الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

استخبارات ـ تفجير اجهزة “بيجر” لحزب الله، ما الجدوى الاستراتيجية ؟

سبتمبر 19, 2024

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات  ـ ألمانيا وهولندا ECCI

بون ـ جاسم محمد، باحث في الأمن الدولي والإرهاب و رئيس المركز الأوروبي ECCI

يشهد لبنان حالياً تحديات كبيرة في ظل تداعيات حرب غزة وما حدث في السابع من أكتوبر 2023. تتزايد التوترات مع حزب الله وسط مساعي حكومة بنيامين نتنياهو لتوسيع دائرة الصراع ونقل الحرب إلى شمال إسرائيل، حيث يتم التركيز على المواجهة مع حزب الله في تلك المنطقة.

ورغم هذا التصعيد، يبرز عدم وجود رغبة دولية لتوسيع رقعة الحرب في المنطقة. فقد أعلن حزب الله مرارًا عدم رغبته في الدخول في حرب شاملة أو توسيع الصراع ليشمل جنوب لبنان والشمال الإسرائيلي. لكن يبقى الوضع متوترًا، حيث تسعى إسرائيل لإعادة توجيه الضغط والاهتمام بعيدًا عن غزة، في حين يجد لبنان نفسه في وسط معادلة صعبة بين الاستقرار الداخلي والضغوط الخارجية. استخبارات ـ الموساد المهام واستراتيجية تعقب عناصر حركة “حماس”

أعلن حزب الله  يوم 17 سبتمبر 2024 عن مقتل 20 من أعضائه، بينما تشير تقارير إعلامية إلى وجود دلائل على أن الشركة المصنعة لأجهزة النداء التي انفجرت في لبنان هي مجرد شركة وهمية. وهنا يتوجب التوضيح بإن الشركة “الهنغارية” هي واجهة للموساد أكثر ماتكون شركة وهمية وفقاً لقواعد الاستخبارات.

شركة Gold Apollo

وأعلنت شركة Gold Apollo التايوانية أنها باعت رخصة تصنيع أجهزة النداء لشركة مجرية. من جانبها، صرحت المديرة التنفيذية لشركة  B.A.C Consulting  لقناة NBC الأمريكية بأن شركتها كانت مجرد وسيط لمعدات الراديو. ووفقًا لصحيفة “نيويورك تايمز”، كانت B.A.C Consulting جزءًا من شبكة شركات يُزعم أن إسرائيل هي المصنعة الحقيقية لهذه الأجهزة. وقالت شركة تصنيع إلكترونيات تايوانية إن شركة أوروبية صغيرة صنعت أجهزة الاستدعاء المرتبطة بالهجوم المميت الذي استهدف أعضاء حزب الله في لبنان يوم 17 سبتمبر 2024، في الوقت الذي هزت فيه موجة جديدة من انفجارات أجهزة الاتصال اللاسلكي أجزاء من البلاد يوم 18 سبتمبر 2024 وثارت أسئلة حول كيفية عمل الأجهزة.

نفى مكتب شركة Gold Apollo في ضواحي العاصمة التايوانية، نفى مؤسس الشركة، هسو تشينغ كوانغ، بشدة صنع أجهزة الاستدعاء التي تحمل اسم علامته التجارية التي تم استخدامها في الهجوم الضخم – وأشار لاحقًا إلى، دون دليل، إلى شركة BAC الاستشارية المسجلة في بودابست. وجاء في بيان لشركة Gold Apollo أن “تصميم المنتجات وتصنيعها يقع على عاتق شركة BAC وحدها”. وقال هسو إن شركته أقامت علاقة مع الشركة المجرية منذ حوالي ثلاث سنوات. وتثير هذه المزاعم المزيد من الأسئلة حول الجهة التي صنعت الأجهزة وكيف وصلت إلى جيوب حزب الله.

الشركة مسجلة في هنغاريا على العنوان التالي

BAC Consulting Kft. Szőnyi út 33/A, Budapest, Magyarország

Cím: 1097 Budapest, Könyves Kálmán krt. 12-14. E-mail:: info@companywall.hu cristiana.arcidiacono@gmail.com , BAC Consulting Kft. (companywall.hu)

قال موظف استقبال يعمل في المبنى لشبكة CNN إن شركة BAC Consulting تستأجر مكتب  في العنوان ولكنها لم تزور المبنى فعليًا على الإطلاق. قالت امرأة تعيش في شقة في الطابق العلوي إنها بالكاد ترى أي شخص يأتي إلى المبنى للعمل. وصلت شرطة بملابس مدنية إلى الموقع عندما كانت CNN هناك. وقال كوفاكس إنه تم فتح تحقيق وأن المجر “تتعاون مع جميع الوكالات والمنظمات الدولية الشريكة ذات الصلة”. وتواصلت CNN أيضًا مع الرئيسة التنفيذية لشركة BAC Consulting، كريستيانا بارسوني-أرسيدياكونو، من خلال عنوان البريد الإلكتروني ورقم الهاتف المسجلين لها، لكنها لم تتلق ردًا.

