الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

أمن دولي ـ ما هو دور دولة الإمارات في النزاعات والحروب الإقليمية والدولية ؟(ملف)

أكتوبر 22, 2024

 المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات  ـ ألمانيا وهولندا ECCI

أمن دولي ـ ما هو دور دولة الإمارات في النزاعات والحروب الإقليمية والدولية ؟(ملف)

تناول الملف  بالعرض والتحليل دور دولة الإمارات الإيجابي في النزاعلت والحروب الإقليمية والدولية، وركز على المحاور التالية.

1 ـ أمن دولي ـ ما هي دور الإمارات العربية في حرب أوكرانيا؟

2 ـ أمن دولي ـ ما هو دور دولة الإمارات العربية في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني؟

3 ـ أمن دولي ـ ما دور دولة الإمارات في الأزمتين السودانية والليبية؟

 

1 ـ أمن دولي ـ ما هي دور الإمارات العربية في حرب أوكرانيا؟

تحتل دولة الإمارات العربية المتحدة موقعا استراتيجيًا على الساحة الدولية والإقليمية، حيث تبرز كفاعل رئيسي في جهود السلام والاستقرار في العديد من النزاعات العالمية. واحدة من هذه الأزمات هي حرب أوكرانيا، التي اندلعت في عام 2022 وأثرت بشكل كبير على الأمن الإقليمي والدولي. استجابةً لهذه الأزمة، قامت الإمارات بعدة مبادرات لتعزيز جهود التهدئة والتسوية. من خلال تقديم المساعدات الإنسانية، وتعزيز الحوار بين الأطراف المعنية، تسعى الإمارات إلى لعب دور إيجابي كوسيط محايد.

الوساطة الإماراتية بين روسيا وأوكرانيا

ساهمت جهود الوساطة التي تقوم بها دولة الإمارات العربية المتحدة نجاحها في التاسع من فبراير 2024 في إتمام عملية تبادل أسرى حرب بين روسيا و أوكرانيا، والتي تم بموجبها الافراج عن (100) أسير حرب روسي مقابل (100) أسير حرب من الجانب الأوكراني. وأيضا في 25 يونيو 2024 نجحت دولة الإمارات العربية المتحدة في إتمام عملية تبادل (180) من أسرى الحرب من كلا الجانبين.

أعلنت وزارة الخارجية الإماراتية في أغسطس 2024 نجاح جهود الوساطة بين روسيا وأوكرانيا في إنجاز عملية تبادل أسرى حرب شملت (230) أسيراً مناصفة بين الجانبين. نجحت دولة الإمارات العربية المتحدة في سبتمبر 2024 في وساطة قامت بها بين روسيا وأوكرانيا، عبر إنجاز عملية تبادل أسرى حرب جديدة، شملت (206) أسرى، مناصفة من الجانبين، ليصل العدد الإجمالي للأسرى الذين تمّ تبادلهم بين البلدين في هذه الوساطات إلى (1994) أسيراً، وهي الوساطة الثامنة من نوعها منذ بداية عام 2024. أمن دولي ـ ما أهمية الزيارة الرسمية لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة إلى الولايات المتحدة ؟

أكدت وزارة الخارجية الإماراتية، أن شراكة دولة الإمارات العربية المتحدة مع كل من روسيا وأوكرانيا سهلت التبادل الناجح لأسرى الحرب بين موسكو وكييف. وشكرت الوزارة سلطات روسيا وأوكرانيا على دعم جهود الوساطة في عملية تبادل الأسرى، وأكدت أيضا الرغبة في مواصلة البحث عن سبل لحل النزاع سلميا والتخفيف من عواقبه الإنسانية.

شكر الرئيس الروسي “فلاديمير بوتن” في 16 يونيو 2024 رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة على جهوده في تحرير أسرى الحرب في أوكرانيا، وأضاف: “العلاقات بين روسيا والإمارات تتطور بنجاح كبير”، مشيدا بـ”توسيع نطاق العلاقات الاقتصادية” بين موسكو وأبوظبي.

يرى المحلل السياسي الروسي “أندري اونتكوف” إنه من جديد تلعب دولة الإمارات العربية المتحدة دوراً دبلوماسياً بارزاً وتعد الوسيط الأكثر نجاحاً بين روسيا وأوكرانيا على المستوى العالمي، حيث نجحت في إبرام صفقة تبادل أسرى جديدة على الرغم من التصعيد الكبير الحادث بين الدولتين. وأضاف حققت الإمارات نجاحاً دبلوماسياً هائلاً في دفع الطرفين للتوصل لتفاهمات إنسانية. أن نجاح الوساطة الدبلوماسية الإماراتية يعطي أملاً كبيراً في المستوى السياسي لحل الأزمة بين روسيا وأوكرانيا في ظل تعثر المفاوضات الثنائية بين البلدين

الدعم الإنساني لأوكرانيا

قدمت دولة الإمارات (1015) طناً من المساعدات الطبية والغذائية والإغاثية إلى أوكرانيا، وأرسلت (14) طائرة تحمل المساعدات في أغسطس 2024، كما أرسلت دولة الإمارات، طائرة تحمل على متنها (55 ) طناً من المساعدات الإغاثية والطبية في 13 فبراير 2024، وأرسلت دولة الإمارات العربية المتحدة باخرة تحمل على متنها (250) طنا من المساعدات الإغاثية للمتضررين في أوكرانيا في الأول من أغسطس 2023، حيث وصلت إلى بولندا و رومانيا عن طريق البحر ليتم نقلها بعد ذلك إلى داخل الأراضي الأوكرانية.

أعلنت الإمارات في أكتوبر 2022 عن تقديم (100) مليون دولار إلى المدنيين الأوكرانيين، كما دشنت دولة الإمارات جسرا جويا تضمن إرسال (11 ) طائرة تحمل نحو (550 )طنا من الإمدادات الإغاثية والمواد الغذائية الأساسية. تأتي هذه الشحنات ضمن الدعم الإغاثي المستمر من الإمارات للمساهمة في التخفيف من حدة التداعيات الإنسانية التي تواجه الأوكرانيين نتيجة الأزمة الحالية”.

برنامج دعم اللاجئين الأوكرانيين في الإمارات

تبنت دولة الإمارات العربية المتحدة منذ بداية حرب أوكرانيا 2022 برنامج دعم اللاجئين الأوكرانيين في الإمارات، وذلك من خلال تسهيل إجراءات دخول الأوكرانيين إلى الإمارات، والحصول على تأشيرات دخول طويلة الأجل. بالإضافة إلى تمكين الأطفال الأوكرانيين من الالتحاق بالمدارس، مع توفير الدعم اللغوي والتعليمي. وتقديم خدمات الدعم النفسي والاجتماعي والمادي. كما قدمت المساعدات للاجئين الأوكرانيين في مولدوفا وبولندا وبلغاريا. وبالتنسيق مع المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي. أمن دولي ـ ما أهمية الزيارة الرسمية لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة إلى الولايات المتحدة ؟

جهود دبلوماسية إماراتية مع روسيا

أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن نائب وزير الخارجية الروسي “ميخائيل بوغدانوف” ورئيس الإمارات :محمد بن زايد آل نهيان” بحثا تعزيز العلاقات الروسية الإماراتية في مارس 2024. وأضافت “تم خلال الاجتماع مناقشة القضايا الراهنة المتعلقة بمواصلة تعزيز العلاقات الروسية الإماراتية متعددة الأوجه، والتي تتطور بروح الشراكة الاستراتيجية”. وأكد بيان لدولة الإمارات عن استعداد دولة الإمارات العربية المتحدة لدعم كافة الجهود والمبادرات الرامية إلى تحقيق الحل السلمي للصراع بين البلدين، وتؤكد أن الدبلوماسية والحوار وخفض التصعيد هي السبيل الوحيد لتجاوز الأزمة، وتخفيف عواقبها الإنسانية” في 26 يونيو 2024.

جهود إمارتية مع أوكرانيا لتسوية الحرب

تمثلت أولويات الإمارات في التعامل مع أزمة أوكرانيا في الدعوة إلى الحوار والتفاوض. في عدة مناسبات، أكدت القيادة الإماراتية على أهمية الحلول السلمية. تميزت الإمارات بموقفها الوسيط، حيث سعت إلى تقديم نفسها كمنصة للحوار بين الأطراف المتنازعة. التقى الشيخ “منصور بن زايد آل نهيان” نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة في 19 مايو 2023 نائب رئيس مجلس الوزراء وزير ديوان الرئاسة، فلوديمير زيلينسكي، رئيس جمهورية أوكرانيا.

وأعرب منصور بن زايد عن موقف الإمارات الثابت والداعم للسلام والاستقرار عبر الحوار لإيجاد حل سياسي مستدام لحرب أوكرانيا، وكانت قد أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة في 16 يونيو 2023، على استعدادها للمساهمة بكل الطرق الممكنة في تسوية حرب أوكرانيا وحل القضايا الإنسانية المرتبطة به. أمن الطاقة و الذكاء الاصطناعي ـ الاستراتيجية المزدوجة لدولة الإمارات العربية المتحدة

جهود إماراتية دولية لتسوية حرب أوكرانيا

انخرطت الإمارات في العديد من المحافل الدولية لتعزيز موقفها الداعم للسلام الأمم المتحدة، قامت الإمارات بالمشاركة في الاجتماعات الطارئة لمجلس الأمن، حيث دعت إلى وقف الأعمال العدائية وتعزيز المساعدات الإنسانية.

دعت وزارة الخارجية الإماراتية، في 26 فبراير 2022، إلى “وقف فوري للتصعيد ووقف الأعمال العدائية” في أوكرانيا. وأيدت وقف تصعيد العنف واستئناف الحوار وإرسال المساعدات الإنسانية.دعت جميع الأطراف إلى احترام القانون الإنساني الدولي، وركزت على التأكيد على ضرورة حماية المدنيين وتقديم المساعدات الإنسانية.

أشاد الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش” في الأول من مايو 2024 بجهود الإمارات في إتمام عملية تبادل للأسرى بين روسيا وأوكرانيا تعد “الأكبر” من نوعها منذ بدء حرب أوكرانيا في فبراير 2024. وأعرب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة “ستيفان دوجاريك” عن أمل المنظمة الدولية في أن تتبع هذه الخطوة المهمة عمليات تبادل إضافية لأسرى الحرب وجهود أخرى لتهدئة التصعيد بين الجانبين، مثنياً على جهود الطرفين فضلاً عن جهود الإمارات كطرف ثالث والتي ساهمت في تحقيق هذا التطور الإيجابي.

