الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

أمن دولي ـ ما هو دور الاتحاد الأوروبي بدعم قوات اليونفيل؟

أكتوبر 23, 2024

بون ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ECCI ـ وحدة الدراسات (27)

يأتي الاتحاد الأوروبي كأحد أكبر الداعمين لليونيفيل، حيث تلعب دول الاتحاد أدوارًا بارزة في تمويل العمليات العسكرية والإنسانية لليونيفيل، إلى جانب تقديم قوات من العديد من الدول الأعضاء في الاتحاد. تُعتبر مشاركة الاتحاد الأوروبي في لبنان جزءًا من استراتيجيته الأوسع لتعزيز الأمن في منطقة البحر الأبيض المتوسط ودعم الاستقرار في الدول المجاورة لأوروبا. وبالإضافة إلى الدعم اللوجستي والعسكري، يسهم الاتحاد الأوروبي في تقديم مبادرات دبلوماسية واقتصادية تسعى إلى التهدئة وتقليل التوترات بين الأطراف المتصارعة في لبنان، وخاصة بين إسرائيل وحزب الله.

تعكس هذه الجهود رغبة الاتحاد الأوروبي في منع تصعيد الأزمات التي قد تؤثر سلبًا على الاستقرار الإقليمي، ما قد يؤدي إلى موجات هجرة غير قانونية وتفاقم النزاعات المسلحة التي تهدد الأمن الأوروبي. بناءً على ذلك، نجد أن دور الاتحاد الأوروبي في دعم قوات اليونيفيل يتجاوز مجرد التواجد العسكري ليصل إلى أبعاد سياسية وإنسانية أوسع تهدف إلى تعزيز الاستقرار الإقليمي في منطقة مضطربة.

دور قوات اليونيفيل في لبنان

أنشئت قوات اليونيفيل بموجب قرار مجلس الأمن رقم 425 عام 1978 عقب الاجتياح الإسرائيلي للبنان. كانت مهمتها الأساسية هي مراقبة انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية والتأكد من احترام وقف إطلاق النار. على مر السنين، تغيرت مهام اليونيفيل لتتناسب مع تطور النزاع، وخاصة بعد حرب 2006 بين إسرائيل وحزب الله، حيث توسعت مهامها لتشمل تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701. يتضمن هذا القرار وقف العمليات العدائية، مراقبة وقف إطلاق النار، والتأكد من عدم إعادة تسليح حزب الله في الجنوب، بالتنسيق مع الجيش اللبناني. وبفضل هذا التعاون، ساهمت اليونيفيل في الحفاظ على درجة من الاستقرار في منطقة تعج بالصراعات السياسية والعسكرية.

تمثل قوات اليونيفيل عنصرًا هامًا في تعزيز الاستقرار في جنوب لبنان، وهي منطقة تُعتبر بؤرة توتر دائم بين إسرائيل وحزب الله. تقوم اليونيفيل بمهام عدة تتراوح بين مراقبة الحدود والقيام بدوريات في المنطقة العازلة، إلى جانب تقديم الدعم الإنساني للسكان المحليين في المناطق المتضررة من النزاع. يعتبر هذا الدعم الحيوي مهمًا لمنع تجدد العنف وخلق بيئة مواتية للتفاوض والحوار بين الأطراف المتنازعة. كما تسهم اليونيفيل في بناء الثقة بين الجيش اللبناني والسكان المحليين، من خلال التنسيق المستمر مع القوات المسلحة اللبنانية، وتعزيز قدرة الحكومة اللبنانية على فرض سيادتها على كامل أراضيها. هذا التعاون الثلاثي بين اليونيفيل، الجيش اللبناني، والسكان المحليين يعتبر مفتاحًا في تحقيق السلام المستدام.أمن دولي ـ ما هو دور دولة الإمارات في النزاعات والحروب الإقليمية والدولية ؟(ملف)

دور الاتحاد الأوروبي في دعم قوات اليونيفيل

تلعب دول الاتحاد الأوروبي دورًا كبيرًا في تعزيز قدرات اليونيفيل من خلال المشاركة في قوات حفظ السلام وتمويل العمليات. على سبيل المثال، تشارك دول مثل إيطاليا، إسبانيا، وفرنسا في إرسال قوات وأفراد لدعم العمليات على الأرض، بالإضافة إلى توفير دعم لوجستي مهم. تُعتبر مشاركة القوات الأوروبية ضمن اليونيفيل جزءًا من التزام الاتحاد الأوروبي بتعزيز السلام والأمن في منطقة البحر المتوسط.

يعد الاتحاد الأوروبي أيضًا أحد أكبر المساهمين الماليين في ميزانية اليونيفيل. هذا التمويل يغطي التكاليف التشغيلية، بما في ذلك الإمدادات والمعدات العسكرية التي تحتاجها القوات لأداء مهامها بفعالية. بالإضافة إلى ذلك، يساهم الاتحاد في توفير تدريب للقوات اللبنانية، بهدف تحسين التنسيق بينها وبين اليونيفيل في حفظ الأمن والاستقرار في المنطقة. يلعب الاتحاد الأوروبي، إلى جانب الدعم العسكري، دورًا دبلوماسيًا مهمًا في تهدئة النزاعات بين إسرائيل وحزب الله.

يتدخل الاتحاد من خلال دبلوماسييه وممثليه في الشرق الأوسط للتوسط بين الأطراف المتنازعة وتخفيف حدة التوتر. تسعى الدول الأوروبية الكبرى، مثل فرنسا وألمانيا، إلى تقديم مبادرات تساهم في تحقيق تهدئة مستدامة بين الأطراف المتصارعة، مع التركيز على أهمية الحوار بدلاً من التصعيد العسكري. بالإضافة إلى ذلك، يعمل الاتحاد الأوروبي على تعزيز مبادرات إعادة الإعمار والتنمية في لبنان، والتي تساهم في تقليل الأزمات الاقتصادية التي قد تؤدي إلى تفاقم النزاع. من خلال توفير الدعم المالي والفني لمشاريع التنمية، يسهم الاتحاد في خلق بيئة أكثر استقرارًا وازدهارًا في لبنان، وهو ما يساعد في تقليل فرص اندلاع العنف.

أدان رئيس الدبلوماسية الأوروبية جوزيب بوريل هجمات إسرائيل على بعثة اليونيفيل في جنوب لبنان، ووصفها بأنها “عمل غير مقبول”. وكتب على موقع X: “لقد تم تجاوز خط آخر بشكل خطير في لبنان: قصف جيش الدفاع الإسرائيلي لقوات السلام التابعة للأمم المتحدة المعروفة الموقع”، “نحن ندين هذا العمل غير المقبول، والذي لا يوجد ما يبرره”. وأضاف: “يؤكد الاتحاد الأوروبي دعمه الكامل لليونيفيل وقواتها في المهمة التي أوكلها إليها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”. استهدف الجيش الإسرائيلي “عمدًا” قوة السلام التابعة للأمم المتحدة في مقرها في الناقورة، حيث أصيب جنديان إندونيسيان، والقاعدتين الإيطاليتين 1-31 و1-32A.أمن دولي ـ واقع ومهام عمل اليونيفيل في لبنان

الصراع الأخير بين إسرائيل وحزب الله: التأثيرات على اليونيفيل

في ضوء الصراع الأخير بين إسرائيل وحزب الله، أصبحت قوات اليونيفيل في موقف حساس للغاية. تصاعدت التوترات بين الطرفين بعد سلسلة من الاشتباكات والتصعيدات العسكرية التي زادت من حدة المخاوف بشأن اندلاع حرب شاملة. في هذا السياق، لعبت اليونيفيل دورًا محوريًا في منع تصاعد العنف، حيث عملت على مراقبة وقف إطلاق النار ومحاولة تهدئة الأوضاع. تواجه اليونيفيل صعوبة في تنفيذ مهامها بفعالية، حيث تجد نفسها في كثير من الأحيان محاصرة بين القوات الإسرائيلية وحزب الله. كما أن تزايد الهجمات على مواقع اليونيفيل يمثل تحديًا إضافيًا يعيق قدرتها على تنفيذ مهامها. ورغم ذلك، تستمر اليونيفيل في تقديم الدعم الإنساني للسكان المحليين الذين يعانون من تبعات الصراع.

يكثف الاتحاد الأوروبي جهوده الدبلوماسية لتجنب تصعيد العنف إلى مستويات كارثية. يعمل الاتحاد بشكل مباشر مع الأطراف الإقليمية والدولية لتهدئة الوضع، مستعينًا بعلاقاته مع الحكومة اللبنانية والجيش الإسرائيلي. يهدف الاتحاد الأوروبي إلى تحقيق توازن دقيق بين دعم استقرار لبنان وضمان أمن إسرائيل، وهو ما يتطلب منه دبلوماسية حساسة ومدروسة. علاوة على ذلك، يشدد الاتحاد الأوروبي على أهمية استمرار عمل اليونيفيل ويطالب الأطراف المتصارعة بالامتثال الكامل لقرارات الأمم المتحدة، وخاصة القرار 1701. كما يحاول الاتحاد تعزيز الحوار بين الفصائل اللبنانية المختلفة لتجنب تفاقم الأزمة السياسية في البلاد.تظل قوات اليونيفيل أداة أساسية في الحفاظ على الاستقرار في جنوب لبنان، خاصة في ظل الصراع المستمر بين إسرائيل وحزب الله.أمن دولي ـ إلى أي مدي يستطيع حزب الله تنظيم صفوفه من جديد؟

تقييم وقراءة مستقبلية

منذ إنشائها في عام 1978، لعبت قوات اليونيفيل دورًا أساسيًا في تهدئة الأوضاع في جنوب لبنان ومراقبة وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله. ومع ذلك، تظل قدرتها محدودة في منع التصعيد بين الطرفين نظرًا لطبيعة النزاع، حيث أن حزب الله وإسرائيل يمتلكان مصالح متعارضة وقوة عسكرية مستقلة لا تلتزم دائمًا بقرارات الأمم المتحدة.

توسع مهام اليونيفيل بعد حرب 2006 أسهم في زيادة فعاليتها، لكن الاعتماد الكبير على التعاون مع الجيش اللبناني والاتحاد الأوروبي في توفير الدعم يعكس هشاشة دورها. علاوة على ذلك، تواجه اليونيفيل تحديات ميدانية وتهديدات مباشرة تستهدف وجودها، ما يضعف من قدرتها على تنفيذ المهام المنوطة بها.

يعتبر الاتحاد الأوروبي أن استقرار لبنان يمثل أولوية استراتيجية لأمن المنطقة وأوروبا. لذا، يعزز الاتحاد دعمه السياسي والعسكري لليونيفيل لمنع تدهور الأوضاع بين إسرائيل وحزب الله. دبلوماسيًا، يسعى الاتحاد للعب دور الوسيط بين الأطراف المتصارعة، حيث يستخدم قنواته مع الجانبين لمحاولة تخفيف حدة التوترات. إلا أن محدودية تأثير الاتحاد الأوروبي في السياسة الإقليمية مقارنة بالولايات المتحدة وإيران تجعل جهوده في التهدئة غير كافية في بعض الأحيان. مع ذلك، يظل الاتحاد ملتزمًا بالحفاظ على اليونيفيل كأداة دولية حيوية لحفظ السلام في جنوب لبنان.

استهداف قوات اليونيفيل في الآونة الأخيرة يُعقِّد مهمتها ويضعف من قدرتها على حفظ الاستقرار. تُعتبر هذه الهجمات رسالة مباشرة للطرف الدولي بأن وجود هذه القوات قد يُنظر إليه كعائق من قِبَل بعض الفاعلين المحليين. استهداف اليونيفيل لا يعرض حياة الجنود للخطر فحسب، بل يشير إلى تحديات كبيرة تتعلق بقدرتها على أداء مهامها. إذا استمرت هذه الهجمات، قد يدفع ذلك الدول المشاركة في اليونيفيل إلى إعادة النظر في مساهماتها العسكرية، ما قد يؤثر بشكل كبير على فعاليتها. كما قد تجد الأمم المتحدة نفسها مجبرة على إعادة تقييم قواعد الاشتباك للقوات لتتمكن من حماية نفسها بشكل أفضل.

من المتوقع أن يستمر الاتحاد الأوروبي في تقديم دعمه القوي لليونيفيل، خاصة مع تصاعد التوترات بين إسرائيل وحزب الله. من الناحية الدبلوماسية، سيسعى الاتحاد الأوروبي للضغط على الأطراف الإقليمية لوقف التصعيد، مع تكثيف جهوده للتوصل إلى حلول سلمية. على المدى البعيد، قد تتزايد الضغوط على الاتحاد الأوروبي لإيجاد آليات بديلة لدعم الاستقرار في لبنان، بما في ذلك تعزيز الحوار المباشر بين إسرائيل وحزب الله.

رغم الجهود الدولية المبذولة للتهدئة، يظل احتمال اندلاع نزاع عسكري واسع بين إسرائيل وحزب الله قائمًا. أي تصعيد سيؤثر بشكل مباشر على استقرار لبنان والمنطقة ككل، وقد يؤدي إلى كارثة إنسانية جديدة تتطلب تدخلًا دوليًا كبيرًا.

وجود اليونيفيل والجهود الأوروبية قد يحدّان من تفاقم الصراع، لكن في حال اشتعال حرب شاملة، قد تجد هذه القوات نفسها غير قادرة على التعامل مع حجم الدمار والخسائر. التصعيد المحتمل سيؤثر أيضًا على علاقات الاتحاد الأوروبي مع دول الجوار، حيث سيكون عليه التعامل مع تبعات اقتصادية وأمنية واسعة قد تنعكس سلبًا على أوروبا.

رابط مختصر..https://www.europarabct.com/?p=97932

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات

هوامش

United Nations Interim Force In Lebanon

https://bit.ly/3NxtWlp

“European Union’s Role in the Middle East Peace Process” – European Parliament

https://bit.ly/3NyT4rS

UNIFIL’s Evolving Role in Southern Lebanon

https://bit.ly/3YuNYTQ

The European Union and Lebanon: Humanitarian Assistance and Diplomacy”

https://bit.ly/3YjmBuH

 

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...