الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

أمن دولي ـ مفاوضات روسيا وأوكرانيا، الفرص والعقبات

macron-zelensky
يونيو 02, 2025

بون ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ECCI ـ وحدة الدراسات (3)

جرت أول مفاوضات مباشرة بين روسيا وأوكرانيا في  مايو 2025، منذ بداية حرب أوكرانيا في 2022، وسط ضغوط أوروبية ودولية. لاتزال روسيا ترفض شروط أوكرانيا والغرب لوقف إطلاق النار. تصر روسيا على وقف توسع الناتو ورفع العقوبات عليها، بينما تصر أوكرانيا على ضمانات أمنية وموقفها من الانضمام للناتو. تصاعدت جهود الوساطة الدولية من تركيا والإمارات والفاتيكان، وسط استمرار تعقيدات الأزمة وتشابك المصالح الجيوسياسية.

ما هي مطالب روسيا لإنهاء حرب أوكرانيا؟

جرت مفاوضات مباشرة بين دبلوماسيين روس وأوكرانيين لأول مرة منذ ثلاث سنوات في مايو 2025 وتحت ضغط من البيت الأبيض، وانتهت المحادثات دون التوصل إلى أي نتائج باستثناء تبادل كبير للأسرى، وعلى النقيض من أوكرانيا، ترفض روسيا وقف إطلاق النار غير المشروط.

ذكر تقرير في 28 مايو 2025 أن شروط الرئيس “فلاديمير بوتن” لإنهاء حرب في أوكرانيا تشمل تعهد زعماء الغرب كتابة بوقف توسع حلف شمال الأطلسي شرقا ورفع جزء كبير من العقوبات المفروضة على روسيا، وتخلي أوكرانيا عن عضويتها في حلف شمال الأطلسي، وحل قضية الأصول السيادية الروسية المجمدة في الغرب، ولا توجد دلائل تشير إلى أن ستتراجع عن مطالبها القصوى بشأن إنهاء حرب أوكرانيا.

تؤكد كييف أنه لا ينبغي منح روسيا حق النقض (الفيتو) على تطلعاتها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وتؤكد أوكرانيا إنها بحاجة إلى أن يمنحها الغرب ضمانة أمنية قوية لردع أي هجوم روسي مستقبلي.

يقول “ماكس بوت” الزميل البارز في مؤسسة “جين جيه كيركباتريك” لدراسات الأمن القومي في مجلس العلاقات الخارجية في 17 أبريل 2025: “بغض النظر عمّا يفعله الأوروبيون، تبدو فرص نجاح وقف إطلاق النار ضئيلة، إذ لم يُبدِ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اهتمامًا يُذكر بوقف الحرب”. أمن دولي ـ هل تم تهميش دول أوروبا في مفاوضات ترامب وبوتين؟

حجم الخسائر البشرية و العسكرية في أوكرانيا؟

أصدر حلف شمال الأطلسي “الناتو” تقديرًا في أبريل 2025 لحجم الخسائر الروسية في حرب أوكرانيا منذ فبراير 2022، قدر عدد الجنود الروس الذين قتلوا أو أصيبوا بنحو (900) ألف. خسرت روسيا أكثر من (4) آلاف دبابة في الحرب ضد أوكرانيا. وتشير التقديرات إلى (153) ألف شخص كتقدير أدنى، جنودا ومدنيين، قتلوا في الحرب.

أفاد تقرير في فبراير 2025 أن روسيا استنفدت أكثر من (50%) من معداتها العسكرية المتاحة. خسرت روسيا أكثر من (20) ألف وحدة من المعدات العسكرية منذ بدء الحرب، مقارنة بـ (7) آلاف وحدة خسرتها أوكرانيا. خسرت روسيا (11600) مركبة مدرعة، بما في ذلك (2600) دبابة مدمرة، و(1900) ناقلة جنود مدرعة، و(4100) مركبة قتالية للمشاة، في حين خسرت أوكرانيا (700) دبابة، و(800) ناقلة جنود مدرعة، و(900) مركبة قتالية للمشاة.

ترامب لا ينوي فرض عقوبات إضافية على موسكو

كرر الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” انتقاداته للرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” على خلفية تصاعد النزاع في أوكرانيا، وذلك بعد من تحذيره لبوتين من أنه “يلعب بالنار” بسبب رفضه الانخراط في محادثات لوقف إطلاق النار، تزامنا مع تكثيف الهجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ. ورغم تصاعد التوتر، أوضح “ترامب:” “أنه لا ينوي فرض عقوبات إضافية على موسكو، مبررا قراره برغبته في عدم عرقلة فرص الوصول إلى تسوية سلمية محتملة”.

كان الاتفاق على تبادل (1000) سجين من جانب كل طرف هو الخطوة الملموسة الوحيدة نحو السلام التي تمخضت عنها المحادثات في إسطنبول، والتي توسط فيها ترامب بين روسيا وأوكرانيا. حيث أعلن الرئيس الأوكراني “فولوديمير زيلينسكي” أن أوكرانيا أعادت (390) أسير حرب إلى روسيا. بينما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن روسيا أعادت (390) شخصًا. أمن أوروبا ـ كيف تستعد أوروبا للحرب العالمية الثالثة؟

كشف استطلاع للرأي في الأول من أبريل إن نحو (50%) من الروس يؤيدون وقف إطلاق النار المؤقت في أوكرانيا. وأظهر استطلاع مركز ليفادا أن (26%) من المشاركين يؤيدون الهدنة بشدة، بينما أبدى (24%) تأييدهم لها إلى حد ما. في المقابل، عارض (41%) الفكرة، بما في ذلك (25%) رفضها بشدة. أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة “غالوب” في العام 2024 أن (52%) يفضلون أن “تسعى أوكرانيا إلى التفاوض لإنهاء الحرب في أقرب وقت ممكن”، بينما فضل (38%) أن “تواصل أوكرانيا القتال حتى تفوز بالحرب”.

كيف تضغط أوروبا على آلة الحرب الروسية؟

أكد زعماء دول ألمانيا وفرنسا وبريطانيا في بيان: “نحن مستعدون لدعم محادثات سلام في أقرب وقت ممكن ومناقشة آلية تنفيذ وقف إطلاق النار والتحضير لاتفاق سلام كامل”. وحذروا: “سنواصل تعزيز دعمنا لأوكرانيا، وإلى أن توافق روسيا على وقف إطلاق نار دائم، سنشدد الضغوط على آلة الحرب الروسية”. أمن دولي ـ مستقبل البرنامج النووي الإيراني في ظل الإدارة الأميركية الجديدة

وتُعد حزمة عقوبات الاتحاد الأوروبي في مايو 2025 هي الأوسع منذ بدء حرب في أوكرانيا في فبراير 2022، وشملت قيودًا إضافية على أكثر من (45) شركة وفردًا ممن يدعمون الجيش الروسي، بالإضافة إلى إدراج ((31 كيانًا جديدًا ضمن قائمة حظر تصدير السلع ذات الاستخدام المزدوج.

يمكن للاتحاد الأوروبي أن ينظر في وثيقة قدمتها أوكرانيا في مايو 2025 تطالب فيها جعل عقوباته تطبق بقوة أكبر خارج أراضيه، مثل استهداف الشركات الأجنبية التي تستخدم تقنياته لمساعدة روسيا، و”فرض عقوبات ثانوية على مشتري النفط الروسي”. وفرض هذه العقوبات الثانوية، التي قد تطال كبار المشترين كالهند والصين، سيمثل خطوة كبيرة ترددت أوروبا حتى الآن في اتخاذها. وناقش الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذا الأمر علنا قبل أن يقرر عدم اتخاذ أي إجراء.

الفاتيكان قد يكون مستعدًا للوساطة

أشار بابا الفاتيكان “ليون الرابع عشر” إلى: “أن الفاتيكان قد يكون مستعدًا للوساطة”. وعززت رئيسة الحكومة الإيطالية “جورجيا ميلوني” هذا التوجه. وأعلنت ميلوني “أنها تحدثت هاتفيًا مع بابا الفاتيكان ـليون الرابع عشرـ حول الخطوات التالية اللازمة لبناء سلام عادل ودائم في أوكرانيا”.

أوضح “باسكوالي فيرارا” المدير العام للشؤون السياسية في وزارة الخارجية الإيطالية، وأستاذ الدبلوماسية والمفاوضات في جامعة “لويس” في روما: “إن حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من وساطة الفاتيكان يعود إلى ما قبل البابا ليون الرابع عشر”. وتابع: “لا أعتقد أن بوتين يرى أن الفاتيكان يتمتع بالحياد اللازم، وهذا التشكك كان موجودًا حتى في عهد البابا فرانسيس”.

تركيا تلعب دور الوسيط في هذا الصراع

شاركت تركيا في جهود الوساطة في أنطاليا وإسطنبول منذ بداية حرب أوكرانيا في 2022. كما شاركت تركيا في إنشاء ما يسمى “ممر الحبوب” في البحر الأسود، والذي ضمن تصدير الإمدادات الغذائية المهمة من أوكرانيا إلى بقية العالم، انتهاءًا بعقد عدة اجتماعات في إسطنبول في مايو 2025، أحدها يتضمن مباحثات مباشرة بين موسكو وكييف.

ترى تركيا أن وضع لائحة جديدة للسلامة البحرية في البحر الأسود يُعدّ وسيلةً محتملةً كضامن، ولبناء الثقة في عملية السلام. وحافظت تركيا على علاقات ودية مع كل من كييف وموسكو منذ بداية حرب أوكرانيا في عام 2022. كما أعربت عن دعمها لوحدة أراضي أوكرانيا وقدمت لها المساعدة العسكرية، في حين عارضت العقوبات المفروضة على روسيا.

تقول “هيلين ساري إرتيم” أستاذة العلوم السياسية في جامعة مدنية بإسطنبول: “إن تركيا كقوة إقليمية ناشئة، لطالما سعت إلى لعب دور الوسيط في هذا الصراع”.

جهود الوساطة الإماراتية في عملية تبادل لأسرى

برزت دولة الإمارات العربية النتحدة كمرشح رئيسي للقاء الأول بين ترامب وبوتين. أعلنت الإمارات العربية المتحدة الولايات المتحدة في 13 فبراير 2025 رغبتها في استضافة محادثات تهدف إلى إنهاء حرب أوكرانيا تشمل في نهاية المطاف قمة سلام بين الرئيس الروسي “فلاديمير بوتن” والرئيس الأوكراني “فولوديمير زيلينسكي”.

توسطت الإمارات العربية المتحدة في العديد من عمليات تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا منذ حرب أوكرانيا في فبراير 2022. ونجحت جهود الوساطة الإماراتية في عملية تبادل لأسرى حرب أوكرانيا في مارس 2025، والتي شملت (175) أسيرًا أوكرانيًا و(175) أسيرًا روسيًا بإجمالي (350) أسيراً، ليصل إجمالي عدد الأسرى المتبادلين من خلال جهود الوساطة الإماراتية إلى (3233).

أرسلت دولة الإمارات العربية المتحدة طائرة محملة بـ (55) طنا من مواد الإغاثة والإمدادات الطبية، بما في ذلك (360) مولد كهربائي متنقل، و(5) آلاف جهاز كمبيوتر محمول شخصي لأغراض تعليمية، وملابس شتوية وبطانيات ومساعدات طبية لمساعدة المتضررين من الصراع في أوكرانيا.

أوكرانيا تظل متشككة المبادرات الصينية

أجاب المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية “لين جيان” في 12 مايو 2025، ردا على سؤال حول اقتراح كييف وأوروبا لهدنة مدتها 30 يوما: “إن بكين تدعم كل الجهود الرامية إلى تحقيق سلام دائم في أوكرانيا”. وتعاونت الصين مع البرازيل في مايو 2024، في مبادرة من (6) نقاط لإنهاء الحرب، ومنذ ذلك الحين، زار مبعوث صيني خاص عدة دول، بما في ذلك روسيا وأوكرانيا، للترويج للمقترح.

يرى “توماس جراهام” الباحث الأكاديمي في مركز “ماكميلان” و”زونغيوان زوي ليو” الأستاذة المساعدة في الشؤون الدولية والعامة بجامعة “كولومبيا” في التاسع من مايو 2025: ” حتى لو كانت الصين منفتحة حقًا على تسهيل محادثات السلام، فإن أوكرانيا ستظل متشككة بحق في حيادها. وأضافوا “تجاهلت الصين صيغة السلام الأوكرانية، وأصدرت الصين اقتراح السلام المشترك مع البرازيل، والذي اعتبرته أوكرانيا محاولة لتقويض صيغة السلام الخاصة بها وعلامة أخرى على أن الصين مهتمة أكثر بتعزيز أجندتها الخاصة من إنهاء الحرب”.

تقييم وقراءة مستقبلية

– تصر أوكرانيا على ضمانات أمنية من دول أوروبا والولايات المتحدة، وترفض منح روسيا “حق النقض” على عضويتها في الناتو والاتحاد الأوروبي.

– يلاحظ أن موقف ترامب يتمركز نحو عدم فرض عقوبات إضافية، والتركيز على التفاوض والوساطة، بلإضافة إلى تحذير بوتين منالخطوات التصعيدية تجاه أوكرانيا، دون أن يتخذ خطوات عملية قوية تجاه روسيا.

– أثبتت الإمارات فاعلية في تبادل الأسرى، والمحافظة على علاقات غير تصادمية مع الطرفين وقبول الثقة من الطرفين. وعززت تركيا من دورها كضامن بحري ووسيط إقليمي.

– من المرجح مع تعزيز دور تركيا في الأمن الإقليمي، مما يجعلها شريكا محتملا رئيسيا في إعادة هيكلة البنية الأمنية في أوروبا، في حين تسعى القوى الأوروبية جاهدة إلى تعزيز دفاعاتها والسعي إلى الحصول على ضمانات لأوكرانيا بموجب أي اتفاق سلام قادم.

– من المحتمل أن تستخدم روسيا أسلحة نوعية أو تشن هجوم شامل، يؤدي إلى رد مباشر من حلف شمال الأطلسي، ماينذر بحرب عالمية ثالثة.

– من غير المرجح أن تجرى محادثات سلام بين روسيا وأوكرانيا بوساطة البابا ليون الرابع عشر في الفاتيكان بسبب مزاعم الرئيس الروسي بعدم ثقته في هذه الوساطة.

رابط مختصر..  https://www.europarabct.com/?p=104830

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات

هوامش

Can Turkey play a role in Ukraine’s future?
https://tinyurl.com/5t2zpn3j

Why Russia is unlikely to let the Vatican mediate peace talks with Ukraine
https://tinyurl.com/2p9n62ee

Trump again criticizes Putin as Ukraine war heats up
https://tinyurl.com/ykeantcz

What Could New US Sanctions Against Russia Look Like?
https://tinyurl.com/vkh3r6px

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...