شاركت دولة الإمارات العربية المتحدة في 16 يونيو 2024 في قمة من أجل السلام في أوكرانيا في سويسرا، ولوضع خريطة طريق حول طريقة التقاء الطرفين في عملية سلام مستقبليةكما شاركت دولة الإمارات في مؤتمر تعافي أوكرانيا، الذي عُقد بتاريخ 11-12 يونيو 2024 في برلين، بألمانيا. وأكدت عل الجهود المستمرة التي تهدف للتوصل إلى حل سلمي للصراع، وشددت على أهمية الدبلوماسية والحوار وخفض التصعيد والحد من التداعيات الإنسانية الناجمة عن الأزمة.

**

 

2 ـ أمن دولي ـ ما هو دور دولة الإمارات العربية في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني؟

شهدت منطقة الشرق الأوسط على مدار العقود الأخيرة صراعات معقدة ومستمرة بين مختلف القوى السياسية والعسكرية، مما جعلها ساحة للنزاعات والحروب. ومع ذلك، برزت دولة الإمارات العربية المتحدة كدولة تسعى للسلام والاستقرار من خلال لعب أدوار إيجابية متعددة في حل هذه النزاعات، سواء كان ذلك عبر الوساطة أو المساعدات الإنسانية أو دعم الجهود الدبلوماسية.

تتميز دولة الإمارات بسياساتها الوازنة والسعي إلى تحقيق استقرار طويل الأمد في المنطقة. من أبرز الصراعات التي أثرت في المنطقة النزاع بين إسرائيل وحماس، وكذلك بين إسرائيل وحزب الله، وهي صراعات تتشابك فيها الأبعاد السياسية والدينية والعسكرية. من هذا المنطلق، يظهر دور الإمارات في السعي إلى تهدئة هذه النزاعات، سواء من خلال المبادرات الدبلوماسية أو دعم حقوق المدنيين والبحث عن حلول سلمية.

دور الإمارات في النزاعات الإسرائيلية الفلسطينية

يعتبر النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين أحد أبرز القضايا التي تشغل العالم، حيث أن له أبعادًا تاريخية ودينية وسياسية معقدة. لطالما تبنت الإمارات موقفًا داعمًا للقضية الفلسطينية وحقوق الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة، إلا أنها تبنت في السنوات الأخيرة توجهًا جديدًا يسعى لتعزيز السلام من خلال الحوار والوسائل الدبلوماسية، مع اندلاع النزاع الأخير بين إسرائيل وحركة حماس في أكتوبر 2023، برزت الإمارات كدولة تسعى إلى تهدئة الأوضاع وتقديم المساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة. في هذا الصراع، اتخذت الإمارات دورًا دبلوماسيًا وإنسانيًا واضحًا يعكس التزامها بتحقيق السلام ودعم المدنيين المتضررين.

عملت الإمارات، منذ الأيام الأولى للحرب الأخيرة في 7 أكتوبر 2023،  بشكل نشط على الساحة الدبلوماسية لحث الأطراف المتنازعة على وقف إطلاق النار. استمرت القيادة الإماراتية في التواصل مع القوى الإقليمية والدولية، بما في ذلك الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وجامعة الدول العربية، بهدف تسريع الجهود لإيجاد حلول سياسية للنزاع ووقف العنف الذي أودى بحياة آلاف المدنيين. قدمت الإمارات مقترحات لدعم جهود الوساطة الدولية، مؤيدةً التوجه نحو حوار بناء بين الأطراف المتحاربة. وأكدت الإمارات في بياناتها الرسمية أن الحلول العسكرية لن تساهم في إنهاء النزاع بل ستزيد من تعقيده، داعية إلى مفاوضات جادة تضمن حقوق الفلسطينيين وتحقق الأمن لجميع الأطراف.أمن دولي ـ أوكرانيا تعزز صناعاتها الدفاعية بمساعدة بسيطة من الحلفاء

الدعم الإنساني للفلسطينيين

بالتوازي مع الجهود الدبلوماسية، كانت الإمارات من أوائل الدول التي بادرت بتقديم مساعدات إنسانية عاجلة إلى سكان قطاع غزة المتضررين من النزاع. أطلقت الإمارات حملات إغاثة واسعة لتوفير الغذاء والمياه النظيفة، والإمدادات الطبية الطارئة، ومواد البناء لإعادة إعمار المباني التي دمرتها الغارات الجوية. أرسلت الإمارات قوافل إغاثية تحمل مستلزمات طبية وأدوية لعلاج الجرحى، بالتعاون مع وكالات الإغاثة الدولية مثل الصليب الأحمر والهلال الأحمر. بالإضافة إلى ذلك، ساهمت الإمارات في توفير المأوى للمدنيين الذين فقدوا منازلهم نتيجة القصف، ودعمت الجهود الرامية لإقامة ممرات آمنة لتوصيل المساعدات إلى داخل القطاع المحاصر.

