خاص ـ ترجمة المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات ـ ألمانيا وهولندا ECCI
العلاقات والصداقة بين الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة التي استمرت خمسة عقود متجذرة في أساس قوي من التعاون الوثيق الذي دعم ازدهار وأمن البلدين. رحب القادة بالتقدم الكبير الذي حققته الإمارات والولايات المتحدة خلال فترة ولايتهما، من خلال التعاون في بناء أنظمة تكنولوجية موثوقة، والشراكة في البنية التحتية العالمية والاستثمار، ومبادرة الشراكة لتسريع الطاقة النظيفة، وحوار السياسة الاقتصادية، التي تسهم جميعها في تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين.
التعاون العلمي
يدفع كل من “وادي السيليكون” الأمريكي و”واحة السيليكون” الإماراتية بأبحاث الذكاء الاصطناعي والابتكار نحو حدود جديدة، من خلال شراكات تمتد إلى المختبرات وقاعات الاجتماعات ومرافق الإنتاج المتقدمة. إن القيادة على طول طريق الشيخ زايد من أبوظبي إلى دبي تبدو مألوفة جدًا لأي مسؤول تنفيذي أمريكي في مجال التكنولوجيا، حيث تضيء الطريق لافتات لشركات مثل جوجل وميتا وآي بي إم ومايكروسوفت.
انضمت شركة الاستثمار في التكنولوجيا بأبوظبي MGX إلى مايكروسوفت وشركة الاستثمار الأمريكية بلاك روك وآخرين لإطلاق منصة استثمارية جديدة في البنية التحتية للتكنولوجيا. وعلى مدار العام الماضي 2023، تعاونت شركة Cerebras في وادي السيليكون مع شركة G42 في الإمارات العربية المتحدة لتطوير ونشر بعض أسرع أجهزة الكمبيوتر العملاقة في العالم المستخدمة لتدريب الذكاء الاصطناعي في كل من كاليفورنيا وتكساس.
يساعد الاستثمار الاستراتيجي لشركة مبادلة في شركة GlobalFoundries، التي تتخذ من نيويورك مقرًا لها، على توسيع تصنيع أشباه الموصلات في الولايات المتحدة، مما يُضيف آلاف الوظائف إلى اقتصاد الابتكار في المنطقة. كما تتعاون G42 مع Azure التابعة لشركة Microsoft على منصة حوسبة سحابية جديدة في الإمارات العربية المتحدة، وتعمل مع شركات تكنولوجيا أمريكية أخرى مثل Nvidia وAMD وVAST و Qualcomm لتوسيع البنية التحتية للتكنولوجيا المتقدمة في الإمارات.
“تدرك الإمارات والولايات المتحدة فوائد التكنولوجيا والتعاون العلمي، وتلتزم بتوسيع نطاق العمل في المبادرات الجديدة، بما في ذلك وضع معايير محسنة لحماية البيانات والتقنيات الحساسة، وتعزيز التعاون في مجال البحث والتعليم، إضافة إلى البرامج التي تهدف إلى تقليص الفجوة الرقمية من خلال توفير تقنيات أساسية يسهل الوصول إليها للجميع، مع ضمان أعلى معايير الأمن والخصوصية.” دولة الإمارات وألمانيا تعاون وعلاقات وثيقة إِزاء القضايا الإقليمية والدولية
وتعهد الزعيمان بملاحقة فرص جديدة لتعزيز شراكتهما الاقتصادية والدفاعية؛ وتعزيز السلام والاستقرار في جميع أنحاء الشرق الأوسط والمنطقة الأوسع؛ وتقديم قيادة عالمية بشأن القضايا ذات الأهمية المشتركة.
الشراكة الاستراتيجية الديناميكية في التجارة والتكنولوجيا المتقدمة
ينعكس الأساس القوي للشراكة بين البلدين في توافقنا الوثيق بشأن الأهداف الاقتصادية الرئيسية، وفي تميز قطاعينا الخاصين اللذين يولدان أكثر من 40 مليار دولار من التجارة الثنائية سنويًا، مع تحقيق 26 مليار دولار من الصادرات الأمريكية إلى الإمارات. رسم القادة مسارًا طموحًا للإمارات والولايات المتحدة لقيادة الجهود العالمية لتطوير وتوسيع مجالات جديدة، مركزية للاقتصاد العالمي، خاصة في مجالات التكنولوجيا المتقدمة والطاقة النظيفة الضرورية لتشغيل الذكاء الاصطناعي.
