الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث ؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

الأمن الدولي ـ ما هي احتمالية تسليم صواريخ توماهوك إلى أوكرانيا؟

us ukr
نوفمبر 04, 2025

خاص ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات  ـ ألمانيا وهولندا ECCI

الأمن الدولي ـ ما هي احتمالية تسليم صواريخ توماهوك إلى أوكرانيا؟

تعد صواريخ توماهوك الهجومية البرية، التي استُخدمت لأول مرة في عام 1991، هي صواريخ كروز موجهة بعيدة المدى تُطلق عادةً من البحر لمهاجمة أهداف في مهام هجومية عميقة. دخل الطراز الأطول مدىً، وهو طراز بلوك 2 القادر على حمل رؤوس نووية، الخدمة عام 1983، وكان مداه يصل إلى 2500 كيلومتر (1550 ميلاً). أما الطرازات التقليدية الحديثة، فيبلغ مداها 1600 كيلومتر (995 ميلاً). وتَحلّق هذه الصواريخ على ارتفاع منخفض عن سطح الأرض بسرعة 550 ميلاً في الساعة. يبلغ طول الصاروخ 6.1 أمتار، وبُعْد جناحيه 2.5 مترًا، ويزن حوالي 1510 كيلوغرامًا. وتُقدَّر تكلفة الصاروخ الواحد بنحو 1.3 مليون دولار أمريكي.

لماذا تريد أوكرانيا هذه الصواريخ؟

سيعزّز تزويد أوكرانيا بصواريخ توماهوك قدراتها الضاربة بشكل كبير، مما يمكّنها من ضرب أهداف في عمق الأراضي الروسية، بما في ذلك القواعد العسكرية ومراكز اللوجستيات والمطارات ومراكز القيادة التي يصعب الوصول إليها، بذخائر دقيقة ومدمّرة. ويقدّر معهد دراسات الحرب وجود مئات الأهداف العسكرية الروسية ضمن مدى صواريخ توماهوك. وتؤكد أوكرانيا إن مثل هذه القدرات من شأنها أن تساعد في إجبار فلاديمير بوتن على أخذ دعوات ترامب لإجراء مفاوضات مباشرة لإنهاء الحرب على محمل الجد. زعم وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي أن صواريخ توماهوك يمكن أن تكون فعالة بشكل خاص لأن حجم روسيا يجعل تغطية الدفاع الجوي أمرًا صعبًا.

ما هي الجوانب السلبية من وجهة نظر أوكرانيا؟

تُطلق صواريخ توماهوك عادةً من السفن والغواصات، وهي صواريخ لا تمتلكها أوكرانيا. هناك نسخة حديثة نسبيًا تُطلق من البر، وهي “تايفون”، وهي أكثر ملاءمةً لأوكرانيا، إلا أن منصات الإطلاق نادرة. من المعروف أن الجيش الأمريكي يمتلك منصتين فقط من هذه المنصات، على الرغم من عرض منصة إطلاق أخرى، وهي “إكس-ماف”، التي تُعتبر أكثر قدرة على الحركة من “تايفون”.علاوة على ذلك، فهي متوفرة بأعداد قليلة نسبيًا، يقدّرها بعض الخبراء بما يتراوح بين 20 و50 صاروخًا. وتُعتبر هذه الصواريخ أكثر فعاليةً عند إطلاقها دفعةً واحدة، وهو أمرٌ يصعُب تحقيقه مع قلة الأعداد.

مخاوف بشأن التخلي عن صواريخ “توماهوك”

أشار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مرة أخرى إلى أنه لا يفكر في تقديم صواريخ “توماهوك” إلى كييف، التي ناشدت الحصول على السلاح بعيد المدى الذي تقول إنه ضروري للرد على روسيا، مع تكثيف الكرملين لغاراته الجوية على المدن الأوكرانية. وعندما سٌئل في الثاني من نوفمبر 2025، عمّا إذا كان يفكر في توفير صواريخ كروز متطورة لأوكرانيا، أجاب ترامب: “لا، ليس حقًا”، على الرغم من أنه أضاف: “أنه لا يزال بإمكانه تغيير رأيه”. وكان قد أشار ترامب أحيانًا إلى إمكانية تزويد أوكرانيا بصواريخ “توماهوك”، رغم أنه بدا مؤخرًا معارضًا للفكرة، وقد يُضعف رده الأخير آمال كييف في استلامها.

