بون ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ECCI ـ وحدة الدراسات (25)
شهدت أوروبا نشاطاً متزايداً لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، سواء على صعيد المناورات العسكرية أو على مستوى التمركز والانتشار، في إطار ما يمكن اعتباره أكبر إعادة تموضع استراتيجي للحلف منذ نهاية الحرب الباردة. وجاء هذا التصعيد استجابة مباشرة للتطورات الأمنية في شرق القارة، والتوترات المتنامية مع روسيا، فضلاً عن الحاجة لتعزيز قدرات الردع والدفاع الجماعي.
تعزيز القوة والجاهزية لقوات الناتو
قطع حلف الناتو شوطًا طويلًا نحو تعزيز قوته في السنوات الأخيرة. لم يكتفِ أعضاؤه الأوروبيون بزيادة إنفاقهم الدفاعي، بل التزموا أيضًا بتوفير المزيد من القوات المتاحة في وقت قصير، ونشروها في مناطق جديدة وبتشكيلات أوسع، واعتمدوا عملية تخطيط دفاعي أكثر صرامة لتحديد الموارد التي يتطلبها الخطر، وحسّنوا الجاهزية، واتخذوا خطوات أولية نحو التبادلية.
وافق وزراء دفاع الناتو في فبراير 2023، على عملية التخطيط الدفاعي للحلف. (NDPP) يبدأ هذا الإطار بتوجيهات سياسية، يستخدمها القادة العسكريون للحلف لتحديد الحد الأدنى لمتطلبات القدرات اللازمة لقوات التحالف لمواجهة التهديدات الحالية. تُشكل هذه المتطلبات من خلال خطط الدفاع الإقليمية المتطورة (شمال الأطلسي والقطب الشمالي، وأوروبا الشرقية ومنطقة البلطيق، والبحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود). صُممت هذه المتطلبات لضمان قدرة الناتو على الدفاع عن كل شبر من أراضيه. بمجرد تحديدها، تُوزع هذه المتطلبات بين الدول الأعضاء، مع تحديد أهداف محددة لكل حليف لتحقيقها.
زاد التحالف بشكل كبير من عدد القوات التي كانت على أهبة الاستعداد في غضون مهلة قصيرة بعد قمة مدريد عام 2022 عقب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا. وقد ارتفعت أعدادهم من 25000 جندي منظمين كقوة استجابة تابعة لحلف الناتو (والتي تعتبر مناسبة عند مكافحة الإرهاب) إلى ما يصل إلى 500000 لمواجهة التهديد الروسي. وافق الحلفاء على نموذج جديد لقوة الناتو ، قادر على حشد ما يزيد عن 100000 من قوات المستوى الأول في غضون ما يصل إلى 10 أيام، وقوات المستوى الثاني التي ترفع إجمالي القوات في حالة تأهب قصوى (متاحة حوالي 10-30 يومًا) إلى حوالي 200000 مع 300000 أخرى من قوات Trier 3 (بإجمالي 500000) على أهبة الاستعداد في غضون 30-180 يومًا. تمثل هذه القوات الوطنية التي ستكون متاحة لقيادة الناتو. الناتو وروسيا ـ بحر البلطيق كمنطقة استراتيجية ونقاط الاحتكاك
توسع الناتو العسكري في أوروبا
منذ حرب أوكرانيا مطلع 2022 أعلن الناتو عزمه تحويل وحداته القتالية متعددة الجنسيات من حجم كتيبة إلى لواء عند الحاجة. وبحلول 2024–2025 أصبح للحلف ثمانية مجموعات قتالية (battlegroups) منتشرة في إستونيا، لاتفيا، ليتوانيا، بولندا، رومانيا، بلغاريا، سلوفاكيا، والمجر، قوام هذه المجموعات يتراوح بين 800 و1,500 جندي، مع تعزيزات دورية حسب المناورات والتهديدات.
تقود كندا مجموعة قتالية في لاتفيا في قاعدة آدازي تضم حوالي 1,525 جندياً من عشر دول. كما تقود ألمانيا مجموعة تضم نحو 1,249 جندياً في في ليتوانيا ، مع خطط لرفعها إلى مستوى لواء بحلول 2025–2026. أما في إستونيا، تشرف بريطانيا على وحدة في تابا بحوالي 830 جندياً.
