المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب و الإستخبارات ـ المانيا و هولندا
إعداد: وحدة الدراسات والتقارير “22”
الأمن والدفاع في بريطانيا ـ إعادة الحسابات ما بعد “البريكست”
تتعرض “كفاءة وفاعلية” قوى الشرطة في بريطانيا للخطر تزامناً مع تصاعد تهديدات الإرهاب وتجاوز العمليات الإجرامية للحدود الوطنية، اذ اعتبر ضابط بريطاني بارز أنّ شرطة بلاده تتجه نحو “المجهول” في ظل بريكست، الذي انسحبت المملكة المتحدة بموجبه من الاتحاد الأوروبي خلال استفتاء سنة 2016 المقرر رسمياً في 31 يناير 2020. خاصة وأنّ قوى الشرطة البريطانية ما زالت لا تعرف إن كانت ستحتفظ بحق الدخول إلى نظام الآليات والبيانات الأوروبي التابع للاتحاد، أم أنّ الأمر سيتطلب منها الانسحاب من النظام المذكور واللجوء إلى خطط طوارئ بديلة.
ميزات ومكانة بريطانيا داخل الاتحاد الاوروبي
تمتعت لندن داخل الوعاء الأوروبي باستثناءات جعلتها خارج منطقتي اليورو والشنغن، وخارج التزامات أخرى وكان لها دور في تقرير سياسات الاتحاد الأوروبي ما جعلها تحصل على الداتا الأوروبية الأمنية.
فبالعودة إلى الاتفاقية الأخيرة بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي لتنظم علاقتها بالاتحاد وقبل استعراض بنودها، المدونة في وثيقة بـ ـ1246 صفحة، حول التعاون الأمني والتي تعثر الاتفاق حولها، ما يعني أنّ هذا الاخير لن يحصل بشكل انسيابي كالسابق. ستفقد بريطانيا حق الحصول على المعلومات الأمنية، لكنها ستبقى تحصل على بعض المعلومات، خصوصاً المتعلقة ببصمات الأصابع لعموم قارة أوروبا. واتفاقية تسليم المجرمين ومشاركتها في شرطة اليوروبول، كما يمكنها ايضاً حضور اللجان الأمنية العابرة للحدود، ولكن ليس التصويت فيها. في حين افادت بروكسل أنه يمكن تعليق التعاون الأمني في حال حدوث انتهاكات من جانب المملكة المتحدة لالتزاماتها في ما يتعلق بمواصلة الامتثال إلى الميثاق الأوروبي لحقوق الإنسان.
خسائر بريطانيا في مجال الامن والدفاع ومكافحة الارهاب ما بعد البريكست
بريطانيا صاحبة أكبر الميزانيات الدفاعية في الاتحاد الأوروبي حيث تنفق 40 مليار جنيه استرليني “53 مليار دولار” سنوياً. والأكثر إنفاقاً على الدفاع في أوروبا والثانية في حلف شمال الأطلسي. ولديها أسطول من أربع غواصات من فئة “فانجارد” التي يُمكنها حمل 16 صاروخاً من طراز “ترايدنت 2 دي5”. هذه الصواريخ من مخزون تتقاسمه مع البحرية الأمريكية. تُواجه اليوم بشأن قدرتها على مكافحة الجريمة والإرهاب في أعقاب نهاية الفترة الانتقالية الخاصة بخروج بلادها من الاتحاد الأوروبي عدة تعقيدات هي:
ـــ خسارة بريطانيا لبيانات ومعلومات لجنة مكافحة الإرهاب في البرلمان الأوروبي، والتي تعتبر أعلى لجنة تشريعية منذ سنة 2017. وتقوم اللجنة بالبحث فيما هو مطلوب لتحسين التعاون بين الدول والمؤسسات الاتحادية في مجال مكافحة التطرف والإرهاب في الاتحاد الأوروبي.
ـــ فقدان الحكومة البريطانية بعد خروجها من الاتحاد الاوروبي، الحق في نقل اللاجئين والمهاجرين إلى الدولة التي وصلوا إليها في الإتحاد وهو حجر الزاوية في نظام اللجوء الأوروبي المعروف باسم “لائحة دبلن”.
