هل يبقى الاتحاد الأوروبى متماسكا؟..موقف الاتحاد الأوروبى بشأن إدلب
إعداد المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ المانيا وهولندا-وحدة الدراسات والتقارير “3”
تعتبر أدلب آخر المعاقل التي تسيطر عليها الجماعات المتظرفه والتنظيمات الإرهابية ، واتفقت وفرنسا وألمانيا وبريطانيا، على أن أي هجوم على إدلب ستكون له “عواقب خطيرة”، وأنه يجب التوصل إلى حل سياسي لتجنب الهجوم على المنطقة، وأعربت هذه القوى عن “قلقها الكبير” تجاه هجوم عسكري في إدلب والأزمة الإنسانية التي ستنتج عنه.
معركة إدلب
تقع إدلب في شمال غرب سوريا على الحدود مع تركيا، وتعد أكبر منطقة سكانية وهي المحافظة الأخيرة التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة المعارضة للرئيس السوري بشار الأسد، وهي فرضت سيطرتها عليها منذ أربعة أعوام تقريباًK يشار إلى أن الأمم المتحدة تقدر عدد المدنيين في إدلب وريفها بين 2.0 إلى 3.5 مليون مدني.
يرى النظام السوري، إن إعادة بسط السيطرة على إدلب يمثل، بطريقة أو أخرى، نهاية الحرب، وانتصاراً للحكومة على ما وصفته دائماً “بالمؤامرة العالمية” ضد سوريا، حيث تسيطر هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا)على القسم الأكبر من إدلب بينما تنتشر فصائل إسلامية أخرى في بقية المناطق وتتواجد قوات النظام في الريف الجنوبي الشرقي، وأعلنت روسيا وإيران تعاونها مع سوريا لتوجيه ضربه عسكريه لمدينة إدلب.
وأرسل الجيش السوري تعزيزات ضخمة إلى تخوم محافظة إدلب لبدء حملة عسكرية واسعة النطاق لاستعادة المحافظة من مسلحي “جبهة النصرة”،وشكلت محافظة إدلب الوجهة الأساسية لجميع الفصائل المسلحة التي رفضت الدخول في عمليات المصالحة التي شهدتها محافظات سورية أخرى بالتزامن مع العمليات العسكرية للجيش السوري.
بدأت (26) سفينة حربية فى سبتمبر 2018 تابعة للأسطول الحربي الروسي القيام بمناورات عسكرية ، وتشارك فيها نحو (36) طائرة بما فيها قاذفات استراتيجية،وسيؤمّن التمركز البحري الروسي للحكومة السورية، بحسب مراقبين، قوّة نيران ضخمة في حال اندلاع الحرب.
شنت طائرات روسية 8 سبتمبر 2018 عشرات الغارات على بلدات وقرى ريفي إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي تزامنت مع إلقاء مروحيات النظام أكثر من خمسين برميلا متفجرا على المنطقة إضافة إلى القصف المدفعي. واعتبر مراقبون أن موسكو تهدف إلى “تذكير تركيا بأن عليها أن تبقى في دائرة الرضى الروسية لتجنب كارثة مؤلمة في إدلب”، ودفعت وتيرة القصف مئات عدة من العائلات إلى النزوح السبت من القطاع الجنوبي في محافظة إدلب.
يقول” إيغور كوناشنكوف” المتحدث باسم الجيش الروسي في بيان إن قياديين في “هيئة تحرير الشام” وفي “الحزب الإسلامي التركستاني”، وآخرين من الخوذ البيضاء (الدفاع المدني) “اتفقوا على سيناريو يقضي بافتعال أحداث تدفع إلى اتهام القوات الحكومية السورية باستخدام غازات سامة ضد المدنيين”، وبالتالى سيكون للدول الأوروبية رد رادع على ذلك.
بحث رؤساء روسيا وتركيا وإيران التطورات في سوريا فى سبتمبر 2018، مع تركيزهم على الوضع في محافظة إدلب، واتفقوا على مواصلة جهود موسكو وأنقرة وطهران لحماية المدنيين وتحسين الوضع الإنساني في سوريا، كما أشار زعماء الدول الثلاث الضامنة للهدنة في سوريا في إطار “مسار أستانا”، إلى ضرورة تسهيل صياغة الدستور في سوريا كي يتم تبنيه في أسرع وقت ممكن.
