مساعي أوروبية لتطوير أجهزة استخباراتها … إسبانيا
إعداد المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ المانيا وهولندا-وحدة الدراسات والتقارير “3”
أعلنت أجهزة الاستخبارات الاسبانية عن تفعيل إجراءات وتدابير جديدة تستهدف دعم وتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب ، تقوية وتعزيز التدابير الخاصة بمنع العمليات الإرهابية مع تحسين آليات عمل الأجهزة الأمنية ، و تحويل العملاء الأكثر خبرة إلى عناصر مكافحة للجهاديين ، بتوظيف ما يقارب من (500) من العملاء الجدد والرفع من عدد موظفى الجهاز إلى (4000) حتى عام2020.
وكالة الاستخبارات الإسبانية CNI “ Centro Nacional de Inteligencia”
تعمل كوكالة استخبارات داخلية وخارجية، يقع مقرها في الطريق السريع A-6 بالقرب من مدريد، إن CNI هو خليفة لـ Centro Superior de Información de la Defensa ، المركز الأعلى لمخابرات الدفاع، ويعمل جهاز الاستخبارات في أكثر من 80 دولة، ويعد الهدف الأساسي للمركز هو تزويد الحكومة الإسبانية بكل المعلومات الضرورية لمنع وتجنب أي خطر أو خطر يهدد استقلال أو سلامة إسبانيا ومصالحها الوطنية ومؤسساتها وسيادة القانون.
ميزانية الاستخبارات الإسبانية
تبلغ ميزانية CNI الرسمية لعام 2017 حوالي (261) مليون يورو قررت الحكومة الإسبانية فى يوليو 2017 زيادة ميزانية الأمن والدفاع (0.4%) مقارنة بالعام 2016، أى زيادة من (5.734) مليون يورو إلى (5.758 )، لتصل النسبة إلى(1.7%) من الميزانية العامة ومن بين الميزانية توفير عدد الجنود المحترفين من الجيش والبحرية، والخدمة الفعلية فى عام 2017.
تلقت اجهزة الاستخبارت الاسبانية فى أغسطس 2018 لدعم جهود إسبانيا في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة. وأكدت المفوضية الأوروبية بببروكسل إنها منحت (4) ملايين و(200) ألف يورو إضافية من المساعدات الطارئة للحكومة الإسبانية، وسوف يساهم التمويل الإضافي في شراء المعدات والتكنولوجيا اللازمة لحماية الأماكن العامة بالإضافة إلى مكافحة الجريمة عبر الإنترنت ،كذلك تخصيص (100) مليون يورو عام 2018 لتمويل مشروعات في إطار سياسة الأقاليم لحماية المواطنين من مخاطر الإرهاب، خصوصا في الأماكن العامة.
و أعلنت المفوضية الأوروبية إنه بهذا التمويل الإضافي بلغ إجمالي الدعم الذى قدم إلى إسبانيا لمعالجة التحديات الأمنية والهجرة، نحو (33) مليون يورو، وهو جزء من حزمة مالية مخصصة لإسبانيا تصل إلى (692) مليون يورو في إطار صندوق الهجرة والإدماج وأيضا «البرنامج الوطني لصندوق الأمن الداخلي» للفترة من 2014 إلى 2020.
هيكلة الاستخبارات الإسبانية
قررت المخابرات الإسبانية CNI، فى مارس 2018 تخفيض عدد عملائها السريين العاملين فى إقليميّ الباسك ونافارا، وذلك فى إطار الاستراتيجية الجديدة لخدمات المعلومات ،وينص هذا الإجراء على تحويل العملاء الأكثر خبرة إلى عناصر مكافحة للجهاديين، ومن ثم أصبح لزامًا على عملاء المخابرات الإسبانية تجنيد أفراد فى المناطق التى يُرسلون إليها، وررفضت الاستخبارات الإسبانية تقديم أى معلومات بشأن العملاء فى جهاز الاستخبارات المتضررين من هذا التغيير.
