الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث ؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

الأمن القومي الألماني ـ كيف تسهم “الحرب الهجينة” في إعادة تشكيل العقيدة الأمنية؟

nato merz
نوفمبر 02, 2025

خاص ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات  ـ ألمانيا وهولندا ECCI

الأمن القومي الألماني ـ كيف تسهم “الحرب الهجينة” في إعادة تشكيل العقيدة الأمنية؟

أعلن المستشار الألماني فريدريش ميرز في أكتوبر 2025 عن “خطة عمل شاملة جديدة” لمواجهة التهديدات الهجينة، والتي سيتم مراجعتها من قبل مجلس الأمن القومي. فقبل أن تتمكن ألمانيا من وضع الدفاعات، من الضروري تحديد الإجراءات التي يمكن اعتبارها حربًا هجينة. أوضح محلل المعلومات المضللة النمساوي ديتمار بيتشلر: “إن الحوادث مثل الحرائق والانفجارات والحوادث والهجمات، والأحداث المؤيدة لروسيا أو الكتابة على الجدران العامة، ينبغي تقييمها بشكل متزايد بحثًا عن روابط مع العمليات الهجينة”. وحذر من أن التأخير قد يُصعّب الاستجابة. تابع بيتشلر: “إذا لم تتواصل السلطات بوضوح، على سبيل المثال بتوضيح أن الإجراءات دفاعية وليست هجومية، فقد يُسبب ذلك مشاكل كبيرة في حرب المعلومات”.

المرونة في مواجهة الهجمات

يُسلِّط الارتفاع في تحليق الطائرات المسيرة الضوء على هذا التحدي، فبعد نشر أولى مشاهداتها في وسائل الإعلام، ازداد نشاطها بشكل ملحوظ. ووصف وزير الداخلية الألماني ألكسندر دوبريندت الوضع بأنه “تهديد أمني متزايد”، وأعلن عن خطط لإنشاء مركز جديد للدفاع ضد الطائرات بدون طيار. وذكرت صحيفة *فاينانشال تايمز* أن حلفاء الناتو ناقشوا “ردًا حاسمًا” على الإجراءات الاستفزازية المتزايدة التي يتخذها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وتشمل التدابير قيد الدراسة تعزيز دفاعات الطائرات المسيرة مثل “جدار الطائرات المسيرة” على طول الجناح الشرقي لحلف الناتو، وتخفيف قواعد الاشتباك للسماح للطيارين بإطلاق النار على الطائرات الروسية. ولم يُتفق بعد على جدول زمني أو خطة رسمية.

حثّت عدة دول أعضاء، بما في ذلك ألمانيا وفرنسا، على توخي الحذر لتجنب التصعيد العسكري المباشر مع روسيا. ويقول خبير الإرهاب الدكتور بيتر نيومان في “حوار برلين للسلام” في العام 2025، الذي أقيم بوزارة الدفاع الألمانية: “لا يوجد سلام وحرب فحسب، بل هناك شيء ما بينهما”. وحذّر من أن التدابير الدفاعية لا يمكن أن تتبع نهجًا قائمًا على مبدأ “العين بالعين”، بل يجب أن يُؤتي الردع ثماره بجعل الهجمات غير فعّالة؛ أي أن يكون المجتمع والبنية التحتية قادرين على التعافي بسرعة، مما يجعل الهجمات بلا جدوى.

يرى الدكتور نيومان أن المرونة تعني امتلاك الأدوات اللازمة لردع هذه الهجمات وإدارتها، وهو يحذر من إسقاط الطائرات، مجادلاً بأن اتخاذ تدابير أخرى مثل شلّ العمليات السيبرانية الروسية ينبغي أن يأتي أولًا. مضيفًا: “إن إسقاط طائرة يحمل دائمًا خطر التصعيد”، مشيرًا إلى أن أي عمل من هذا القبيل من شأنه أن يؤدي على الأرجح إلى ردّ فعل روسي وقد يتفاقم الوضع.

تخريب محتمل في بولندا

أُلقي القبض على 8 أشخاص، بينهم مواطن أوكراني، مؤخرًا في بولندا فيما وصفه رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك بأنه “يُشتبه في التخطيط لأعمال تخريب”. وبحسب وسائل إعلام بولندية، جرت الاعتقالات في أكتوبر 2025 في عدة مدن، بما في ذلك وارسو وبياليستوك. ويوضح منسق الاستخبارات توماس سيمونياك: “إن المشتبه بهم كانوا يستعدون ليس فقط للتجسس على المواقع العسكرية والبنية التحتية الحيوية، ولكن لتنفيذ أعمال تخريب وهجمات”. وذكرت وكالة الاستخبارات المحلية البولندية أن المعتقلين كانوا على اتصال مع عملاء في روسيا وبيلاروسيا. وتتهم وارسو روسيا وحلفاءها بإرسال عملاء إلى البلاد لتجنيد المخربين، وهو ما نفته موسكو.

النتائج

تُبرز التطورات اتساع نطاق التهديدات الهجينة في أوروبا، لا سيما في ألمانيا وبولندا، كجزء من مشهد أمني متغير تزداد فيه أدوات الحرب غير التقليدية. إعلان المستشار الألماني فريدريش ميرز عن “خطة عمل شاملة جديدة” يعكس إدراكًا متزايدًا بأن الخط الفاصل بين السلم والحرب أصبح أكثر غموضًا، وأن أدوات الردع يجب أن تتكيف مع بيئة هجينة تجمع بين الحرب السيبرانية، وحملات التضليل، والاستفزازات الجوية، وحتى الأعمال التخريبية.

يركز التحليل على أهمية المرونة المؤسسية والمجتمعية كعامل حاسم في مواجهة هذه التهديدات. فالمسألة لا تتعلق فقط بتطوير أنظمة دفاعية أو مراكز لمواجهة الطائرات المسيّرة، بل ببناء قدرة داخلية على التصدي والتعافي السريع، بحيث تُفرغ الهجمات الهجينة من فعاليتها. فالتحذيرات النمساوية والألمانية من صعوبة التمييز بين الأحداث العرضية والعمليات الهجينة تسلط الضوء على فجوة معرفية وتشريعية، إذ لا تزال دول الاتحاد الأوروبي تفتقر إلى تعريف قانوني دقيق للحرب الهجينة، ما قد يعيق سرعة الردّ أو يفتح الباب أمام استغلال سياسي للأحداث.

أما في بولندا، فحادثة توقيف المشتبهين بالتخريب توضح كيف تتجسد هذه التهديدات عمليًا، وتكشف عن شبكة متشابكة من التجسس والاختراق المعلوماتي تمتد من روسيا وبيلاروسيا إلى قلب أوروبا. مستقبلاً، من المرجح أن يتجه الاتحاد الأوروبي نحو “إعادة هيكلة أمنية أعمق” تجمع بين الدفاعين الرقمي والمادي، وتربط بين وزارات الدفاع والداخلية والاتصالات عبر منظومة موحدة للرصد والاستجابة.

ستصبح الحرب الهجينة المحرك الأساسي لتحديث العقيدة الأمنية الأوروبية، ودافعًا لتوسيع التنسيق داخل الناتو. غير أن المعضلة الكبرى ستظل في إيجاد توازن بين الردع الفعّال وتجنّب التصعيد العسكري المباشر مع روسيا، وهو ما سيختبر قدرة أوروبا على الجمع بين الحزم والانضباط الاستراتيجي في بيئة أمنية تتغير بسرعة.

رابط مختصر.. https://www.europarabct.com/?p=111203

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث ؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...