وذكرت شبكة إن بي سي نيوز أن بارسوني أركيدياكونو أكدت في مكالمة هاتفية أن شركتها تعمل مع جولد أبولو، لكنها نفت صنع أجهزة الاستدعاء قائلة: “أنا مجرد الوسيط”. ولم تتمكن CNN من تأكيد تصريحها. وفي الوقت نفسه، لا يزال التدقيق جاريًا على شركة Gold Apollo، حيث يبدو أن الصور المتعددة من هجمات الثلاثاء تظهر الأجهزة التالفة التي تحمل العلامة التجارية للشركة.

سلسلة تفجيرات “البيجر” في لبنان

انفجرت مئات أجهزة البيجر” الراديو في لبنان بضغطة زر واحدة، وهو ما اعتبره الخبراء تفوقًا واضحًا للموساد على حزب الله. رغم عدم وجود تأكيد رسمي، فإن الهجوم المنسق على أعضاء حزب الله يُعتقد أنه يحمل بصمة واضحة للموساد. وصرح شلومو شبيرو، أستاذ في جامعة بار إيلان في تل أبيب، لموقع تي أون لاين: “معظم الخبراء في الشرق الأوسط يعتقدون أن إسرائيل وراء ذلك، وأنا واحد منهم”. وأوضح أن الموساد هو الجهة الوحيدة القادرة على تنفيذ عملية بهذه الدقة.

ووفقًا لتقارير، لقي ما لا يقل عن 12 شخصًا مصرعهم وأصيب حوالي 2800 آخرين في الانفجارات المتزامنة لمئات أجهزة الاستدعاء يوم 17 سبتمبر 2024. وصرح وزير الصحة اللبناني فراس أبيض أن حوالي 300 من المصابين في حالة حرجة. وشملت الضحايا فتاة تبلغ من العمر ثماني سنوات وصبيًا يبلغ من العمر أحد عشر عامًا. ووقعت انفجارات أخرى في أجهزة اتصال لاسلكية يوم 18 سبتمبر 2024.

يشير الخبير شبيرو إلى أن هذه العملية تطلبت شهورًا من التحضير، وكان التحدي الأكبر هو تهريب آلاف الأجهزة إلى حزب الله دون أن يثير ذلك أي شكوك. ويعتقد أن الأجهزة لم تكن مجرد أفخاخ مفخخة، بل ربما استخدمها الموساد أيضًا للتنصت على اتصالات حزب الله. ويصف العملية بأنها ضرب “عصفورين بحجر واحد”، معتبرًا هذا الأسلوب شكلاً جديدًا وغير مسبوق من أشكال الحرب.

أثار الموساد ضجة كبيرة عندما اختطف أدولف أيخمان، النازي المختبئ في الأرجنتين، عام 1960. ومنذ ذلك الحين، تعقب الموساد وقتل العديد من أعداء إسرائيل. ومع أن قائمة عمليات الاغتيال طويلة، إلا أن استخدام الأفخاخ المتفجرة ضد آلاف الأشخاص في نفس الوقت يمثل مرحلة جديدة في هذا الصراع. بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، كثف الموساد عملياته ضد أعداء إسرائيل. وكان رئيس المخابرات الإسرائيلية، ديفيد بارنيع، قد هدد في يناير من العام الحالي 2024 بالقبض على المسؤولين عن الهجوم “أينما كانوا”، مؤكداً أن الأمر سيستغرق وقتاً. استخبارات ـ كيف نفذت الاستخبارات الإسرائيلية عملية “البيجر” ضد حزب الله ؟

“ليبرتاد” صندوق التجسس

في هجوم غير مسبوق على أجهزة الاتصالات الخاصة بحزب الله في لبنان يوم 17 سبتمبر 2024 ، برز دور الوحدة 8200 التابعة للجيش الإسرائيلي كقوة رئيسية محتملة وراء هذا الهجوم. تعتبر الوحدة 8200 واحدة من أهم الوحدات العسكرية في إسرائيل، وتضم نخبة من الأفراد المختارين بعناية من الشباب المجندين في الجيش. تعمل هذه الوحدة على تطوير أدوات تكنولوجية متقدمة لجمع المعلومات الاستخباراتية. الوحدة 8200 لها تاريخ طويل من العمليات البارزة التي تمتد خارج حدود إسرائيل. من أبرز تلك العمليات مشاركتها في هجوم “ستوكسنت” الذي عطل أجهزة الطرد المركزي الإيرانية المستخدمة في البرنامج النووي، على الرغم من أن الجيش الإسرائيلي لم يؤكد تورطه بشكل مباشر.

يتولى الموساد جمع وتحليل المعلومات والبيانات الاستخباراتية والسياسية والعسكرية والأمنية، ووضع وتقييم الاستنتاجات والتنبؤات بشأنها، وتحديد الأهداف بعيدة المدى لأمن إسرائيل، كذلك وضع خطط العمليات الخاصة، بالحرب النفسية، وجذب واستقطاب العملاء لجمع المعلومات على المستوى الدولي. يجمع “الموساد” المعلومات بالوسائل الإلكترونية، وتننفيذ عمليات الاغتيال، وتقديم توصيات وتقارير إلى الجهات الرسمية السياسية والأمنية في إسرائيل.

أعلن الموساد في 27 يونيو 2017 عن إنشاء صندوق “ليبرتاد” بهدف الوصول إلى تقنيات وأفكار جديدة في مجال التجسس. الغرض من إطلاق الصندوق بناء قدرة ابتكارية والحفاظ على تفوقه التكنولوجي وتعزيزه، وذلك من خلال الاتصال بالشركات المدنية الناشئة في مجال التكنولوجيا المتطورة، وتقديم أفكار جديدة في (5) مجالات، منها التقنيات الروبوتية المبتكرة، الطاقة، والتقنيات المبتكرة لتشفير المعلومات بسرعة عالية، سقف التمويل الذي يمنحه للمشروع الواحد يشمل نحو (570) ألف دولار.

الحرب ضد حزب الله

مؤخرًا، ركزت السلطات الإسرائيلية اهتمامها على لبنان، حيث بدأ حزب الله بإطلاق الصواريخ على إسرائيل تضامنًا مع حماس. وقد تعهد حزب الله بمواصلة القتال حتى تنسحب إسرائيل من غزة. وفي حين أن القوات الإسرائيلية لم تتمكن من القضاء على حماس بشكل كامل رغم مرور عام على الهجوم البري، فإن المفاوضات المتعلقة بوقف إطلاق النار وصلت إلى طريق مسدود. وعلى إثر ذلك، كثفت إسرائيل ضغوطها على حزب الله.استخبارات- جهاز “أمان” الإسرائيلي ـ المهام والخطط المستقبلية

وفقًا لشلومو شبيرو، الخبير الإسرائيلي، فإن الهجوم على حزب الله كان “الرسالة الأخيرة والملاذ الأخير قبل حرب كبرى”. ويضيف أن إسرائيل أرادت إظهار قدرتها على إلحاق ضرر كبير بحزب الله دون أن يكون ذلك بالضرورة مقدمة لحرب واسعة.

التشكيك في الإستراتيجية

من جانبه، يشكك يوسي ميلمان، مؤلف متخصص في المخابرات الإسرائيلية، في جدوى الهجوم من الناحية الإستراتيجية. في حين أن الهجوم أظهر قدرة إسرائيل على ضرب قلب حزب الله، إلا أنه لا يغير الصورة الاستراتيجية العامة بشكل كبير، وفقًا لميلمان الذي وصف الهجوم بأنه “علامة على الذعر”. بالمقابل، يصف شبيرو النهج الإسرائيلي بأنه دقيق للغاية، مؤكدًا أن الأجهزة التي استُخدمت في الهجوم كانت تُستخدم حصريًا لحزب الله، وأنها ساعدت إسرائيل في الوصول إلى أهم الشخصيات في حزب الله.

توقيت الهجوم

توقيت الهجوم يثير أيضًا العديد من التساؤلات. يفسر سايمون فوكس، خبير شؤون الشرق الأوسط، التوقيت بأنه مرتبط بانتهاء المعارك في غزة، مما دفع إسرائيل إلى تحويل انتباهها نحو إيران وحزب الله. ويشير إلى أن حزب الله قد وضع كل أوراقه على الطاولة. من جهة أخرى، تشير تقارير أخرى إلى أن توقيت الهجوم كان بسبب مخاوف إسرائيل من اكتشاف حزب الله للأجهزة التي تم التلاعب بها، مما دفعها إلى تنفيذ الهجوم في الوقت المناسب.

النتائج

وهنا يتوجب بحث الجوانب المرتبطة بالصراع الاستخباراتي بين “الموساد” وحزب الله، من أجل معرفة كيف أن حروب الجيل الخامس تعتمد على الخروقات الأمنية والاستخباراتية بدلاً من المواجهات العسكرية التقليدية. فيما يلي بعض النقاط الرئيسية:

  1. اختراق أمني داخل حزب الله: الموساد استطاع الترتيب لفخ مع شركة تعمل واجهة للموساد، إن لم تكن وهمية، في هنغاريا، مما يشير إلى أن الحزب كان مخترقاً من الداخل حتى قبل عملية التفخيخ. هذا يُظهر وجود عميل أو عملاء داخل المنظمة.
  2. الحصول على معلومات خطط الشراء: وصول الموساد إلى معلومات خطط حزب الله لشراء أجهزة الاتصالات يُعتبر نتيجة طبيعية لعمل الاستخبارات التقليدية، لكن تواجد عملاء داخل حزب الله يُعد إنجازاً كبيراً للموساد.
  3. الاختراق الفني: إلى جانب العملاء داخل الحزب، من المحتمل أن الموساد قام باختراق اتصالات حزب الله فنياً، سواء عبر الهواتف السلكية أو اللاسلكية، ما سمح لهم بمتابعة خطط الشراء.
  4. إخفاق أمني: الاختراق الفني والعملياتي يُعد ثغرة أمنية كبيرة لحزب الله، إذ أن فقدان سرية الاتصالات يعرض العمليات والخطط لمخاطر كبيرة. الحزب بحاجة إلى مراجعة كاملة لعمليات الشراء والتوريد والبحث عن نقاط الخرق.
  5. تفجير الأجهزة اللاسلكية: الموساد سارعت بتفجير أجهزة “ووكي توكي” بعد يوم من تفجير “البيجر” بسبب الشكوك التي أثارتها العملية الأولى لدى حزب الله. الموساد حاولت الاستفادة من الفرصة قبل أن يكتشف الحزب تورط تلك الأجهزة أيضاً.
  6. حروب الجيل الخامس: هذه الحروب تعتمد على العمليات الاستخباراتية والخروقات الأمنية أكثر من المواجهات العسكرية، وهي أقل تكلفة وأكثر تأثيرًا. العملية أثرت على حزب الله بشكل يفوق أي معركة ميدانية.
  7. تأثير العمليات على حزب الله: مثل هذه الخروقات تُحدث حالة من الشك داخل منظومة حزب الله وتؤدي إلى تعليق الكثير من العمليات والاتصالات لحين حل المشاكل الأمنية، مما يخلق حالة من الشلل المؤقت.
  8. مواصلة العمليات الاستخباراتية: الموساد سيواصل البحث عن ثغرات جديدة، مستفيداً من هذه الخروقات. الهدف هو إضعاف حزب الله دون الدخول في مواجهة عسكرية مباشرة، ونقل الصراع من غزة إلى الجبهة الشمالية.
  9. إن الشركة المسجلة في هنغارية، فرع للشركة التايوانية، لايمكن اعتبارها شركة وهمية، بل هي شركة “واجهة” عمل للموساد وفقاً لقواعد الاستخبارات، طالما يوجد لها عنوان وترخيص من الشركة الأم ” تايوان، يٌذكر التقارير كشفت إن الشركة الأم أعطت الترخيص وتستخدم علامتها التجارية في انتاج اجهزة “البيجر” واللاسلكي.
  10. الهجوم “الإسرائيلي” أظهر قدرة إسرائيل على ضرب حزب الله من الداخل، إلا أنه لا يغير الصورة الاستراتيجية العامة بشكل كبير.

بات متوقعاً أن يكون هناك تحرك استراتيجي لحزب الله لمحاولة استعادة توازنه الاستخباراتي، مع احتمال أن يحاول الحزب الردّ بعملية استخباراتية نوعية ضد إسرائيل. أما على مستوى سياسي، فمن المتوقع أن يحصل لبنان، حزب الله على تعاطف من دول العالم باعتبار مايشهده لبنان من حروب هجينة، هي تهديد وخرق للأمن العالمي. أن يكون هناك موقف دولي رافض غلى مثل هذا النوع من العمليات، التي يتعارض مع “أخلاقيات” الحروب” ممكن ان يكون رسالة واضحة ضد ماتنتهجه إسرائيل من حروب هجينية.

 

رابط مختصر .. https://www.europarabct.com/?p=96828

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات ـ ألمانيا وهولندا ECCI

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...