خاص ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ـ ألمانيا وهولندا ECCI
قدم حزب الله لمحة عن أنفاقه السرية التي تحتوي على أسلحة – وهي الخطوة التي يقول الخبراء إنها تحذير لإسرائيل حيث قد تثبت المنشآت تحت الأرض أنها حيوية للجماعة في حالة اندلاع حرب أوسع نطاقا. وكانت قد تبادلت حزب الله وإسرائيل إطلاق النار بانتظام مع إسرائيل دعما لحليفتها حماس منذ أن شنت حماس في السابع من أكتوبر 2023 هجمات على إسرائيل.
تزايدت حينها احتمالات الصراع الكامل بعد أن تعهدت إيران وحزب الله بالرد لمقتل زعيم حماس إسماعيل هنية في طهران في يوليو 2024، والذي ألقي باللوم فيه على إسرائيل، والضربة الإسرائيلية التي قتلت فؤاد شكر، أحد كبار قادة حزب الله، في جنوب بيروت. يقول نيكولاس بلانفورد، الخبير في شؤون حزب الله ومقره بيروت وزميل بارز في المجلس الأطلسي في 22 أغسطس 2024، إن مقطع فيديو لحزب الله يظهر أنفاقًا تحت الأرض وقاذفات صواريخ قد يكون “تحذيرًا” لإسرائيل.
ويقول هاني فريد، الخبير في مجال الطب الشرعي الرقمي في جامعة كاليفورنيا في بيركلي في 22 أغسطس 2024، إنه “من غير المرجح” أن يكون الفيديو قد تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي. لكن أجزاء من الفيديو “قد تتضمن لقطات ألعاب كلاسيكية”، وأضاف، في إشارة إلى الصور المولدة بواسطة الكمبيوتر.
أنفاق حزب الله.
أظهر مقطع فيديو لحزب الله في أغسطس 2024، والذي يبلغ طوله أربع دقائق ونصف الدقيقة بعنوان “جبالنا مخازننا”، ما يبدو أنه أنفاق تحت الأرض كبيرة بما يكفي لاستيعاب قوافل الشاحنات. ويبدو أن بعض الشاحنات تنقل الصواريخ والقاذفات عبر المنشأة، التي تم تحديدها باسم “عماد 4” – في إشارة إلى القائد الأعلى لحزب الله عماد مغنية، الذي قُتل في تفجير سيارة في دمشق عام 2008. وأضاف فريد: “بعض اللقطات التي تظهر الشاحنات/الدراجات النارية تتحرك عبر النفق تبدو وكأنها رسوم متحركة حاسوبية”، مضيفًا أنه لا يستطيع أن يقول على وجه اليقين ما إذا كانت التكنولوجيا قد استخدمت.
ويؤكد بلانفورد إن حزب الله “ربما أراد في سياق الرد المتوقع من جانب حزب الله” على مقتل شكر “تذكير” إسرائيل بأنه قادر على “إطلاق أسلحة أقوى بكثير” إذا كان الهجوم المضاد الإسرائيلي قويا للغاية.
ما هي مزايا الأنفاق؟
تمتلك إيران أنفاق تحت الأرض، وقالت سفارة طهران في بيروت في أغسطس 2024 “نطلق على مرافق الصواريخ تحت الأرض… “مدن الصواريخ”، مضيفة أنها “موجودة في جميع أنحاء إيران” وتسمح للقوات “بضرب العدو من أي مكان” في البلاد. وأفادت تقارير إن فيديو حزب الله أظهر “مدينة صواريخ تحت جبال عامل”، وهو مصطلح يستخدم عادة للإشارة إلى جنوب لبنان حيث يتمتع حزب الله، إلى جانب شرق لبنان، بحضور قوي.
ويعتقد المحللون العسكريون إن القليل من المعروف عن المخابئ والأنفاق السرية للغاية لحزب الله، و تعد منشأة “عماد 4” ربما تكون واحدة من عشرات المنشآت، مضيفا أن “جبال وقمم التلال في جنوب لبنان مثالية لحفر (منشآت) محمية لأنها في قلب الجبل”. كما أن “الطائرات الحربية لا تستطيع الوصول إلى هذه المنشآت”، وقد يظل المقاتلون داخل أنفاق مجهزة تجهيزا جيدا لشهور، وقد “تواصل تدمير لبنان لشهور دون أن تصل أبدا” إلى المخابئ.
ترى أورنا مزراحي، الخبيرة في شؤون حزب الله في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب في أغسطس 2024، إن إسرائيل تعلم عن المنشآت تحت الأرض “منذ فترة” ولديها خبرة في التعامل مع أنفاق حماس في غزة. وأضافت “لدينا خبرة جيدة بما يجري في غزة، وأعتقد أن هذا هو ما سيتعين علينا معالجته إذا كنا سنذهب إلى داخل لبنان في الحرب القادمة”.
ما هو تاريخ الأنفاق؟
في “مجمع سياحي” لحزب الله في مليتا في جنوب لبنان افتتح في عام 2010، يتم عرض نفق يمتد 200 متر (220 ياردة) تابع للمجموعة. ويقول بلانفورد إنه يعتقد أن شبكات أنفاق حزب الله بدأت في منتصف الثمانينيات عندما انسحبت القوات الإسرائيلية من معظم لبنان إلى شريط على طول الحدود الجنوبية. وأضاف “من المفهوم على نطاق واسع منذ فترة طويلة أن حزب الله لديه شبكات أنفاق واسعة النطاق … تستخدم لتخزين الذخائر والعمل كمنصات لإطلاق الصواريخ”.
يؤكدبلانفورد إن الأنفاق التي تم بناؤها في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين والتي تشبه الأنفاق الموجودة في مليتا “صُممت لعدد صغير من المقاتلين للراحة والنوم والأكل”، في حين أن المنشأة في مقطع الفيديو “تقزم تمامًا تلك المخابئ السابقة بحجم الإنسان”.
يوضج دانييل ماير، رئيس برنامج الماجستير في الشرق الأوسط في معهد الدراسات السياسية في غرونوبل، في 22 أغسطس 2024 إن استخدام حزب الله للأنفاق خلال حربه مع إسرائيل عام 2006، وخاصة في بلدة بنت جبيل الحدودية، وضع ضغوطاً شديدة على إسرائيل “على الرغم من تفوقها الجوي”. بعد ذلك، بدأ حزب الله في بناء المزيد من الأبراج المحصنة. كما يؤكد الخبراء أن “منشآت وأنفاقا تحت الأرض سابقة”. وكان قد أكد الجيش الإسرائيلي في يناير 2019، إنه اكتشف ودمر “أنفاق هجومية عبر الحدود”، بعضها محفور تحت قرى حدودية لبنانية هاجمتها إسرائيل مرارا وتكرارا.
رابط مختصر .. https://www.europarabct.com/?p=97037