ولعب الهلال الأحمر الإماراتي دورًا محوريًا في تنظيم وتنسيق الجهود الإنسانية على الأرض. قام بتفعيل برامج الإغاثة السريعة التي تضمنت إقامة مراكز طبية ميدانية لتقديم الرعاية الصحية العاجلة، إلى جانب توزيع المواد الإغاثية بالتعاون مع الجهات المحلية والدولية. واستمرت هذه الجهود حتى في ظل ظروف صعبة للغاية نتيجة استمرار القصف وإغلاق المعابر الحدودية. بالإضافة إلى تقديم المساعدات العاجلة، أعلنت الإمارات عن التزامها بالمساهمة في إعادة إعمار غزة على المدى الطويل بعد انتهاء النزاع. وضعت الإمارات خطة شاملة تهدف إلى إعادة بناء المنازل المدمرة والبنية التحتية المتضررة، بما في ذلك المدارس والمستشفيات. تعكس هذه الخطط التزام الإمارات بدعم الفلسطينيين في تحسين جودة حياتهم وتوفير بيئة مستقرة وآمنة بعد انتهاء الأعمال العسكرية.أمن دولي ـ كيف خططت حماس لهجوم على إسرائيل على غرار 11 سبتمبر؟

دعم حقوق الفلسطينيين

رغم توقيع الإمارات على “اتفاقيات إبراهيم” وتطبيع العلاقات مع إسرائيل، إلا أن موقفها تجاه القضية الفلسطينية لم يتغير. في حرب غزة 2023، شددت الإمارات على دعمها الثابت لحقوق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة، وأكدت أن تطبيع العلاقات مع إسرائيل لا يعني التغاضي عن معاناة الفلسطينيين أو التخلي عن دعمهم. استمرت الإمارات في التأكيد على ضرورة إيجاد حل عادل وشامل للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي يستند إلى قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية. في إطار حرب غزة الأخيرة، حرصت الإمارات على التعاون مع الدول والمنظمات الدولية لضمان وصول المساعدات إلى المناطق المتضررة وتخفيف معاناة المدنيين. كانت الإمارات جزءًا من الجهود الدولية الرامية إلى تنسيق المساعدات الإنسانية، وعملت مع الشركاء الدوليين لإيصال الإمدادات الضرورية إلى غزة، بما في ذلك من خلال التنسيق مع الأمم المتحدة وبرنامج الغذاء العالمي.

استمرت الإمارات إلى جانب تقديم المساعدات، في الدعوة إلى حوار سياسي يهدف إلى إنهاء النزاع. تؤمن الإمارات بأن تحقيق السلام الدائم في المنطقة يعتمد على التوصل إلى تسوية شاملة تقوم على الاعتراف بحقوق جميع الأطراف، وخاصة الفلسطينيين. في هذا السياق، دعت الإمارات الأطراف المتحاربة إلى الالتزام بالقانون الدولي وحقوق الإنسان، والعمل على وقف الأعمال العدائية وبدء مفاوضات بناءة.

الدبلوماسية في الأمم المتحدة

تقوم الإمارات العربية المتحدة بدور مهم في السعي إلى حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي ومنع توسع الصراع عبر منصتها في الأمم المتحدة. ومنذ أن أصبحت عضوًا غير دائم في مجلس الأمن للفترة 2022-2023، تعمل الإمارات على دعم الاستقرار الإقليمي من خلال القنوات الدبلوماسية المتاحة في الأمم المتحدة. هذا الدور يندرج في إطار سعي الإمارات لتأمين حلول سلمية ومستدامة للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وفي نفس الوقت منع تفاقم الصراع إلى مستويات أكثر خطورة قد تؤثر على المنطقة بأسرها، كذلك تستغل الإمارات عضويتها في مجلس الأمن،  لتعزيز الحوار بين الأطراف المتنازعة وتأييد القرارات التي تدعم السلام والاستقرار. تسعى الإمارات إلى دفع المجتمع الدولي نحو اتخاذ موقف موحد لوقف التصعيد، والحث على ضرورة العودة إلى طاولة المفاوضات. تعمل الإمارات بشكل فعال على بناء إجماع دولي حول الحاجة إلى الالتزام بقرارات الشرعية الدولية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، بما في ذلك قرارات مجلس الأمن التي تدعو إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش جنبًا إلى جنب مع إسرائيل في سلام.

تدعو الإمارات إلى اتخاذ خطوات ملموسة لحماية المدنيين الفلسطينيين، خاصة في مناطق النزاع مثل قطاع غزة. وهي تدعم الجهود الرامية إلى إنشاء آليات دولية تضمن حماية حقوق الإنسان في هذه المناطق، وتدعو إلى احترام القانون الدولي الإنساني. في هذا الإطار، تبنت الإمارات سياسات تدعو إلى وقف فوري للعمليات العسكرية الإسرائيلية التي تؤدي إلى خسائر فادحة في صفوف المدنيين، وتؤكد على ضرورة وقف العنف من كلا الجانبين.

دور الإمارات في النزاع بين إسرائيل وحزب الله

يعتبر النزاع بين إسرائيل وحزب الله جزءًا آخر من الصراعات المستمرة في الشرق الأوسط. رغم تعقيدات النزاع المرتبط بالصراع الطائفي والإقليمي، سعت الإمارات إلى لعب دور إيجابي عبر دعم الاستقرار في لبنان والسعي إلى تفادي تصعيد المواجهات. لطالما كانت الإمارات داعمة للبنان وشعبه، خاصة في أوقات الأزمات. في الحرب الإسرائيلية اللبنانية عام 2006، قدمت الإمارات مساعدات كبيرة للبنان لإعادة بناء البنية التحتية المدمرة وتخفيف المعاناة الإنسانية الناتجة عن الصراع. تستثمر الإمارات بشكل كبير في دعم الاستقرار الإقليمي عبر مساعدة لبنان في الحفاظ على مؤسساته الوطنية في مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية.