فيما يعد أحد أبرز التطورات على مستوى القوات المقاتلة للناتو في أوروبا، تمثّل في قرار الناتو رفع مستوى بعض المجموعات القتالية من كتيبة إلى لواء: حيث أصبحت لاتفيا في يوليو 2024، أول دولة يشملها هذا التحول، مما يعني مضاعفة الحجم الميداني وزيادة قدرات الدفاع والهجوم. وفي مايو 2025، أعلنت ألمانيا أنها ستنشر لواءً متعدد الجنسيات كامل في ليتوانيا، وهو تطور نوعي يعكس انتقال الحلف من قوة ردع رمزية إلى قوة دفاع متقدمة.
لم يقتصر الانتشار على البلطيق وبولندا، بل أخذ الناتو بالتوسع عسكريًا جنوباً وشرقاً، في فبراير 2025، درس حلف شمال الأطلسي (الناتو) نشر أربع مجموعات قتالية جديدة في جنوب شرق أوروبا. وقال دبلوماسيون إنه سيتم إرسال نحو ألف جندي من كل مجموعة إلى بلغاريا ورومانيا، وربما إلى سلوفاكيا والمجر، للرد على الحشد العسكري الروسي في أوكرانيا.
أعلنت المجر في 7 مارس 2025 أنها ستسمح لقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) بالانتشار في غرب البلاد كما ستسمح لشحنات الأسلحة بعبور أراضيها إلى الدول الأعضاء الأخرى في حلف شمال الأطلسي، بحسب مرسوم حكومي . سيسمح المرسوم لقوات الناتو بالعبور برًا وجوًا عبر المجر، وصولًا إلى المجر غرب نهر الدانوب. كما يسمح لقوات الناتو بالعبور في حالات أخرى، مثل المشاركة في التدريبات والمهام التدريبية، باستثناء الحالات التي تكون فيها وجهتها النهائية أوكرانيا.
وافق الرئيس البولندي كارول ناوروكي في 14 سبتمبر 2025 على نشر قوات تابعة لحلف شمال الأطلسي في بولندا من ضمن “عملية الحارس الشرقي”كجزء من رد الحلف على توغل طائرات روسية بدون طيار في المجال الجوي البولندي . ولم يقدم بيان هيئة الإذاعة البولندية أي تفاصيل أخرى بشأن نشر القوات الأجنبية في بولندا، مشيرا إلى أن “قرار الرئيس سري”. وقد أشار الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته والقائد الأعلى للتحالف في أوروبا أليكسوس جرينكيفيتش إلى أن فرنسا ستوفر ثلاث طائرات مقاتلة من طراز رافال ، وألمانيا أربع طائرات من طراز يوروفايتر، والدنمارك طائرتين من طراز إف-16 وفرقاطة حربية مضادة للطائرات. وقالت هولندا أيضًا إنها ستسرع من نشر أنظمة الدفاع الجوي باتريوت التي أعلنت عنها سابقًا في بولندا، في حين أرسلت جمهورية التشيك وحدة مروحيات . وأعلن حلف شمال الأطلسي أن “هذه القوات وغيرها ستعزز القوات المتحالفة الحالية وتعزز قوة الردع والموقف الدفاعي لحلف شمال الأطلسي حيثما ومتى دعت الحاجة”.
ولترسيخ الوجود على المدى الطويل، أطلق الحلف مشاريع كبرى في البنية التحتية العسكرية:
ـ في أغسطس 2024، دشّن الناتو مرافق جديدة في قاعدة Adazi العسكرية بليتوانيا بقيمة 7 ملايين يورو، تشمل مخازن للمركبات المدرعة وطرقاً خرسانية، تحضيراً لتحويل الكتيبة الموجودة إلى لواء كامل بحلول 2026.
ـ في مايو 2025، أعلن عن خطط لبناء قاعدة في منطقة Rūdninkai جنوب ليتوانيا، قادرة على استضافة نحو 4000 جندي ووحدات ألمانية، مع اكتمال متوقع للبنية التحتية بحلول 2028.
