الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث ؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

الأمن الدولي ـ زيارة ترامب إلى بريطانيا: هل تُعيد ضبط العلاقات عبر الأطلسي؟

us uk
سبتمبر 17, 2025

خاص ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات  ـ ألمانيا وهولندا ECCI

وصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المملكة المتحدة في 16 سبتمبر 2025، في زيارة تستغرق يومين، حيث يستضيف الملك تشارلز الثالث الزعيم الأمريكي في قلعة وندسور، قبل إجراء محادثات مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر. وذلك في الوقت الذي تأمل فيه الحكومة البريطانية أن تُظهر صفقة تكنولوجية بمليارات الدولارات أن الرابطة عبر الأطلسي لا تزال قوية، على الرغم من الخلافات بشأن أوكرانيا والشرق الأوسط ومستقبل التحالف الغربي.

توقيع صفقات في عدة مجالات اقتصادية ودفاعية

من المتوقع أن يوقع الزعيمان صفقات في مجال الطاقة النووية، وتوسيع التعاون في مجال تكنولوجيا الدفاع، واستكشاف سُبل تعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة والمراكز المالية الأمريكية، خلال اجتماعهما في 18 سبتمبر 2025. لكن هناك قضايا ملحة ورئيسية تتعلق بالسياسة الخارجية، فيما يتصل بروسيا وحرب أوكرانيا والحرب في غزة بالنسبة للقادة الغربيين، فكيف يمكن لكل من الطرفين أن يُنسق تحركاته؟

ماذا عن حرب أوكرانيا والوضع في غزة؟

يحاول كير ستارمر، رئيس الوزراء البريطاني، استخدام نفوذه للحفاظ على الدعم الأمريكي لأوكرانيا، بالتزامن مع إحباط ترامب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وعدم تنفيذ ترامب تهديداته بفرض عقوبات جديدة على روسيا لرفضها المشاركة في مفاوضات السلام. أدان شركاء الناتو الأوروبيون بشدة انتهاك روسيا بطائرات مسيّرة للمجال الجوي البولندي، العضو في الناتو، في سبتمبر 2025، ووعدوا بإرسال طائرات وقوات إضافية إلى الحدود الشرقية للحلف. لكن ترامب قلل من شأن الحادث، قائلًا: “ربما كان خطأً”.

يقول مسؤول دفاعي كبير، تم منحه عدم الكشف عن هويته: “إن الملك قريب للغاية من تفاصيل مفاوضات وقف إطلاق النار، ومن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نفسه”، مضيفًا: “هذا يمنح رئيس الوزراء سلاحًا لا يملكه العديد من الزعماء الأوروبيين الآخرين؛ ملك متعاطف أظهر بهدوء ولكن بثبات دعمه لكييف، وهو على استعداد للقيام بدوره في مواجهة تشكك الولايات المتحدة تجاه القضية”.

بالنسبة للوضع في غزة والشرق الأوسط، ابتعد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عن سياسات الرئيس الأمريكي ترامب، بسبب الانتهاكات الإسرائيلية في غزة والتصعيد غير المبرر. وكان ستارمر قد أكد: “أن المملكة المتحدة ستعترف رسميًا بدولة فلسطينية في الأمم المتحدة خلال سبتمبر 2025″، وهو أمر يتناقض بشكل حاد مع السياسة الأمريكية تجاه حليفها إسرائيل في الشرق الأوسط.

توضح توري توسيج، مديرة مبادرة الأمن عبر الأطلسي في مركز أبحاث “المجلس الأطلسي”: “إنه إلى جانب رد فعل ترامب الخافت على توغل طائرة روسية بدون طيار في المجال الجوي البولندي، فإن هذا التموضع الأخير لا يمنح ستارمر مساحة كبيرة للمناورة”. وأضافت توسيج: “إنه في حين أن تقارب ترامب مع العائلة المالكة قد يُعطي ثقلًا لنداء الملك بشأن أوكرانيا، إلا أنها غير مقتنعة بأن الرئيس سيغير مساره”. وإذا كانت المهمة الرئيسية للمملكة المتحدة هي محاولة إبقاء الرئيس الأمريكي ترامب في الغرفة لإجراء محادثات بشأن أوكرانيا، فإن الملك سوف يُساهم على الأقل في هذا الجهد.

ما هي مطالب ترامب خلال الزيارة؟

يُقدم الرئيس دونالد ترامب مطالبه الخاصة، بأن يتوقف الاتحاد الأوروبي وجميع دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) عن شراء النفط الروسي، وأن يفرض الاتحاد الأوروبي رسومًا جمركية باهظة على الصين كشرط لفرض عقوبات على روسيا. وهذا الموقف بعيدٌ جدًا عن موقف لندن والاتحاد الأوروبي الحالي. ومع ذلك، قد يحقق ستارمر مكاسب طفيفة بشأن أوكرانيا، وفقًا لبيتر راف، الذي عمل في إدارة جورج دبليو بوش.

تابع راف قائلًا: “على سبيل المثال، قد تعيد القوتان النظر في خفض سقف سعر النفط الروسي، الذي خفّضه الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، بينما لم تفعل الولايات المتحدة ذلك. وقد يكون هناك مكسب طفيف آخر يتمثل في انضمام ترامب إلى العقوبات الأوروبية المفروضة على سفن روسية فردية”. أردف راف قائلًا: “إن هذه الخطوات الصغيرة قد تكون سبيلًا لأوروبا للتحرك بشراكة مع ترامب”، مشيرًا إلى أن أوروبا أجّلت بالفعل حزمة عقوبات ضد روسيا في محاولة للتنسيق مع واشنطن، وقد يطرح ستارمر فكرة أو اثنتين تتناولان موضوع ترامب المضي قدمًا معًا، ومن يدري إن كان ترامب سيوافق على ذلك”.

أوضح راف: “إن السيناريو الأفضل ربما يكون أن يُكرر ترامب مفهومًا تم طرحه في لقائهما في تعليقاته للجمهور”. لقد نجحت هذه الاستراتيجية من قبل؛ فبعد أن رافق ستارمر وقادة أوروبيون آخرون الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في زيارته إلى البيت الأبيض، صرّح ترامب بأن الولايات المتحدة ستوفر لكييف ‘ضمانة أمنية ممتازة’، مع أن المفاوضات بشأنها وصلت إلى طريق مسدود.

تعزيز مستقبل معاهدة أوكوس (AUKUS)

يرى مارك مونتغمري، الأدميرال البحري المتقاعد الذي خدم في القيادة الأمريكية الأوروبية، أن ترامب قد يكون مستعدًا لتعزيز مستقبل معاهدة أوكوس (AUKUS)، وهي معاهدة أمنية بين أستراليا وبريطانيا والولايات المتحدة. بعد أن أطلق كبير مسؤولي السياسات في البنتاغون، إلبريدج كولبي، مراجعةً للاتفاقية، صرّح ستارمر في مؤتمر صحفي مشترك مع ترامب في يونيو 2025 قائلًا: “نحن نمضي قدمًا في معاهدة أوكوس”. أعلنت أستراليا هذا الأسبوع عن استثمار بقيمة 8 مليارات دولار في بناء السفن، كجزء من التزامها بالاتفاقية.

النتائج

تمثل زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المملكة المتحدة لحظة سياسية محورية في العلاقات عبر الأطلسي، في ظل تغير التوازنات الدولية وتنامي الضغوط الجيوسياسية المتعلقة بروسيا والشرق الأوسط. الزيارة تطرح تساؤلات بشأن قدرة لندن وواشنطن على الحفاظ على وحدة الصف الغربي في وقت تتباين فيه أولويات الطرفين.

على صعيد العلاقات الثنائية، تحاول الحكومة البريطانية إظهار قوة التحالف الأمريكي البريطاني عبر توقيع صفقات تكنولوجية ودفاعية تعكس استمرار التعاون الاستراتيجي، رغم التباينات في ملفات السياسة الخارجية. ويبدو أن ستارمر يراهن على دور العائلة المالكة وخاصة الملك تشارلز كورقة ضغط ناعمة لإقناع ترامب بتعديل مواقفه، خاصة فيما يتعلق بأوكرانيا.

ملف أوكرانيا لا يزال يشكل محور الخلاف الأبرز، فبينما تؤكد لندن أهمية استمرار الدعم الغربي لكييف، فإن موقف ترامب يبدو أكثر تحفظًا، بل وحتى مشككًا، خصوصًا في ضوء رد فعله على الحوادث الحدودية مع دول الجناح الشرقي للناتو لا سيما بولندا. ومع ذلك، يمكن قراءة استعداد ترامب للتفاوض بشأن سقف أسعار النفط الروسي والعقوبات الفردية كمساحة محتملة للمقايضة.

في ملف غزة والشرق الأوسط، اتخذت بريطانيا بقيادة ستارمر موقفًا أكثر استقلالًا عن الولايات المتحدة، بإعلان نيتها الاعتراف بدولة فلسطينية. وهذا قد يُعقد العلاقات مع إدارة ترامب التي تميل تقليديًا لدعم غير مشروط لإسرائيل. هنا يظهر ستارمر في موقع الساعي لبناء سياسة خارجية أكثر توازنًا، لكنه يخاطر بإغضاب الشريك الأمريكي.

تبقى تحالفات كبرى مثل معاهدة أوكوس نقطة توافق نسبي، حيث تدعم الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا شراكة أمنية متقدمة في مواجهة الصين، وقد تستمر هذه المبادرة في التطور، خاصة مع استثمارات أسترالية كبرى في البنية الدفاعية.

رابط مختصر.. https://www.europarabct.com/?p=109422

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث ؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...