خاص ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات ـ ألمانيا وهولندا ECCI ـ وحدة الدراسات والتقارير “1”
يعد استخدام حزب الله للاستخبارات ضد إسرائيل جزءًا مهمًا من استراتيجيته الشاملة لمواجهة التهديدات الإسرائيلية وتعزيز نفوذه في المنطقة. يعتمد حزب الله على سبع طرق رئيسية لجمع المعلومات الاستخبارية، منها: الاستخبارات العملياتية لدعم هجماته، الاستخبارات المضادة لحماية التنظيم من الاختراق، النشاطات الدبلوماسية والتجارية لإخفاء نشاطه الإرهابي، اختراق المجموعات المعارضة، التخطيط اللوجستي لهجمات مستقبلية، تجنيد العملاء، واغتيال الخصوم.
تطورت قدرات حزب الله الاستخباراتية على مر العقود، حيث استفاد من التكنولوجيا المتقدمة مثل الطائرات المسيّرة والسيبرانية لاعتراض الاتصالات والتجسس على المكالمات الهاتفية. ويعتمد بشكل كبير على الاستخبارات البشرية، حيث يقوم بتجنيد العملاء داخل إسرائيل لجمع المعلومات وتسهيل العمليات. يعود تطوير حزب الله لهذه القدرات إلى فترة ما بعد اتفاق الطائف في عام 1989، حيث أنشأ عدة وحدات استخباراتية مثل “وحدة مكافحة التجسس”، و”وحدة الاستخبارات الأمنية والعسكرية” التي تركز على الشبكات العملياتية داخل لبنان، بالإضافة إلى “الوحدة 910” التي تنشط في الخارج وتقوم بتجنيد العملاء وتنفيذ العمليات الاستخباراتية. حزب الله
“الوحدة 910” :هي وحدة نخبوية تابعة لحزب الله اللبناني، ترتبط ارتباطًا وثيقًا بإبراهيم عقيل، الذي يُعتقد أنه كان قائدها الفعلي حتى قُتل في 20 سبتمبر 2024. يُنظر إلى هذه القوة على أنها تهديد كبير من قبل الجيش الإسرائيلي، خاصة على حدوده الشمالية، حيث تعتبرها إسرائيل إحدى أهم الوحدات القتالية لحزب الله المدربة بشكل جيد والمجهزة بترسانة ضخمة من الصواريخ والأسلحة الأخرى. لطالما اعتبرت إسرائيل حزب الله العدو الأكثر شراسة على حدودها، ويرى المسؤولون الإسرائيليون أن “قوة الرضوان” تشكل خطرًا استراتيجيًا خاصًا. حزب الله
أصول قوة الرضوان
تشكلت “قوة الرضوان” بشكل غامض نسبيًا وأخذت اسمها من الاسم الحركي لزعيم حزب الله السابق عماد مغنية، الذي اغتيل في سوريا عام 2008. تحت قيادة مغنية، لعبت الوحدة دورًا رئيسيًا في عمليات حزب الله، بما في ذلك اختطاف جنود إسرائيليين عام 2006، مما أدى إلى اندلاع حرب لبنان الثانية. منذ ذلك الحين، شاركت الوحدة في عدة معارك، بما في ذلك القتال ضد تنظيم داعش في سوريا. ويُعتقد أن الفترة الأكثر نشاطًا لها في المواجهات مع إسرائيل كانت في الأشهر الثلاثة الأخيرة، حيث كثفت من عملياتها ضد إسرائيل منذ حرب لبنان الثانية عام 2006. حزب الله
“قوة الرضوان” هي الذراع النخبوية لحزب الله
تزعم العديد من التقارير أن “قوة الرضوان” هي الذراع النخبوية الجديدة لحزب الله، وتعتبر واحدة من أكثر وحداته فاعلية وقوة نارية. هذه الوحدة تضم نحو 2500 مقاتل من النخبة المدربة تدريبًا عاليًا. وتلقى مقاتلوها تدريبهم المتقدم من “كتيبة الصابرين” للكوماندوز، التي تنتمي إلى فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني (IRGC). يُنظر إلى إيران على أنها الداعم الرئيسي لحزب الله، ليس فقط على المستوى العسكري، بل أيضًا من الناحية الأيديولوجية والمالية.
