إسبانيا .. مساعي لوقف التمويل الخارجي للمساجد
إعداد المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ ألمانيا وهولندا-وحدة الدراسات والتقارير “3”
اتخذت الجمعيات والمنظمات المتطرفة فى إسبانيا التبرع للمساجد ستارا لتمويل الإرهاب ونشر الفكر المتطرف. ووفرت الدعم المادى للجماعات المتطرفة الموجوده في إسبانيا تحت غطاء بناء المساجد. ونتيجة لذلك تزايدت بشكل ملحوظ أعداد المساجد المتطرفة فى إسبانيا . لذلك فرضت السلطات الإسبانية تدابير وقائية لاختيار أئمة المساجد، وشددت الإجراءات المتعلقة بإخضاعهم للتدريب، والتحقق من هويتهم.
الجاليات المسلمة
كشف تقرير بعنوان ” تركيا تندد بطرد أئمة من النمسا وتعتبره إجراءًا “معاديا للإسلام” وفقا ً لـ “دوتش فيلة ” فى 8 يونية 2018 أن جزء من إسبانيا عاش تحت الحكم الإسلامي لفترة طويلة. وحسب إحصاءات 2012،فإن أكثر من(1.900000) شخص يعتنقون الدين الإسلامي في البلد. ويتوزع المسلمين على مدن عديدة أهمها مدريد وكتالونيا والأندلس وفالنسيا ومورثيا وكانارياس. أما المساجد المعترف بها، فلا يتعدى عددهم ال (12) مسجد.
أسباب منع التمويل الخارجى للمساجد والمنظمات الإسلامية
- نشر الفكر المتطرف: تقول صحيفة”الموندو” الإسبانية فى 2 فبراير 2019 إن التمويل المباشر من دول، على رأسها قطر هو الذى يجعل الإرهاب موجودًا فى العالم، وفى كتالونيا.وحددت قوات الأمن أن تلك المنظمات الإرهابية تحصل على دعم من الدوحة .وأشارت الصحيفة إلى أن أحد أهم المراكز التى يوجد بها عدد كبير من المتشددين هو مسجد ريوس فى تاراجونا، وأيضًا فى لييدا ، ويقوم قادة هذه المساجد بتوزيع كتب أيديولوجية سلفية، ومنها من يحمل أفكارًا إرهابية أيضًا.
- تجنيد واستقطاب المهاجرين : نادى حزب أقصى اليمين “VOX” فى 3 ديسمبر 2018 بالسيطرة على الهجرة، وإغلاق المساجد الأصولية واحتجاز وطرد الأئمة المتطرفين من البلاد. ونوه تقرير بعنوان” الإرهاب يدفع إسبانيا أكثر نحو المغرب” وفقا ً لـ “العرب اللندنية “فى 12 مايو 2018 عن وجود حوالي (1260) مركز عبادة تابعا للمسلمين فى إسبانيا ، بينها مساجد مرخص لها ومحلات سرية وخارج التصنيف، ( 268) منها توجد في منطقة كاتالونيا. وتقول السلطات الإسبانية إن ما يناهز (100) منها تابعة لتيارات سلفية متشددة، (80 )منها توجد في كاتالونيا وحدها. وإحدى أكبر المشكلات أن مدريد ليست لديها الخبرة الكافية في التعامل مع مراكز العبادة .وتتعامل بنوع من التساهل مع تعيين الأئمة والسماح لهم بفتح مراكز العبادة.
- الترويج للكراهية والعنف: أفاد تقرير بعنوان ” قطر تمول الإرهاب في إسبانيا” لسكاى نيوز فى 7 مايو 2018 أن قطر وفرت الأموال لعناصر تنظيم الإخوان ، تحت غطاء بناء المساجد.حيث مولت قطر فرع التنظيم فى “لوغارينو” شمال إسبانيا بنحو (1.500000) يورو، وألقت السلطات الإسبانية القبض على أئمة مساجد بتهمة الترويج للكراهية والفكر المتطرف،مثل “هشام شاشه” مغربى الأصل ، حيث انه متهم بأنه ذراع قطر و”داعش” لتمويل مساجد بهدف نشر التطرف. و تلقى”شاشة” أكثر من(100) ألف يورو لنشر الفكر المتطرف واستقطاب وتجنيد الشباب.كما طردت السلطات ” رئيس الأتحاد الأسلامى للائمة والمرشدين الإسبان بعد إدانته بنشر العنف والكراهيه.
