“جهاديون” ارتبطوا بأجهزة إستخبارات غربية … أنجم شودري
إعداد المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ المانيا وهولندا- وحدة الدراسات والتقارير “2”
تزايد القلق لدى الأجهزة الأمنية والاستخباراتية البريطانية بعد الإعلان عن إطلاق سراح الداعية ” أنجم تشودرى ” ، ويعتبر أنجم شودري أحد أكثر المتطرفين إثارة للجدل في بريطانيا، حيث أعلن ولائه لتنظيم “داعش” بصورة علنية ، إلى جانب علاقاته الوطيدة مع منظمات إسلاموية متطرفة ، وهناك العديد ممن تأثروا بفكر شودري وسافروا إلى سوريا من أصل الـ(850) بريطانيا الذين توجهوا إلى مناطق صراع في سوريا و العراق .
النشأة
ولد “تشودري” الباكستانى الأصل عام 1967 فى بريطانيا وله خمسة من الأبناء ، بدأ تشودري دراسة الطب، ثم اتجه إلى دراسة القانون، ووقت دراسته كان يتناول تشودري المشروبات الكحولية وكان يستمتع بحضور الحفلات والسهر ، وعمل كمحام في القضايا المدنية وقضايا حقوق الإنسان مثل التمييز العرقي ،واختير كرئيس جمعية المحامين المسلمين في بريطانيا.
بداية التطرف
تعرف “أنجم تشودرى” على الداعية السوري “عمر بكري محمد”، الذي أسس واحدا من أفرع سياسة الجهاد المعقدة والتي ظهرت في بريطانيا في أوائل التسعينيات ، ثم اتجة “تشودرى ” إلى التدين عقب لقائه بـ” البكرى” ، وشكل ” البكرى” جماعة “المهاجرون” في بريطانيا، و كان تشودري هو المساعد الأول له ، كان أول ظهور إعلامي للداعية تشودري عام 1999،واستمتع “تشودرى” باهتمام وسائل الإعلام به ،و أصبح المتحدث باسم جماعة المهاجرون بعد فرار “البكري” من بريطانيا عقب تفجيرات لندن في 7 يوليو 2005، ولم يندد “تشودري” بمنفذي تفجيرات لندن ، و حين أغلقت السلطات البريطانية “المهاجرون” أسس تشودري وفستق “الجماعة الناجية” و”الأغراب”، كما عمل متحدثًا باسم الجماعة الإسلامية “الإسلام لبريطانيا” إلى أن حُظرت في 14 يناير 2010 ، وكلها منظمات أو هيئات شكلت منصة لإطلاق أفكار الترف والكراهية .
وبعد إعلان تنظيم داعش” الدولة الإسلامية فى العراق” ، لم يعرف تشودري موقفه إزاء هذا الإعلان عن “الخلافة”، وكانت هي لحظة الحقيقة بالنسبة له، لكنه وبعد ضغط من مساعديه لتحديد موقفه من إعلان قيام “الدولة الإسلامية”، قال في تغريدة على موقع تويتر: “أسأل الله أن يوفق الخليفة” ، وأعرب “تشودري” عن دعمه لتنظيم “داعش” وبدأ يبلغ الآخرين في محاضرات طويلة كيف أنه يلبي المعايير التاريخية والمنتظرة ، واعتقل شودري في سبتمبر 2014 في إطار التحقيق حول صلته بجماعة “المهاجرون” وأفرج عنه بعد ذلك.
اعترافات “تشودرى” وعلاقته بأجهزة الاستخبارات البريطانية
كشفت تقارير استخباراتية مسربة أن هناك أكثر من (20) لقاء جمعت “تشودرى ومحمد بكري” بأجهزة الاستخبارات البريطانية ” MI5″ و “MI6” ، وأنه بدأ بالتحريض العلني للشباب في الأوساط الإسلامية في المجتمع البريطاني، ودعاهم علنا إلى الالتحاق بالقاعدة أو الذهاب إلى دول البلقان، و إلى العراق وسوريا ، وقد كشفت مذكرة صادرة عن مجلس العموم البريطاني في سبتمبر 2009، أن مسؤولين كبار في الحكومة والاستخبارات البريطانية اعترفوا بـ”الإشراف على تأسيس جماعة المهاجرين في العام 1996، وتوجيهها عن طريق جهاز الاستخبارات البريطانية الخارجية لإرسال مجاهدين بريطانيين إلى كوسوفو.