عديد التنظيمات المتطرفة فى إدلب
- هيئة تحرير الشام: أستطاعت الإمساك بمحافظة إدلب المدنية والعسكرية إثر مواجهات عسكرية مع حركة “أحرار الشام” انتهت بانسحاب الحركة فى يوليو 2018، وسيطرت على خان شيخون وقسم من جبل الزاوية وكفرنبل وسلقين وحارم ودركوش وجسر الشغور وسرمدا ومدينة إدلب وسرمين ومعرة مصرين، ثم سيطرت على “أكثر من 31 مدينة وبلدة وقرية” في أنحاء إدلب.
- تنظيم داعش: يسيطر على مناطق “اطمة والدانا وحارم وسلقين ودركوش”، وإلى عدد من القرى والمزارع في منطقة جسر الشغور، انتشار “داعش” على الحدود الإدارية مع تركيا
- احرار الشام: تسعى هذه الحركة لتشكيل دولة إسلامية مبنية على الشريعة الإسلامية، وترتبط بالإخوان المسلمين بسوريا، ولها علاقة قوية مع تركيا وقطر، سيطرت هذه المجموعة على معبر باب الهوا الواقع على الحدود بين سوريا وتركيا.
- جيش ادلب الحر: يتشكل من الجيش السوري الحر وهي الفرقة 13، الفرقة الشمالية، ولواء صقور الجبل، وكان الغرض من التشكيل هو إقامة تحالف بين المجموعات المسلحة الثلاث التابعة للجيش الحر شمال غرب سوريا.
- فيلق الشام: هو تحالف يضم جماعات إسلاموية إرهابية، كان بعضها ينتسب سابقاً لجماعة الإخوان المسلمين السورية وهيئة دروع الثورة.
- جيش المجاهدين: يقدر عددهم بما يقرب (1000) عنصر، تم تشكيلها لمحاربة تنظيم داعش.
- فرسان الحق: وهي مسلحة ومدربة وممولة من قطر، وتتمركز هذه المجموعة في منطقة كفر نبال.
- فاستقم كما أمرت: هي جماعة معارضة مسلحة، قريبة من الجيش السوري الحر وتتألف من (2000) عنصر.
- حركة نور الدين الزنكي:يقدر عددها فى بدايتها عام 2011 نحو(7000) عنصر ، وانضمت إلى أحرار الشامعام 2017 .
- صقور الشام: ، تجاوزعدد عناصرها (6000) عنصرعام 2016
- جيش العزة: جماعة سورية تابعة للجيش السوري الحر تنشط شمال غرب سوريا
- لواء الحق: تتألف من (2000)عنصر عسكري، وهى قريبة من جبهة النصرة .
- جند الأقصى: بايعت هذه المجموعة جبهة النصرة وهي تتألف من(1000) مقاتل أجنبي متشددين.
- حزب الإسلامي التركستاني: هذه المجموعة هي واحدة من أوائل الداعمين لتنظيم القاعدة.
- جيش البادية وجيش الملاحم: انشقت هاتين المجموعتين في عام 2017 عن تحرير الشام، وتتمركز حالياً في المحور الجنوبي لإدلب.
أعلن “سيرغي لافروف” وزير الخارجية الروسي، فى سبتمبر 2018 ، ، أنه من حق الحكومة السورية “تصفية الإرهابيين” في إدلب، و صرح “محمد جواد ظريف” وزير الخارجية الإيراني، “إن الحكومة السورية عازمة على وضع حدّ لهذه الكارثة” في سياق حديثه عن محافظة إدلب، وأضاف ظريف “لحكومة سوريا الحق في محاربة الإرهابيين في هذه المنطقة”.
موقف الاتحاد الأوروبى من هجوم إدلب
وحذرت الممثلة العليا للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي”فيديريكا موغيريني” فى فبراير 2018 من شن هجوم عسكري على مدينة إدلب في سوريا، وأن “شن هجوم عسكري على إدلب سيعرض حياة أكثر من 3 ملايين مدني للخطر ويؤدي إلى كارثة إنسانية جديدة. ويمكن أن يكون لأي استخدام للأسلحة الكيميائية عواقب إنسانية مدمرة”.
