الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

الإخوان المسلمين في ألمانيا: حجم التنظيم، الأنشطة، والتمثيل المؤسساتي

moslemsBH-germany
أبريل 24, 2025

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، ألمانيا وهولندا  ECCI، وحدة الدراسات والتقارير “1”

الإخوان المسلمين في ألمانيا: حجم التنظيم، الأنشطة، والتمثيل المؤسساتي

تٌعتبر ألمانيا من الدول الأوروبية التي شهدت وجودًا ملموسًا لتنظيم الإخوان المسلمين منذ خمسينيات القرن العشرين، وتطوّر هذا الحضور ليشمل شبكة من الجمعيات والمراكز الثقافية والتعليمية والدينية، التي تُعد امتدادًا فكريًا وتنظيميًا للحركة الأم في مصر.لا توجد إحصاءات رسمية دقيقة إلى عدد الجماعة أو حجم التنظيم في ألمانيا، نظرًا لعمل التنظيم بأسلوب غير هرمي وغير معلن. لكن وفقًا لتقارير هيئة حماية الدستور ، يُقدّر عدد الأشخاص المرتبطين فكريًا أو تنظيميًا بالإخوان المسلمين في ألمانيا بين 1000 إلى 1450 شخصًا حتى عام 2024، ويتمركز أغلبهم في ولايات: شمال الراين-وستفاليا، برلين، بافاريا، وبادن-فورتمبيرغ. الإخوان المسلمون في ألمانيا ـ مساعي حكومية للحد من أنشطة الجماعة – ملف

أبرز المنظمات والواجهات

ينشط الإخوان المسلمون في ألمانيا عبر مجموعة من الجمعيات والمنظمات التي تشكل “واجهات” رسمية واجتماعية، ومن أبرزها:

ـ الجمعية الإسلامية في ألمانيا  IGD): تُعد الذراع الأساسية للإخوان في ألمانيا، وهي عضو في المجلس المركزي للمسلمين. تأسست على يد سعيد رمضان، صهر حسن البنا.

ـ منظمة “Milli Görüş” (IGMG): رغم طابعها التركي، فإنها حافظت على تقاطعات فكرية وتنظيمية مع الإخوان، وتُعد من أكبر المنظمات الإسلامية في أوروبا.

ـ مركز ميونخ الإسلامي: أحد أقدم وأهم المراكز التي تأسست في ستينيات القرن الماضي وكان تحت إشراف الإخوان المسلمين.

ـ جمعيات تعليمية وخيرية ومراكز ثقافية متعددة، تشمل مدارس قرآنية ومؤسسات حوار الأديان.

الأنشطة والتأثير

تشمل أنشطة تنظيم الإخوان في ألمانيا:

ـ تنظيم المحاضرات والندوات الفكرية التي تروج لأفكار التنظيم.

ـ إدارة مراكز دينية وتعليمية تركز على نشر الفكر الإخواني.

ـ تنظيم حملات سياسية وإعلامية باسم “اندماج المسلمين” في المجتمع الألماني، لكن بمضامين دينية أيديولوجية.

ـ محاولات التأثير على المجالس الاستشارية للسياسات الإسلامية على المستوى المحلي والوطني. وقد حذرت تقارير هيئة حماية الدستور الألمانية مرارًا من أن هذه الأنشطة تهدف إلى “بناء نظام اجتماعي وسياسي بديل يتعارض مع القيم الدستورية الألمانية”.

ماذا عن قيادات الإخوان في ألمانيا؟

لا يعلن التنظيم بشكل واضح عن قياداته، لكن وفقًا لمصادر أمنية وإعلامية، فإن شخصيات من أصول عربية وتركية تتولى إدارة الجمعيات الكبرى. من بين الأسماء التي ذُكرت في سياق رئاسة منظمات ذات صلة بالإخوان: إبراهيم الزيات: شخصية محورية في IGD وممثل شبكة علاقات الإخوان على المستوى الأوروبي. وسمير فلاح:  قيادي في IGD وعضو في المجلس الأوروبي للإفتاء. كما برزت أسماء أخرى في رئاسة منظمات طلابية إسلامية.

