المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات-ألمانيا وهولندا
إعداد: وحدة الدراسات والتقارير “6”
عانى تنظيم داعش في الأشهر الأخيرة، من انتكاسات عسكرية في كل من العراق وسوريا ، مما أنهى عملياً إقامة ما يسمى الخلافة . و قد أثار الانهيار العسكري لهذا التنظيم الارهابي مخاوف من أن خلايا من التنظيم سترد بهجمات في أوروبا والشرق الأوسط. وقد كثف الاتحاد الأوروبي جهوده لتوسيع تعاونه الأمني بشأن صفقات تبادل البيانات والمعلومات مع عدة بلدان من منطقة الشرق الأوسط وفقا لتقرير صحفي صدر في 29 فبراير 2019 . وخلال القمة الاولى بين الاتحاد الاوروبى وجامعة الدول العربية والتى تهدف الى تعزيز التعاون فى مجالات عديدة من بينها الأمن ، أجرى مسؤولو الأتحاد الاوروبي محادثات مع نظرائهم حول اتفاقيات تبادل البيانات بين وكالة تنفيذ القانون التابعة للاتحاد الأوروبى و اليوروبول والسلطات المحلية.
الأتفاقيات الأمنية بين الاتحاد الأوروبي و دول الشرق الأوسط ( العراق و سوريا )
العراق: نشر القسم الأوروبي للأنشطة الخارجية التابع للاتحاد الأوروبي في 25 فبراير 2019 على أنه في 17 نوفمبر 2017 ، تم عقد اتفاقية نشر بعثة الاتحاد الأوروبي الاستشارية في بغداد لدعم إصلاح القطاع الأمني في العراق. الغرض من مجموعة العمل هو تنسيق مساعدة الاتحاد الأوروبي ، ومرض التصلب العصبي المتعدد في مجال قطاع الأمن المدني وإصلاح القطاع الأمني في العراق وكذلك لضمان التعاون الوثيق والتنسيق والتماسك بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ووفد الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأوروبي. الغرض من هذه الاجتماعات هو تبادل المعلومات ومناقشة إمكانيات التنسيق والتعاون في المستقبل لتحقيق الهدف المشترك لدعم إصلاح قطاع الأمن في العراق.
أورد موقع الحرة واشنطن في 16 يونيو 2017 نقلا عن مصدر ديبلوماسي أن الاتحاد الاوروبي بحث عن اتفاقية تعاون لمساعدة أجهزة الأمن في العراق ، و قد صرح المسؤول الديبلوماسي أن ثمة حاجة إلى اتخاذ إجراءات محددة لإصلاح قطاع الأمن من أجل تعزيز مكافحة الإرهاب، وتقديم المشورة الاستراتيجية أو المساعدة في تجديد الشبكة الجنائية للشرطة والقضاء في العراق.
سوريا: منذ اندلاع الصراع في سوريا سنة 2011 عمل الاتحاد الاوروبي على مقاطعة النظام السوري سياسيا و فرض عقوبات اقتصادية. لذلك اقتصر ارتباط الاتحاد الاوروبي أمنيا بسوريا على دور الاتحاد الأوروبي كعضة في التحالف الدولي ضد داعش في سوريا والعراق و حسب ما يوضحه الموقع الرسمي للتحالف على لسان فيديريكا موغيريني، الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية ، فإن ” الاتحاد الأوروبي ينخرط على الأرض بصورة ملموسة، لكننا جميعاً نعرف جيداً، وفي هذا الجانب من المعركة ، أن القوة العسكرية لن تكون كافية لهزيمة داعش. إن القوة العسكرية وحدها لن تؤدي إلى حل الأزمة، سواء في سورية أو في مكان آخر “.
التعاون الأمني و الإستخباري بين دول اوروبا و دول الشرق الأوسط ( العراق و سوريا )
دول أوروبا و العراق
فرنسا: وقعت كل من فرنسا والعراق وفقا لتقرير ” فرنس 24 ” في 3 مايو 2019 ،خريطة طريق تتضمن شقا عسكريا يشمل تعزيزا لعديد الجنود الفرنسيين الذين يدربون نظراءهم العراقيين، مشيرا إلى أنه سيتم التطرق أيضا إلى قضية الجهاديين الأجانب، وبينهم فرنسيون، الذين يحتجزهم العراق ويجب أن يصدر القضاء العراقي أحكامه بحقهم، لكن باريس لم تتلق حتى الآن “طلبا محددا من بغداد لتقديم مساهمة مالية من فرنسا في ما يتعلق بهذا الموضوع.
ألمانيا: أوردت وكالة الأناضول في 16 سبتمبر 2018 أثناء زيارة وزيرة الدفاع الألمانية، أورسولا فون دير ليينقال للعراق في نفس اليوم ، أن وزير الدفاع العراقي، عرفان الحيالي أعرب عن أن العراق تتطلع لتوسيع التعاون العسكري مع ألمانيا. وأضاف الحيالي، على هامش لقائه الوزيرة الألمانية، أن التعاون العسكري المستقبلي بين العراق وألمانيا يشمل التدريب والتجهيز والتسليح والعمل الاستخباراتي.
دول أوروبا و سوريا
أن الدول الأوروبية مستعدة لتمويل نزع سلاح المقاتلين في سوريا وفقا لتقرير وكالة سبوتنيك الروسية العام الماضي 2018 حول ، حيث أعلن مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون سيادة القانون والوكالات الأمنية ألكسندر زويف، أن العديد من دول أوروبا مستعدة للاستثمار في برنامج نزع سلاح المسلحين وتمويله ، الأمر الذي سيسهم في هذه العملية. وأضاف أن إعداد مثل هذا البرنامج قد يستغرق عدة أشهر، ولكن لا يوجد حتى الآن تفويض بهذا الخصوص من مجلس الأمن الدولي وطلب رسمي من دمشق.
ألمانيا: ذكرت صحيفة ” داغ تاغيشبيغل ” في 19 فبراير 2019 أن برونو كال، مدير جهاز الاستخبارات الفيدرالي اﻷلماني، يعتبر أن الاتصالات الاستخباراتية مع نظام الأسد ضرورية، ويؤيده في ذلك معظم الأحزاب، بمن فيها الحزب الحاكم. يتلخص موقف رئيس جهاز الاستخبارات الفيدرالي، بضرورة إجراء اتصالات مع نظام الأسد للحصول على معلومات حول مخاطر الإرهاب الإسلامي، حيث قال برونو كال في مقابلته مع الصحيفة أن الاستخبارات الألمانية تحاول إجراء اتصالات مع سوريا لتجنب وقوع ضرر في ألمانيا مشددا على ضرورة الحصول على معلومات عن تنظيم الدولة الإسلامية، وتنظيم القاعدة والمنظمات الإرهابية الأخرى.
ايطاليا: بدايات التنسيق الاستخباراتي بين سوريا و ايطاليا في ظل الأزمة السورية ، بدأت في سنة 2016 حسب موقع روسيا اليوم في 8 يوليو 2016، على أن وفد إيطالي برئاسة مدير الاستخبارات الخارجية زار دمشق لاستكمال الملفات التي طرحت خلال زيارة رئيس المخابرات السورية تمهيدا لعودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. و يضيف الموقع أنه كانت زيارات سابقة لدمشق من طرف العديد من الوفود منها السرية ومنها العلنية، لعقد اتفاقيات تحت الطاولة، تفضي إلى استئناف التعاون أمنيا ضد الإرهاب، والحصول على لوائح اسماء الجهاديين الأوروبيين في قبضة الجيش السوري، أو السعي لمعرفة المزيد مما في حوزة الأجهزة السورية، عن المجموعات الجهادية الأوروبية، التي تعمل في البؤرة السورية المفتوحة في الرقة، والشمال السوري.
الخلاصة
على الرغم من الوضع الاستثنائي لمنطقة الشرق الأوسط ، إلا أن الاتحاد الاوروبي ككتلة والدول الاوروبية منفردة تمكنوا من عقد اتفاقيات هدفها تعزيز التعاون والتنسيق الأمني والاستخباراتي خاصة مع مع العراق، على عكس سوريا التي كانت متحفظة في إعادة العلاقات الديبلوماسية مع الاتحاد الاوروبي و بدرجة أقل مع الدول الأوروبية. فقد بقي الاتحاد الأوروبي غير فاعل بالشكل المطلوب أمنيا واستخباراتيا في المجال السوري و هذا راجع لأسباب متعددة أهمها سياسة التحالفات التي يتبناها النظام السوري.
الاتحاد الاوروبي و الشرق الأوسط خاصة العراق و سوريا لازالت معرضة لخطر الإرهاب و ارتداداته لاسيما أن تقارير غربية تتحدث عن امكانية عودة تنظيم داعش للنشاط مجددا في الأقاليم التي نشأ فيها، و هذا ما ترصده مختلف أجهزة الاستخبارات في المنطقة.
نجح الاتحاد الاوروبي نسبيا بمعية بعض دول الشرق الأوسط في تجسيد وتفعيل مختلف الاتفاقيات المبرمة على أرض الواقع و متابعتها و تقييمها ، و هذا ما يفسر النشاط المستمر للمفوضية الأوروبية في الاهتمام بالملف العراقي والسوري و كذا الاتصالات بين الفاعلين الاوروبيين والعراقيين خاصة في مسألة مكافحة الارهاب. إلا أن كل هذه الجهود تبقى غير كافية لا سيما مع وجود مخاوف أوروربية من ارتدادات قد تعصف بالأمن الأوروبي.
التوصيات
- ضرورة مضاعفة التعاون الأمني بين الاتحاد الأوروبي و دول الشرق الأوسط (العراق وسوريا) بالشكل المطلوب مقارنة بالقوى الدولية الأخرى في المنطقة.
- تعزيز الاتحاد الأوروبي بمعية دول الشرق الأوسط (العراق وسوريا) لآليات تبادل المعلومات والبيانات الاستخبارية و ملاحقة الارهابيين في المنطقة.
- تكثيف الاتحاد الاوروربي من برامج تحسين الوقاية ومعالجة الظروف المؤدية إلى انتشار الإرهاب في الشرق الأوسط و ليس فقط الاعتماد على تمويل الجانبين الأمني والعسكري.
رابط نشر مختصر… https://www.europarabct.com/?p=53892
* حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات
الهوامش
EU aims to bolster security cooperation with MENA region
البعثة الاستشارية للاتحاد الأوروبي تجتمع بالشركاء الدوليين لاصلاح قطاع الأمن
ساهم الاتحاد الأوروبي بمبلغ 10 مليون يورو لأعمال إزالة الألغام
الاتحاد الاوروبي يبحث مساعدة الشرطة والقضاء في العراق
العراق و فرنسا يضعان اللمسات الأخيرة على خريطة طريق استراتيجية لعلاقاتهما الثنائية
وزيرة الدفاع الألمانية: قواتنا ستبقى في العراق لفترة طويلة
http://bit.ly/2M91kRC
? Soll der BND mit dem Assad-Regime reden
وفد إيطالي في دمشق لتطبيع العلاقات