التقارير الصادرة من الحكومة حول تمويل المساجد والجمعيات
أكدت صحيفة “لاراثون”الإسبانية فى 24 اغسطس 2018عن مصادر بمكافحة الإرهاب في إسبانيا أن رجال أعمال أثرياء من قطر يمولون أئمة المساجد ذات الطابع السلفي المتشدد الموجودة في”كتالونيا” . مشيرة إلى أن خبراء من الشرطة الإسبانية أكدوا أن قطر تقوم بتمويل تنظيم “داعش” أيضاً، كما تجند عناصر وشباب تلك المنظمات الموجودة في إسبانيا، خاصة في كتالونيا، والتي منها “الإخوان” للانضمام إلى داعش والسفر إلى دول الصراع مثل سوريا والعراق وأوضحت الصحيفة ، أن إماماً متشدد يسمى محمد عطولي” يسيطر على مساجد عدة في منطقة “كوستا برافا” في سالت.
كشف تقرير نشرته صحيفة “لا ريوخا”الإسبانية في15 أغسطس 2018 عن عجز الداخلية الإسبانية عن السيطرة على مراكز العبادة والمساجد فى إسبانيا، ودور قطر فى تمويل بعض مراكز العبادة خاصة فى كتالونيا ، التى يوجد بها أكثر من( 256) مسجدا وكيف أصبحت كمنبرا للتشدد والدعوة للارهاب. حيث لا يوجد مسجد واحد فى كتالونيا يعمل بشكل رسمى .وأكد التقرير أن الداخلية الاسبانية لا تستطيع السيطرة إلا على(10) من مراكز العبادة الإسلامية. فى الوقت الذى يوجد فيه أكثر من( 1.586) دور عبادة ومسجد بشكل رسمى.وبالرغم من وجود إجراءات بتعزيز الضوابط على الأئمة والمساجد فى جميع أنحاء البلاد .فالحكومة الإسبانية تجهل ما يتم تدريسه من تعاليم إسلامية فى دور العبادة والمساجد ، وإذا كانت تحمل أفكار متطرفة وتنشر العنف.
ذكرت صحيفة “صنداى تايمز” البريطانية، وفقا ً للشرق الأوسط فى 8 أغسطس 2018 أن الشرطة الكتالونية تجاهلت معلومات استخباراتية مهمة من بلجيكا عن الرأس المدبر لهجومي “برشلونة وكامبرليس”. ونبهت المخابرات البلجيكية سلطات كتالونيا، قبل الاعتداءين، إلى تطرف “عبد الباقي الساتي” الذي عمل إماما لمسجد ونجح في استقطاب عدد من الشباب وغسل أدمغتهم ويعتبر الإمام “عبد الباقي الساتي”، العقل المدبر للهجمات التي ضربت كتالونيا في أغسطس 2017 ، وأضافت أن “الساتي” كان إماما للمسجد الموجود في مدينة ريبول القريبة من حدود فرنسا ولم يكن معروفا للسلطات، وهناك قام بتكوين خلية إرهابية هي التي نفذت الهجمات في برشلونة و”لا رامبلا” .
الخلاصة
تحاول الحكومة الإسبانية مواجهة ما تطلق عليه التطرف الاسلاموي، وأشارت تقارير استخبارتية إلى ان هناك عددا من الائمة يدعون الى الفكر المتطرف ويحرضون أبناء الجاليات الاسلامية على الكراهية والدعوة الى الجهاد. و تعمل قطر على نشر الأفكار المتطرفه في المساجد الإسبانية خاصة فى كتالونيا.وحذر عدد من الخبراء فى مجال مكافحة الإرهاب من اتساع دائرة داعش فى إسبانيا من خلال المساجد. لذلك تقوم الشرطة الاسبانية بفهم وتفسير الخطب التى تلقى فى مراكز العبادة.بالأضافه إلى قيام الحكومة بتوفير أئمة من أبناء الجاليات الإسلامية الذين ولدوا في أسبانيا ويجيدون لغة البلاد ويعرفون عادات وتقاليد المجتمع الأسبانى بشكل جيد، ومنع استقدام الأئمة الذين من الخارج، ويكون لديهم افكار لا تتناسب مع تقاليد وعادات المجتمع الإسبانى.
رابط مختصر… https://www.europarabct.com/?p=50084
* حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات
الهوامش
DW
سكاى نيوز عربية
روسيا اليوم
العرب اللندنية
الشرق الأوسط