الإمارات أدركت أن حل النزاعات في الشرق الأوسط يتطلب تعاونًا إقليميًا ودوليًا واسع النطاق. لذا، عملت على تعزيز شراكاتها الدولية مع القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بهدف تحقيق السلام. تدعم الإمارات الحلول الدبلوماسية في التعامل مع النزاعات وتشارك بفعالية في المنتديات الدولية التي تناقش قضايا السلام في الشرق الأوسط. رغم أن الإمارات لم تتخذ دور الوسيط المباشر في النزاع بين إسرائيل وحماس أو بين إسرائيل وحزب الله، إلا أنها تدعم الجهود الإقليمية والدولية للوساطة والتفاوض. فالإمارات تؤمن بأن الحلول الدبلوماسية هي الطريق الأمثل لإنهاء الصراعات وتحقيق الاستقرار المستدام. من هذا المنطلق، قدمت دعمًا قويًا للجهود الدولية الرامية إلى تسهيل الحوار بين الأطراف المتنازعة.أمن دولي ـ هل شكل حزب الله قيادة جديدة بعد الهجمات الإسرائيلية؟

**

3 ـ أمن دولي ـ ما دور دولة الإمارات في الأزمتين السودانية والليبية؟

تلعب دولة الإمارات العربية المتحدة دوراً محورياً في الوساطة الدولية لحل النزاعات الراهنة على المستويين الإقليمي والعالمي، عبر فتح قنوات الحوار بين الأطراف المتنازعة والدفع بحلول دبلوماسية في مجلس الأمن والأمم المتحدة، إضافة إلى تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية للمدنيين المتضررين من الصراعات السياسية، وبرز الدور الإماراتي على الصعيدين السياسي والإنساني في أكثر الأزمات الشائكة في منطقة الشرق الأوسط وهما؛ حرب السودان والأزمة الليبية، ونجحت الإمارات في رئاستها الثانية لمجلس الأمن في يونيو 2023 بطرح الأزمتين على طاولة النقاش، لدعم سبل تحقيق السلام في السودان وحلحلة الأزمة الليبية.

السودان

دور الإمارات في مجلس الأمن

قبل اندلاع الحرب في السودان في 15 أبريل 2023، دفعت الإمارات في إطار دورها العربي إلى دعم إيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين ومعالجة التحديات الأمنية في السودان، وفي 22 مارس 2023 أكدت الإمارات بمجلس الأمن، أن استكمال المرحلة الانتقالية بالسودان مرهون بالتوصل إلى توافق سياسي على نطاق واسع، ونوهت إلى أهمية اقتران الجهود الدبلوماسية بالدعم لاقتصاد السودان، خاصة وأنه بحاجة لتطوير قدراته للاستجابة لحالات الطوارئ. ورحبت الإمارات في 22 مايو 2023، باتفاق وقف إطلاق النار بين طرفي الصراع بالسودان، مشددة على أهمية احترام الاتفاق واتخاذ خطوات فورية لإنهاء القتال المسلح.

سرعان ما عادت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، لذا أكدت الإمارات في 17 نوفمبر 2023 على موقفها الثابت المتعلق بوقف الحرب وإيجاد حل سلمي للأزمة، خلال الاجتماع الافتراضي الوزاري لمجلس الأمن والسلام للاتحاد الأفريقي. ودعمت في 9 مارس 2024، دعوة مجلس الأمن لوقف إطلاق النار في السودان خلال شهر رمضان. وأكدت الإمارات على تأييدها للجهود الدبلوماسية لتيسير وصول المساعدات الإغاثية والإنسانية، وخفض التصعيد والاتجاه نحو الحوار السياسي. وأعربت عن قلقها من تزايد التوترات في شمال دارفور، لذا طالبت في 27 أبريل 2024 جميع الأطراف السودانية على إنهاء القتال نظراً لما يشكله من تهديد على حياة المدنيين، وناشدت مجلس الأمن لاتخاذ ما يلزم من إجراءات لضمان إنهاء النزاع ووصول المساعدات الإنسانية دون عوائق لجميع أنحاء السودان.

حرصت الإمارات في جميع خطاباتها بمجلس الأمن على تأكيد دعمها للحل السياسي والحوار بدلاً من الحل العسكري لإعادة الهدوء للسودان، وفي 28 يونيو 2024 وجهت رسالة لمجلس الأمن لحماية المدنيين والبنية التحتية بالسودان وفقاً للقانون الإنساني والدولي، والالتزام بالتعهدات التي وردت في مباحثات جدة، مع دعوة طرفي الصراع للامتثال لجميع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة. وتركز الإمارات على العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين للتخفيف من خطر المجاعة ودعم المبادرات الرامية لإنهاء هذا النزاع. وضمت الإمارات صوتها إلى دعوة مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي لعقد اجتماع في (10-15) يوليو 2024 للتوصل إلى حل للأزمة السودانية.

