خاص ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ـ ألمانيا وهولندا ECCI.
حذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من التهديد الذي تشكله بيلاروسيا، التي يعد زعيمها ألكسندر لوكاشينكو أقرب حليف للرئيس الروسي فلاديمير بوتن. وأكد زيلينسكي في فيلنيوس عاصمة ليتوانيا “اسألوا استخباراتكم عما تخطط له روسيا خلال العام 2025 في بيلاروسيا”.
وتأتي تصريحاته في أعقاب إعلان النظام الحاكم في مينسك أن التدريبات العسكرية الاستراتيجية المشتركة “زاباد-2025” مع روسيا ستُجرى في الداخل البيلاروسي. يقول فراناك فياتشوركا المستشار السياسي الرئيسي لسفيتلانا تسيحانوسكايا التي تقود المعارضة البيلاروسية: “إن التدريبات تتضمن سيناريوهات معادية ضد الغرب”.
لم ينضم لوكاشينكو بشكل مباشر إلى بوتن في حرب أوكرانيا، ولكن بصفته أقرب حليف للزعيم الروسي، فقد سمح لقوات موسكو باستخدام الأراضي البيلاروسية لشن هجمات منذ عام 2022. وسوف يزيد تحذير زيلينسكي من المخاوف حيث أن سيطرة بوتن على لوكاشينكو قد تؤدي إلى استخدام بيلاروسيا مرة أخرى كنقطة انطلاق لشن هجمات على أوكرانيا، وهو ما من شأنه أن يزيد من المخاطر على الحدود الشرقية لحلف شمال الأطلسي.
ودعا زيلينسكي الحلفاء إلى طلب معلومات استخباراتية عن خطط مينسك خلال التدريبات العسكرية المشتركة “زاباد” المقرر إجراؤها في سبتمبر 2025. تُعقد مناورات “زاباد” كل عامين منذ عام 2009، ولم تُجرَ أي مناورات في عام 2023. أعلن وزير الدفاع البيلاروسي فيكتور خرينين : “أن مناورات سبتمبر 2025 ستُنقل إلى داخل بيلاروسيا؛ لتخفيف التوترات”. لكن المحللين والمسؤولين الأوكرانيين يعتبرون هذه التدريبات غطاء محتملا لنشر القوات الروسية.
تضمنت التدريبات، تدريبات عسكرية معادية للغرب ومؤيدة لروسيا، بما في ذلك سيناريوهات مثل إسقاط قنبلة نووية فوق وارسو. أكدت شبكة العمل الاستراتيجي الدولي للأمن (iSANS)، التي تراقب النشاط في بيلاروسيا، إنه اعتبارا من شهر يونيو 2025، من غير المرجح حدوث عملية برية جديدة من الأراضي البيلاروسية ولا توجد أي علامات على الاستعدادات، ولكن من المستحيل التنبؤ بشكل موثوق بكيفية تطور الوضع.
وأفادت أن هناك إمكانية نظرية لاستخدام المجال الجوي والأراضي البيلاروسية لشن ضربات صاروخية ضد أوكرانيا، على الرغم من عدم وقوع مثل هذه الضربات منذ أكتوبر2022. في عام 2023، أطلقت وزارة الخارجية الأوكرانية ناقوس الخطر بشأن حشد القوات البيلاروسية والروسية بالقرب من غوميل، على مقربة من الحدود الأوكرانية.
ومنذ ذلك الحين، صدرت تحذيرات أخرى من وزارة الخارجية الأوكرانية بشأن التهديد الذي تشكله بيلاروسيا، مثل التحذير الذي صدر في أغسطس 2024 بأن أي انتهاك للحدود من شأنه أن يدفع أوكرانيا إلى الرد للدفاع عن نفسها بما يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة.
يقول محللون إن بيلاروسيا أصبحت “دولة تابعة عسكريا” لروسيا، وفي ديسمبر 2024، صرّح معهد دراسات الحرب بأن الكرملين “يتجه نحو ضم بيلاروسيا بحكم الأمر الواقع” من خلال اتفاقية دفاع وتكامل للأنظمة العسكرية والاقتصادية.
بالنسبة لموسكو، تعمل بيلاروسيا على تعزيز موقعها على الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي، الأمر الذي ينطوي على تداعيات على الأمن الأميركي والأوروبي. يعمل حلفاء الناتو على زيادة تبادل المعلومات الاستخباراتية قبل مناورات زاباد 2025. وفي الوقت نفسه، ستُعقد مناورات مشتركة لقوة المشاة في شمال أوروبا، والتي ستكون الأكبر منذ إنشاء القوة المتعددة الجنسيات.
رابط مختصر.. https://www.europarabct.com/?p=104956