لماذا لم يتم حظر جماعة الاخوان في ألمانيا؟

تصنّف هيئة حماية الدستور الألمانية تنظيم الإخوان كتهديد غير مباشر للنظام الديمقراطي. لا يُنظر إليهم كمنظمة إرهابية، بل كـ”تيار يعمل بشكل هادئ وممنهج لنشر أيديولوجيا تتعارض مع النظام الديمقراطي الحر”.هناك جدل سياسي مستمر حول حظر أنشطة الإخوان، خصوصًا في ظل قانون الحظر الذي طُبق ضد جماعات سلفية متطرفة. التحديات في تصنيف الجماعة:

ـ المعايير القانونية الألمانية  في ألمانيا، لا يُمكن حظر منظمة دينية أو اجتماعية إلا إذا ثبت أنها تمثل تهديدًا مباشرًا للنظام الديمقراطي الحر وذلك وفقًا لقانون الجمعيات . على عكس الجماعات السلفية الجهادية أو الإرهابية التي تعتمد على العنف، فإن تنظيم الإخوان يتبع أسلوبًا غير مباشر وناعم في نشر أيديولوجيته، مما يجعل إثبات تهديده “القانوني المباشر” صعبًا.

ـ  شبكات من الجمعيات الثقافية، التعليمية، الإخوان لا ينشطون في ألمانيا كتنظيم رسمي معلن، بل من خلال شبكات من الجمعيات الثقافية، التعليمية، الخيرية، والدينية، المسجلة قانونيًا. أي محاولة للحظر يجب أن تستهدف كل جمعية على حدة بناءً على أدلة دامغة على أنشطتها الأيديولوجية أو التمويليّة. والأصعب أنه لم تُسجّل السلطات الألمانية تورط جمعيات محسوبة على الإخوان في أعمال عنف داخل ألمانيا. رغم أن الفكر الإخواني يُعدّ “مؤسسًا أيديولوجيًا للتطرف”، إلا أن غياب أعمال عنف مباشرة يُضعف المبررات القانونية للحظر.

ـ  عدم خلق تصور عام بأنها تستهدف الإسلام والمسلمين، الحكومة الألمانية تحاول عدم خلق تصور عام بأنها تستهدف الإسلام كدين، خاصة في ظل تنامي خطاب اليمين المتطرف.حظر الإخوان قد يُستغل من قبل التيارات الشعبوية لتبرير الإسلاموفوبيا، مما يدفع الحكومة لتفضيل المراقبة بدل الحظر. ترى بعض الأجهزة الأمنية الألمانية أن إبقاء الجماعات تحت المراقبة القانونية أسهل من دفعها إلى العمل السري بالكامل، كما حدث مع جماعات أخرى. إن حظر الإخوان دون تفكيك شبكاتهم قد يدفعهم إلى التحول نحو السرية والتشدد، مما يُعقّد المواجهة الأمنية.

ـ تحظى بعض الجمعيات التابعة للإخوان تحظى بدعم مباشر أو غير مباشر من دول حليفة لألمانيا مثل. وقد تكون هناك مخاوف دبلوماسية من أن الحظر الكامل للإخوان قد يُعقّد علاقات ألمانيا ببعض هذه الدول، خاصة في ملفات مثل الطاقة، الهجرة، والوساطة في أزمات الشرق الأوسط .

ـ رغم وجود إدراك أمني وسياسي متنامٍ بخطورة الإخوان المسلمين على المدى البعيد، فإن الإطار القانوني والمؤسساتي الألماني يجعل قرار الحظر شديد التعقيد. لذلك تعتمد ألمانيا استراتيجية “المراقبة والتحجيم” بدلاً من الحظر الشامل، وذلك عبر تكثيف الرقابة على الجمعيات ومراقبة مصادر التمويل. تعزيز الوعي المجتمعي. تقليص النفوذ السياسي للإخوان في المؤسسات التمثيلية للمسلمين. الإخوان المسلمين في ألمانيا ـ هل نجحت الجماعة بتوظيف الإسلاموفوبيا ؟

ماذا تريد الجماعة نشره عبر وسائل التواصل الأجتماع؟

ـ يُظهر نشاط جماعة الإخوان المسلمين في ألمانيا على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي استخدامًا مكثفًا للمنصات الرقمية للترويج لأفكارهم وبناء شبكة تأثير داخل الجاليات المسلمة. يُلاحظ أن الجماعة تستخدم وسائل متعددة، بما في ذلك مواقع إلكترونية وصفحات على منصات التواصل الاجتماعي، لنشر محتوى دعوي وثقافي، وغالبًا ما يكون موجهًا للشباب والمسلمين الناطقين بالألمانية.​

ـ الترويج لأفكار الجماعة: من خلال نشر خطابات “الهوية الإسلامية”، و”الإسلام الوسطي”، و”الانخراط دون الذوبان”.

ـ استقطاب الشباب: عبر تقديم محتوى موجه للشباب بلغات متعددة (العربية، الألمانية، التركية).