ـ في فبراير 2025، صادقت الحكومة الفنلندية على نشر قاعدتين للقوات البرية الأمامية (Forward Land Forces – FLF) في Rovaniemi وSodankylä شمال البلاد، ما يعكس التوسع نحو القطب الشمالي بعد انضمام فنلندا للحلف.
ـ جرى في مارس 2024 تحديث قاعدة Kucova الجوية في ألبانيا لتصبح قادرة على استقبال عمليات الناتو الجوية واللوجستية، وهو ما يمثل أول قاعدة جوية للحلف في غرب البلقان.
الاستعدادات في 2025 ـ مناورات واسعة النطاق
إن نشر القوات في مواقع متقدمة لا يضمن وحده ردعًا فعالًا؛ بل يجب تدريبها تدريبًا دقيقًا للعمل بفعالية ضد تهديدات واقعية ومتطورة في سيناريوهات صعبة. وقد قطع حلف الناتو شوطًا كبيرًا في إظهار هذا الاستعداد وتعزيزه من خلال مناورات واسعة النطاق.
ـ أولى المناورات الكبرى كانت Loyal Leda 2025 التي جرت في مارس بمشاركة نحو 1500 جندي و600 خبير مدني من 27 دولة. ركّز التمرين على اختبار جاهزية مراكز القيادة متعددة الجنسيات، وقدرتها على إدارة عمليات واسعة تحت مظلة المادة الخامسة من معاهدة الناتو، أي الدفاع الجماعي عن أحد الأعضاء عند تعرضه لهجوم.
ـ في مايو 2025، برز تمرين Formidable Shield 2025 الذي يُعدّ أكبر مناورة بحرية حية في المسرح الأوروبي هذا العام. شارك فيه أكثر من 6900 فرد، و16 سفينة، و27 طائرة، إلى جانب أنظمة دفاع جوي وصاروخي حديثة. وقد استُخدم لاختبار قدرات الدفاع الجوي والبحري المندمج، والتصدي للتهديدات الصاروخية المعقدة. بالتوازي، شهدت رومانيا تمرين Dacian Spring 2025 بمشاركة 4000 جندي من عدة دول حليفة، لتعزيز التعاون البري والعمليات الليلية، ما يؤكد أهمية الجناح الشرقي للحلف.
ـ كما احتضنت أوروبا تمرين Steadfast Deterrence 2025، وهو تدريب محوسب على المستوى الاستراتيجي بمشاركة نحو 2000 شخص من 18 دولة. يهدف هذا التمرين إلى اختبار مرونة القيادة والسيطرة في مواجهة سيناريوهات معقدة.
ـ وفي نفس الفترة، أُجريت مناورة Steadfast Dart 2025 بمشاركة 10 آلاف جندي من تسع دول، على أراضي بلغاريا ورومانيا واليونان، حيث جرى اختبار قدرة قوات الاستجابة السريعة على الانتشار عبر الحدود والتحرك في بيئات قتالية مختلفة. وتمثل أكبر عملية لحلف شمال الأطلسي مُخطط لها لعام 2025. وجاءت المناورة في ظل غياب الولايات المتحدة عن التدريبات في الوقت الذي تسعى فيه الدول الأوروبية جاهدة إلى بناء قدر أكبر من الاكتفاء الذاتي العسكري وسط مخاوفها بشأن التزام إدارة ترامب بالدفاع المشترك ومطالبها بزيادة الإنفاق العسكري الأوروبي.
ـ أما في يونيو 2025، فقد تركز النشاط العسكري على منطقتين حساستين. في بحر البلطيق، أُجريت مناورات BALTOPS 25 بمشاركة 9000 فرد، وأكثر من 40 سفينة و25 طائرة من 16 دولة، لتعزيز التعاون البحري والجوي والتدريب على مكافحة الغواصات وإزالة الألغام. وفي رومانيا، نظمت مناورة Saber Guardian 25 التي جمعت نحو 5000 جندي من رومانيا والولايات المتحدة وإيطاليا ودول أخرى، بهدف اختبار التنسيق في الدفاع عن الحدود وتعزيز الشراكة مع حلفاء من خارج الناتو مثل مولدوفا.
