية المستمر – فرانس 24
المسماري: قطر تدعم الميليشيات الإرهابية بليبيا منذ 2011 – العربية