أمن دولي ـ ما حجم التهديدات والمخاطر التي تواجه الناتو؟

خاص ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات  ـ ألمانيا وهولندا ECCI

أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته على الحاجة الملحة لزيادة الاستثمار لمواجهة المخاطر المتطورة من روسيا والإرهاب، وبشكل متزايد من الصين. وأوضح روته “عندما يتعلق الأمر بالإنفاق الدفاعي الأساسي، فنحن بحاجة إلى بذل المزيد من الجهود”، محذرا من أن روسيا قد تعيد بناء جيشها في غضون ثلاث إلى خمس سنوات بعد انتهاء الحرب في أوكرانيا.

يأتي هذا النقاش قبل قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) المقررة يومي 24 و25 يونيو 2025 في هولندا، حيث من المتوقع أن يضغط الرئيس دونالد ترامب على الحلفاء من أجل التزامات ملموسة. وقد ألمحت إدارة ترامب إلى أن الولايات المتحدة قد لا تدافع عن دول الناتو التي تفشل في تحقيق أهداف الإنفاق، وهو موقف مثير للجدل يزيد الضغوط على الحكومات الأوروبية.

وعزز وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو هذه الدعوة، وحث حلفائه على إنفاق 5% من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع بحلول عام 2032. وأكد روبيو “إن التحالف لن يكون قويا إلا بقدر أضعف حلقاته”، معتبراً أن الاستثمار من شأنه أن يدعم قدرات الدفاع الأساسية في القرن الحادي والعشرين، بما في ذلك البنية التحتية السيبرانية وشبكات الخدمات اللوجستية.

يمثل هذا الاقتراح زيادةً حادةً عن هدف الناتو الحالي البالغ 2%، حيث لم يحقق هذا الهدف سوى 22 دولةً من أصل 32 عضوًا. ومن شأن إطار عمل جديد أن يرفع هذا الهدف إلى 3.5% للإنفاق العسكري الأساسي، ويوصي بزيادة قدرها 1.5% لدعم البنية التحتية كالطرق والجسور والموانئ.

تتواصل الجهود الدبلوماسية خارج إطار حلف الناتو. ففي إسطنبول، من المتوقع أن يعقد الوفدان الروسي والأوكراني أول محادثات سلام مباشرة بينهما منذ ثلاث سنوات، في 16 مايو 2025. ورغم عرض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، رفض الكرملين الدعوة. وشجع ترامب الزعيمين على اللقاء، لكنه قلل من شأن رفض بوتين.

يقول وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون إن المملكة المتحدة تهدف إلى زيادة الإنفاق الدفاعي إلى 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2027، مع زيادة أخرى إلى 3% بحلول وقت الانتخابات العامة المقبلة، المتوقعة في عام 2029.

في حين أن حلف الناتو، كتحالف، لا يملك تفويضًا أمنيًا رسميًا في آسيا، لا تزال هناك تساؤلات حول كيفية إعادة إدارة ترامب صياغة توقعات الحلفاء في ظل تحول تركيزها الاستراتيجي نحو الصين. وقد انتهت آخر مهمة رئيسية للحلف خارج المنطقة الأورو-أطلسية – انخراطه الذي استمر عقدين في أفغانستان – بفوضى، مما ألقى بظلال من الشك على دور الناتو المستقبلي في مواجهة التحديات الأمنية العالمية الأوسع.

تواجه العديد من الدول الأوروبية رغم الإلحاح، تحديات هيكلية في تحقيق أهداف الإنفاق المقترحة. ولا تزال دول مثل بلجيكا وكندا وإيطاليا وإسبانيا بعيدة عن تحقيق هدف الـ 2% المحدد لعام 2023.

نقل معلومات سرية عن أسلحة الناتو إلى شركات الأسلحة

تقوم السلطة القضائية البلجيكية بالتحقيق في مخالفات محتملة في شراء المعدات العسكرية مثل الذخيرة والطائرات بدون طيار عبر حلف شمال الأطلسي . وبحسب مكتب المدعي العام المسؤول، فإن الشكوك المحددة هي أن موظفي وكالة المشتريات التابعة لحلف شمال الأطلسي (NSPA) في لوكسمبورغ قاموا بنقل معلومات سرية إلى شركات الأسلحة. وهناك أيضًا مؤشرات على أن الأموال الناتجة عن هذه الممارسات غير القانونية تم غسلها، من بين أمور أخرى، من خلال إنشاء شركات استشارية.

وبحسب مكتب المدعي العام، تم القبض على اثنين من المشتبه بهم وتم إجراء عمليات تفتيش في بلدية بريدين في فلاندرز الغربية. وأفادت التقارير أن مذكرة توقيف صدرت بحق أحد المشتبه بهم. التحقيقات في عدة بلدان. ولم تتوفر في البداية أي معلومات عن الأضرار المحتملة أو حجم الرشاوى المزعومة. ولم يتضح بعد ما هي شركات الأسلحة التي ربما استفادت من هذه المعلومات.

وبحسب التقارير فإن التحقيقات في القضية جارية في لوكسمبورج وإسبانيا وهولندا. وتشارك وكالة الاتحاد الأوروبي للتعاون في مجال العدالة الجنائية (يوروجست) أيضًا في تنسيق الإجراءات. وتشمل الجرائم الجنائية المحتملة في هذه القضية العضوية في منظمة إجرامية، والفساد النشط والسلبي، وغسيل الأموال.

تم شراء أنظمة أسلحة وذخائر تقدر قيمتها بمليارات الدولارات بشكل منتظم من خلال وكالة المشتريات التابعة لحلف شمال الأطلسي (NSPA). وتم إبرام اتفاقيات إطارية لتوريد ذخائر مدفعية بقيمة حوالي 1.1 مليار يورو. وتريد ألمانيا أيضًا الاستفادة منهم. فعلى سبيل المثال، تم الإعلان عن عقد لشراء ما يصل إلى 1000 صاروخ باتريوت مضاد للطائرات.

رابط مختصر.. https://www.europarabct.com/?p=104331