الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث ؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

الأمن القومي الألماني ـ هل يتحوّل الجيش إلى قوة أوروبية عابرة للحدود؟

germania
سبتمبر 13, 2025

خاص ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، ألمانيا وهولندا  ECCI

الأمن القومي ـ هل يتحوّل الجيش الألماني إلى قوة أوروبية عابرة للحدود؟

تواصل روسيا التصعيد في حرب أوكرانيا منذ بدايتها في فبراير 2022، بينما تتضاءل الثقة بحليفتها الولايات المتحدة الأمريكية. يُقدِّم الاستطلاع السنوي الذي يُجريه مركز الجيش الألماني للتاريخ العسكري والعلوم الاجتماعية (ZMSBw) إجابات على أسئلة حول إدراك التهديد، والعلاقات عبر الأطلسي، والاستعداد للدفاع عن ألمانيا. شارك في الاستطلاع التمثيلي أكثر من 2000 مواطن تم اختيارهم عشوائيًا في الفترة من 11 أبريل إلى 17 مايو 2025.

أفاد الاستطلاع، الذي نُشر في سبتمبر 2025: “يعتقد ثلثا السكان أن روسيا تُشكِّل تهديدًا لأمن ألمانيا، وقد ازداد الخوف من الهجمات الإلكترونية الروسية وتسليح القوات المسلحة الروسية”. يتجلى هذا الشعور بالتهديد بشكل مماثل لدى جميع فئات الشعب الألماني، حتى المشاركين في الاستطلاع الذين يُفضِّلون التصويت لحزب البديل من أجل ألمانيا أو اليسار، يرون روسيا تهديدًا في معظم الحالات. تُمثِّل التوترات بين الغرب وروسيا ثاني أكبر تهديد لأمنهم الشخصي من وجهة نظر المشاركين فى الاستطلاع، بعد التضخم، وحتى قبل الهجرة إلى ألمانيا.

الثقة في الولايات المتحدة كحليف تتضاءل

منذ إعادة انتخاب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة، انخفض مستوى ثقة الشعب الألماني المرتفع سابقًا بالولايات المتحدة كشريك موثوق في التحالف انخفاضًا حادًا بنسبة 21 نقطة مئوية مقارنةً بعام 2024، ليصل إلى 41%. لا يزال 37% فقط من المشاركين يعتبرون الولايات المتحدة شريكًا موثوقًا به من حيث المبدأ. يمثل هذا انخفاضًا بنسبة 28 نقطة مئوية، وهو أكبر تغيير في الموقف مقارنةً بعام 2024. ترى أغلبية نسبية أن السياسة الخارجية والأمنية الأمريكية تُشكِّل تهديدًا للتماسك داخل حلف شمال الأطلسي. رغم تراجع الثقة بالولايات المتحدة كشريك في الناتو، إلا أن غالبية المواطنين لا يرغبون في الاستغناء عن الدعم العسكري الأمريكي.

الدعم المتزايد للقدرات الدفاعية

في ظل هذا الوضع المحفوف بالمخاطر، يحظى تعزيز الجيش الألماني ماليًا وبشريًا بتأييد متزايد. لم يسبق أن أيد عدد أكبر من المواطنين زيادة الإنفاق الدفاعي (64%)، بزيادة (7) نقاط مئوية مقارنة بعام 2024، وزيادة عدد أفراده (65%)، بزيادة (7) نقاط مئوية. تؤيد غالبية المشاركين في الاستطلاع تعزيز الجيش الألماني، بينما تؤيد أقلية ضئيلة خفض الإنفاق الدفاعي (8%) وخفض عدد أفراد الجيش الألماني (7%). بينما يؤيد ربع المشاركين (24%)، بانخفاض (6) نقاط مئوية، الحفاظ على المستوى نفسه.

لا تزال أغلبية كبيرة من المجتمع، تتجاوز 80)%(، تتمتع بموقف إيجابي تجاه الجيش الألماني، وتثق به، وتقيِّم العلاقة بينه وبين المجتمع بشكل إيجابي. ويحظى إدخال خدمة عسكرية جديدة للشباب بموافقة غالبية السكان. وبالمقارنة مع العام 2025، ازداد القبول بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و29 عامًا، وترى أغلبية نسبية في هذه الفئة أن هذا الدمج ضروري.هناك نسبة كبيرة من السكان دون سن الخمسين تقول إنها مستعدة للدفاع عن البلاد بالسلاح في حالة وقوع هجوم عسكري، إذ تبلغ نسبة الاستعداد الشخصي للدفاع عن النفس بين الرجال 54)%(، مقارنة بـ21)%( بين النساء. وهذا يُظهر بوضوح أن “المواطنين لا يطالبون فقط بتعزيز الجيش الألماني من خلال زيادة الإنفاق الدفاعي، بل سيكونون مستعدين للانخراط شخصيًا في الجيش”.

الناتو والاتحاد الأوروبي أكثر أهمية من أي وقت مضى

على الرغم من التراجع الكبير في الثقة بالولايات المتحدة الأمريكية، الشريكة في التحالف، إلا أن غالبية المشاركين ملتزمون بوضوح بدفاع حلف الناتو. وبالمقارنة مع العام 2024، ارتفعت نسبة الموافقة على دفاع حلف الناتو، لا سيما فيما يتعلق بالدور العسكري الرائد لألمانيا. كما تحسنت الآراء حول التعاون الدفاعي للاتحاد الأوروبي، الذي كان إيجابيًا لسنوات عديدة، بشكل ملحوظ مرة أخرى.تؤيد الأغلبية المطلقة من المشاركين سياسة أمنية ودفاعية أوروبية مشتركة، ودعمًا ماليًا لمشاريع التسلح الأوروبية، وقيام الاتحاد الأوروبي بدور فاعل مستقل في سياسة الأمن والدفاع، وجيشًا أوروبيًا مشتركًا. كما زادت نسبة الموافقة العامة على الدور العسكري الرائد لألمانيا في الاتحاد الأوروبي بشكل ملحوظ (44%؛ +7 نقاط مئوية؛ عدم الموافقة: 27%؛ جزئيًا/إلى حد ما: 26%).

النتائج

يشير الاستطلاع الصادر عن مركز الجيش الألماني للتاريخ العسكري والعلوم الاجتماعية إلى تحول عميق في المزاج العام الألماني تجاه قضايا الأمن والدفاع، في ظل تصاعد التهديدات الجيوسياسية من روسيا وتراجع الثقة في الولايات المتحدة الأمريكية كشريك موثوق.

هذا التحول لا يقتصر على النخبة السياسية أو العسكرية، بل يعكس اتجاهًا شعبيًا واسع النطاق، عبّرت عنه نتائج الاستطلاع بوضوح. التراجع الكبير في الثقة بالولايات المتحدة، خاصة بعد إعادة انتخاب دونالد ترامب، يفتح الباب أمام تصوّر جديد للدور الأوروبي في المنظومة الأمنية الغربية.

ألمانيا، باعتبارها أكبر قوة اقتصادية في أوروبا، تُعد المرشّح الأبرز لقيادة هذا التحول. وقد بدأت بالفعل مؤشرات هذا الدور القيادي في الظهور، سواء من خلال الدعم الشعبي المتزايد لتعزيز قدرات الجيش الألماني، أو من خلال المطالب الواضحة بلعب دور ريادي داخل الناتو والاتحاد الأوروبي.

هذا التحول الألماني له أبعاد استراتيجية بعيدة المدى. إذ إن الاستعداد الشعبي للمشاركة الفعلية في الدفاع عن البلاد، وخاصة بين الفئات الشابة، يشير إلى تبلور وعي جديد يقوم على المسؤولية الوطنية والدفاع الذاتي.

إن الدعم لتكوين جيش أوروبي مشترك وتوسيع مشاريع التسلح الأوروبية يعكس رغبة في الاستقلال النسبي عن المظلة الأمريكية، دون التخلي عنها بالكامل.

من المرجّح أن تدفع هذه التوجهات ألمانيا نحو قيادة مبادرات أوروبية جديدة في مجال الدفاع، خاصة في ظل ما يُوصف بـ”الفراغ الاستراتيجي” الذي قد ينجم عن انسحاب أو تقليص دور الولايات المتحدة.

هذا يعني أن السنوات القليلة المقبلة قد تشهد تطورات ملموسة في البنية الدفاعية الأوروبية، ربما تبدأ بإعادة هيكلة في الناتو ثم تتبلور في هيئة دفاع أوروبية أكثر تنسيقًا.

المستقبل مرهون بمدى قدرة ألمانيا على ترجمة هذا التأييد إلى سياسات فعلية، تتطلب استثمارات ضخمة، وتوافقات سياسية داخلية وخارجية، وتوازنًا حذرًا بين العلاقة مع واشنطن وتعزيز الاستقلال الأوروبي.

في كل الأحوال، يبدو أن ألمانيا تسير بخطى ثابتة نحو لعب دور القيادة العسكرية والسياسية في أوروبا، ليس فقط بحكم قوتها، بل بدفع شعبي بدأ يضغط بهذا الاتجاه.

رابط مختصر.. https://www.europarabct.com/?p=109102

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث ؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...