موقف ألمانيا من هجوم إدلب
كشف تقرير للجنة الخدمات العلمية في البرلمان الألماني (بوندستاغ) فى سبتمبر 2018أن مشاركة محتملة للجيش الألماني في عملية انتقامية للحلفاء في سوريا في شكل “ضربات انتقامية” ضد النظام السوري حال استخدم الأخير أسلحة كيماوية في سوريا ستكون مخالفة للقانون الدولي والدستور الألماني.
رفض “هايكو ماس” وزير الخارجية الألماني استبعاد مشاركة بلاده في ضربات على سوريا إذا استخدمت قوات النظام السوري أسلحة كيماوية ضد المعارضة في إدلب، لكنه أصر في الوقت ذاته على أن برلين ستتخذ “قراراً مستقلاً”، وأضاف ماس “حتى ذلك الحين، نركز على الحوار السياسي لمنع وقوع كارثة إنسانية .. هذا ما نعمل عليه”. يشار إلى أن رفض ألمانيا المشاركة في قضايا عسكرية أغضب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
موقف فرنسا من هجوم إدلب
دعا “فرانسوا دولاتير” السفير الفرنسي الدائم في الأمم المتحدةفى سبتمبر 2018، لمنع وقوع مأساة في إدلب، حيث يقول “هذا الهجوم يشكل تهديدا للأمن الإقليمي، في حال انتشر المقاتلون المتطرفون الموجودون هناك،والمضي في عملية عسكرية هناك يعني أن آثارها ستصل إلى أوروبا بل وأبعد منها، وفي مواجهة خطورة هذا الوضع، أدعو الأطراف الضامنة في أستانا، المجتمعين في إيران، بما لديهممن نفوذ، وأخص روسيا وإيران.. أدعوهم لتحمل مسؤولياتهم”.
حذر “جان إيف لو دريان “وزير الخارجية الفرنسي فى إبريل 2018 من وقوع كارثة إنسانية في مدينة إدلب السورية التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة والتي قد تكون الهدف التالي للجيش السوري، وأوضح أن ” هناك خطر حدوث كارثة إنسانية جديدة. يجب تقرير مصير إدلب من خلال عملية سياسية تتضمن نزع سلاح الميليشيات”.
موقف بريطانيا من هجوم إدلب
أكدت “كارن بيرس” المندوبة الدائمة البريطانية لدى الأمم المتحدة، فى سبتمبر 2018 إن “الوحدات العسكرية المنتشرة في إدلب هي التي سيتم مسائلتها من قبل المجتمع الدولي حال تنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق ضد المدنيين”.
وأشارت” كارن بيرس” ، إلى أن مواصلة الهجوم على إدلب يشل الجهود الرامية إلى إيجاد حل سياسي في سوريا، داعية موسكو وطهران إلى وقف العملية العسكرية في المنطقة، وتقول بيرس “إن المبعوث الأممي للشأن السوري”ستيفان دي ميستورا”أخبرنا بأن التقدم في التسوية السياسية مستحيل ما دام الهجوم العسكري على إدلب قائم، لذا أود أن أسأل روسيا وإيران: هل ستصغيان إلى هذه الكلمات وتوقفان العملية العسكرية وتأتيان إلى المجلس كي تناقشا معنا جميعا، بما في ذلك تركيا، كيف يتعين علينا بالضبط أن نتصرف في تطوير أستانا، كي نعمل سوية بصورة جدية، بعد ست سنوات من أشنع أحداث شاهدناها منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية؟”
هددت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا فى أغسطس 2018 بالرد في حال استخدم الرئيس السوري بشار الأسد الأسلحة الكيمائية في أي عملية يشنها لاستعادة السيطرة على محافظة إدلب كما فعلت من قبل وقامت بغارات جوية ردا ً على هجوم بالأسلحة الكيميائية في بلدة دوما ، وأعربت هذه القوى عن “قلقها الكبير” تجاه هجوم عسكري في إدلب والأزمة الإنسانية التي ستنتج عنه.
التوصيات
لابد من التوصل لحل بين الحكومه السوريه والدول الأوروبيه للحفاظ على سكان إدلب ، والقضاء على المتطرفين وليس بسط نفوذ كل بلد سلطتها على سوريا للسيطرة عليها، ويجب إعادة توطين النازحين بسبب الضربات العسكريه على إدلب.
الهوامش
رابط مختصر :https://www.europarabct.com/?p=47731
*حقوق النشر محفوظة للمركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات