المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ ألمانيا وهولندا
إعداد وحدة الدراسات والتقارير “2”
أمن إلكتروني ـ صناعة الكراهية والتضليل الإعلامي في أوروبا، المخاطر والتهديدات
اعتمد العديد من الدول الأوروبية استراتيجيات لمكافحة التضليل الإلكتروني والخطاب المتطرف. وطورت من قدراتها وقدرات الأفراد على استعمال وسائل الإعلام والتواصل لمكافحة التضليل الإعلامي. واعتمدت تدابير وإجراءات صارمة خاصة على المواقع الإلكترونية من خلال شرح أساليب تزوير المعلومات والتحقق منها وحول مسارات التضليل الإعلامي” وتداعياته.
جهود أوروبية لمواجهة التضليل الإعلامي – أمن سيبراني
يؤكد تقرير اللجنة الخاصة المعنية بالتدخل الأجنبي في جميع العمليات الديمقراطية في الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك المعلومات المضللة (INGE) في 9 مارس 2022، إن النقص العام في الوعي ببدء التدخل الأجنبي والتلاعب بالمعلومات، الذي تقوم به دول خارجية بشكل ساحق يتفاقمن خلال الثغرات في التشريعات وعدم كفاية التنسيق بين دول الاتحاد الأوروبي. ويحث الاتحاد الأوروبي على وضع استراتيجية مشتركة لمواجهة تحدي المعلومات المضللة ، بما في ذلك عن طريق فرض عقوبات محددة تتعلق بالتدخل الأجنبي وحملات التضليل. على المدى الطويل ، نحتاج إلى استراتيجية واضحة من المفوضية الأوروبية وقواعد الاتحاد الأوروبي الملزمة حقًا بشأن المساءلة والشفافية للمنصات عبر الإنترنت.
صادق البرلمان الأوروبي في 5 يوليو 2022 على قوانين من شأنها أن تنظم بشكل أوثق عمل شركات التكنولوجيا الكبرى وتحدّ من المحتوى غير القانوني على الإنترنت، في ظل سعي الاتحاد الأوروبي إلى الحد من التجاوزات في القطاع. وتوصلت دول الاتحاد الأوروبي والمشرعون في التكتل إلى اتفاق، في 23 أبريل 2022 بشأن قواعد جديدة تتطلب من شركات التكنولوجيا العملاقة (غوغل وأمازون وأبل وميتا وميكروسوفت) بذل المزيد من الجهد لمراقبة المحتوى على منصاتها ودفع رسوم للجهات المنظمة التي تراقب مدى امتثالها.
تواجه الشركات بموجب قانون الخدمات الرقمية غرامات تصل إلى (6%) من إجمالي عملياتها على مستوى العالم لانتهاك القواعد، بينما قد تؤدي الانتهاكات المتكررة إلى حظرها من ممارسة أعمالها في الاتحاد الأوروبي. يجعل المنصات عبر الإنترنت تتخذ إجراءات معينة لحماية المستخدمين من المحتوى غير القانوني. وتشمل هذه الإجراءات ، من بين أمور أخرى قي 29 أبريل 2022
- تعزيز التزامات الشفافية – ولا سيما إجبار الشركات الكبرى على تقديم معلومات عن خوارزمياتها.
- وإنشاء إجراء “إشعار وإجراء” أوضح للمساعدة في تشجيع الإزالة السريعة للمحتوى غير القانوني.
يقول منسق الاتحاد الأوروبي لمكافحة الإرهاب” إيلكا سالمي” في 14 يناير 2022 ردا على سؤال حول استفادة المتطرفين من جائحة ” كوفيد 19″ لتُفاقِم خطاب الكراهية والدعاية عبر الإنترنت. وما الذي يتم فعله لمعالجة هذه المشكلة، التي من المحتمل أن تتفاقم في المستقبل؟ ” أود أن أتحدث بشكل أساسي عن اثنين .. في الواقع ثلاثة أشياء؛ الأول هو أن الجهادية أو التهديد الإسلاموي الراديكالي لا يزال قائماً. ثانيا، لقد رأينا بالفعل تطرفاً يمينياً، خاصة التطرف اليميني الأبيض العنيف، الذي بات أكثر بروزاً في أوروبا. القضية الثالثة، بالطبع، هي تطور التكنولوجيا، تساهم التكنولوجيا الجديدة أيضاً في نشر خطاب الكراهية أو المحتوى الإرهابي عبر الإنترنت”. أمن إلكتروني ـ مخاطر الهجمات السيبرانية على أمن أوروبا
مؤشر الكراهية والتحريض في ألمانيا – أمن سيبراني
سلطت وزيرة الداخلية الألمانية “نانسي فيزر” في 15 أغسطس 2022 الضوء على ظهور تحديات جديدة وأكدت إن “الأمر يتعلق أيضا بمكافحة التطرف بكل قوة وذلك إلى جانب التهديد الروسي، وقد أقلقتنا محاولة يساريين متطرفين استغلال احتجاجات المناخ. ونحن نأخذ هذا الأمر على محمل الجد. كما أننا نرى على الجانب الآخر أيضا خطر اليمين المتطرف”. وكان ممثلون للأجهزة الأمنية أعربوا مراراً عن قلقهم حيال إمكانية محاولة متطرفين استغلال الاحتجاجات لأغراض خاصة بهم كما حدث على سبيل المثال من أنصار حركة “مواطنو الرايخ” خلال جائحة كورونا. وكان رئيس مكتب حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) في ولاية براندنبورغ، يورغ مولر، حذر من إمكانية استغلال متطرفين لأزمة الطاقة والتضخم المرتفع.
