أمن دولي ـ هل من مواجهة محتملة بين روسيا وحلف شمال الأطلسي؟

خاص ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات  ـ ألمانيا وهولندا ECCI

حذر وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف من اندلاع صراع مباشر بين موسكو وحلف شمال الأطلسي خلال العقد المقبل. وأدلى بهذه التعليقات في اجتماع لوزارة الدفاع في 16 ديسمبر 2024

لماذا هذا مهم؟

إن روسيا حريصة على تعطيل وإضعاف أو حتى تقسيم حلف شمال الأطلسي، ومن الممكن أن يكون أحد السبل لتشجيع ذلك إقناع الولايات المتحدة بأن الحرب آتية مع التحالف في أوروبا وسؤال أميركا عما إذا كانت تريد أن تجر إلى هذه الحرب. وهذا مهم بشكل خاص مع تشكيل إدارة ترامب القادمة لسياساتها تجاه حلف شمال الأطلسي وروسيا.

ربما صور الكرملين وحلفاء روسيا حرب أوكرانيا على أنها معركة بالوكالة بين حلف شمال الأطلسي وموسكو. ولكن حتى الآن، كانت المساعدة العسكرية التي يقدمها التحالف لكييف ضد روسيا متدرجة لتجنب التصعيد واحتمال اندلاع “حرب ساخنة”، وخاصة في ضوء التهديدات النووية التي أصدرها الكرملين.

وفي نوفمبر 2024، صعد بوتن من لهجة خطاب موسكو النووي بعد أن سمحت الولايات المتحدة لكييف باستخدام صواريخ ATACMS طويلة المدى لضرب داخل روسيا، مما أدى إلى إضفاء الطابع الرسمي على التغييرات التي طرأت على العقيدة النووية لبلاده والتي تخفض عتبة استخدام الأسلحة الذرية.

وبالإضافة إلى التهديد النووي، اتهمت دول أعضاء في حلف شمال الأطلسي مثل ألمانيا ودول البلطيق موسكو بشن هجمات هجينة، وقالت إنه بعد حرب أوكرانيا، قد تقوم موسكو بشن هجوم على دول في التحالف.

خلال اجتماع وزارة الدفاع الروسية مع بوتن، تحدث بيلوسوف عن مواجهة محتملة بين روسيا وحلف شمال الأطلسي بسبب التغييرات التي أجراها الناتو في عقائده خلال قمة التحالف في واشنطن العاصمة في يوليو2024.

وأكد بيلوسوف أيضا إن القوات الروسية في الحرب في أوكرانيا تقدمت على جميع الجبهات وتهدف بحلول العام 2025 إلى الاستيلاء الكامل على مناطق لوغانسك وزابوريزهيا وخيرسون ودونيتسك، والتي أعلن بوتن في عام 2022 ضمها إلى روسيا، على الرغم من أنها لا تسيطر عليها بالكامل.

في الوقت نفسه، ألقى بوتن باللوم على الولايات المتحدة في إثارة المخاوف في الغرب بشأن التهديد الذي تشكله روسيا وحذر من أنهم يقتربون من “خط أحمر”.

تابع بيلوسوف إن “القرارات التي اتخذت في قمة حلف شمال الأطلسي التي عقدت في يوليو 2024 أظهرت الاستعداد للحرب”، مضيفا أن موسكو “يجب أن تكون مستعدة لأي تطور، بما في ذلك صراع عسكري محتمل مع حلف شمال الأطلسي في أوروبا في العقد المقبل”.

وأكد بوتن إن “روسيا تقترب من الخط الأحمر الذي لم يعد بإمكانها التراجع عنه، وبدأت في الرد. كما أن دول حلف شمال الأطلسي نفسها تزيد من إنفاقها العسكري”. أوضح الرئيس المنتخب دونالد ترامب في 16 ديسمبر 2024 في حديثه عن حرب أوكرانيا: ” نحن نحاول وقف الحرب. إنها حرب صعبة”.

ماذا يحدث بعد ذلك

أضافت انتقادات ترامب لاستمرار المساعدات لأوكرانيا، وإصراره على أن الحرب يجب أن تنتهي بسرعة، والتعليقات التي أفادت بأن القوات الأوروبية وليس الأميركية هي التي يجب أن تشرف على إنهاء الأعمال العدائية، إلى حالة عدم اليقين بشأن الوضع الأمني ​​في أوروبا بحلول عام 2025.

لطالما اتهم بوتن حلف شمال الأطلسي بالتعدي على حدود روسيا، والآن أصبح التحالف يضم 32 دولة بعد انضمام فنلندا والسويد إليه بسبب التهديد الذي تشكله موسكو. استهدف الرئيس الروسي مرة أخرى الإنفاق العسكري المتزايد لحلف شمال الأطلسي ووجوده بالقرب من حدود روسيا.

وفي ظل الادعاءات والمضادة بشأن المفاوضات لإنهاء الحرب، من المرجح أن تتزايد التوترات بين موسكو وحلف شمال الأطلسي، وخاصة إذا تحمل الأعضاء الأوروبيون في التحالف العبء الأكبر من الدعم لأوكرانيا.

رابط مختصر.. https://www.europarabct.com/?p=99461