وأوضحت أن العملاء يجب أن يكونوا مستعدين لأى إجراء تقرره إدارة الاستخبارات؛ سواء فى مصيرهم أو أنشطتهم المختلفة لخدمة الجهاز كما هو مدرج فى النظام الأساسى لموظفى الاتسخبارات، الذين تعهدوا بتطبيقها عند قبول انضمامهم لجهاز الاستخبارات،ويستمر برنامج الخطة، التى تمت الموافقة عليها فى مايو من عام 2017، لمدة 5 سنوات واعتمد نائب رئيس الوزراء لتطبيقها مبلغًا ضخمًا يصل إلى (161) مليون يورو الذى يمثل (8.25 % ) اكثر من الميزانية المقترحة لـ CNI بنحو (20)مليون يورو.
قررت السلطات الإسبانية تعزيز دور جهاز المخابرات لمواجهة التطرف وذلك بتوظيف ما يقارب من (500) من العملاء الجدد والرفع من عدد موظفى الجهاز إلى (4000) حتى عام 2020 وبرر هذا القرار بضرورة مواجهة التطرف والإرهاب الناتج عنه،وأوضحت أنه سيتم توظيف العملاء الجدد داخليا وخارجيا مثل تتبع المتطرفين فى شبكة الإنترنت بعدما تبين أن عمليات الاستقطاب أصبحت الآن تتم عبر الإنترنت أكثر بكثير من المساجد، خاصة بعد رفع مراقبة المساجد خلال السنوات الأخيرة.
تنسيق التعاون بين أجهزة الاستخبارات
تم التنسيق بين الاستخباراتي الإسبانيCNI فى اغسطس 2018 والحرس المدني، والشرطة الاسبانية، والإنتربول الدولي، لتشديد الخناق على الجهاديين الذين ينوون التسلل إلى الدول الأوروبية عن طريق الموانئ الإسبانية، أن إسبانيا تقوم بزيادة عدد أفرادها الأمنية من خلال تكوينات خاصة لعدد كبير من عناصرها الأمنية، التي تتدرب على تقنيات جد متطورة، خاصة طرق التحقق من الهويات، والكشف عن الوثائق المزورة، وغير القانونية، تحت إشراف عناصر ينتمون إلى الإنتربول الدولي.
وأفاد تقرير ان المقاتلين الاجانب سيجدون أثناء عودتهم كل من رجال CNI والحرس الإسباني والشرطة الإسبانية، بميناء قادس، ومللغا، وأليكانت، من أجل مراقبة الوثائق والتأكد من صحتها، لاسيما مع التطور المعلوماتي الذي قلص من عدد المتسللين، الذي انتقل من 2000 إلى 150 متسلل في السنة.
ويقول “بول كروكشانك” محلل شؤون مكافحة الإرهاب فى أغسطس 2017 إن إسبانيا لم تكن هدفا كبيرا في نظر تنظيم ـ”داعش،” من قبل، مقارنة بأهداف مثل بريطانيا وفرنسا، وأوضح كروكشانك أن إسبانيا لم تلعب دورا يقارن بالدور الذي لعبته بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا في التحالف الدولي ضد التنظيم والغارات التي استهدفته في العراق وسوريا.”
التوصيات
اعتمادالاستخبارات الإسبانية مجموعة من التدابير التشغيلية والعملية لتحسين حماية المواطنين ضد التهديدات الإرهابية ، إيجاد انسجام وتعاون داخل اجهزة الاستخبارات الإسبانية ،من خلال تقاسم المعلومات بين الوكالات الوطنية، ناهيك عن التعاون بين دول الاتحاد الأوروبي ، مراقبة وتتبع الاستخبارات للخلايا النائمة ، تشريع قوانين جديدة في مجال الرقابة الإلكترونية لمكافحة الإرهاب ، كذلك تشريعات جديدة لاجهزة الاستخبارات لقوانين تسمح بالقيام بعمليات داخل البلاد وخارجها ، زيادة قائمة الأهداف التي تبرر اللجوء إلى التجسس ، البحث عن معلومات ذات أهمية بالنسبة للسياسة الخارجية والأمن
الهوامش
رابط مختصر …https://www.europarabct.com/?p=48064
* حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات