إعداد: المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ المانيا وهولندا
وحدة الدراسات والتقارير “1”
كانت حركة الاخوان المسلمين اول تنظيم اسلامي تحزبي يظهر للساحة بعد سقوط الدولة “العثمانية”وقد استطاعت هذه الحركة الانتشار سريعا بسبب خلو الساحة من الحركات الاسلامية. وكان حسن البنا أحد أبرز دعاة التقريب بين المذهبين السني والشيعي، الأمر الذي أطلق فكرة التقارب بين الثقل السني ممثلا بالإخوان والثقل الشيعي ممثلا بإيران، ايران دعمت الاخوان المسلمين المصريين منذ ايام الامام خميني، وقد اطلقت اسم “خالد الاسلامبولي” على احد شوارعها .
كان وصول سيد قطب إلى نظرية الحاكمية متابعة لإرهاصات فكرية عند الندوي وعند المودودي بكتاب الأخير “المصطلحات الأربعة في القرآن”1941. هناك تأثرات واضحة بسيد قطب في كتاب فلسفتنا 1959 للسيد محمد باقر الصدر، الذي أسس في ذلك العام حزب الدعوة . وقد تاثر خميني و حزب الدعوة الشيعي كثيرا بافكار وتنظيم الاخوان المسلمين حتى قام خميني بترجمة العديد من كتب سيد قطب ومنهم اشتق اسمه “المرشد الاعلى” الذي ما زال ساريا في ايران.
وأوصى الخميني أتباعه في كافة الدول الإسلامية ـ وبالتحديد المناطق الشيعية التي تحاذي المناطق السنية في إيران ـ بعدم إثارة النعرات الطائفية وتجنب التحريض وسبّ رموز السنة، وإقامة صلاة جماعة مشتركة بين السنة والشيعة، وتأسس حينها مركز سمي”التقريب بين المذاهب الإسلامية” يكاد يكون كتاب “إيران والإخوان المسلمون” للباحث الإيراني عباس خامه يار، من الكتب النادرة التي تناولت بالتفصيل العلاقات بين إيران وجماعة الإخوان المسلمين، قبل انتصار ثورة الخميني سنة 1979، وبعدها ويكتسب الكتاب أهميته من كون الإخوان المسلمين، أكبر الجماعات السنيّة ذات الصلة الطيبة بالشيعة ومراجعهم ورموزهم.
إن اسلمة الانظمة والمجتمع والدعوة تعتبر القاسم لمشترك بينهما. ومن ابرز الماخذ على الدعوة والاخوان هو اشتراكهما بالمنهج الدعوي، الذي حول المنبر في المساجد الى منابر سياسة وبالعكس بالاضافة الى سفسطة الخطاب من اجل إفحام الخصم أو إسكاته فهم ينكرون الحسيات والبديهيات وغيرها مما اقره المنطق المجتمع. وهما يكثران من لغة الخطاب واستخدام الواجهات منها منظمات المجتمع المدني والاسرة ورعاية الايتام، يتم من خلالها جمع التبرعات بالاضافة الى اشتراكاتها الحزبية.
فقد تحالفت الاخوان مع القاعدة والجهاديين من اجل البقاء بالسلطة، وكان حزب الدعوة العراقي عبارة عن النسخة الشيعية لحركة الاخوان المسلمين، و تاسس للإخوان فرع في العراق تحت عنوان الحزب الاسلامي العراقي وقد تاسس الحزب الاسلامي بمباركة مراجع شيعة.
تقوم فلسفة الاخوان وحزب الدعوة الشيعي كلاهما على الاختباء تحت غطاء المناداة بالحريات [ وتحقيق العدالة وقمع الظلم ومحاربة الفساد والمظلومية]. إن اغلب القيادات الرئيسية للاخوان اي المؤسسة والامانة يرتبطون بعلاقة جيدة مع ايران .
الاخوان والخميني
عند وفاة الامام الخميني في 4 حزيران 1989 أصدر المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين حامد أبو النصر نعياً تضمن الكلمات الآتية: ” الإخوان المسلمون يحتسبون عند الله فقيد الإسلام الإمام الخميني، القائد الذي فجر الثورة الإسلامية ضد الطغاة “.
وفي عهد علي الخامنئي، الذي أصبح مرشداً بعد وفاة الخميني، أصبحت نظريات سيد قطب تدرس في مدارس الإعداد العقائدي لـ الحرس الثوري الإيراني كما برز نفوذ لمرجعيات دينية مثل آية الله مصباح يزدي، وهو الأستاذ الروحي لأحمدي نجاد، لا تخفي إعجابها بسيد قطب وتأثرها به.