ـــ خسرت المملكة المتحدة القدرة على الاطلاع على قاعدة بيانات “نظام شنغن SIS II ” الأوروبي للمعلومات، الذي شكل سابقاً جزءاً من النظام الوطني للحواسيب لدى الشرطة، ويجري البحث فيه أكثر من 600 مليون مرة سنوياً. أما النظام البديل، أي قاعدة بيانات الإنتربول I-24/7، فيقدم البيانات حالياً في غضون ساعات وليس ثوان.
ـــ ستفقد الشرطة البريطانية إمكانية الوصول الفوري إلى قواعد بيانات الأشخاص في الاتحاد الأوروبي، فيما يتعلق بالسجلات الجنائية وبصمات الأصابع والأشخاص المطلوبين جنائياً.
ـــ المملكة المتحدة ستصبح أيضاً حسب ما أشارت اليه الوكالة الوطنية للجريمة خارج نظام “أمر الاعتقال الأوروبي” European Arrest Warrant لأنها لا تسعى للمشاركة في هذا النظام كجزء من علاقتها المستقبلية بالاتحاد.
ـــ الحرمان من الاطلاع على “قاعدة بروم Prüm لبيانات الحمض النووي، والبصمات وبيانات تسجيل المركبات، علاوة على نظام معلومات السجلات الجنائية الأوروبية الذي تُعتبر المملكة المتحدة الدولة العضو الأكثر نشاطاً فيه.
ـــ لا تزال مشاركة بريطانيا في الــ ـ”يوروبول” وهي مظلة جامعة ينضوي تحتها شركاء إنفاذ القانون في الاتحاد الأوروبي في قيد المناقشة. ماسيعيق حرب المملكة المتحدة على الجريمة والإرهاب.. وهو ما عبر عنه الرئيس الأسبق لجهاز الاستخبارات الداخلية البريطانية MI5، قائلاً: “إنه لا يوجد جانب أمني إيجابي في بريكست، وأنّ أفضل ما يُمكن تمنيه من الحكومة البريطانية هو قيامها بتقليص آثار بريكست السلبية”.
التقييم
مازالت المملكة المتحدة تواجه تحديات أمنية ربما داخلية أكثر في تهديدات الإرهاب والتطرف، ويبدو ان هذه التحديات كانت متوقعة جدا، مابعد “البريكست” بسبب اعادة ترتيب او ربما هيكلة او وضع تشريعات جديدة تتماشى مع قدرات المملكة المتحدة.تبقى بريطانيا بحاجة الى التعاون مع الاتحاد الأوروبي ويبقى ايضا الاتحاد بحاجة الى بريطانية ربما في مجالات الدفاع اكثر من موضوعات الأمن. رغم خروج بريطانيا من الاتحاد يبقى تهديد الإرهاب في المملكة المتحدة داخليا، يجدر الاشارة ان الشرطة البريطانية، نجحت أكثر من بقية دول أوروبا في رد الفعل السريع بصد هجمات الذئاب المنفردة.
رابط مختصر.. https://www.europarabct.com/?p=77662
*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات
الهوامش:
ـــ امن بريطانيا الى المجهول عند مغادة لندن الاتحاد الاوروبي.
ـــ بريكسيت: حكاية بيع الاوهام.
ـــ انسحاب بريطانيا من الاتحاد الاوروبي … ورطة ام مكسب؟.
ـــ ما هو اتفاق ما بعد بريكسيت بين بريطانيا والاتحاد الاوروبي؟.
ـــ في ذكرى استقلال امريكا عن بريطانيا: حب مديد بعد حربين.
ـــ .بريطانيا تزيد انفاقها الدفاعي بعد “بريكسيت”بمقدار 32 مليار دولار.
ـــ في ذكرى استقلال امريكا عن بريطانيا: حب مديد بعد حربين.
https://bbc.in/2ZmGo1w
ـــ الاستخبارات البرياطينة … ترسانة قوانين واجراءات لمحاربة التطرف والارهاب.
ـــ دول أوروبية تمتنع عن تسليم مطلوبين إلى بريطانيا، لماذا؟
https://bit.ly/3zvjDVh
ـــ بريكست: بريطانيا تبدأ عهداً جديداً خارج الاتحاد الاوروبي مع بداية العام الجديد.
https://bbc.in/3hXUwot
ــ المطالبة بضمانات ان بريكسيت لن يعرض بريطانيا لمزيد من الجرائم