خاص ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ـ ألمانيا وهولندا ECCI
يقول السير ريتشارد شيريف، الذي شغل منصب نائب القائد الأعلى لقوات حلف شمال الأطلسي في أوروبا من عام 2011 إلى عام 2014 “إن الصراع العالمي لن يتم منعه إلا إذا كان هناك رادع من بحر البلطيق إلى البحر الأسود” – وهو الأمر الذي قال إن المملكة المتحدة قد تكون مستعدة للمساعدة في تحقيقه بدون دعم واشنطن”. وذلك إلى جانب تحذيرات من وزير الدفاع السابق بن والاس والأدميرال اللورد ويست من حزب العمال بأن الفشل في إعطاء الأولوية للدفاع سيكون خطأ فادحا لرئيس الوزراء.
يأتي تحذير اللورد ويست في أعقاب خطاب للأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته الذي قال فيه إن الغرب غير مستعد للتعامل مع تهديد الحرب من روسيا، وأعلن أن “الوقت قد حان للتحول إلى عقلية الحرب وتعزيز إنتاجنا الدفاعي”. وأكد روته: “إن روسيا تستعد لمواجهة طويلة الأمد، مع أوكرانيا ومعنا”، مضيفا: “نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا في غضون أربع إلى خمس سنوات”.
هناك قلق متزايد بشأن قوة التزام دونالد ترامب تجاه حلف شمال الأطلسي، في أعقاب التهديدات المتكررة بالانسحاب من التحالف إذا لم تنفق الدول الأعضاء المزيد على الدفاع. وحذر السير ريتشارد من أن بريطانيا لا يمكنها أن تفترض “أن ترامب سيحترم مبدأ الدفاع الجماعي لحلف شمال الأطلسي”، مضيفًا: “إذا أردنا ردع حرب عالمية ثالثة، فيجب على أوروبا أن تتدخل”.
ولم تتمكن العديد من الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي حتى الآن من الوفاء بعتبة 2% من الناتج المحلي الإجمالي للإنفاق الدفاعي. وفي الوقت نفسه، هناك أيضا مخاوف بشأن فشل كير ستارمر في تحديد جدول زمني فيما يتصل بتعهده بزيادة الإنفاق البريطاني إلى 2.5%.
أوضح السير ريتشارد “إن الغرب لن يحقق السلام لأنفسنا ولن يمنع حربًا عالمية ثالثة بين حلف شمال الأطلسي وروسيا إلا من خلال الردع”. وأكد “هذا أمر يتعين علينا الآن أن نكون مستعدين للقيام به بدون القيادة الأميركية وهذا يعني الاستعداد للحرب في كل النواحي”. مضيفا إن المملكة المتحدة يجب أن تظهر “قيادة مثالية” من أجل “تقديم التضحيات اللازمة للحفاظ على السلام من خلال ردع الحرب”. وكرر تحذيره “علينا أن نخوض حرباً باردة ثانية لتجنب حرب عالمية ثالثة. وإذا فشلنا في القيام بذلك فإن التكاليف، من حيث الأرواح والأموال، سوف تكون مروعة”.
ذكر السير ريتشارد “إن نهج الحكومة الجديدة في مجال الدفاع حتى الآن لا يزال أقل بكثير من المطلوب. في حين تتحدث الحكومة البريطانية الجديدة عن أن الدفاع هو الأولوية الأولى، إلا أنه لم يكن ضمن الأولويات الست الأولى التي أعلنها رئيس الوزراء مؤخرا”.
في نوفمبر 2024، كشف السير كير عن ستة معالم رئيسية لقياس التقدم الذي أحرزته الحكومة ــ ولكن الأهداف لم تشمل الدفاع أو الأمن.
صرح وزير الدفاع السابق بن والاس لصحيفة الإندبندنت إن المملكة المتحدة أصبحت “تعتمد بشكل مفرط على الولايات المتحدة التي حدت من خياراتنا وتركتنا عرضة للخطر”، داعيا بريطانيا إلى الالتزام بإنفاق 3 % من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع. وحذر من أن “الآن هو الوقت المناسب للالتزام بتحقيق نمو بنسبة 3 %في الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030. إن عدم استثمار ستارمر في أمننا سيكون بمثابة تقصير في أداء الواجب”.
يقول اللورد ويست أوف سبيثيد، المستشار الأمني السابق لجوردون براون والأميرال المتقاعد في البحرية الملكية إن “السير كير ارتكب خطأ سياسيا فادحا بعدم إدراج الدفاع في أهدافه الستة، قائلا إن القرار كان مثيرا للقلق و”يتجاوز التصور”. وفي حين أعرب عن شكوكه في أن ترامب سيتخلى عن حلف شمال الأطلسي (ناتو)، دعا الدول الأوروبية إلى إنفاق المزيد على الدفاع.
أضاف اللورد ويست: “لا أعتقد أن ترامب نفسه سوف ينسحب فجأة من حلف شمال الأطلسي. ولكن هل ينبغي للدول الأوروبية أن تتحمل المزيد من الأعباء في مجال الدفاع؟ نعم، ينبغي لها ذلك بالتأكيد”.
أعرب العقيد تيم كولينز، عن قلقه من أن حزب العمال لا يأخذ الدفاع عن بريطانيا على محمل الجد بما فيه الكفاية، محذراً من أن المملكة المتحدة تواجه وضعاً مماثلاً للوضع الذي كانت عليه في منتصف ثلاثينيات القرن العشرين في الفترة التي سبقت الحرب العالمية الثانية. ورغم أنه رفض بعض تصريحات ترامب بشأن حلف شمال الأطلسي ووصفها بأنها مجرد خطاب، إلا أنه اعترف بأن المملكة المتحدة “لا تملك سوى نفوذ ضئيل للغاية على الولايات المتحدة”.
وفي حديثه عن التزام الحكومة الجديدة بالدفاع، قال: “لا أعتقد أن حزب العمال يأخذ هذا الأمر على محمل الجد. إلى الحد الذي يهددون فيه بسحب التمويل من برنامج Tempest”. وأضاف أن الانسحاب من برنامج “تيمبيست” سيكون بمثابة إلغاء برنامج “سبيتفاير” قبل الحرب العالمية الثانية مباشرة. ويهدف مشروع “تمبيست”، الذي يعد جزءاً من برنامج القتال الجوي العالمي إلى جانب إيطاليا واليابان، إلى استبدال طائرات يوروفايتر تايفون القديمة بحلول منتصف ثلاثينيات القرن الحالي، ولكن ميزانيته خُفضت بنسبة 10% العام 2024.
رابط مختصر … https://www.europarabct.com/?p=99428