لكن الأهم والأخطر هو تصريح خامنئى، مرشد الثورة، حيث أكد أنه على الشعب المصرى أن يتخلص من “فلول الديكتاتور”، لنصرة دين الله، فى إشارة مباشرة إلى تأييده لمرشح الإخوان انذاك 2012 المخلوع مرسى أستطاعت إيران تنمية علاقات قوية مع الإخوان المسلمين لان ذلك يؤدي إلى اتساع دائرة نفوذها في العالم العربي، مما يمنحها تأثيرا في أوساط الراديكاليين العرب؛ الأمر الذي من شأنه أن يؤدي بدون شك إلى تطورات خطيرة في المنطقة.
ألخلاصة
إن تفسير سر العلاقة بين إيران والإخوان هو ان كلاهما يؤمنا بمبدأ اسلامي : ” التعاون في ما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً في ما نختلف عليه.” والقاسم المشترك بين كلا الاتجاهين هو” الفكر” الوحدوى المتجسد فى هدف كلاهما تثبيت الإسلام كنظام للحكم أما دوافع الدعم الاميركي للاخوان فهو ياتي من مبدا ” دعم حركة الاخوان المسلمين في كل دولة يختلفون معها .”
تقوم فلسفة الاخوان وحزب الدعوة كلاهما على الاختباء تحت غطاء المناداة بالحريات وتحقيق العدالة وقمع الظلم ومحاربة الفساد والمظلومية. ويشتركا بسرية العمل واستخدام الاسماء الحركية التنظيمية. إن اغلب القيادات الرئيسية اي المؤسسة والامانة يرتبطون بعلاقة جيدة مع ايران.
استطاعت أيران من تنمية علاقات قوية مع الإخوان المسلمين بهدف توسيع دائرة نفوذها في العالم العربي، مما يمنحها تأثيرا في أوساط الراديكاليين العرب، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي بدون شك الى خلق من ايران “دولة ممانعة” على صعيد المصالح الأمريكية في المنطقة .
مشروع الاسلام البديل
أدركت الولايات المتحدة والغرب، انه من الصعب احتواء الاسلام او منعه من اعادة “دولة الخلافة الاسلامية”، وامام هذا الفشل في القضاء على الاسلام جرى التحول الى الخطة البديلة الا وهي احتواء الاسلام عن طريق السماح لتشكيل دولة اسلامية وفق الشروط الامريكية وكان الاخوان المسلمين خير بديل للتنظيمات “الجهادية”.
الاخوان معروفون بمبدأ ” نصف الحلول او بالمنهج التوفيقي” وهو قريب من المنهج الميكافيلي” الغاية تبرر الوسيلة “. وهو نفس الإستراتيجية التي اتبعتها أميركا في تغيير مسارات الحركات “الجهادية” فعلى سبيل المثال نجحت اميركا بتحقيق انحراف في مسار القاعدة وشبكتها لتصوب هجماتها محليا.
مراجع
1ـ موسوعة الاخوان
2 ـ الإخوان المسلمون» وإيران محمد سيد رصاص 26.06.2012
http://alhayat.com/Details/421337
3 ـ موسوعة الاخوان مقال بعنوان الاخوان المسلمون في مصر و ايران
http://www.ikhwan.net/wiki/index.php…B1%D8%A7%D9%86
4 ـ إيران والاخوان المسلمين تأليف: عباس خامه يار تاريخ النشر01/01/1997 مركز الدراسات الإستراتيجية للبحوث والتوثيق
5 – طهران تريدها دينية..غزل بين ملالى إيران وقيادات الإخوان
6 ـ الإخوان وإيران المعتقدات المذهبية والحسابات السياسية ميدل ايست أونلاين /04/2011
http://www.middle-east-online.com/?id=108600
7 ـ معهد واشنطن للشرق الادنى التوجه الشيعي في إيران والعراق ـ (12-2- 2008)، مهدي خلجي
8 ـ محمد فلاحية ‘ولاية الفقيه والأخوة الإسلامية’ يوليو2011 مركز المسبار للدراسات والبحوث- دبي
9ـ ـ ميدل ايست اون لاين 6.12.2012
10ـ أزمة الإمارات مع “إخوان مصر” تمتد للكويت 10 نيسان/ابريل 2012، سي ان ان
11 ـ صحيفة كيهان الايرانية 13 كانون2/يناير 2013
12 ـ ـ جريدة القبس الكويتية 8 كانون الثاني 2013-01-8
13 ـ صحيفة التايمز اللندنية http://www.thetimes.co.uk/tto/news/
*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات