خاص ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ـ ألمانيا وهولندا ECCI
أكد “بيتر ريسينك” مدير الاستخبارات العسكرية الهولندية إن روسيا تنقل وحدات مدفعية جديدة إلى حدود دول البلطيق وفنلندا، وهو ما قد يشير إلى استعدادات لنزاع مسلح مستقبلي. وبحسب قول “بيتر ريسينك”، تُنتج روسيا مدفعيةً أكثر بكثير مما تحتاجه للحرب ضد أوكرانيا. كما تُساهم دول أخرى في هذه العملية. أشار “بيتر ريسينك” إلى “أن موسكو لا تُعوّض خسائرها على خطوط المواجهة فحسب، بل تُعزز روسيا قوتها العسكرية بنقل وحدات جديدة أقرب إلى حدود حلف شمال الأطلسي ـ الناتو”. وأكد “بيتر ريسينك”: “أن تصرفات روسيا تشير إلى زيادة واضحة في قدرتها القتالية”. ورغم أن الاستخبارات الهولندية العسكرية لا تتوقع أن يبدأ الرئيس فلاديمير بوتين حربًا جديدة في الوقت الحالي، إلا أن الوضع قد يتغير.
يقدر “بيتر ريسينك” مدير الاستخبارات العسكرية الهولندية “أنه في حال التوصل إلى اتفاق بين موسكو وكييف، فقد تكون روسيا مستعدة للصراع القادم خلال عام. وسيكون هذا ممكنًا إذا استمر إنتاج الأسلحة بوتيرة متسارعة، وإذا توفرت الإرادة السياسية للحرب في الكرملين”. تعد هولندا، شأنها شأن دولحلف شمال الأطلسي ـ الناتو الأخرى، في حالة تأهب قصوى. أوضح “بيتر ريسينك” مدير الاستخبارات العسكرية الهولندية “أن على حلف شمال الأطلسي ـ الناتو ـ أن يكون واثقًا من قدرته على الاستجابة في حال تفاقم الوضع. وأشار إلى أنه على الرغم من الاتجاه العام لخفض الميزانيات في مختلف القطاعات، فإن الإنفاق الدفاعي يواصل نموه. ومع ذلك، على المستوى السياسي، لا تزال المناقشات حول التهديدات الحقيقية محدودة”.
تابع “بيتر ريسينك” مدير الاستخبارات العسكرية الهولندية قائلا “تجاهلت أوروبا التحديات المتزايدة لفترة طويلة جدًا. واعترف بأنه على مدار العشرين أو الثلاثين عامًا الماضية، أظهرت دول القارة ضعفًا في التعامل مع القضايا الأمنية، ولكن الآن بدأت تظهر رؤية أكثر واقعية للتهديد”. وأضاف “بيتر ريسينك”: “أن أوروبا تدرك بشكل متزايد أنها يجب أن تتصرف على أساس مصالحها وآفاقها المستقبلية”.
أوضح “بيتر ريسينك” مدير الاستخبارات العسكرية الهولندية: “علينا أن نعترف بأننا كنا راضين إلى حد ما على مدى العشرين أو الثلاثين عاماً الماضية، لكن الوعي بالتهديد بدأ يعود الآن”. وحذر رئيس المخابرات الهولندي من “أن أوروبا يجب ألا تغفل عن التهديد المحتمل من الصين، على الرغم من أن بوتن لا يزال الشخصية المركزية في أجندة الأمن في القارة”.
ملامح التصعيد الروسي القادم
أكد “بيتر ريسينك”، مدير الاستخبارات العسكرية الهولندية، أن روسيا تنقل وحدات مدفعية جديدة إلى حدود دول البلطيق وفنلندا، وتنتج مدفعية تفوق حاجتها في أوكرانيا، ما يشير إلى استعدادات لهجوم أو نزاع مسلح محتمل ضد دول حلف شمال الأطلسي ـ الناتو.
أهم المؤشرات العملياتية:
ـ تعزيز القواعد الأمامية الروسية بوحدات نيران ثقيلة.
ـ استمرار الإنتاج العسكري رغم التكاليف الباهظة في أوكرانيا.
ـ عدم الاكتفاء بتعويض الخسائر، بل إعادة تشكيل القدرات القتالية وزيادتها.
ـ وفقًا لـ”ريسنيك”، فإن روسيا ستكون جاهزة لفتح جبهة جديدة خلال عام من الآن، إذا:
ـ تم التوصل إلى اتفاق مؤقت مع أوكرانيا.
ـ استمر الإنتاج العسكري بوتيرة متسارعة.
ـ توفرت الإرادة السياسية في الكرملين.
التداعيات المباشرة على أمن أوروبا والناتو
ـ رفع درجة الإنذار في هولندا ودول البلطيق وفنلندا.
ـ زيادة المناورات والتدريبات المشتركة مع الناتو.
ـ تنامي الشعور بضرورة تطوير “بنية دفاعية أوروبية مستقلة”.
ـ إدراك مخاطر الاعتماد المفرط على الولايات المتحدة في الردع.
ـ رغم الضغوط الاقتصادية، تُظهر الميزانيات الدفاعية نموًا واضحًا.
ـ التركيز على الاستثمار في الصناعات الدفاعية والبنية التحتية العسكرية.
ـ أشار “ريسنيك” إلى أن أوروبا تجاهلت التحديات الأمنية لعقود، لكنها بدأت اليوم تتبنّى مقاربة واقعية مبنية على:
ـ المصالح الأوروبية الصرفة.
ـ التحولات في البيئة الجيوسياسية.
ـ فهم أعمق لطبيعة التهديدات الروسية والصينية معًا.
ـ مواجهة روسيا كتهديد عسكري مباشر.
ـ التعامل مع الصين كتهديد استراتيجي طويل المدى تقنيًا واقتصاديًا.
ـ روسيا قد لا تبدأ حربًا شاملة في المدى القريب، لكنها تتحضّر لخلق بيئات نزاع رمادية.
ـ توسيع الانتشار العسكري في الجبهة الشرقية.
ـ رفع الجاهزية والاستثمار في الردع.
مراجعة سياساتها الأمنية تجاه الصين وروسيا.
تؤشر تحركات روسيا على حدود فنلندا والبلطيق إلى مرحلة جديدة من التوتر الأمني في أوروبا، تستوجب يقظة استراتيجية، واستعدادًا عسكريًا ونفسيًا طويل الأمد. تصريحات الاستخبارات العسكرية الهولندية تمثل إنذارًا مبكرًا لدول الناتو بضرورة التخلي عن الاسترخاء الاستراتيجي، والتوجه نحو مزيد من التنسيق والدفاع الذاتي الأوروبي.
بات ضرورياً:
ـ تعزيز التعاون الاستخباراتي الأوروبي.
ـ زيادة الاستثمارات في الدفاع السيبراني.
ـ إنشاء قوة ردع أوروبية مشتركة على المدى المتوسط.
ـ مراقبة أنشطة روسيا في المسرح البلطيقي بشكل دائم.
ـ الانتباه إلى التهديدات غير التقليدية مثل حرب المعلومات والتخريب الهجين.
رابط مختصر .. https://www.europarabct.com/?p=104078