كررت الإمارات تحذيرها في 6 أغسطس 2024، من خطر المجاعة بالسودان وانعدام الأمن الغذائي الشديد الذي يؤثر على أكثر من (25) مليون سوداني. وأشارت في كلمتها بمجلس الأمن إلى سوء الأوضاع في شمال دارفور وتحديداً في مخيمات زمزم وأبو شوك والسلام، داعية مجلس الأمن لاستخدام كافة الأدوات المتاحة له لمواجهة الوضع الكارثي بالسودان، والنظر في إمكانية منح الوكالات الإنسانية والإغاثية التابعة للأمم المتحدة إذا لزم الأمر تفويضاً، لإيصال المساعدات للمتضررين من الحرب عبر خطوط النزاع أو عبر الحدود.تواصل الإمارات جهودها في أروقة مجلس الأمن، بتشجيع الجهود الدبلوماسية للولايات المتحدة في تنظيم محادثات وقف إطلاق النار في جنيف، ودور السعودية وسويسرا لاستضافة هذه المحادثات بشكل مشترك.أمن دولي ـ ما خيارات الاتحاد الأوروبي لحل أزمة السودان؟

دور الإمارات الإنساني

تعهدت الإمارات في اجتماع المؤتمر الدولي الإنساني بشأن السودان في أبريل 2024، بتخصيص (100) مليون دولار إلى وكالات الأمم المتحدة ومنظماتها الإنسانية والإغاثية دعماً للسودان، وفي 17 يونيو 2024 خصصت (70%) من هذا التعهد. خصصت الإمارات مساعدات إغاثية للشعب السوداني بحوالي (30) مليون دولار للدول الإقليمية من أجل دعم اللاجئين السودانيين بدول الجوار، إضافة إلى (130) مليون دولار في صورة مساعدات إنسانية منذ اندلاع الحرب، مع إنشاء جسور جوية وبحرية لتسهيل نقل الإمدادات الطبية والغذائية، وافتتاح مستشفيين ميدانيين في تشاد لتقديم الدعم الطبي للاجئين السودانيين الوافدين إليها.

دشنت الإمارات منذ بداية الأزمة السودانية جسراً جوياً تضمن (10) آلاف طن من الإمدادات الغذائية والطبية عبر (159) طائرة إمدادات إغاثية، وسفينة حملت على متنها نحو (1000) طن من المستلزمات الإغاثية العاجلة. وقدمت مساعدات للاجئين في المخيمات إضافة إلى إرسال (100) طن من المساعدات الغذائية إلى اللاجئين في جنوب السودان عبر برنامج الأغذية العالمي، لذا أشاد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث، بدور الإمارات الإنساني في إغاثة السودانيين.

كثفت الإمارات من شراكتها للمنظمات الأممية، وفي 26 يونيو 2024 قدمت (8) ملايين دولار لمنظمة الصحة العالمية لتمويل المبادرات الصحية بالسودان، وأكدت لانا زكي نسيبة مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية، أهمية دعم عمل منظمة الصحة العالمية لتخفيف الظروف التي يعيشها السودانيين. ووقعت الإمارات في 23 يوليو 2024، اتفاقية مع برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة لتقديم مساعدات غذائية طارئة للسودانيين في السودان وجنوب السودان، واللاجئين والمجتمعات المستضيفة لهم والنازحين داخلياً والعائدين المتأثرين بالحرب،

خصصت مساعدات بقيمة (25) مليون دولار بواقع (20) مليون دولار للسودان و(5) ملايين دولار لجنوب السودان. ويصل إجمالي المساعدات الإماراتية للسودان خلال الـ (10) السنوات الماضية إلى أكثر من (3.5) مليار دولار.جددت الإمارات دعمها للسودانيين بالإعلان في 14 سبتمبر 2024، عن إطلاق مبادرات إنسانية جديدة في تشاد بقيمة (10.25) مليون دولار للأمم المتحدة لدعم اللاجئات السودانيات على المستويات النفسية والصحية والاجتماعية.حرب غزة ودور دولة الإمارات العربية الإنساني والسياسي

ليبيا

دور الإمارات في مجلس الأمن

تعد الإمارات داعماً رئيسياً لعودة الاستقرار في ليبيا وإجراء الانتخابات، وفي يونيو 2023 دعت في مجلس الأمن إلى التوافق على قوانين الانتخابات لتحقيق تطلعات الليبيين، مشددة على أهمية الحوار بين الأطراف لإرساء الاستقرار وخفض التصعيد وتثبيت وقف إطلاق النار. وكررت الإمارات دعوتها في مجلس الأمن في 12 ديسمبر 2023، لدفع المسارين السياسي والاقتصادي معاً في ليبيا ودعم جهود إعادة الإعمار، محذرة من انعدام الأمن والاستقرار وتردي الأوضاع الإنسانية وظهور تحديات اقتصادية جسيمة.

تساند الإمارات عمل البعثة الأممية في ليبيا، وفي 27 فبراير 2023  أكدت في مجلس الأمن دعم مقترح المبعوث الأممي لليبيا عبدالله باتيلي، بشأن تشكيل فريق توجيهي رفيع المستوى معني بليبيا، لإنهاء أي خلافات بين الأطراف. وأشادت الإمارات في 22 أغسطس 2023 بدور البعثة الأممية والمبعوث الأممي إلى ليبيا، فيما يتعلق بتيسير العملية السياسية، خاصة وأن الإمارات تشدد على أهمية إتمام المصالحة الوطنية لتسوية الوضع السياسي ولتحقيق الاستقرار الاقتصادي بليبيا. وفي 6 أكتوبر 2023 تناول اللقاء بين أنور محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، والمبعوث الأممي لليبيا عبد الله باتيلي، الجهود الأممية الرامية لإيجاد حل دبلوماسي لإنهاء الأزمة الليبية. وفي 17 أكتوبر 2023 شددت الإمارات أمام مجلس الأمن، على أهمية تكثيف الجهود لمساعدة الأطراف الليبية على طي صفحات الخلافات، مطالبة بسحب كافة القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب من ليبيا.

دور الإمارات الإنساني

لعبت الإمارات دوراً كبيراً في دعم المتضررين من إعصار درنة، وفي 19 سبتمبر 2024 وسعت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، نطاق عملياتها الإغاثية وبرامجها الإنسانية للمتأثرين من الفيضانات في ليبيا، بتقديم مساعدات غذائية وصحية للنازحين من مناطق شرق ليبيا. وعلى مدار (30) يوماً بلغت المساعدات الإماراتية (967.6) طن على متن (42) طائرة استفادت منها (6386) أسرة. وأنقذت فرق البحث والإنقاذ الإماراتية (274) شخصاً في درنة، وساندت الفرق الليبية في مساعدة المتضررين وانتشال الأشلاء من تحت الأنقاض. ودشنت الإمارات “خط فحص الأشلاء المركزي” بدرنة بواقع (252) وحدة تبريد لحفظ الأشلاء و(4) خطوط لحفظ الجثامين.أمن دولي ـ دولة الإمارات العربية، تحولات في موازين القوى

 

**

تقييم وقراءة مستقبلية

– حافظت على علاقات جيدة مع روسيا وأوكرانيا على حد سواء، مما يمنحها القدرة على التواصل مع كلا الجانبين. وتشجع على الحلول السلمية من خلال استضافة مؤتمرات دولية ومشاركة في مناقشات متعددة الأطراف.

– يعكس نجاح الوساطة الإماراتية بين روسيا وأوكرانيا، الدور الهام الذي تلعبه دولة الإمارات العربية المتحدة، كوسيط موثوق به لدى الطرفين في دعم المسار الدبلوماسي لتسوية حرب أوكرانيا.

– يعتمد مستقبل وساطة دولة الإمارات بين روسيا وأوكرانيا يعتمد على عدة عوامل، الاستقرار الإقليمي والدولي، التركيز على الحلول السلمية، الدعم الدولي.

– يمكن القول أن بفضل موقع دولة الإمارات العربية المتحدة في سوق الطاقة، يمكن للإمارات أن تلعب دورا في مناقشات أسعار النفط والطاقة، وهو موضوع مهم مرتبط بحرب أوكرانيا.

– تواجه دولة الإمارات العربية المتحدة رغم هذه الجهود، تحديات عدة، منها تعقيدات النزاع وتباين المصالح الدولية. ومع ذلك، تظل الفرص قائمة لتعزيز دورها كوسيط فعال، وتقديم نموذج للتعاون السلمي في أوقات الأزمات.

 

**

تمثل دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجًا للدولة التي تسعى إلى التوازن في سياساتها الخارجية، من خلال تقديم الدعم الإنساني، وتعزيز الحوار الدبلوماسي، والبحث عن الحلول السلمية للصراعات. وبالرغم من تعقيد الصراعات في الشرق الأوسط، نجحت الإمارات في لعب دور إيجابي ومستدام يسعى إلى تخفيف حدة النزاعات وتقديم الدعم للمتضررين منها. من خلال التركيز على النزاع بين إسرائيل وحماس وبين إسرائيل وحزب الله، تظهر جهود الإمارات المتنوعة التي تتراوح بين المساعدات الإنسانية، والدعم الدبلوماسي، والسعي إلى بناء شراكات إقليمية تساهم في تحقيق السلام المستدام.

تلعب الإمارات دورًا فعالًا في المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة والجامعة العربية. عبر هذه المنصات، تعمل الإمارات على تعزيز الحوار حول قضايا السلام والاستقرار، وتدعو إلى التمسك بالقانون الدولي واحترام حقوق الإنسان. وتشارك الإمارات في المبادرات الأممية التي تسعى إلى إنهاء النزاعات وتعزيز الأمن في المنطقة، وتدعم قرارات تدعو إلى تحقيق العدالة وحماية المدنيين.

بجانب الأدوار السياسية والدبلوماسية، تعمل الإمارات على تعزيز التعاون الاقتصادي مع الدول التي تشهد نزاعات، معتبرة أن النمو الاقتصادي هو عامل رئيسي لتحقيق الاستقرار. ومن خلال ذلك، تسعى الإمارات إلى توفير فرص اقتصادية تعزز من استقرار الدول وتخفف من آثار الحروب والصراعات.

إحدى السمات البارزة في السياسة الخارجية الإماراتية هي التوازن. فعلى الرغم من توقيع الإمارات اتفاقيات إبراهيم مع إسرائيل وتطبيع العلاقات، فإنها لم تتخل عن دعمها للشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة. تسعى الإمارات من خلال هذا التوازن إلى بناء علاقات إقليمية إيجابية مع جميع الأطراف، وذلك في إطار سعيها لتعزيز الاستقرار في المنطقة بأكملها.

**

– برز دور الإمارات في الوساطة الدولية خلال رئاستها لمجلس الأمن في يونيو 2023، حيث تبنت مقترحات من شأنها إنهاء الصراعات الدولية الراهنة وتحقيق السلم والأمن العالميين، ما يؤكد على نهج الإمارات الثابت المتعلق بتقديم الحلول الدبلوماسية في ظل تصاعد حدة الاستقطاب الدولي بين كبرى الدول، وإرساء قواعد الحوار في أي صراعات قائمة، إضافة إلى حرصها على دعم الجهود الإغاثية والإنسانية للاجئين والنازحين المتضررين من الحروب والصراعات في منطقة الشرق الأوسط .

