المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهب والإستخبارات ـ المانيا و هولندا
إعداد : جاسم محمد ، باحث في الأمن الدولي والإرهاب ـ بون
الإسلام السياسي في ألمانيا ـ مشروع قانون لرصد تمويل الجماعة
تعد جماعة “الإخوان المسلمين” في ألمانيا، أحد اللاعبين الرئيسيين في تقديم الدعم اللوجستي إلى التنظيمات المتطرفة ونشر الكراهية وبناء مجتمعات موازية، تسعى الجماعة نحو توسيع الدعوة لتطبيق الأفكار المتطرفة وتحقيق أهدافها بشكل منظم وخفي.
وتتصاعد المخاوف في ألمانيا بشأن جماعات وأحزاب الإسلام السياسي والتنظيمات المرتبطة بها كتنظيم الإخوان المسلمين. حيث تسعى تيارات الإسلام السياسي إلى استغلال الجاليات المسلمة بهدف التقرب إلى صانعي القرار الألماني والأحزاب السياسية واستغلال حرية الديمقراطية ليس فقط لتحقيق أهداف سياسية ولكن لإعادة تشكيل المجتمع الألماني.
اتخذت الاستخبارات الداخلية الألمانية (BfV) قراراً بمراقبة أنشطة جماعة الإخوان المسلمين، إلى جانب طيف الإسلام السياسي بكل أنواعه في ألمانيا. الاستخبارات الألمانية قدرت أعضاء جماعة الإخوان المسلمين في ألمانيا بألف عضو، لكن ربما ما تقصده هم الأعضاء المرتبطون بعلاقات تنظيمية هيكلية أكثر من أنصار التنظيم. وما زاد في قلق الاستخبارات الألمانية، تحديداً مكتب ولاية “بادن فورتمبيرغ”، أن جماعة الإخوان المسلمين تركز على التسلل إلى مؤسسات مثل الجامعات.“الإخوان” وحزب اليسار في ألمانيا ـ تخادم وتبادل مصالح
الاستخبارات الألمانية تحذر من خطر “جماعة الإخوان”
الاستخبارات الألمانية، تحذر دائما في تقاريرها، من خطورة جماعة الإخوان المسلمين، وتتزايد خطورة الجماعة اكثر من بقية التنظيمات المتطرفة، كونها تعيش وسط شرائح المجتمع، وتتسلل إلى مؤسسات ألمانية، باستخدامها واجهات عمل منها شركات تجارية ومنظمات ومجالس إسلامية. وتعتبر مجموعة “ديتيب” DİTİB التركية واحدة من أبرز المجموعات التي تنشط تحتها
رصدت الاستخبارات الألمانية في 24 فبراير 2022 تزايد عدد عناصر الإخوان القيادية في العاصمة برلين، بشكل كبير، محذرة من نشاط هذه المجموعة. وهناك تحذيرات من هيئة حماية الدستور صدرت في 10 يناير 2022 من خطر انتشار تنظيم الإخوان المسلمين في البلاد، حيث ارتفع عدد العناصر الرئيسية لتنظيم الإخوان في ألمانيا من (1350) في عام 2019 إلى (1450) في 2020.
يوجد في ألمانيا مايقارب 960 جمعية ومركز إسلامي، غالبيتها تعمل تحت مظلة “الاتحاد التركي الإسلامي ” DITIB ديتيب”. ويعتبر المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا” ZMD”من أبرز المؤسسات الإسلامية في ألمانيا. ويضم المجلس العديد من المنظمات الإسلامية والمساجد التي تخدم عموم الجاليات الإسلامية في ألمانيا. ويتعاون المجلس مع السلطات الألمانية في العديد من المجالات لاسيما المتعلقة بمحاربة التطرف.
مشروع قانون لتجفيف مصادر تمويل الإسلام السياسي
كشفت وثيقة جديدة للاستخبارات الألمانية تناولها موقع لبندستاغ الالماني على موقعه صادرة في 19 يوليو 2022 حول متابعة الإخوان داخل ألمانيا وتمدد تنظيم الإخوان عبر الحدود تحديدا مابين ألمانيا والنمسا، وهذا ما أثار مخاوف الإستخبارات الألمانية.هذه المرة قدم اعضاء من حزب اليسار في البرلمان الألماني، النائبين مارتينا رينر ونيكول غولكه ، جوكاي أكبولوت ، نائب آخر وعن المجموعة البرلمانية دي لينك حزب اليسار حول الروابط الحالية للإسلاميين الألمان والنمساويين. ويبدو ان طلب اعضاء حزب الخضر، لم يلقي اجابات كافية من الإستخبارات الألمانية، كون الأمر يتعلق بسرية المعلومات وسرية التعامل مع استخبارات دولة ثالثة، لايحق الى الالمان الكشف عنها، لكن الاستخبارات اجابة على بعض الأسئلة. الإستخبارات الألمانية اكدت وجود روابط تنظيمية لجماعة الإخوان مابين ألمانيا والنمسا، بينها منظمة DMG الإخوانية في ألمانيا والتي تم استبعادها قبل أشهر من المجلس الأسلامي في ألمانيا وكذلك منظمة ميللي غورس التركية في ألمانيا رابط الوثيقة الصلي. http://رابط اصلي للوثيقة file:///C:/Users/jassi/Desktop/2002796%20ordinal%20doc.pdf
إن مشروع قرار حزب البديل من أجل ألمانيا تم ادراجه تحت رقم Drucksache 20/1020 في 15 مارس 2022 على موقع البرلمان الألماني الرسمي . 2001020.pdf (bundestag.de) يهدف الى تجفيف مصادر تمويل الجماعات الإسلاموية وفرض رقابة مشددة حول مصادر تمويل الإسلام السياسي وأنشطته في ألمانيا . يذكر ان الحزب المسيحي الديمقراطي سبق ان قدم مشروع قرار مشابه في أبريل 2021. مشروع القرار كشف :
ـ كان انفاق الميزانية الاتحادية الخاصة بالمشاريع الإسلامية فقد بلغت تكاليف مؤتمر الإسلام الألماني (DIK) وتمويل مشاريع لتنفيذ أهداف DIK والحوار بين الأديان مايقارب ( 7 مليون يورو) خلال عام 2021 .الإخوان المسلمون في ألمانيا ـ نفوذ متصاعد وتوسع مقلق
ـ كانت تكاليف “برنامج الوقاية من التطرف الإسلاموي” خلال عام 2021 (5 مليون يورو).