في 12 أكتوبر، عندما سأله الصحفيون عمّا إذا كان سيزوّد كييف بصواريخ “توماهوك”، أجاب ترامب: “سنرى، ربما”. وأضاف: “قد أقول: انظروا، إذا لم تُحسم هذه الحرب، فقد أُرسل صواريخ توماهوك إلى أوكرانيا، روسيا لا تحتاج إلى ذلك، هل يريدون الروس أن تتجه صواريخ توماهوك نحوهم؟ لا أعتقد ذلك”. لكن بعد ها، أوضح ترامب الذي يحاول التوسط في اتفاق سلام بين أوكرانيا وروسيا: “إنه يأمل أن ينتهي الصراع دون التفكير في صواريخ توماهوك”. كما أعرب ترامب عن مخاوفه بشأن التخلي عن صواريخ “توماهوك”، التي يتراوح مداها بين 1600 و2500 كيلومتر، والتي قد تكون ضرورية لتلبية متطلبات الجيش الأمريكي. مؤكدًا: “نحن بحاجة إلى صواريخ توماهوك للولايات المتحدة الأمريكية، لدينا الكثير منها، لكننا نحتاجها. لا يمكننا استنزاف ترسانتنا من أجل بلدٍ آخر لذا لا أعرف ما الذي يمكننا فعله حيال ذلك”.

البنتاغون أعطى الضوء الأخضر لتزويد أوكرانيا بصواريخ “توماهوك”

نقلت شبكة *CNN* في 31 أكتوبر 2025 عن مسؤولين أمريكيين وأوروبيين مطلعين على الأمر، لم تُسمّهم، قولهم إن البنتاغون أعطى البيت الأبيض الضوء الأخضر لتزويد أوكرانيا بصواريخ “توماهوك” بعد أن تأكد من أنها لن تُلحق ضررًا بالمخزونات الأمريكية. ولم يُعلّق البنتاغون ولا البيت الأبيض على هذا التقرير. أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، عقب اجتماع في واشنطن يوم 17 أكتوبر 2025 إنه وترامب ناقشا صواريخ “توماهوك”، لكنه بدا أقل تفاؤلًا بشأن احتمالات تلقي الصواريخ المتطورة بعد المحادثات. يرى جيريمي شابيرو، مدير الأبحاث في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، لإذاعة أوروبا الحرة/إذاعة ليبرتي بعد اجتماع ترامب–زيلينسكي: “لم يتوقع الأوكرانيون حدوث ذلك، لذا فهذا ليس خيبة أمل بالضبط”.

روسيا تحذر من تسليم صواريخ توماهوك

كانت موسكو قد حذّرت واشنطن خلال العام 2025 من عدم تزويد أوكرانيا بصواريخ “توماهوك”، وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: “إن مثل هذه التسليمات ستمثل مرحلة جديدة تمامًا من التصعيد بين الولايات المتحدة وروسيا”. وتأتي مسألة صواريخ “توماهوك” في الوقت الذي أعلن فيه بوتين أن روسيا اختبرت بنجاح صاروخ كروز “بوريفيستنيك” الذي يعمل بالطاقة النووية وقادر على حمل أسلحة نووية، وتسعى إلى إيجاد طرق لنشره، مما أثار قلقًا واسعًا في الغرب. صرّح ترامب في 31 أكتوبر 2025: “أن روسيا والصين تُجريان تجارب نووية سرًّا، لكنهما لا تتحدثان عنها”. وكان ترامب قد صرّح قبلها : “أن الولايات المتحدة تُخطط لاستئناف تجارب الأسلحة النووية”. وأضاف ترامب: “لا تعرف بالضرورة أين يجرون الاختباراتإنهم يجرون الاختبارات تحت الأرض حيث لا يعرف الناس بالضبط ما يحدث مع الاختبار”. ولم يُدلِ بمزيد من التفاصيل. ولم تُبلّغ أي دولة، باستثناء كوريا الشمالية، عن إجراء تجارب نووية منذ تسعينيات القرن الماضي.

وزير الطاقة الأمريكي، واشنطن لا تخطط لإجراء اختبارات تتضمن انفجارات نووية

أشار وزير الطاقة الأمريكي كريس رايت في الثاني من نوفمبر 2025 إلى أن الولايات المتحدة لا تخطط لإجراء اختبارات تتضمن انفجارات نووية. مؤكدًا: “أعتقد أن الاختبارات التي نتحدث عنها هي اختبارات نظامية، هذه ليست انفجارات نووية”. وأضاف رايت: “هذه ما نسميه انفجارات غير حرجة، أي أننا نختبر جميع الأجزاء الأخرى من السلاح النووي للتأكد من أنها تُحقق التصميم الهندسي المناسب وتُهيئ الانفجار النووي”. مع اقتراب حرب أوكرانيا من عامها الرابع، تسعى أوكرانيا إلى استخدام صواريخ “توماهوك” لإضعاف المجهود الحربي الروسي من خلال ضرب منشآت النفط والطاقة في عمق الأراضي الروسية. وواصلت أوكرانيا ضرب مواقع الطاقة في روسيا حتى من دون صواريخ “توماهوك”، باستخدام طائرات بدون طيار ذات قوة انفجارية أقل من الصواريخ المصنعة في الولايات المتحدة. أكد زيلينسكي: “أن ألمانيا زودت أوكرانيا بأنظمة دفاع جوي إضافية من طراز باتريوت من صنع الولايات المتحدة”. ولم يُحدَّد موعد التسليم أو عدد الأنظمة أو الصواريخ المقدمة. ولا تُسلّم الولايات المتحدة صواريخ “باتريوت” مباشرة، بل تُباع للدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، التي تنقلها بدورها إلى كييف.

النتائج

يُعيد التررد الدائر حول تزويد أوكرانيا بصواريخ “توماهوك” فتح النقاش حول توازنات الردع الاستراتيجي بين أوروبا وروسيا، إذ لا تمثل توماهوك مجرد إضافة نوعية لترسانة أوكرانيا، بل تُغيّر طبيعة الحرب ذاتها، من دفاعية إلى هجومية تمتد إلى عمق الروسي. يبدو الموقف الأمريكي متأرجحًا بين الاعتبارات العسكرية والسياسية. فبينما يرى البنتاغون أن المخزونات الأمريكية كافية لتقديم دعم محدود، يبدي الرئيس دونالد ترامب حذرًا واضحًا في اتخاذ قرار التسليم، مدفوعًا باعتبارات تتعلق بأمن الترسانة الأمريكية ورغبته في تجنّب التصعيد مع موسكو

تضغط كييف مدعومة ببولندا ودول البلطيق لتعزيز قدراتها الهجومية، معتبرة أن صواريخ “توماهوك” قد تغيّر قواعد اللعبة وتدفع موسكو إلى طاولة المفاوضات. أما روسيا، فترى في هذه الصواريخ تهديدًا مباشرًا لتوازن الردع، وتتعامل مع احتمال تسليمها لأوكرانيا كـ”خط أحمر”. تحذيرات الكرملين تشير إلى أن أي خطوة من هذا النوع ستُقابَل برد تصعيدي، ربما يشمل استخدام أنظمة أسلحة متطورة أو توسيع نطاق العمليات ضد البنية التحتية الأوكرانية.

من المرجّح أن تبقى صواريخ “توماهوك” ورقة ضغط سياسية أكثر منها خطوة تنفيذية. إذ ستوازن أوروبا بين دعم كييف عسكريًا والحفاظ على خطوط الاتصال مع موسكو لتجنّب الانزلاق إلى مواجهة مباشرة. وفي حال قررت واشنطن المضي قدمًا في التزويد، فسيتم ذلك على الأرجح عبر صيغ محدودة أو رمزية، بما يحقق مكاسب سياسية دون تهديد شامل للتوازن الدولي.

رابط مختصر ..  https://www.europarabct.com/?p=111276

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث ؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...