ورحبوا بالشراكة بين مايكروسوفت ومجموعة الإمارات 42 (G42)، من خلال استثمار مايكروسوفت بقيمة 1.5 مليار دولار في أبريل 2024، والذي يهدف إلى تسريع تطوير الذكاء الاصطناعي المشترك، وجلب بنية تحتية رقمية متقدمة إلى الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وأفريقيا. كما رحب القادة بالتحول الرقمي لشركة مايكروسوفت ومجموعة G42 في كينيا، الذي سيستفيد من الطاقة الحرارية الأرضية لتشغيل مراكز البيانات، مما سيمكن نشر البنية التحتية السحابية وخدمات الذكاء الاصطناعي للقطاع العام والصناعات والشركات.
علاوة على ذلك، ستدعم الشراكة تطوير نماذج لغوية محلية وإنشاء مختبر ابتكار في شرق إفريقيا، بالإضافة إلى تشجيع الاستثمارات الدولية والمحلية في مجال الاتصال، بالتعاون مع حكومة كينيا لتمكين برامج التحول الرقمي في المنطقة.
النشر المسؤول للتكنولوجيا المتقدمة والطاقة النظيفة
تمثل هذه المبادرات بداية لشراكتنا واستثماراتنا في نشر التكنولوجيا المتقدمة والطاقة النظيفة. وللوفاء بوعد هذه اللحظة التحويلية والاستفادة من إمكانات التكنولوجيا لتحسين رفاهية البشرية، رحب الزعيمان بالمبادئ المشتركة للتعاون في الذكاء الاصطناعي، التي أقرها مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، والشيخ طحنون بن زايد، نائب حاكم أبوظبي ومستشار الأمن الوطني لدولة الإمارات. تهدف هذه المبادئ إلى تعزيز التعاون، وتطوير الأطر التنظيمية، وضمان نشر التكنولوجيا الحيوية بشكل آمن وموثوق، ودعم الأبحاث المشتركة بين القطاعين العام والخاص والتبادلات الأكاديمية.
بناءً على تعاوننا في مجال التكنولوجيا المتقدمة، تتضمن الشراكة ضمانات لحماية الأمن القومي لكلا البلدين، وتمكين الاستثمارات وريادة الأعمال، وتسهيل الابتكار عبر الحدود، وخلق فرص العمل، مع حماية التكنولوجيات الأمريكية المتقدمة واحترام المبادئ الدولية وحقوق الإنسان. اتفق القادة على تعزيز التعاون بين المجتمعات العلمية والأكاديمية والبحثية والتطويرية.
تعزيز البنية التحتية الحيوية ومرونة سلسلة التوريد
استعرض القادة التقدم المحرز في بناء عالم أكثر ترابطاً وتكاملاً من خلال الالتزام بسلاسل توريد آمنة ومرنة عبر “الشراكة من أجل البنية التحتية العالمية والاستثمار” (PGI). ناقش الزعيمان التقدم المحرز في “الممر الاقتصادي التاريخي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا” (IMEC)، الذي أُطلق في قمة زعماء مجموعة العشرين لعام 2023 في نيودلهي.
أكد القادة أن هذا الممر، الذي يربط الهند بأوروبا عبر الإمارات والمملكة العربية السعودية والأردن وإسرائيل، سيعزز النمو الاقتصادي، ويحفز الاستثمارات، ويزيد الكفاءة، ويقلل التكاليف، ويعزز الوحدة الاقتصادية، ويولد فرص العمل، ويقلل انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، ويُمكّن التكامل بين آسيا وأوروبا والشرق الأوسط.