ـ التأثير في الرأي العام: من خلال بث رسائل ضد الإسلاموفوبيا، مع خطاب مزدوج أحيانًا بين الاعتدال المعلن وخطاب الهوية المغلق ضمنيًا.

ـ التواصل مع الفروع الدولية: خصوصًا الجناحين التركي والبريطاني، من خلال تبادل الحملات والدعم اللوجستي والإعلامي.

ـ استخدام التعاطف والتركيز على قضايا المسلمين في العالم لإثارة التعاطف وربطها بأجندة الجماعة.

ـ لغة مزدوجة: يتم تقديم خطاب معتدل باللغة الألمانية، في حين يُستخدم خطاب أكثر أيديولوجية باللغة العربية.

ـ استخدام هاشتاغات سياسية: مثل #غزة، #الإسلاموفوبيا، #حرية_الدين، لتوجيه النقاشات وربطها بمواقف الجماعة.

رصدت الاستخبارات الألمانية (BfV) هذه الأنشطة ووصفتها بأنها جزء من محاولات “إعادة إنتاج الإسلام السياسي تحت عباءة ديمقراطية”..

ما تأثير الانقسامات داخل تنظيم الإخوان؟

شهد تنظيم الإخوان المسلمين خلال السنوات الأخيرة انقسامات داخلية حادة، خاصة بعد انتقال مراكز قيادته إلى كل من تركيا والمملكة المتحدة، وذلك عقب سقوط حكم الجماعة في مصر عام 2013. وقد انعكست هذه الانقسامات بوضوح على نشاط الجماعة في أوروبا، لا سيما في ألمانيا، حيث تتواجد إحدى أبرز واجهاتها في القارة، أبرزها:

ـ تباين الرؤى الاستراتيجية بين جناحي تركيا وبريطانيا

ـ القيادة في تركيا تميل إلى خطاب أكثر راديكالية وتصعيدًا، خصوصًا في سياق دعم الحركات الإسلاموية في المنطقة، وتتلقى دعماً سياسياً وإعلامياً من أنقرة.

ـ القيادة في بريطانيا تتبنى خطابًا أكثر براغماتية ومرونة تجاه الغرب، وتحاول التغلغل في المؤسسات الأكاديمية والمجتمع المدني عبر واجهات دعوية وثقافية.

ـ غياب التوافق التنظيمي :  تأثرت جماعة الإخوان في ألمانيا بهذا الانقسام، حيث باتت بعض المنظمات أقرب إلى جناح إسطنبول من حيث الخطاب والتوجه السياسي، فيما حافظت أخرى على علاقاتها التقليدية مع لندن.

ـ ضعف التنسيق والفعالية: أدى هذا الانقسام إلى ضعف نسبي في الهيكل التنظيمي داخل ألمانيا، حيث أصبحت الجماعة تفتقر إلى قيادة موحدة أو مرجعية مركزية، ما انعكس على قدرتها في التأثير السياسي والتنظيمي.

ـ تراجع التمويل والدعم اللوجستي: تأثر تمويل بعض المؤسسات الإخوانية في ألمانيا نتيجة لهذا الانقسام، خاصة تلك التي كانت تعتمد على مصادر مرتبطة بمراكز خارجية باتت متنافسة فيما بينها.

طبيعة خطاب المسلمين في ألمانيا وأوروبا تتسم بالتنوع والتعدد، وهو انعكاس لتركيبة الجاليات المسلمة المختلفة من حيث الأصول والخلفيات الفكرية والمستوى التعليمي، ودرجة الاندماج.

ماهي أبرز تصنيفات الخطاب الإسلاموي للجماعات افسلاموية في ألمانيا؟

ـ الخطاب التقليدي المحافظ : والذي يقوم على فهم تقليدي للإسلام، يركز على العبادات، والهوية الثقافية، والمحافظة على “قيم الجالية”. غالبًا ما يكون ممثلاً في المساجد التي تمولها بعض الدول الإقليمية أو بعض الجمعيات العربية، كما تمثله منظمات مثل DITIB الاتحاد التركي الإسلامي للشؤون الدينية. يبتعد غالبًا عن السياسة، ويركز على الأخلاق، الشعائر، والتربية الإسلامية، لكنه أحيانًا يحمل في طياته تحفظًا تجاه قيم المجتمعات الأوروبية مثل حقوق المرأة.

ـ الخطاب الحركي الإسلاموي: يستند إلى إيديولوجيات تنظيمية مثل الإخوان المسلمين، يسعى إلى التأثير السياسي والاجتماعي داخل المجتمعات الأوروبية. ويكون خطاب مزدوج؛ معتدل رسميًا ومتكيف مع السياق الأوروبي، لكنه قد يحمل رسائل تحريضية أو معادية للديمقراطية ضمنيًا، خاصة في الدوائر المغلقة أو عبر الإنترنت.

ـ الخطاب “الجهادي” : يتسم بالعنف،رافض للاندماج، يعادي الغرب بشكل صريح، ويبرر العنف باسم “الجهاد”.ترتبط بهعناصر أو مجموعات مرتبطة بتنظيمات مثل داعش والقاعدة، وتنتشر بشكل أساسي عبر الإنترنت. ويدعو إلى الانفصال عن المجتمع، ويحرّض على الكراهية والعنف، ويستهدف الشباب المهمّش.

ـ الخطاب الإصلاحي والاندماجي: يسعى إلى التوفيق بين الإسلام والديمقراطية، ويدعو إلى اندماج المسلمين في المجتمعات الأوروبية واحترام قوانينها. أبرز أعضائه من أفراد ومؤسسات فكرية وأكاديمية، غالبًا من الجيل الثاني أو الثالث، ومسلمون علمانيون.يركز على حقوق الإنسان، التسامح، العدالة الاجتماعية، ويعارض التطرف والتأثيرات الأجنبية على الجاليات.

ـ الخطاب الإسلاموي هو الأكثر إثارة للجدل من حيث تأثيره السياسي والاجتماعي، وغالبًا ما تحذّر منه أجهزة الأمن الأوروبية. يلعب الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي دورًا كبيرًا في تشكيل وتوسيع نطاق الخطابات المتطرفة. تركز جهود الحكومات الأوروبية، ومنها ألمانيا، على دعم الخطاب الإصلاحي ومحاصرة الخطابات التحريضية أو العنيفة.

ـ الاستثمار في الاسلاموفوبيا تسعى الجماعة لاستثمار الاسلاموفوبيا ومحاولة بناء مجتمعات موازية في أوروبا من خلال استثمار الإسلاموفوبيا لتكريس خطاب الضحية. ودعم خطاب الهوية والانفصال عن المجتمع الأوروبي .وبناء مجتمعات موازية مغلقة تسهل تمرير الفكر الإسلاموي الحركي.

الوجود التنظيمي لجماعة الإخوان في ألمانيا

رغم أن جماعة الإخوان المسلمين في ألمانيا لا تعمل ضمن هيكل تنظيمي مركزي موحد، فإنها تنشط من خلال شبكة متنوعة من المؤسسات والتنظيمات التي تتكامل فيما بينها لنشر الفكر الإخواني وتوجيه الأنشطة المرتبطة به. ويُعد “منتدى الإسلام في ألمانيا” من أبرز هذه الكيانات؛ إذ يمارس دورًا محوريًا في نشر الفكر الإخواني بطرق غير مباشرة، مستفيدًا من إدارته لعدد من المساجد والمراكز الإسلامية المنتشرة في البلاد. وبالمثل، تبرز “الرابطة الإسلامية في ألمانيا” كإحدى الجهات التي تشارك في تنفيذ أنشطة تدعم فكر الجماعة، مع تركيزها على تقديم الدعم للمجالات التعليمية والدينية.

أما على المستوى الأوروبي، فإن جماعة الإخوان تتمتع بوجود منظم وواسع الانتشار، حيث تعمل من خلال شبكة من الجمعيات والمنظمات الإسلامية التي تتبنى أيديولوجيتها وتسعى إلى توسيع نفوذها في مختلف الدول الأوروبية. في بريطانيا، يُعد اتحاد المنظمات الإسلامية من أبرز الكيانات التي ترتبط بالجماعة، بينما تشهد فرنسا تنسيقًا مماثلًا من خلال اتحاد الجمعيات الإسلامية، وهو ما ينسحب أيضًا على كل من إيطاليا وإسبانيا، حيث سجلت الجماعة حضورًا واضحًا، لا سيما في المراكز الإسلامية التي تُشرف على إدارتها.