ـ بلغت مخصصات الميزانية الفيدرالية لعام 2021 حوالي ( 151 مليون دولار) لتدابير تعزيز التنوع والتسامح والديمقراطية.
ويطلب مشروع القرار :
1ـ تخصيص ما لا يقل عن ثلث الأموال المعتمدة في الميزانية الاتحادية ، والمتاحة للإجراءات المذكورة أعلاه لمحاربة الإسلام السياسي في الميزانية القادمة.
2ـ يدعو مشروع القرار الى تقديم تقرير سنوي إلى “البوندستاغ”، البرلمان الألماني حول تمويل المنظمات الإسلامية في ألمانيا ، ويركز على المجالات التالية :
أـ رصد ومتابعة التبرعات المالية الى الجمعيات والمراكز الإسلامية من ألمانيا وخارجها أو مساعدات مالية من الحكومة الاتحادية، الاعفاءات الضريبية، وضع الأصول بما في ذلك الأصول العقارية، تمويل التنظيمات الإسلامية من حصيلة الضرائب وعن طريق الهبات الأجنبية.
ب ـ إعداد سجل يتم فيه جمع كل المعلومات عن مصادر تمويل أتباع المساجد القائمة.
3ـ تخصيص كراسي في الجامعات والمؤسسات العلمية الاتحادية حول البحث النقدي والتدريس في الإسلام السياسي “مع تقديم مجلد مناسب لمدى تعقيد هذا المجال في الموازنة الاتحادية لعام 2022 .
4ـ إن السيطرة على مصادر التمويل والوقاية الممكنة ضد شراء العقارات في ألمانيا أمر أساسي لمجتمعنا وديمقراطيتنا للحماية من الهجمات الإرهابية المحتملة .
5ـ إن مخاطرتهديد الجماعات الإسلاموية في ألمانيا وأوروبا مازال مستمر.
6ـ يجب أن تتواجد “مجموعة الخبراء في الإسلام السياسي” التي أسستها وزارة الداخلية الاتحادية عام 2021 لمدة عام بشكل دائم كهيئة متخصصة .
ماينبغي العمل عليه
ينبغي على الحكومة الالمانية ان يكون لديها معلومات حول وضع العقارات والأصول المالية لجماعة الإسلام السياسي (الإخوان المسلمين) وغيرها. يجب تكون الحكومة على دراية بالعقارات التي تعود إلى جماعة الإسلام السياسي . على سبيل المثال ان الحكومة الألمانية لا تملك تفاصيل حول استحواذ جماعة الإخوان المسلمين على عقار في برلين Berlin-Wedding مقابل (4 مليون يورو) دفعته مؤسسة Europe Trust. وهي مؤسسة مرتبطة بجماعة الإخوان ، مسجلة في ماركفيلد في بريطانيا، هذا النوع من العمليات ممكن ان يكون ضمن عمليات غسيل الموال التي يقوم بها الإسلام السياسي في ألمانيا وأوروبا.محاربة التطرف ـ المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا ـ البراءة من “الإخوان المسلمين”
إن تمرير اي مشروع قرار داخل البرلمان الالماني يحتاج الى كسب الأصوات ، وهذا يعني ان نجاح مشروع القرار لحزب البديل يعتمد على مدى قدرة الحزب بكسب اصوات داخل البرلمان، خاصة أصوات حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي. يأتي مشروع القرار مع سياسات الحكومة الالمانية باعتماد سياسات أكثر شدة في محاربة التطرف والإرهاب من الداخل.
*نشر في رؤية الإخبارية
*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والإستخبارات
رابط مختصر https://www.europarabct.com/?p=81527
رابط اخر تحديث ..https://www.europarabct.com/?p=81865
هوامش
نص وثيقة البرلمان الألماني Drucksache 20/1020
https://dserver.bundestag.de/btd/20/010/2001020.pdf
Drucksache 20/1020
تقرير: الإخوان المسلمون أخطر على ألمانيا من ″داعش″ والقاعدة
ملف” الإخوان” المسلمين وعلاقتهم مع الأحزاب الأوروبية، علاقة تخادم –
ملف” الإخوان” المسلمين وعلاقتهم مع الأحزاب الأوروبية، علاقة تخادم –