أكد الزعيمان أهمية تعزيز الاقتصاد الدائري، وتقليل النفايات، وتعزيز الممارسات المستدامة، وأكدا التزامهما بالابتكار لتحقيق كفاءة الموارد والنمو المسؤول بيئيًا. كما شددا على التزامهما بالعمل مع الشركاء الدوليين والقطاع الخاص لتسهيل تطوير وتصدير الطاقة النظيفة، ودعم سلاسل التوريد، وربط شبكات الطاقة والاتصالات لتوسيع الوصول إلى الكهرباء والإنترنت.
الاستثمارات الاستراتيجية في المعادن الحيوية
ناقش الزعيمان أهمية التعاون في استثمارات البنية التحتية وسلاسل توريد المعادن الحيوية في أفريقيا والأسواق الناشئة. تهدف هذه الاستثمارات إلى تنويع مصادر المعادن الحيوية، التي تعتبر مكونات أساسية للطاقة النظيفة والتكنولوجيا المتقدمة، مثل البطاريات وطواحين الهواء وأشباه الموصلات والمركبات الكهربائية. وأشاد السيد بايدن بقيادة الإمارات في الاستثمارات الاستراتيجية لضمان الوصول إلى البنية التحتية الحيوية مثل الموانئ والمناجم ومراكز الخدمات اللوجستية.
من خلال هيئة أبوظبي للاستثمار وشركة أبوظبي التنموية القابضة وموانئ أبوظبي وموانئ دبي العالمية، التزم الزعيمان بالبقاء على اتصال وثيق بشأن فرص الاستثمار المستقبلية وتعزيز التعاون في الاستثمارات الاستراتيجية. كما أبرز الزعيمان أن اتفاقية “123” بين الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة، التي توفر إطارًا شاملاً للتعاون النووي السلمي المستند إلى الالتزام المتبادل بعدم الانتشار النووي، تمثل “المعيار الذهبي” لتأمين ودفع الجيل القادم من التقنيات.
الشراكة لحماية الكوكب من خلال التحول إلى الطاقة النظيفة
أكد الزعيمان أهمية القيادة الأمريكية-الإماراتية في مؤتمر كوب 28، الذي حث قادة العالم على اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة أزمة المناخ. وقد شكر الرئيس بايدن الرئيس الشيخ محمد على التزامه الاستثنائي الذي كان محوريًا في تحقيق نتائج رائدة في المؤتمر الذي استضافته دبي. أدرك الزعيمان أن هذه اللحظة تمثل فرصة فريدة لخلق فرص عمل مستدامة ونظيفة في قطاع الطاقة، وإحياء المجتمعات، وتحسين نوعية الحياة، وتشغيل البنية التحتية الرقمية بالطاقة المتجددة في كلا البلدين وحول العالم.
في هذا السياق، أكدا التزامهما المشترك بحماية كوكب الأرض وتأمين مستقبل مستدام للبشرية من خلال القيادة الموحدة عبر منصات متعددة، بما في ذلك مؤتمر كوب 29 القادم وما بعده، لتعزيز العمل المناخي والشراكات العالمية. وأعرب الزعيمان عن عزمهما على استغلال المبادرات الرؤيوية، بما في ذلك الشراكة لتسريع الطاقة النظيفة، ومهمة الابتكار الزراعي للمناخ، وتحالف المحركين الأوائل، ومنتدى المنتجين الصفريين الصافيين، وتعهد الميثان العالمي، وتحدي إدارة الكربون، وميثاق إزالة الكربون من النفط والغاز، ومسرع التحول الصناعي، والتحالف العالمي للوقود الحيوي، وصندوق الائتمان العالمي للحد من الحرق والميثان.
كما شدد الزعيمان على أهمية تشجيع الشراكات التجارية لإزالة الكربون من أنظمة الطاقة، والحد من الانبعاثات بهدف تحقيق اقتصاد صفري صافي، وضمان الرخاء للأجيال القادمة. أكدا كذلك التزامهما بالتعاون في مجال الاستدامة والقدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، مع التركيز على الابتكارات الزراعية والزراعة العمودية لتعزيز الأمن الغذائي للأجيال القادمة. وأشارا إلى التعاون الجاري في المبادرات الإنسانية لمعالجة انعدام الأمن الغذائي في المناطق الأكثر عرضة للتأثر بالمناخ، من خلال التنمية الزراعية وبناء القدرات في تلك المناطق.
وأدرك القادة تأثير تغير المناخ على الصحة العامة، مؤكدين ضرورة دمج المرونة الصحية في استراتيجيات العمل المناخي الشاملة. وهنأ الرئيس بايدن دولة الإمارات على نجاحاتها في عامي 2023-2024 في مجال الاستدامة، بما في ذلك الإعلان عن استضافة الإمارات مؤتمر الأمم المتحدة المقبل للمياه في عام 2026 بالتعاون مع السنغال، مشيرًا إلى الأهمية الحاسمة للمياه النظيفة والميسورة التكلفة للجميع، ودورها في تحول الطاقة النظيفة ومعالجة تغير المناخ وتعزيز التنمية المستدامة.
الدفع بالطاقة النظيفة في إطار مبادرة الشراكة بين الولايات المتحدة والإمارات لتسريع الطاقة النظيفة (PACE)
أعلنت الولايات المتحدة والإمارات عن العديد من المبادرات لضمان الانتقال السريع والسلس إلى الطاقة النظيفة. تظل الدولتان ملتزمتين بالاستثمار في إفريقيا والعمل على إنهاء فقر الطاقة في جنوب الصحراء الكبرى. وأصبحت شركتا Averi Finance وAMEA Power، ومقرهما الإمارات، شريكتين في إطار مبادرة Power Africa التي تقودها الولايات المتحدة، وانضمتا إلى شراكة قائمة مع شركة Phanes الإماراتية.
ستعمل Averi Finance على تسهيل استثمارات بقيمة 5 مليارات دولار، وبناء مشاريع توليد طاقة بقدرة 3 جيجاوات، ومد أكثر من 3000 كيلومتر من خطوط النقل أو التوزيع، وتوفير أكثر من 500,000 اتصال جديد للمنازل والشركات، بهدف تقليل أو تجنب انبعاث ما يعادل 90 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون.
كما دخلتAMEA Power وPower Africa في شراكة لتسريع مشاريع الطاقة في إفريقيا، مستهدفة 5 جيجاوات من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030 ولتحقيق هذا الهدف، ستعبئ AMEA Power رأس مال بقيمة 5 مليارات دولار.
بالإضافة إلى ذلك، أعلنت أدنوك عن امتلاكها 35% من منشأة إنتاج الهيدروجين والأمونيا منخفضة الكربون التي تقترحها شركة إكسون موبيل في بايتاون، تكساس. تهدف المنشأة إلى إنتاج حوالي 900,000 طن من الأمونيا منخفضة الكربون سنويًا، مما يتيح التحول إلى وقود أنظف.
استثمرت بلينث إنيرجي، وهي صندوق حكومي في أبوظبي متخصص في تكنولوجيا الاندماج وسلاسل التوريد، في شركة زاب إنيرجي الأمريكية، التي تسعى إلى بناء طاقة اندماج قابلة للتطوير تجاريًا. سيُسهم هذا الاستثمار في تمويل تطوير التكنولوجيا، بالتعاون مع وزارة الطاقة الأمريكية، لدعم تصميم محطة تجريبية للطاقة الاندماجية.
وأخيرًا، كجزء من التعهد العالمي للميثان، ستعمل الولايات المتحدة والإمارات على تسريع تخفيضات الميثان، ودعم البلدان الأخرى في جهودها، من خلال تطوير مشاريع الحد من الميثان، وتعزيز المعايير واللوائح، والتعامل مع أحداث انبعاث الميثان الشديدة، وتأمين التمويل اللازم.
شركاء في استكشاف الفضاء
بصفتهما عضوين مؤسسين في اتفاقيات أرتميس، عزز الرئيس الشيخ محمد والرئيس بايدن التعاون الرائد بين الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة في مجال الفضاء ومستقبل الاستكشاف البشري، مع التركيز على مصلحتهما المشتركة في تعميق فهم الكون. وأشار الزعيمان إلى دور هذه الشراكة في الإطلاق التاريخي لأول مسبار عربي إلى المريخ، مسبار الأمل، في عام 2021، وإلى التعاون العلمي العالمي المستمر، بما في ذلك المساهمة في دراسة الغلاف الجوي للمريخ.
تجلى هذا التعاون بشكل أكبر في إعلان وكالة الإمارات للفضاء عن مهمة الإمارات إلى حزام الكويكبات، وهي أول رحلة متعددة الكويكبات ومهمة هبوط على الحزام الرئيسي بالتعاون مع مختبر الفيزياء الجوية والفضائية في جامعة كولورادو بولدر. كما سلط القادة الضوء على اتفاقية مركز محمد بن راشد للفضاء مع وكالة ناسا في يناير 2024 لتوفير غرفة هواء لمحطة Gateway، وهي أول محطة فضاء بشرية تدور حول القمر، بدعم من بعثات ناسا لاستكشاف القمر في إطار برنامج أرتميس. ستمكّن هذه الغرفة الطاقم والمعدات من الانتقال بين الوحدات المضغوطة في Gateway وفراغ الفضاء، كما ستتيح الفرصة لأول رائد فضاء إماراتي للطيران إلى محطة Gateway لاستكشاف القمر بشكل مشترك.
يعتمد هذا التعاون على الشراكة السابقة بين ناسا والإمارات في رحلات الفضاء البشرية. ففي عام 2019، أصبح هزاع المنصوري أول رائد فضاء إماراتي يزور محطة الفضاء الدولية (ISS)، حيث تعاون مع ناسا في إجراء تجارب علمية وأنشطة تعليمية. وفي عام 2023، أُرسل رائد الفضاء الإماراتي الدكتور سلطان النيادي إلى محطة الفضاء الدولية، حيث شارك في أبحاث علمية لتعزيز المعرفة البشرية وتحسين الحياة على الأرض.
رحب القادة باستمرار تدريب رواد الفضاء، بما في ذلك اثنان من المرشحين الإماراتيين المتدربين في مركز جونسون للفضاء، بالإضافة إلى العمل الجاري في أبحاث المريخ والدراسات العلمية لدعم أهداف الاستكشاف المتبادلة. وأكدوا على مبادئ اتفاقيات أرتميس التي تنص على استكشاف واستخدام الفضاء الخارجي للأغراض السلمية، مع الالتزام بمعاهدة الفضاء الخارجي، التي تشمل منع نشر الأسلحة النووية أو أي أسلحة دمار شامل أخرى في المدار حول الأرض.
شركاء في الأمن والدفاع
أشاد الرئيس الشيخ محمد والرئيس بايدن بالشراكة الأمنية والدفاعية القوية مع الإمارات. وأكد الرئيس بايدن التزام الولايات المتحدة الثابت بأمن دولة الإمارات ودفاعها الإقليمي، ودعمها في الحصول على القدرات اللازمة لحماية شعبها وأراضيها من التهديدات الخارجية. كما أكد القادة على الالتزام بتعزيز العلاقات الدفاعية المشتركة، بما في ذلك من خلال برنامج الشراكة بين الدول التابع لوزارة الدفاع.
ناقش القادة رؤية مشتركة لمنطقة مترابطة وسلمية ومزدهرة، وفق ما حدده الرئيس بايدن خلال قمة مجلس التعاون الخليجي + 3 في جدة، السعودية، في 16 يوليو 2022. وأشادوا بإرث الوقوف جنبًا إلى جنب، سواء في وقت السلم أو الصراع، بما في ذلك دعم الإمارات لجهود الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، والعمل معًا لردع التهديدات وتهدئة الصراعات عالميًا.
استذكر القادة التعاون المشترك في التحالف العالمي ضد داعش، وأشاروا إلى الدور المشترك في الصراعات السابقة، مثل الصومال والبلقان والعراق وأفغانستان وليبيا. كما ناقشوا المبادرات الجارية والاستثمارات في الأنظمة المتقدمة التي جعلت الإمارات شريكًا عسكريًا كفؤًا للولايات المتحدة في المنطقة، بالإضافة إلى جدول التدريبات الثنائية والمتعددة الأطراف.
وأكدوا على أهمية الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن البحري والتصدي للقرصنة، وكذلك منع الشحنات غير المشروعة من الأسلحة والتكنولوجيا. كما أكدوا على تعزيز التعاون الدفاعي من خلال اتفاقية التعاون الدفاعي لعام 2017، التي تعزز شراكة البلدين في هزيمة الجماعات الإرهابية مثل داعش والقاعدة.
أشاد القادة بالتعاون المشترك في تطوير الأنظمة الدفاعية الأمريكية المتقدمة، وأشاروا إلى أهمية الحوار العسكري المشترك السنوي، باعتباره المنتدى الدفاعي الثنائي الأبرز لتعزيز الشراكة الدفاعية، ومناقشة التحديات الأمنية في المنطقة، مثل الأمن البحري ومكافحة الإرهاب.
التعيين كشريك دفاعي رئيسي للولايات المتحدة
في اعتراف بالشراكة الأمنية المتعمقة بين الولايات المتحدة والإمارات، أعلن الرئيس بايدن أن الإمارات أصبحت شريكًا دفاعيًا رئيسيًا للولايات المتحدة، وهو التعيين الذي تشاركه فقط الهند. يتيح هذا التعيين مستوى غير مسبوق من التعاون الدفاعي من خلال التدريبات المشتركة والتعاون العسكري بين القوات الأمريكية والإماراتية والهندية، بالإضافة إلى الشركاء العسكريين الآخرين.
شركاء في شرق أوسط مستقر ومتكامل ومزدهر
أكد القادة على أهمية التوصل إلى حل سلمي للنزاع حول الجزر الثلاث: طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبو موسى، من خلال المفاوضات الثنائية أو محكمة العدل الدولية، بما يتوافق مع القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
ناقش القادة التهديدات المستمرة للسلام في الشرق الأوسط، وجددوا التزامهم بدعم القانون الدولي، وخاصة القانون الإنساني الدولي، والعمل على حل النزاعات وحماية المدنيين. كما أكدوا على أهمية الحلول المستدامة للتهديدات الأمنية، وخاصة من الجماعات الإرهابية غير الحكومية. وأشاروا إلى أهمية اتفاقيات إبراهيم في تعزيز السلام والتكامل الإقليمي. أمن دولي ـ أهمية العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة
الحرب في غزة
وناقش الزعيمان الحرب في غزة. أكدا التزامهما بمواصلة العمل معًا لإنهاء الصراع، ودعيا إلى وقف إطلاق نار دائم ومستدام، وإطلاق سراح الرهائن والمعتقلين، وفقًا لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2735. شددا على ضرورة التزام جميع أطراف الصراع بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي. وأشاد الرئيس بايدن بالجهود الإنسانية الكبيرة التي تبذلها الإمارات في غزة، والتي كانت حاسمة في معالجة الأزمة الإنسانية، بما في ذلك إطلاق ممر بحري لحركة المساعدات، وفتح مستشفى ميداني في غزة، ودعم إجلاء المدنيين الجرحى ومرضى السرطان.
أكد الزعيمان الحاجة الملحة والمستمرة لتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة بشكل عاجل ودون عوائق، بما يتناسب مع الاحتياجات المتزايدة للسكان المدنيين في غزة. دعوا جميع الأطراف إلى ضمان سلامة وأمن وصول العاملين في مجال الإغاثة، وتهيئة الظروف المناسبة لتسهيل استجابة إنسانية فعالة في غزة. أشاد الشيخ محمد بجهود الوساطة التي تقودها الولايات المتحدة، إلى جانب مصر وقطر، للتوصل إلى وقف إطلاق نار دائم ومستدام وإطلاق سراح الأسرى للمساعدة في إنهاء الحرب في غزة.
كما أكد الشيخ محمد على المبادئ التي طرحها الرئيس بايدن في 31 مايو 2024، وشدد على أهمية البناء على هذا الاقتراح لخلق أفق سياسي جاد للمفاوضات. ناقش الزعيمان مسار الاستقرار والتعافي الذي يستجيب للأزمة الإنسانية، ويؤسس للنظام والقانون، ويضع الأساس لحكم مسؤول. وأكد الزعيمان التزامهما بحل الدولتين، حيث تعيش دولة فلسطينية ذات سيادة بجانب إسرائيل في سلام وأمان، باعتباره الحل الوحيد للصراع الفلسطيني الإسرائيلي وفقًا للمعايير المعترف بها دوليًا ومبادرة السلام العربية.
شدد الزعيمان على ضرورة الامتناع عن جميع الإجراءات الأحادية التي تقوض حل الدولتين، والحفاظ على الوضع الراهن التاريخي للأماكن المقدسة في القدس، مع الاعتراف بالدور الخاص للأردن في هذا الصدد.
الصراع في السودان
أعرب الزعيمان عن قلقهما العميق بشأن التأثير المأساوي للصراع في السودان على الشعب السوداني والدول المجاورة. أعربا عن قلقهما من نزوح الملايين نتيجة الحرب، ومعاناة مئات الآلاف من المجاعة، والفظائع التي ارتكبها المتحاربون ضد المدنيين. أكدا أن الحل العسكري للصراع في السودان غير ممكن، ودعوا إلى اتخاذ إجراءات فورية لتحقيق وقف دائم للأعمال العدائية، والعودة إلى العملية السياسية، والانتقال إلى حكم بقيادة مدنية.
أكد الزعيمان التزامهما بخفض التصعيد في السودان وتخفيف معاناة الشعب السوداني، وضمان وصول المساعدات الإنسانية، ومنع عودة السودان كقاعدة لشبكات الإرهاب العابرة للحدود. وأعربا عن قلقهما من خطر وقوع فظائع في دارفور نتيجة استمرار القتال، وشددا على ضرورة امتثال جميع أطراف النزاع للقانون الإنساني الدولي، ومحاسبة مرتكبي جرائم الحرب. أكد الزعيمان أن الأولوية يجب أن تكون لحماية المدنيين، وخاصة النساء والأطفال وكبار السن، وتأمين فترات وقف إنسانية لزيادة وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية. أمن دولي ـ دور دولة الإمارات العربية بدعم الشعب الفلسطيني في حرب غزة
شركاء في الفضاء الإلكتروني
أكد الزعيمان على أن السلامة والاستقرار في الفضاء الإلكتروني أمران حيويان للنمو الاقتصادي الرقمي والتنمية. شددا على التزامهما بإنترنت مفتوح وآمن وموثوق، مدعوم بنموذج متعدد الأطراف لحوكمة الإنترنت. أكدا عزمهما على تعميق التعاون في مجال الأمن السيبراني، وحماية البنية التحتية الحيوية، ومكافحة النشاط السيبراني الخبيث. وأشارا إلى أن مساهمات الإمارات في مبادرة مكافحة برامج الفدية الدولية تعكس قوة التعاون بين البلدين.
التزم القادة بتعزيز الاستقرار في الفضاء الإلكتروني وفقًا لأحكام القانون الدولي بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة، وتعزيز المعايير الطوعية للسلوك المسؤول للدول في أوقات السلم، وتطوير تدابير بناء الثقة بين الدول.
الشراكة في ريادة الأعمال والابتكار
تعتبر الإمارات والولايات المتحدة دولتين رائدتين في مجال ريادة الأعمال، حيث يجمع بينهما تركيز قوي على المستقبل. وأكد الزعيمان عزمهما على متابعة شراكات مبتكرة في مجالات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي، الأمن الغذائي، الاستثمار في البنية التحتية، ومرونة سلاسل التوريد، مع استمرار تعزيز العلاقات الشعبية بين البلدين.
تلعب هذه الروابط دورًا رئيسيًا في تعزيز التعاون في مجالات مثل الطاقة النظيفة، الذكاء الاصطناعي، التعاون الدفاعي، استكشاف الفضاء، والتنسيق في مجالات العلوم والتعليم والثقافة.
إن الزيارة الرسمية التي يقوم بها رئيس دولة الإمارات إلى الولايات المتحدة تضع أسسًا جديدة للتعاون بين البلدين لعقود قادمة.
رابط مختصر .. https://www.europarabct.com/?p=97046
*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات ـ ألمانيا وهولندا ECCI