خاص ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ـ ألمانيا وهولندا ECCI
أوقفت وزارة الدفاع الأميركية العمليات السيبرانية ضد موسكو، بهدف تعزيز المفاوضات. ويخشى المنتقدون الآن من أن يكون ذلك بمثابة ترخيص لشن هجمات روسية. حيث أمر وزير الدفاع الأمريكي “بيت هيجسيث” قائد القيادة الإلكترونية الأمريكية بوقف كل التخطيط لعمليات إلكترونية هجومية ضد روسيا . وذكرت تقارير فب الثالث من مارس 205 هذا الأمر نقلا عن مسؤول حكومي حالي ومسؤولين سابقين.
ويأتي هذا الأمر في إطار محاولة أوسع نطاقا لإقناع رئيس الكرملين فلاديمير بوتن بالتفاوض بشأن الحرب في أوكرانيا وإقامة علاقة جديدة مع الولايات المتحدة الأمريكية. ولكن النطاق الدقيق ومدة الأمر غير واضحين، حيث غالبا ما يكون من الصعب رسم الخط الفاصل بين العمليات السيبرانية الهجومية والدفاعية. وينطبق الأمر على “المستقبل المنظور”، ولا يتعلق الأمر بوكالة الأمن القومي (NSA).
تعتبرالقيادة السيبرانية الأمريكية هي وحدة عسكرية تابعة لوزارة الدفاع مسؤولة عن حماية البنية التحتية للأمن السيبراني والعمليات السيبرانية في الولايات المتحدة. في حين تهدف العمليات السيبرانية الهجومية إلى التسلل إلى شبكات العدو أو تخريبها أو تعطيلها، فإن العمليات الدفاعية تهدف إلى حماية البنية التحتية الخاصة بالفرد من الهجمات السيبرانية.
وجاء هذا الأمر قبل الخلافات العلنية التي اندلعت بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في المكتب البيضاوي، ويتهم المنتقدون الحكومة بإعطاء موسكو الضوء الأخضر لشن المزيد من الهجمات الإلكترونية.
روسيا تشن حربا هجينة
أكد مسؤولون حكوميون سابقون في عدة تقارير إن الأمر بإيقاف العمليات العسكرية أثناء المفاوضات الدبلوماسية كان ممارسة شائعة. وبحسب التقرير، فإن هذه الخطوة لا تزال تشكل خطرا كبيرا على الحكومة الأميركية، حيث زادت روسيا مؤخرا من هجماتها الإلكترونية على الدول الغربية لا سيما في دول أوروبا.
أكدت السلطات الأميركية إن روسيا واصلت محاولات اختراق الشبكات الأميركية بعد تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السلطة في يناير 2025. لكن هذا لا يمثل سوى جزء من حملة روسية أوسع نطاقا. على مدار العام 2024، ارتفع عدد هجمات برامج الفدية على المستشفيات والبنية التحتية والمدن الأمريكية. العديد من هذه الهجمات جاءت من روسيا. وبحسب خبراء استخباراتيين، فإن هذه الهجمات الإلكترونية في أغلبها، وافقت عليها أو تجاهلتها أجهزة المخابرات الروسية.
زادت محاولات التخريب والهجمات الهجينة في العديد من الدول الأوروبية – بما في ذلك المحاولات الروسية المشتبه بها لقطع كابلات الاتصالات، والانفجارات الغامضة، ومخططات الاغتيال التي تقودها روسيا، على سبيل المثال ضد الرئيس التنفيذي لأكبر شركة لتصنيع الأسلحة في ألمانيا.
بات متوقعا أن يؤدي أمر وزير الدفاع الأمريكي “بيت هيجسيث” إلى تعريض التعاون مع الحلفاء الأوروبيين الذين يعتمدون على دعم الولايات المتحدة في الدفاع ضد الهجمات الإلكترونية الروسية للخطر. وقد قدمت الولايات المتحدة حتى الآن دعما أساسيا للدول الأوروبية في الدفاع ضد مثل هذه الهجمات السيبرانية، في كثير من الأحيان من خلال عمليات إلكترونية سرية.
“القرار خطأ استراتيجي خطير”
رفضت وزارة الدفاع الأميركية وقيادة الأمن السيبراني الأميركية حتى التعليق رسميا. لكن مسؤولا دفاعيا كبيرا طلب عدم الكشف عن هويته أكد لصحيفة “نيويورك تايمز” إنه بالنسبة لوزير الدفاع الأمريكي “بيت هيجسيث”، “لا يوجد شيء له أولوية أعلى” من سلامة أفراد الجيش الأميركي – بما في ذلك في مجال العمليات السيبرانية.
أعرب السيناتور الديمقراطي “تشاك شومر” من نيويورك ،في الثالث من فبراير 2025 زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ، عن انتقاده للقرار. وفي بيان له، اتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإعطاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتن “حرية التصرف” “بينما تواصل روسيا شن عمليات إلكترونية وهجمات هجينة بالبرامج الضارة ضد البنية التحتية الأمريكية الحيوية”، ووصف السيناتور الديمقراطي “تشاك شومر” الخطوة الحكومية بأنها “خطأ استراتيجي خطير”.
رابط مختصر.. https://www.europarabct.com/?p=101635