“قوة الرضوان”، التي كانت تُعرف سابقًا بـ”وحدة التدخل”، تأسست تحت قيادة عماد مغنية، الذي كان يُعرف بالاسم الحركي “الحاج رضوان”. وقد لعبت هذه الوحدة دورًا بارزًا في العمليات الهجومية لحزب الله، وخاصة في محاولات التسلل إلى الأراضي الإسرائيلية. حسب تقديرات عسكرية إسرائيلية، فإن “قوة الرضوان” تركز على عمليات التسلل واحتلال مناطق داخل إسرائيل، في مسعى لخلق ما يسمى “صورة نصر”، إضافة إلى استهداف وإضعاف القوات الإسرائيلية داخل لبنان.
الوحدة 1800 ـ حزب الله
في البداية، كانت “الوحدة 1800” مسؤولة عن الأنشطة الاستخباراتية والعملياتية في البلدان المجاورة لإسرائيل، بما في ذلك بين الفلسطينيين. لاحقًا، تم تطوير الوحدة 133 التي تركز على شن هجمات داخل إسرائيل وجمع المعلومات الاستخبارية اللازمة لتلك العمليات. حزب الله
حزب الله يولي أهمية كبيرة لفصل المهام بين الوحدات المختلفة لتأمين الكفاءة والأمان، حيث لا يتم تكليف مقاتليه بأدوار مزدوجة في العمليات والاستخبارات معًا، بل يتم اختيار الأشخاص بعناية وفقًا لمهاراتهم. كما يستثمر الحزب بكثافة في تدريب مقاتليه على المهارات المتخصصة مثل تصنيع المتفجرات واستخدام الأسلحة، مع توجيه المجندين الجدد إلى وحدات الاستخبارات قبل إلحاقهم بوحدات العمليات. حزب الله
من خلال هذه الأساليب، يتمكن حزب الله من تشغيل عملاء استخباراتيين ليس فقط في إسرائيل، ولكن أيضًا في بلدان أخرى. ويعتمد في كثير من الأحيان على مدنيين غير لبنانيين لتقليل الشكوك حول نشاطه، حيث يمكن أن يُعتبر اللبنانيون في الخارج أهدافًا طبيعية لوحدات مكافحة التجسس الأجنبية.
يميل حزب الله إلى الاعتماد على السكان المحليين غير اللبنانيين لتنفيذ أنشطة التجسس والعمليات الأخرى، حيث يوفر هؤلاء غطاءً ممتازًا للمنظمة، كونهم مواطنين محليين على دراية بالوضع في البلاد، ويتمتعون بحرية التنقل والوصول إلى مختلف المناطق. وتُظهر المعلومات المتاحة أن غالبية العملاء الذين جندهم حزب الله كانوا رجالًا من أصول عربية، لكنه لم يتردد أيضًا في استخدام النساء كعميلات استخبارات، خاصة داخل إسرائيل.
وفقًا للتقارير، جاء معظم المتهمين بالتجسس من شمال إسرائيل والجليل، لكن بعض الحالات ظهرت أيضًا في منطقة القدس ووسط البلاد. من بين العملاء الذين تم كشفهم، شغل بعضهم مناصب عامة مهمة، بما في ذلك أعضاء في الكنيست، عسكريين، وعاملين في مؤسسات وطنية مثل المكتبة الوطنية والمؤسسات الطبية. حزب الله
تشغيل العملاء يُعتبر عملية معقدة وطويلة، ومع ذلك، يُعتقد أن حزب الله في بعض الأحيان استعجل في تشغيل العملاء دون تدريبهم بشكل كافٍ أو تشغيلهم بطريقة احترافية، مما أدى إلى كشف العديد منهم في وقت قصير بسبب التفوق الاستخباراتي الإسرائيلي. ورغم نجاح إسرائيل في كشف العديد من عملاء حزب الله، إلا أن الحزب لم يتراجع واستمر في محاولات تجنيد المزيد من العملاء داخل إسرائيل، مما يعكس الأهمية الكبيرة التي يوليها الحزب لهذه العمليات الاستخباراتية. حزب الله
https://www.europarabct.com/?p=96889
المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات ـ ألمانيا وهولندا ECCI