تتزايد في شبكات التواصل الاجتماعي الألمانية منشورات حول التضخم والطاقة و حرب أوكرانيا بشكل مضطرد حذرت الاستخبارات الألمانية في 6 أغسطس 2022 من احتمالية استغلال متطرفين يمينيين لأزمة الطاقة والزيادات في الأسعار في الترويج لتطلعاتهم المناهضة للدولة”. يرى الباحث الألماني في التطرف “أندرياس زيك” أن أسباب أي احتجاجات جديدة يمكن أن تكون إجراءات كورونا وإجراءات توفير الطاقة الصارمة. وأضاف “علينا أن نفكر بشكل أكثر وقائية وأن نحدد الصراعات الاجتماعية الناشئة التي يمكن أن تتحول إلى تطرف، ونأخذها بجدية”.
بدأت السلطات الألمانية في 20 يونيو 2022 حملة مداهمات على مستوى ألمانيا لمكافحة خطاب الكراهية على الإنترنت. رصد فريق التحقيق بقيادة مكتب المدعي العام في كوبلنتس أكثر من (1600) مؤشر على الكراهية والتحريض متعلقة بجريمة مقتل شرطيين على الإنترنت. ووفقاً لمكتب الشرطة الجنائية بالولاية، وكانت (509) من هذه الحالات ذات صلة جنائية.
تواصلت مجموعة يمنية متطرفة عبر العديد من المجموعات اليمينية المتطرفة على تلغرام لتقديم خطاب يحض على نصائح لتصنيع السموم وتبادل نصائح حول الحصول على السلاح. والتخطيط لشن هجمات على شبكات كهربائية بهدف قطع التيار الكهربي على مستوى ألمانيا والتسبب في حالة “شبيهة بالحرب الأهلية” و خطف وزير الصحة “كارل لاوترباخ” في 14 أبريل 2022.
تترصد الحكومة الألمانية للأدوات المستخدمة في “الترويج للكراهية”، خصوصاً خدمة تلغرام للرسائل المشفرة. وعززت السلطات الألمانية عمليات تتبع خدمة تلغرام في 26 يناير 2022 في ظل دعوات التحريض وممارسة العنف التي ظهرت على مجموعات الدردشة في هذه الخدمة. وتفيد تقديرات أجهزة الأمن الألمانية بأن موقع “تلغرام” لخدمة الرسائل تحول على نحو متزايد لوسيلة إعلام لمعتنقي الفكر الراديكالي.
نشر جندي من الجيش الألماني مقطع فيديو في 3 يناير 2022 يحتوي على “تهديدات ضد سيادة القانون” ومعارضته الشديدة لإصدار لقاح للعاملين في مجال الرعاية وأولئك في الجيش الألماني. تم تداوله على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي. ثم حذرت الدولة الألمانية من أن الأمر متاح حتى وقت حدده لإلغاء هذه القواعد ، دون تحديد الإجراءات التي سيتخذها بالضبط.
التضليل المعلوماتي في فرنسا – أمن سيبراني
تنشط الجماعات الإسلاموية المتطرفة في فرنسا عبر بث مواد تحض على الكراهية والعنف. ويعد “La Voie Droite” موقع إلكتروني ينشر محتوى مقاطع صوتية ومؤتمرات وخطبا تدعو إلى التطرف في 26 يناير 2022.
يعد مصدر التهديد السيبراني والمعلوماتي لفرنسا مصدره روسيا وتركيا وايران مجتمعة في 24 يناير 2022. يزداد الحذر من الهجمات السيبرانية والمعلوماتية كلّ خمس سنوات في فرنسا، أي قبل كلّ خمسية رئاسية، وتتأهّب أجهزة الدولة قبيل الانتخابات الرئاسية ، بغية مواجهة خطر تدخلات أجنبية عبر مواقع التواصل الاجتماعي وهجمات سيبرانية. تراوح التهديدات السيبرانية والمعلوماتية بين حملات التضليل ومحاولات التأثير في مجتمعات ذات أصول أجنبية في فرنسا، والترويج لأجندة سياسية أو دينية تهدف إلى التأثير في النقاشات، وهجوم سيبراني ضدّ وزير أو حزب، ونهب بيانات سياسية، وتسريب مشروع للحكومة أو لبرنامج سياسين. وتؤكد الأجهزة الأمنية إلى خطر التسلل الأجنبي من شبكات داعمي نظرية المؤامرة أو غير المؤيّدين لأخذ اللقاحات المضادة لكوفيد-19 أو شبكات اليمين المتطرّف النشطة داخل فرنسا.