– إن الحرب السودانية من أبرز الأزمات التي طرحتها الإمارات في نقاشات مجلس الأمن، لذا حرصت على حث طرفي الصراع على إنهاء القتال ووقف إطلاق النار، ودعمت بشكل واضح كل الجهود الدولية المبذولة لتطبيق هدنة مؤقتة لإدخال المساعدات الإنسانية وتخفيف معاناة المدنيين خاصة في مناطق الاشتباكات، كتمهيد لدخول الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مفاوضات مباشرة ووقف إطلاق النار بشكل دائم، ما يدفع نحو الحل السياسي وعودة الاستقرار للسودان وإعادة النازحين واللاجئين لديارهم.

– رؤية الإمارات تجاه أزمة السودان شملت الجانبين الدبلوماسي والإنساني، وفي حين فتحت قنوات الاتصال بين الأطراف الدولية والإقليمية ودول جوار السودان، من أجل خفض التصعيد هناك، واصلت إرسال المساعدات الإنسانية الطبية والإغاثية والغذائية للمدنيين، وخصصت برامج محددة للفئات الأكثر تضرراً من الصراع مثل السيدات خاصة في مناطق النزوح وداخل المخيمات في السودان وخارجها، وتشير أرقام المساعدات التي قدمتها الإمارات للسودانيين على مدار الحرب، إلى اهتمامها البالغ بضرورة إنهاء المعاناة الإنسانية للمدنيين.

-الشراكة بين الإمارات و المنظمات الإغاثية الدولية والأممية، تؤكد على ثقة المجتمع الدولي في دور الإمارات المتوازن تجاه أزمات وصراعات الشرق الأوسط، لذا تعول الأطراف الدولية والأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها على الإمارات، في تقديم الحلول الدبلوماسية وتقريب وجهات النظر بين أطراف الصراع في السودان أو ليبيا، وتعتمد على الإمارات في الدور الإغاثي لسرعة الاستجابة للتعامل مع تداعيات الحرب في السودان وكارثة إعصار درنة في ليبيا.

– موقف الإمارات تجاه الأزمة الليبية يؤكد على ضرورة تجاوز حالة الانسداد السياسي، وأهمية الحوار بين الأطراف لعقد انتخابات برلمانية ورئاسية متزامنة على أسس قانونية، ما يفسر دعوات الإمارات بمجلس الأمن حول ضرورة دعم توحيد مؤسسات الدولة الليبية وإعادة بناء الثقة بين المؤسسات العسكرية والأمنية، خاصة مع تفاقم الأوضاع بين الأطراف السياسية في ليبيا وغياب آلية الحوار ما يعيق أي جهود لإنهاء الأزمة الراهنة.

-سارعت الإمارات إلى احتواء تداعيات إعصار درنة الليبية، بتقديم المساعدات الإغاثية ومساندة فرق الإنقاذ في المناطق المنكوبة وتيسير جسر جوي لإرسال كل الإمدادات الغذائية والطبية اللازمة، ويعد هذا الموقف امتداداً لاستراتيجيتها في الجهود الإنسانية، ودورها الريادي والمحوري في ساحات العمل الإنساني العالمي، لاسيما وأنها تسعى إلى دعم الأمم المتحدة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في كافة النواحي الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، لذا تتصدر الصورة دائماً لتقديم يد العون للمتضررين من الأزمات السياسية والبيئية في العالم.

رابط مختصر ..https://www.europarabct.com/?p=97848

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات ـ ألمانيا وهولندا ECCI

 

هوامش

UAE says mediation efforts led to Russia, Ukraine swap of 100 prisoners each
https://tinyurl.com/23czdtjk

UAE highlights humanitarian efforts in Ukraine amid ongoing conflict
https://tinyurl.com/y9esjkk4

إبرام عملية تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا بوساطة إماراتية
https://tinyurl.com/2nd4b9k9

الإمارات تعلن نجاح وساطتها في صفقة تبادل أسرى جديدة بين روسيا وأوكرانيا
https://tinyurl.com/5c4ay7c8

من دولي ـ ما هو دور دولة الإمارات العربية في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني؟

**

The Gulf States and Israeli-Palestinian Conflict Resolution

https://bit.ly/3zXKNdN

After UAE Deal, How Can Arab States Impact Israeli-Palestinian Peace?

https://bit.ly/402u0Rv

Israeli–Palestinian Peacemaking The Role of the Arab States

https://bit.ly/4dFLrdS

حرب غزة ودور دولة الإمارات العربية الإنساني والسياسي

https://bit.ly/3XYGuHc

**

بعثة الإمارات لدى الأمم المتحدة تدفع مجدداً من أجل تعزيز السلام بالسودان
https://bit.ly/4eEI9c8

الإمارات تعرب عن قلقها البالغ إزاء خطر المجاعة في السودان وترحب باجتماع مجلس الأمن

https://bit.ly/3BDG9lV

Statement by the Permanent Mission of the United Arab Emirates to the UN In response to false

https://bit.ly/488oejd

قرقاش يلتقي المبعوث الأممي إلى ليبيا

https://bit.ly/3U543wS

فريق الهلال الأحمر يواصل جهوده الإغاثية في درنة الليبية

https://bit.ly/4fjCDM7

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات ـ ألمانيا وهولندا ECCI

European Centre for Counterterrorism and Intelligence Studies ECCI

https://www.europarabct.com

 

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...