الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث ؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

الأمن الدولي ـ أوروبا، بين إعادة التموضع الأمريكي والتهديدات الروسية

us uk
سبتمبر 21, 2025

خاص ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات  ـ ألمانيا وهولندا ECCI

اجتمع مسؤولون من البنتاغون مع مجموعة من الدبلوماسيين الأوروبيين في أغسطس 2025، ونقلوا رسالة صارمة مفادها أن الولايات المتحدة تخطط لقطع بعض المساعدات الأمنية عن لاتفيا وليتوانيا وإستونيا، وهي كلها دول أعضاء في حلف شمال الأطلسي تجاور روسيا. وعلى نطاق أوسع، أكد المسؤول في البنتاغون ديفيد بيكر للمجموعة، وفقًا لمسؤول لديه معرفة مباشرة بالتعليقات، أن أوروبا بحاجة إلى أن تكون أقل اعتمادًا على الولايات المتحدة. وفي عهد الرئيس دونالد ترامب، سوف يحول الجيش الأمريكي انتباهه إلى أولويات أخرى. أعرب بعض الدبلوماسيين الأوروبيين عن قلقهم من أن هذه الخطوة، التي تم الإبلاغ عنها لأول مرة في سبتمبر 2025، قد تشجع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ما هو رد الفعل الأمريكي على التوغلات الروسية؟

أعلنت إستونيا أن طائرات روسية من طراز “ميج-31” دخلت المجال الجوي الإستوني لنحو عشر دقائق، قبل أن تطاردها طائرات إيطالية من طراز “إف-35”. ونفت روسيا انتهاك المجال الجوي الإستوني، مؤكدةً أن طائراتها حلقت فوق مياه محايدة. بعدها، حلّقت طائرات روسية فوق منصة نفط بولندية، وفقًا لوارسو. وخلال سبتمبر 2025، أُسقطت طائرات روسية مُسيّرة في بولندا. كان رد الفعل الأمريكي على هذه الحوادث خافتًا، ولم يتطرق ترامب إلى التوغلات، قبل أن يُصرّح بأنها قد تُسبب “مشكلة كبيرة”. وبعد حادثة بولندا، نشر تغريدةً غامضةً على تطبيقه “تروث سوشيال”: “ها نحن ذا!”.

ترامب أدرك أن إنهاء حرب أوكرانيا أكثر صعوبة

بعد طرح كلا الفكرتين لحل أو التوسط في بعضٍ من أكثر صراعات العالم تعقيدًا، انسحب ترامب إلى حد كبير من الدبلوماسية. وبدلًا من ذلك، سمح لحلفائه، بل وضغط عليهم في بعض الحالات، بتولي زمام المبادرة، مقابل وعودٍ بعيدة بالمساعدة الأمريكية. وقد وجه ترامب اهتمامه بشكل متزايد إلى القضايا الداخلية. بعد نشاط مكثف من الدبلوماسية، بما في ذلك استضافة بوتين في ألاسكا، أبلغ ترامب الأوروبيين أنهم يجب أن يفرضوا عقوبات عقابية على مشتري النفط الروسي إذا كانوا يتوقعون من واشنطن تشديد الخناق المالي على موسكو بسبب حربها في أوكرانيا. وليس من المستغرب، من بعض النواحي، أن يكون ترامب حذرًا من انخراط الولايات المتحدة في صراعات كبرى، فقد أمضى عامين في حملته الانتخابية يجادل بأن البلاد مُرهَقة عسكريًا، ووصفه خصومه السياسيون بالانعزالي.

يقول آرون ديفيد ميلر، الدبلوماسي الأمريكي والباحث البارز في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي: “إن ترامب ربما أدرك ببساطة أن الصراعات أكثر صعوبة مما كان يتصور”. وتابع ميلر: “إنه غير مهتم بفعل أي شيء ما لم يرَ أن الجهد المبذول ورأس المال السياسي سوف يستحق العائد”.

تأثير قرارات ترامب على الأمن الأوروبي

من السهل أن يتبع تغيُّر الرئيس الأمريكي تغيُّر آخر. ففي أبريل ومايو 2025، أعلن علنًا انسحابه من الحرب في أوكرانيا، ليعود وينخرط بقوة في هذه القضية. علاوة على ذلك، لم يكن انسحاب البيت الأبيض مطلقًا، فبعدها بدأت بعض الأسلحة الأمريكية تتدفق إلى أوكرانيا في إطار مبادرة المساعدة الأمنية المشتركة بين الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، المعروفة باسم برنامج PURL. أعرب المحللون عن قلقهم من أن رد الفعل الأميركي المعتدل على الاستفزازات الروسية الأخيرة لن يؤدي إلا إلى تشجيع بوتين على اتخاذ خطوات أكثر عدائية. يقول أليكس بليتساس، الزميل البارز في المجلس الأطلسي: “إن المزيد من الانسحاب الأميركي سيقودنا إلى المزيد من الإجراءات الاستفزازية من جانب بوتين، لأنه يرى أوروبا أضعف، لأنها قابلة للتقسيم، خاصة بدون وجود الولايات المتحدة هناك لدعمها”.

أعرب العديد من الدبلوماسيين الأوروبيين في واشنطن، بشكل خاص، عن إرهاقهم إزاء موقف ترامب المتغير تجاه روسيا، وأشاروا إلى أن أي تشديد آخر لموقفه تجاه موسكو قد يفتقر إلى المصداقية. ففي قمة حلف شمال الأطلسي في يونيو 2025، أشاد ترامب بالقادة الأوروبيين، وفي يوليو 2025 هدد روسيا مرارًا وتكرارًا بفرض عقوبات مباشرة وثانوية، ووافق على إنشاء PURL.

لكن القمة المخيبة للآمال مع بوتين لم تسفر عن أي اختراقات، وكانت بمثابة انتكاسة كبيرة لكييف. فقد غادر ترامب الاجتماع قائلاً: “إن وقف إطلاق النار في أوكرانيا ليس شرطاً مسبقاً للسلام الدائم، وهو الموقف الذي يتبناه بوتين، ولكن ليس الحلفاء الأوروبيون”. وفي مكالمة هاتفية في الرابع من سبتمبر 2025 مع شركائه الأوروبيين، زعم ترامب أن الدول الأوروبية كانت تتوقع من الولايات المتحدة إنقاذها، في حين كان الأوروبيون أنفسهم لا يزالون يدعمون آلة الحرب الروسية من خلال شراء النفط الروسي.

بعدها، أبلغ ترامب مسؤولي الاتحاد الأوروبي بضرورة فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الصين والهند، لمعاقبتهما على مشترياتهما من النفط الروسي. وأكد أحد المسؤولين أنه صوّر هذه الخطوة كشرط مسبق للتحرك الأمريكي. ويقول أنصار ترامب إنه يطالب أوروبا فقط بالدفاع عن أمنها.

لكن بعض الدبلوماسيين يشعرون بوجود فخ. فمثل هذه الإجراءات يصعب تمريرها بسرعة عبر بيروقراطية الاتحاد الأوروبي، لا سيما وأن الاتحاد يُفضل العقوبات على الرسوم الجمركية. كما أشار دبلوماسيان أوروبيان رفيعا المستوى في واشنطن إلى أن ترامب تحدث عن خفض الحواجز التجارية مع الهند. ولم يتضح بعد ما إذا كان التوغّل في إستونيا سيغيّر حسابات ترامب تجاه روسيا. ولم تبدُ حكومته متأثرة برسالة من المشرعين في إستونيا وليتوانيا ولاتفيا تدعو إلى إعادة النظر في خطة ترامب لإلغاء بعض المساعدات الأمنية.

النتائج

تعكس السياسة الأمريكية تحت إدارة ترامب توجّهًا واضحًا نحو الانكفاء على الذات وتقليص الالتزامات الأمنية الخارجية، لا سيما في أوروبا الشرقية. هذا النهج، المُتسم بالتردد والرسائل المتضاربة، خلق حالة من الغموض الاستراتيجي لدى الحلفاء الأوروبيين، خصوصًا في ظل التصعيد الروسي عبر التوغلات الجوية والطائرات المسيّرة.

بينما يسعى ترامب إلى تحميل أوروبا عبء الدفاع عن أمنها، فإن تقليص المساعدات وغياب ردود حاسمة على الانتهاكات الروسية قد يفسره الكرملين كضوء أخضر لمزيد من التوسع الجيوسياسي. المستقبل القريب مرشح لتزايد الضغط على أوروبا لتعزيز قدراتها الدفاعية الذاتية، وربما دفعها نحو تطوير بنى أمنية مستقلة عن الناتو.

في المقابل، قد يستغل بوتين هذه المرحلة لاختبار حدود الرد الغربي، مما يفاقم التهديدات الأمنية في البلطيق. إن استمرار التحول الأمريكي نحو الانعزالية قد يعيد صياغة توازن القوى الأوروبي ويقوّض الردع الجماعي، ما لم تبادر أوروبا إلى ملء هذا الفراغ الاستراتيجي بقرارات أمنية موحدة واستثمارات دفاعية متسارعة.

رابط مختصر..  https://www.europarabct.com/?p=109625

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث ؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...