تم إطلاق منصة “دي فاكتو” لمكافحة التضليل الإعلامي في 12 يناير 2022 وهي المساهمة الفرنسية في مشروع أطلق على النطاق الأوروبي. المنصة مسئولة عن تنسيق نشرعمليات تدقيق في صحة الأخبار الواردة ليس فقط من هيئتها التحريرية بل أيضا من هيئات تحريرية أخرى. ونشر محتويات تثقيفية تشرح أساليب تزوير المعلومات والتحقق منها. نشر”مجموعة أبحاث حول مسارات التضليل الإعلامي” وحول تداعياته على سبل استقاء المعلومات وحول التحديات التي تواجه الأطر التنظيمية للمنصات الرقمية.و توجد عدة منصات في فرنسا مسئولة تدقيق في صحة الأخبار لمكافحة التضليل الإعلامي صحيفة “ليبيراسيون”.أمن إلكتروني ـ ثغرات في أمن الإنترنيت داخل أوروبا
- إذاعة “راديو فرانس”
- صحيفة “20 مينوت”
- مجموعة “لي سورلينيور”
التضليل الإعلامي في بريطانيا – أمن سيبراني
أفادت الحكومة البريطانية في 3 مايو 2022 في بحث مولته، بأن مضللين عبر الإنترنت ” Trolls” ، يتلقون أوامر بنشر معلومات مضللة عن أزمة أوكرانيا. ويبدو أن أعمال التضليل الإعلامي قد استهدفت حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي لفرق موسيقية وموسيقيين. وكان قد تم اكتشاف هذه الأنشطة على منصتي “تويتر” و”فيسبوك”، لكن تبين أنها كانت أكثر تركيزاً على كل من تطبيقات “إنستغرام” و”يوتيوب” و”تيك توك”، حيث تكون البحوث أكثر تقييداً. ويرى معدو البحث البريطاني أن مجموعة روسية يبدو أنها استوحت أسلوبها من التكتيكات التي استخدمها أتباع نظرية المؤامرة “كيو أنون QAnon ” اليمينية المتطرفة ومن داعش. أمن ألكتروني ـ الجرائم الإلكترونية ،الأنواع و المخاطر
التقييم
يسيء المتطرفون سواء كانوا ينشرون أيديولوجية اليمين المتطرف عبر ألعاب الفيديو أو يلهمون الهجمات الجهادية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي. عبرشبكات الـ”Dark web “، وتتميز هذه الشبكات بصعوبة اكتشاف الأنشطة وتعقبها ، بشكل خاص لنشر المحتوى غير القانوني.
تعد مكافحة أنشطة الجماعات المتطرفة والتضليل الإعلامي على الشبكة العنكبوتية محورًا متزايدًا للتعاون الأوروبي، حيث يستغل المتطرفون والشبكات الإرهابية المنصات الاجتماعية للتجنيد والاستقطاب.
منح الاتحاد الأوروبي الدول الأعضاء سلطة الأمر بإزالة المحتوى الإرهابي في غضون ساعة عبر دعم المشاركة الطوعية مع الشبكات الاجتماعية ومنصات الفيديو، وهو يضع مسؤولية على مقدمي خدمات الاستضافة لاتخاذ تدابير لمنع إساءة استخدام خدماتهم
تعمل الوكالات المعنية التابعة للاتحاد الأوروبي لمكافحة التضليل المعلوماتي عبر تعزيز التعاون مع منصات التواصل الاجتماعي كـ Telegram و Google و Files.fm و Twitter و Instagram” لتفكيك شبكة الدعاية المتطرفة ومكافحة كافة أشكال التضليل الإلكتروني.
رابط مختصر … https://www.europarabct.com/?p=83389
*جميع الحقوق محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب و الإستخبارات
الهوامش
France targets groups, websites with expanded powers under anti-terror law
https://reut.rs/3dm2p7B
EU must prepare better to fight off foreign interference and disinformation
https://bit.ly/3w1kaQ3
Tech & Terrorism: European Policymakers Reach Agreement On Regulating Big Tech
https://bit.ly/3bPuxzr
Germany: Prosecutors investigate soldier over video threat
https://bit.ly/3vTRj02
The EU’s workto tackle terrorism
https://bit.ly/3P9E0zf
ألمانيا: شبكة من منكري كورونا خططت لشن هجمات واختطاف وزير الصحة
https://bit.ly/3zL6oSH