ويُلاحظ أن هذه التنظيمات لا تعمل بمعزل عن بعضها البعض، بل تربطها علاقات شراكة وتعاون وثيقة، تترجم من خلال تبادل الموارد المالية التي يتم جمعها غالبًا عبر المساجد والمؤسسات الدينية التابعة لها، إلى جانب تبادل المعلومات وتنسيق الأنشطة الفكرية والدعوية لضمان اتساق الخطاب الإخواني في المجتمعات المسلمة داخل أوروبا. كما تلعب وسائل الإعلام دورًا رئيسيًا في دعم هذا الوجود، إذ توظف الجماعة القنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي لنشر رسائلها والترويج لأفكارها، مع الاستفادة من منظمات فرعية مثل “المنتدى الإسلامي” في إنتاج المقالات والأبحاث التي تدعم توجهاتها الفكرية والسياسية. الإخوان المسلمون في ألمانيا ـ تأثير الجماعة داخل المجتمعات الألمانية

النتائج

ـ تمتلك تنظيم الإخوان المسلمين في ألمانيا قدرة عالية على التكيف والانتشار عبر واجهات قانونية ومجتمعية، مما يصعّب من ملاحقته قانونيًا. ومع تصاعد الوعي الأمني والسياسي بخطورة هذا التنظيم، يُتوقع أن تواصل الحكومة الألمانية تعزيز أدوات الرقابة، وتكثيف تدقيق التمويل والتعاون الدولي في تبادل المعلومات حول شبكات الإخوان.

ـ تدعم ألمانيا برامج نزع التطرف وتعزيز الخطاب المعتدل عبر وزارة الداخلية و”المكتب الفيدرالي للهجرة واللاجئين”. وتمول مشاريع تعليمية في المدارس والمساجد تدعو للاندماج ومناهضة الكراهية. وتكافح الخطابات المتطرفة على الإنترنت عبر التعاون مع شركات التقنية ومراقبة المحتوى.

ـ يمثل الوجود التنظيمي لجماعة الإخوان المسلمين في ألمانيا وأوروبا تحديًا مركبًا للأمن المجتمعي والاستقرار السياسي، بالنظر إلى تنامي أنشطتها الدعوية والمؤسساتية، وقدرتها على التحرك في مساحات قانونية غير محظورة، مستفيدة من هامش الحريات المتاح في الأنظمة الديمقراطية الأوروبية. وبالرغم من اعتمادها خطابًا معتدلًا في الظاهر، إلا أن مضامين هذا الخطاب، وممارساتها الفعلية، تعكس أهدافًا أيديولوجية بعيدة المدى لا تنفصل عن مشروع سياسي عابر للحدود.

التوصيات

ـ  تعزيز الرقابة القانونية والاستخباراتية على المؤسسات والمراكز التي يثبت ارتباطها بتنظيم الإخوان، لا سيما تلك التي تمارس نشاطًا تعليميًا أو دينيًا، مع تفعيل قوانين الشفافية المالية لمراقبة مصادر التمويل والتبرعات الأجنبية.

ـ إعادة تقييم آليات تمثيل الجاليات المسلمة في المؤسسات الرسمية، وقطع الطريق على محاولات الجماعة تقديم نفسها كصوت وحيد للمسلمين في أوروبا، من خلال دعم منظمات بديلة تعبّر عن تنوع المجتمعات المسلمة ولا تتبنى أجندات سياسية دينية.

ـ تعزيز التعاون الأمني الأوروبي المشترك في تتبع شبكة الإخوان العابرة للحدود، عبر تبادل المعلومات حول الأفراد والمؤسسات والأنشطة، والتنسيق المستمر بين أجهزة الأمن الداخلي والاستخبارات الأوروبية.

ـ مراجعة الخطاب الديني والتعليم الديني الممول من الخارج، والعمل على ضبط المحتوى الديني في المساجد والمدارس الإسلامية لضمان توافقه مع القيم الدستورية ومبادئ حقوق الإنسان الأوروبية.

ـ إطلاق برامج توعية ومبادرات وقائية داخل الجاليات، تستهدف الشباب على وجه الخصوص، من أجل تعزيز مفاهيم المواطنة والاندماج، وتحصينهم ضد الخطاب الأيديولوجي المغلق الذي تروج له الجماعة.

ـ فتح المجال البحثي والإعلامي لنقاش نقدي علني وشفاف حول جماعة الإخوان، ومخاطر الإسلام السياسي، بما يساهم في كسر الصورة النمطية التي تعمل الجماعة على بنائها داخل المجتمعات الأوروبية.

إن التعامل مع جماعة الإخوان في أوروبا لا يمكن أن يقتصر على البعد الأمني وحده، بل يتطلب رؤية شاملة تربط بين الأمن، والتعليم، والإعلام، والاندماج، في إطار يحترم الحريات العامة ويحمي النسيج الاجتماعي من الاستغلال الأيديولوجي المنظم.

رابط مختصر.. https://www.europarabct.com/?p=103500

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات ـ ألمانيا وهولندا ECCI

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...