جاري التحميل ...
خاص ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ـ ألمانيا وهولندا ECCI
إعداد : د. فريد لخنش ـ باحث في المركز الأوروبي ECCI
تلعب طائرات الاستطلاع في عالم الاستخبارات العسكرية، دورًا مهماً في جمع المعلومات وتحليلها، ومن بين أبرز هذه الطائرات تأتي إليوشين Il-20M، الطائرة الروسية التي لطالما أثارت قلق الناتو بسبب قدراتها المتطورة في المراقبة والحرب الإلكترونية. فكيف تعمل هذه الطائرة؟ وما الذي يجعلها مصدر قلق للدول بالنسبة لأوروبا والناتو؟
نبذة مختصرة عن الطائرة إليوشين Il-20M
تمثل إليوشين Il-20M نسخة معدلة من طائرة الركاب السوفيتية إليوشين Il-18، ولكن بدلاً من نقل المسافرين، تم تجهيزها بمعدات استطلاع متطورة قادرة على التقاط إشارات الرادار، واعتراض الاتصالات، ورصد التحركات العسكرية على الأرض وفي الجو. فقد صُممت هذه الطائرة في الستينيات من القرن الماضي، ولازالت تُستخدم حالياً، مما يعكس مدى فعالية تصميمها في تنفيذ المهام الاستخباراتية.
الطائرة إليوشين Il-20M “التصميم والتطوير”
قررت روسيا مع تزايد الحاجة إلى طائرات استطلاع ذات مدى طويل، تعديل الطائرة Il-18D وتحويلها إلى منصة استخباراتية جوية. حيث تم تزويد Il-20M بأجهزة استشعار إلكترونية متقدمة، إضافةً إلى أنظمة رادارية وكاميرات عالية الدقة، مما يسمح لها بجمع البيانات من مسافات بعيدة دون الحاجة إلى دخول المجال الجوي للخصوم. بدأ تطوير الطائرة في منتصف الستينيات، وأجرت أولى رحلاتها التجريبية في 21 مارس 1968، قبل أن يتم إدخالها إلى الخدمة في 1969. وقد أثبتت فعاليتها منذ ذلك الحين، حيث شاركت في العديد من العمليات العسكرية والاستخباراتية حول العالم.
المواصفات الفنية والتقنية للطائرة إليوشين Il-20M
الأبعاد والوزن
- باع الجناح: 37.42 متر
- طول الطائرة: 35.9 متر
- ارتفاع الطائرة: 10.17 متر
- مساحة الجناح: 140.6 متر مربع
- الوزن الفارغ: 33.77 طن
المحركات والأداء
- نوع المحركات: أربعة محركات توربينية من نوع Ivchenko AI-20M
- قوة المحرك: 4 × 4250 حصان
- السرعة القصوى: 675 كم/ساعة
- مدى الطيران: 6,200 كيلومتر
- أقصى مدة للطيران دون توقف: حوالي 10 ساعات
- الارتفاع التشغيلي: 10,000 متر
التجهيزات والمعدات
- رادار جانبي متطور لرصد الأهداف الجوية والأرضية
- أنظمة استشعار إلكترونية لاعتراض الاتصالات والتشويش عليها
- كاميرات عالية الدقة تعمل بالأشعة تحت الحمراء
- أنظمة تحليل البيانات الاستخباراتية وإرسالها في الوقت الحقيقي
العمليات العسكرية والاستخدامات
إليوشين Il-20M ليست مجرد طائرة مراقبة تقليدية، بل تُستخدم في مجموعة واسعة من المهام، بما في ذلك:
- رصد تحركات القوات العسكرية في الدول المجاورة دون اختراق مجالها الجوي
- اعتراض الاتصالات العسكرية والمدنية وتحليلها لاستخلاص معلومات استخباراتية هامة
- دعم العمليات الجوية الروسية عبر تنسيق الضربات الجوية وتحديد مواقع الأهداف
- التشويش الإلكتروني على أنظمة الرادار والاتصالات التابعة للخصوم
إحدى أبرز الحوادث التي ارتبطت بهذه الطائرة كانت في سبتمبر 2018، عندما أسقطت الدفاعات الجوية السورية طائرة Il-20M عن طريق الخطأ خلال مواجهة مع الطائرات الإسرائيلية، مما أدى إلى مقتل 15 عسكريًا روسيًا. أين اتهمت موسكو إسرائيل باستخدام الطائرة كـ”درع بشري”، لكن إسرائيل نفت ذلك، ما أدى إلى توتر دبلوماسي بين البلدين.
لماذا تُقلق طائرة Il-20M الروسية حلف الناتو؟
بالرغم من أن إليوشين Il-20M ليست طائرة هجومية ، إلا أن مهامها الاستخباراتية تجعلها مصدر قلق دائم للدول الغربية. فبفضل قدرتها على جمع وتحليل البيانات، تستطيع روسيا معرفة تحركات قوات الناتو في أوروبا الشرقية والبلطيق، مما يمنحها ميزة استراتيجية في حالة حدوث أي تصعيد عسكري.بسبب طبيعة مهمتها، كثيرًا ما يتم اعتراض Il-20M من قبل مقاتلات الناتو، خاصة عندما تحلق بالقرب من حدود دول مثل ألمانيا، بولندا، ودول البلطيق. فمؤخرا فقط اعترضت مقاتلات ألمانية من طراز يوروفايتر طائرة Il-20M روسية فوق بحر البلطيق، حيث كانت تحلق دون تشغيل جهاز الإرسال والاستقبال، مما أثار مخاوف حول طبيعة مهمتها.
لا تزال إليوشين Il-20M رغم قدم تصميمها، تلعب دورًا رئيسيًا في الاستراتيجية العسكرية الروسية، بفضل قدراتها المتطورة في الاستطلاع والحرب الإلكترونية. ومع استمرار التوترات بين روسيا والناتو، من المرجح أن تبقى هذه الطائرة جزءًا أساسيًا من المشهد العسكري في أوروبا الشرقية.
طائرة Il-20M ليست مجرد طائرة عادية، بل هي بمثابة “جاسوس طائر” يمنح روسيا ميزة استخباراتية استراتيجية، وهو ما يجعلها محط أنظار الغرب وسببًا رئيسيًا للعديد من عمليات الاعتراض الجوية التي يشهدها المجال الجوي الأوروبي.
رابط النشر-https://www.europarabct.com/?p=102615