ـ كما شملت التدريبات مجالات متخصصة، مثل تمرين Steadfast Wolf 2025 الذي ركّز على مواجهة التهديدات الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية (CBRN) بمشاركة خبراء من مختلف وحدات الحلف.
في المجمل، أظهرت هذه المناورات أن عام 2025 شكّل ذروة في نشاط الناتو التدريبي بأوروبا، سواء من حيث الحجم أو التنوع. فمن التدريبات البحرية والجوية والبرية واسعة النطاق، إلى اختبارات القيادة والسيطرة، وصولاً إلى التدريب في البيئات الملوثة بالمواد الكيميائية والنووية، حرص الحلف على إبراز قدراته المتكاملة وتعزيز رسالته الردعية في مواجهة أي تهديد محتمل. الناتو ـ هل تمثل مناورة “الحارس الشرقي” نقطة تحوّل في عقيدة الحلف الدفاعية؟
تغيّر ملموس في بنية نشر قوات الناتو
شهدت بنية نشر قوات الناتو في أوروبا خلال العامين الأخيرين تغيراً ملموساً، يمكن اعتباره أكبر تحول منذ نهاية الحرب الباردة. لم يعد الحضور العسكري يقتصر على وحدات صغيرة رمزية للردع، بل أصبح أقرب إلى هيكل دفاعي متقدم وموزع استراتيجياً عبر عدة دول.
حالة ليتوانيا ـ أعلن وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس في مؤتمر ميونيخ للأمن في فبراير 2025 أن ألمانيا ستنشر لواءً دائمًا قوامه حوالي 4800 جندي في ليتوانيا. تُمثل هذه الخطوة نقلة نوعية من الانتشار الدوري السابق إلى وجود راسخ، مما يعزز قدرات الردع لحلف الناتو في المنطقة. تقود ألمانيا بالفعل مجموعة قتالية متعددة الجنسيات تابعة لحلف الناتو، قوامها 1000 جندي، في ليتوانيا، وسيتم دمجها في اللواء. من المتوقع أن يصل اللواء الدائم إلى جاهزيته التشغيلية الكاملة بحلول عام 2027، مسجلاً بذلك أول انتشار عسكري خارجي دائم لألمانيا منذ الحرب العالمية الثانية.
تقع ليتوانيا على حدود جيب كالينينغراد الروسي وبيلاروسيا. وأكد وزير الدفاع الألماني بيستوريوس على الأهمية التاريخية لهذا الالتزام، مشبهاً إياه بتمركز قوات الحلفاء في ألمانيا الغربية خلال الحرب الباردة. بالنسبة لحلف شمال الأطلسي، يدعم هذا الانتشار تحوله إلى الردع من خلال الدفاع الأمامي، أي وضع القوات بالقرب من بؤر التوتر المحتملة.
التحسينات في فنلندا ـ من المقرر أن تستضيف فنلندا، بعد انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) عام 2023، قواتها البرية الأمامية (FLF) في مناطقها الشمالية. وأكد وزير الدفاع الفنلندي أنتي هاكانين أن هذه القوات ستتمركز في روفانييمي وسودانكيلا، الواقعتين في لابلاند. ويهدف هذا الانتشار إلى تعزيز وجود التحالف في الشمال الأعلى، وهي منطقة ذات أهمية استراتيجية متزايدة. وستشارك قوات حلف شمال الأطلسي في تدريبات منتظمة، وستوفر، عند الضرورة، تعزيزات سريعة للجناح الشرقي لحلف الناتو.
التوسع في رومانيا ـ تشهد رومانيا تحولاً جذرياً في بنيتها التحتية العسكرية مع تطوير قاعدة ميخائيل كوجالنيشينو الجوية (MK) لتصبح أكبر قاعدة أوروبية لحلف شمال الأطلسي (الناتو). تقع هذه القاعدة الموسعة على بُعد حوالي 60 ميلاً من حدود أوكرانيا، وتتسع لما يصل إلى 10,000 جندي، بمن فيهم جنود من الولايات المتحدة وحلفاء آخرين في الناتو. يُعزز هذا المشروع، الذي تبلغ تكلفته 2.1 مليار دولار، محيط الناتو الجنوبي الشرقي استجابةً لتصاعد التوترات مع روسيا.
ويتماشى هذا مع طموح الناتو في مدريد 2022 لبناء دفاعات أمامية قوية ومتعددة الجنسيات على طول حدوده الشرقية. كما بدأت دول حلف الناتو الرائدة الأخرى بتعزيز انتشارها، لكنها تتبع نماذج مختلفة عن ألمانيا. على سبيل المثال، اتفقت كندا والمملكة المتحدة مع لاتفيا وإستونيا، على التوالي، على تخصيص ألوية عالية الجاهزية لها، وتخزين معداتها في المناطق الأمامية، والتدرب بانتظام على عمليات الانتشار في دول البلطيق بدلاً من تمركز الألوية هناك بشكل دائم بكامل قوتها. الناتو بين تهديد المسيّرات الروسية وتفعيل المادة الرابعة
تقييم وقراءة مستقبلية
ـ يُرسي الحلف ما يُطلق عليه نموذج قوة جديد، يهدف إلى مواجهة التهديد الروسي بشكل أفضل على جناحه الشرقي، الممتد من بحر البلطيق شمالًا إلى البحر الأسود جنوبًا. وقد تضمن ذلك وضع أكثر من 300 ألف جندي في حالة تأهب قصوى للانتشار في أسرع وقت. ويُجري حلف الناتو نقلات في قواته لتوسيع ما يُسمى بوجوده الأمامي، مُضيفًا المزيد من القوات متعددة الجنسيات في الأماكن التي يُحتمل أن يحتاج للدفاع عنها أولًا في أي صراع. وتُخطط ألمانيا لإنشاء لواء دائم يصل قوامه إلى 5000 جندي في ليتوانيا بحلول نهاية عام 2027.
ـ يعكس التوسع الميداني للناتو في أوروبا خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة انتقال الحلف من استراتيجية “الردع الرمزي” إلى الدفاع الأمامي المتقدم. ومع تعزيز بعض الوحدات إلى مستوى ألوية، أصبح الحلف يملك قدرة أكبر على الانتشار السريع والرد الفوري في حال حدوث أي تصعيد، مما يبعث برسالة واضحة إلى الخصوم بأن أمن أراضي الحلف بات خطاً أحمر غير قابل للاختراق.
ـ كثّف حلف شمال الأطلسي (الناتو) خلال عام 2025، مناوراته العسكرية في أوروبا في ظل بيئة أمنية متوترة على الحدود الشرقية للحلف. وقد جاءت هذه التدريبات بمختلف أحجامها وأهدافها لتعزيز جاهزية القوات المشتركة واختبار قدرات الردع والدفاع في مواجهة التحديات التقليدية وغير التقليدية.
ـ من المتوقع أن يعمق الناتو من انتشاره، وبحلول 2027 قد يصبح للناتو عدة ألوية دائمة في البلطيق ورومانيا، مما يحول الجناح الشرقي إلى خط دفاع أمامي ثابت.
انضمام فنلندا (وربما السويد لاحقًا) سيجعل القطب الشمالي ساحة تنافس رئيسية، مع تعزيز التواجد البري والجوي.
ـ دخول الناتو في بولندا سيبقى على الأرجح محدودًا واستباقيًا في حال تهديدات صغيرة، مع تعزيز الدفاع الجوي والردع البرمجي. أما في حالة هجوم تقليدي، سيتحول الحلف إلى قوة دفاعية متقدمة، مستندة إلى ألوية دائمة وانتشار سريع للقوات والآليات الثقيلة. السيناريوهات الكبرى (تصعيد شامل) ستبقى خيارًا أخيرًا نظرًا لمخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا واحتمال تحول النزاع إلى صراع أوسع.
ـ سيبقى الرد الروسي على زيادة انتشار الناتو عاملاً محددًا؛ فكل توسع للناتو يقابله عادة تصعيد روسي، ما ينذر بسباق تسلح إقليمي طويل الأمد.
رابط مختصر.. https://www.europarabct.com/?p=109260
*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات
الهوامش
NATO launches “Eastern Sentry” to bolster posture along eastern flank
Blueprints on the border: Germany’s Lithuania deployment may be Europe’s new template
Budapest allows NATO troop deployment in Hungary
Romania joins NATO battle group in Bulgaria