و يصنف “تشودرى” نشاطاته، في إطار الدفاع عن نفسه، بأنها مجرد نشاطات سياسية وأيديولوجية لا تتجاوز سقوف حرية الرأي التي يتمتع بها كمواطن إنكليزي. ويقول شودري أنه تعلم الكثير عن الإسلام على يد الشيخ “عمر بكري محمد” ، وأشاد ” تشودري” بهجوم 11 سبتمبر 2001، والذي استهدف برجي التجارة العالمي ووزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون” ووصف خاطفي الطائرات بـ”الأحد عشر رائعا” ، كما أشاد بالهجوم على صحيفة شارلي ابدو الفرنسية، قائلا أن “الهجوم له ما يبرره من النواحي الشرعية”، واستغل محاضراته الدينية على الإنترنت في التشجيع على تأييد تنظيم “داعش” الذي سيطر على مساحات كبيرة من سورية والعراق إنذاك .
راجعت السلطات البريطانية معلومات استخباراتية عمرها عشرون عاما حول أنشطة تشودري وتوصلت شرطة سكوتلاند يارد إلى دليل الإدانة لـ ” تشودري” في المادة (12) من قانون مكافحة الإرهاب 2000. ووجهت التهمة لـ ” تشودري” ليس بسبب معتقداته في تأسيس تنظيم “داعش” ، لكن لأنه دعا آخرين لدعم تنظيم “داعش”، وهومراقب إلكترونياً من قبل شرطة ” سكوتلاند يارد” وأدان القضاء البريطاني فى 16 أغسطس 2016 انجم شودري بتهمة دعم تنظيم “داعش” في العراق وسوريا ، حكم على تشودري بالسجن 5 أعوام ونصف العام ، وقضى الداعية المتشدد البالغ من العمر 51 عاماً، نصف العقوبة، ويكمل نصفها الثاني تحت الرقابة القضائية ، وتعد الشرطة الإجراءات القانونية التي تسمح بمراقبته خلال بقية مدة العقوبة.
وأبدى مسؤولو مكافحة الإرهاب في شرطة سكوتلانديارد فى مايو 2018 شعورهم بالقلق لأنّ إطلاق سراح “نشودري” باعتقادهم سيزيد من التوتر المجتمعي، نظراً لتاريخه في نشر التطرّف بين الشباب المسلمين وإثارة الجماعات اليمينية المتطرّفة ، ويقول مصدر في سكوتلانديادر إنّه من المحتمل أن يشجّع الإفراج عنه بعض أتباعه بأن يصبحوا أكثر تحدياً في الدعوة إلى التطرّف، وتابع أن الشرطة تراقب الشبكات اليمينية المتطرّفة والشبكات الإسلاموية في جميع أنحاء البلاد، وطمأن المجتمع المسلم إلى أنّهم يتّخذون خطوات وقائية للسيطرة على الفوضى.
التوصيات
تشكيل وحدات جديدة في جهاز الأمن والاستخبارات لتحديد وإزالة المواد التي تدعو للتطرف على الإنترنت ، وضع آلية لمراقبة الجماعات والتنظيمات المتطرفة وتحجيم مساعيهم لاستقطاب وتجنيد الشباب فى المجتمع البريطانى ، التركيز على برامج على الإنذارالمبكّرللتطرف ، وإعادة إدماج المتطرفين ، وتدريب مكوّنات المجتمع المحلّي مثل المدرّسين والمشرفين على برامج الوقاية من التطرف ، تشديد القوانين والعقوبات المتعلقة بمكافحة الإرهاب والتطرف وجعل هذه القوانين أكثر دقّة ،تعزيز القدرات الإستباقية وتنسيق التعاونبين الأجهزة الأمنية البريطانية .
الهوامش
رابط مختصر… https://www.europarabct.com/?p=48554
* حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات