خاص ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ـ ألمانيا وهولندا ECCI.
تقع مدينة سومي الأوكرانية قرب الحدود الروسية، لكنها بعيدة عن الجبهة الحالية. حشدت روسيا عشرات الآلاف من جنودها في المنطقة واحتلت عدة قرى. فهل من الممكن أن تشهد المنطقة توغلا أكبر؟
تواصل القوات الروسية عملياتها في منطقة سومي شمال أوكرانيا. وأكدت الإدارة العسكرية الإقليمية الأوكرانية أن أربع بلدات على الحدود أصبحت تحت السيطرة الروسية.
قبل ذلك، كان الجيش الأوكراني قد انسحب بشكل شبه كامل من أجزاء منطقة كورسك الروسية التي احتلها منذ أغسطس 2024. ثم كثفت روسيا قصفها على المناطق الحدودية الأوكرانية، مما دفع السلطات الأوكرانية إلى إصدار أوامر بإخلاء 11 قرية.
في أواخر مايو 2025، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: “أن روسيا تُعدّ لهجوم في منطقة سومي”. وأضاف: “إن موسكو ركّزت أكبر وأقوى قواتها على جبهة كورسك، وإن القوات لا تزال تحشد قواتها قرب الحدود”. وتابع: “أن أكثر من 50 ألف جندي موجودون بالفعل على جبهة سومي، لكن روسيا لا تملك القدرة على إنشاء أي نوع من المنطقة العازلة بعمق 10 كيلومترات داخل الأراضي الأوكرانية”.
ليست المرة الأولى التي يعلن فيها بوتن عن “منطقة عازلة”
يعتقد ميخايلو ساموس، الخبير العسكري ومدير شبكة أبحاث الجغرافيا السياسية الجديدة “أن المخاوف التي أثارتها تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن إنشاء منطقة عازلة في أوكرانيا مبالغ فيها، وأنها ليست المرة الأولى التي تُعلن فيها روسيا عن مثل هذه النوايا”.
قال ساموس: “لا توجد مناطق عازلة هناك، ولن تكون هناك أي مناطق عازلة، وهناك محاولات روسية متكررة لمهاجمة الأراضي الأوكرانية. وتابع “قبل عام، حاولوا مهاجمة منطقة خاركيف بأكملها، وتوغلوا بعمق ستة أو سبعة كيلومترات في المنطقة المحيطة بمدينة فوفشانسك، وبعد عام، نرى أن تقدم القوات توقف هناك”.
أوكرانيا وروسيا تحاولان الحصول على مواقع مفيدة
أشار الخبير إلى أن القوات المسلحة الأوكرانية أحرزت تقدما في منطقتي بيلغورود وكورسك الروسيتين. وأوضح أن “القوات المسلحة الأوكرانية والروسية تسعى للسيطرة على أكثر المواقع أهمية في المنطقة الحدودية، والتي يمكنها من خلالها شنّ عمليات القصف والحفاظ على السيطرة العملياتية”. ويُعد هذا الأمر بالغ الأهمية “لتنفيذ العمليات اللاحقة، أي السيطرة على المرتفعات، والاستفادة من التضاريس الجغرافية، والاستعداد بأقصى قدر ممكن من الفعالية لأي تطورات لاحقة”.
وبحسب تقديره، لا تملك روسيا قوات كافية قرب الحدود للتقدم في عمق الأراضي الأوكرانية غير المحتلة. وأضاف: “أن احتلال أجزاء من المنطقة المحيطة بسومي لم يمنح موسكو بعدُ ميزة تكتيكية”. وتابع: “ستحاول القوات الروسية التقدم نحو مواقع مناسبة، والجيش الأوكراني يدرك ذلك، وسيتخذ إجراءات ضدهم”.
هل تحاول روسيا الاستيلاء على يوناكيفكا؟
وفقا لرسلان ميكولا، المؤسس المشارك لجهاز الاستخبارات الأوكراني المستقل “ديب ستيت يو إيه”، فإن المكاسب الإقليمية الروسية حول سومي لا تُعتبر “نجاحا باهرا” بعد، بالنظر إلى تفوق قواتها عددا وفي الوقت نفسه.
صرّح ميكولا لـ DW قائلا: “لا يزال هناك خطر من تقدم القوات الروسية أكثر في منطقة سومي، حتى لو كانت قوات الدفاع الأوكرانية قد تعلمت بالفعل كيفية محاربة عدو متفوق”. ويرى أن الهدف الرئيسي للروس هو قرية يوناكيفكا ذات الأهمية الاستراتيجية.
تابع ميكولا قائلا: “إن هذا سيفسح المجال لدخول منطقة غابات واسعة مجاورة، وإذا تقدموا نحو الغابة، فسيسبب ذلك مشاكل كثيرة، من يملك عددا أكبر من المشاة يتمتع بميزة كبيرة هنا”. وأضاف: “أن احتلال يوناكيفكا سيُشكّل مخاطر جديدة على السكان المدنيين”.
حذّر ميكولا قائلا: “قد نشهد وضعا مشابها لما حدث في خيرسون أو نيكوبول أو كوستيانتينيفكا، حيث استخدم الروس هذه الطائرات المُسيّرة لضرب الحافلات والشاحنات المدنية؛ ولذلك يجب ألا نسمح للعدو بالوصول إلى يوناكيفكا”.
رابط مختصر.. https://www.europarabct.com/?p=104989