إعداد المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ ألمانيا وهولندا
وحدة الدراسات والتقارير “4″
إن تهديدات تنظيم داعش الحالية وتصاعد التحذيرات من عودة المقاتلين الأجانب إلي المجتمع الألمانى،دفع ألمانيا اكثر للمشاركة بمحاربة الارهاب في المنطقة ومن داخل اوروبا، وكشفت بيانات حكومية لوزراة الداخلية وفقا لـ”DW”فى 23 يونيو 2019 أن آثار أكثر من ( 160) عنصرا ألمانيا في تنظيم”داعش”فُقدت،ولا تتوفرعنها معلومات عن وجودهم .وأن العدد الأكبر من أولئك الذين سافروا إلى سوريا أو العراق قضى نحبه .و أنه من نحو (1050) من الإسلاميين الذين سافروا عاد نحو (25%) منهم إلى ألمانيا.وتتوفر معلومات حول أكثر من (220) شخصا قُتلوا في سوريا أو العراق.كما أن هناك معلومات حول عدد من الأشخاص”تحت ثلاثة أرقام”شاركوا في عمليات قتالية. ونقلت صحيفة “تاغس شبيغل”فى 5 أبريل 2019 أن (90) مقاتلاً ألمانياً ممن تبوأ مناصب عليا في التنظيم ،يريدون العودة إلى ألمانيا.وعاد (30%) من المقاتلين الأجانب إلى ألمانيا، وفقا لسبوتنيك فى 4 مارس 2019.
ومن جانبها بدأت السلطات الأمنية بإصدار قوانين واتخاذ إجراءات جديدة لمواجهة التهديدات الإرهابية،ولم تعد تكتفي فقط بتتبع المشبوهين في قضايا إرهابية ، بل سعت لرصد الجماعات ورجال الدين الذين يبثون أفكارا متشددة تحرض على الكراهية والتطرف،مع رفع جاهزية الشرطة لمكافحة الإرهاب حيث شاهدت مدينة لوبيك شمالي ألمانيا فى 27 ابريل 2018 وفقا لموقع”روسيا اليوم”تدريبات واسعة فى هذا النطاق وشارك حوالي(700) شرطي بجانب رجال الإطفاء والإسعاف.كما بدأت شرطة فرانكفورت وشرطة ولاية هيسن فى 23 مارس 2018،بمشاركة وحدة مكافحة الإرهاب،ودعم وحدات الإسعاف الفوري والمطافئ، تدريبات شاملة لمواجهة مختلف سيناريوهات الإرهاب في محطة قطارات فرانكفورت الدولية .وذلك وفقا لما نقلته صحفية ” العرب اللندنية “.
وتشمل الخطة الامنية الجديدة إجراءات لمواجهة خمسة احتمالات رئيسية، وهي:
- الهجمات باستخدام الأسلحة التقليدية
- الهجمات بالأسلحة المشعة والكيمياوية والبيولوجية
- هجمات الهاكرز على أنظمة الكومبيوتر
- الهجمات بأسلحة الدمار الشامل والأنظمة الناقلة لها
- تدمير أو تخريب الهياكل الارتكازية المهمة .
أشار”فلوريان إندريس”مدير مركز استشارات مكافحة التطرف التابع للمكتب الاتحادي لشؤون الهجرة واللاجئين نقلا عن موقع”صوت ألمانيا”فى 27 فبراير 2018،إلى إن أعباء العمل في هذا المجال مرتفعة،و أن الولايات الألمانية زادت من عمالتها في هذا المجال،و أن مراكز الاستشارات المتخصصة في مجال مكافحة التطرف يعمل بها حاليا ( 80) موظفا .و أفاد تقرير أمنى فى 15 يناير 2018 نقلا عن موقع”دويتشه فيله”توسيع قوام وحدة GSG9 التابعة للشرطة الفيدرالية نظرا لاستمرار خطر الإرهاب،وفتح مركز ثان لها في برلين. وكشفت هيئة حماية الدستور الألمانية أنها وضعت قائمة تضم(19) مسجدا وجمعية تُلقى فيها الخطب المتطرفة،وتحركت الولايات الألمانية المختلفة وبنسق غير معهود لمراقبة المساجد التي ينشط فيها دعاة وأئمة متشددون،والتحري بشأن الأفكار المتطرفة التي يلقونها.
مراقبة الحدود واللاجئين
أعلن”هورست زيهوفر”وزيرالداخلية الألمانى عن عزمه اتخاذ نهج متشدد تجاه اللاجئين،وذلك بتعليق العمل باتفاقية شنغن ومواصلة الرقابة لأجل غير مسمى وتوسيع نطاقها أيضاً، وأنه لابد من تطبيق الرقابة على الحدود الداخلية لفترة طويلة.دعا “زيهوفر” إلى تعيين المزيد من القضاة الإداريين،وتحديد العقبات التي تحول دون إتمام الترحيل،وأكد على أنه يجب البت بعد ذلك في المجال الذي نعتزم فيه تغيير قوانين والمجال الذي نحتاج فيه لاتفاقات مع البلدان الأصلية التي ينحدر منها اللاجئون،والمجالات التي يمكننا فيها مساعدة الولايات والسلطات في تنفيذ الترحيلات .على صعيد متصل وافق الائتلاف الحكومي فى الأول من ابريل 2018 على إقامة مراكز استقبال لطالب اللجوء او”مراكز المرساة”لحين البت بطلبات لجوئهم.
محاربة التطرف والإرهاب عبر الانترنت
اقترحت المفوضية الأوروبية قواعد جديدة فى 13 سبتمبر 2018 نقلا عن” CNN “بفرض غرامات على مواقع الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي الشهيرة،حال عدم استجابتها لإزالة أي محتوى غير قانوني يروج للإرهاب في غضون ساعة من إبلاغ السلطات الوطنية في الدول العاملة بها. وتصل الغرامات إلى 4٪ من الإيرادات السنوية .تقول الصحفية نايلة صليبى نقلا عن اذاعة “مونت كارلو” أن ألمانيا ترى المنصات الاجتماعية هى المسئول الاول عن التطرف عبر الانترنت،ففى 15 مايو 2019 أعلنت أن منصات التواصل الاجتماعي تواجه غرامة تصل إلى 50 مليون يورو إذا أخفقت في حذف المحتويات”غير القانونية الواضحة”خلال 24 ساعة.أما المواد التي لا يتضح بجلاء أنها غير قانونية يجب تقييمها خلال سبعة أيام.
المشاركة فى محاربة داعش محليا
تواجه الأجهزة الأمنية الألمانية قلقا من خطرا داخليا وهو تنامي أعداد المتشددين الإسلاميين المصنّفين خطرين المنتمين للجماعات والتنظيمات المتطرفة،والذين بإمكانهم القيام بعمليات إرهابية داخل البلاد على الرغم من الإجراءات الاستباقية.وكشفت الاستخبارات الألمانية عن ارتفاع عدد السلفيين في ألمانيا في الوقت الراهن إلى (11500) شخص.فرض القضاء الالماني عقوبات على من يلتحق بتنظيمات او منظمات ارهابية داخل وخارج المانيا،وقد وافق مجلس الوزراء الألماني وفقا لـ صحيفة “الشرق الأوسط “فى 4 أبريل 2019 على مشروع قانون ينص على سحب الجنسية من مواطنيها في حال تبين أنهم قاتلوا في صفوف”تنظيم داعش”،وذلك شريطة أن يكونوا حاملين جنسية أخرى.
كشفت الحكومة الألمانية عن أوامر اعتقال صادرة ة بحق (21) مقاتلاً من أنصار”داعش”موجودين في قبضة “قوات سوريا الديمقراطية” . وأدرجت أجهزة الأمن (19) من هؤلاء تحت تصنيف”إسلامي خطير”. في المقابل،و هناك (7) مقاتلين لم تصدر بحقهم أوامر اعتقال،ومن الممكن لهم في حال العودة إلى ألمانيا البقاء أحراراً،ولكن سلطات الأمن طالبت بوضعهم تحت المراقبة في حال عودتهم.
دحر داعش على أراضيه
شاركت ألمانيا قوى التحالف الدولى فى مكافحة داعش فى سوريا والعراق ولكن انحصر دورها فى مهام لوجستيه ولكن ليس من المستبعد ان يتطور الى ابعد من ذلك،لكنه يبقى محدودا نسبيا حيث تردد على نطاق واسع وفقا لموقع “DW” فى 8 يونيه 2019 أن الولايات المتحدة طلبت من الحكومة الألمانية دعمها في إنشاء منطقة عازلة لحماية الأكراد في شمالي سوريا.من جانبها،أكدت الولايات المتحدة أهمية مواصلة مهمة الجيش الألماني في مكافحة تنظيم”داعش”.وطالبت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) في خطاب موجه للمفتش العام في الجيش الألماني بمواصلة المهمة.كما يلعب الجيش الألماني من خلال مهمته في العراق دوراً كبيراً في مساعي التقارب بين القوات الكردية وبقية القوات العسكرية العراقي وتدريب قوات البيشمركة.
الخلاصة
يبدو جليًّا أن التنظيم الإرهابى فى محور اهتمام الحكومة الألمانية،فقد نجحت السلطات الى الان نسبيا فى تفكيك خلايا تنظيم داعش. ورغم مساعي ترحيل الإرهابيين المحتملين،لم ينخفض عدد الإسلاميين الخطرين أمنيا في ألمانيا .حيث بات متوقعا ارتكابهم جرائم خطيرة،في وقت دعت فيه الاستخبارات الألمانية إلى إجراءات وقائية لمواجهة هذا التهديد إلي جانب طرح قوانين جديدة تحد من التهديدت الإرهابية الداخلية والخارجية ومنها سحب الجنسية فى حالة ثبوت المشاركة فى الأعمال الارهابية. وفى وسط تحديات امنية عديدة من ابرزها عودة المقاتلين الأجانب ينبغى على ألمانيا توسيع صلاحيات أجهزة الإستخبارات الألمانية اكثر بما يسمح لها بمراقبة الرسائل النصية عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتعقب المتطرفين و العناصر الخطرة مع تغيير قانون المراقبة للسماح بمراقبة أطفال مقاتلي”داعش”العائدين من سوريا والعراق.
ورغم أن مراقبة العائدين من مقاتلي”داعش”أمر قد يكلف الدولة الكثير من الأموال،لكن لا بد منه لعدم وجود بديل حيث تمكن تلك الصلاحيات الاستخبارات الالمانية من تنفيذ عمليات وقائية إستباقية ضد خلايا الجماعات المتطرفة،وهذا ما اتسمت به خططها خلال العامين الاخيرين. لكن رغم ذلك يجدر ان تقدم الحكومة الالمانية الدعم النفسي والاجتماعي خاصة الى الاطفال والنساء،بأعتبارهم ضحايا ايدلوجية التطرف،والمطالبة بارجاعهم واخضاعهم لبرامج تسمح بخروجهم من مسار التشدد الإيديولوجي لكي لايتم تدويرهم في مناطق النزاع من جديد.
ماينبغي ان تقوم به السلطات الالمانية، هو مواجهة التطرف والإرهاب بكل انواعه، فلم تعد المخاطر محدودة ب المقاتلين العائدين، بقدر ما موجود من انصار للتنظيمات المتطرفة ومتعاطفين معها، تقوم بالترويج الى ايدلوجيات التطرف ومنها تنظيم داعش ولذين يمثلون مصادر تهديد محتملة الى المانيا بتنفيذهم عمليات إرهابية محتملة على غرار عمليات تنظيم داعش.
رابط مختصر .https://www.europarabct.com/?p=52817
* حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات
الهوامش
DWغياب آثار 160 عنصرا ألمانيا في تنظيم”داعش”
سبوتنيك -ألمانيا ستسحب الجنسية من ألمان قاتلوا في صفوف”داعش”
روسيااليوم -شرطة ألمانية تتدرب على مكافحة الإرهاب
https://arabic.rt.com/videoclub/940905-شرطة-ألمانية-تتدرب-مكافحة-إرهاب/
العرب – “أطفال السلفية”ظاهرة تقلق السلطات الأمنية الألمانية
https://www.alaraby.co.uk/society/173f1f8d-f98c-4164-aa4b-1f48a0f2a6a4
صوت ألمانيا -المكتب الإتحادى بألمانيا يبحث تدريب موظفين لمكافحة التطرف الاسلامى
https://germanyvoice.com/archives/21493
DWتقرير أمني:المتطرفون يتنافسون على النفوذ في بريمن
https://www.dw.com/ar/تقرير-أمني-المتطرفون-يتنافسون-على-النفوذ-في-بريمن/a-48462979
DWماس يؤكد من بغداد على مشاركة ألمانيا في مكافحة”داعش”
DWألمانيا تعزز قوة الشرطة الخاصة ـ فما هي وحدة GSG9؟
https://www.dw.com/ar/ألمانيا-تعزز-قوة-الشرطة-الخاصة-ـ-فما-هي-وحدة-gsg9/a-42157676
CNNأوروبا تهدد منصات الإنترنت بسبب المحتوى المروج للإرهاب
https://arabic.cnn.com/business/video/2018/09/13/v65447-bus-european-commission-internet-terrorism
مونت كارلو سياسات مكافحة الكراهية والإرهاب على الإنترنت بين النظرية والتطبيق
الشرق الأوسط – برلين تعتزم سحب الجنسية من”داعشيين”أصحاب جنسيات مزدوجة