أمن دولي ـ ماذا سيحدث لو انضمت أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي؟

خاص ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات  ـ ألمانيا وهولندا ECCI

كثفت أوكرانيا جهودها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي قائلة إن الضمانات الأمنية التي قدمتها لها موسكو وواشنطن ولندن عندما تخلت عن ترسانتها النووية لروسيا في عام 1994 كانت بلا قيمة على الإطلاق. في حين تقول دول أوروبا الشرقية إنه ينبغي تقديم نوع من خريطة الطريق إلى كييف في قمة حلف شمال الأطلسي في فيلنيوس، وحذرت الولايات المتحدة وألمانيا من أي خطوة قد تدفع التحالف إلى أقرب إلى الحرب مع روسيا.

استشهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتن بتوسع حلف شمال الأطلسي باتجاه حدود روسيا على مدى العقدين الماضيين كسبب رئيسي لقراره إرسال عشرات الآلاف من القوات إلى أوكرانيا في 24 فبراير 2022. ويجب أن يوافق جميع الأعضاء البالغ عددهم 31 على أي توسع لمنظمة حلف شمال الأطلسي، وقد استبعد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي بالفعل توجيه دعوة رسمية لكييف في القمة.

فيما يلي الخطوات السابقة التي اتخذتها أوكرانيا في طريقها إلى عضوية حلف شمال الأطلسي، والتسوية المحتملة بشأن الخطوات التالية – ووجهة نظر روسيا بشأن التطورات.

مسار غير محدد

في عام 2008، وافق حلف شمال الأطلسي في قمة بوخارست على أن أوكرانيا ــ التي كانت جزءا من الاتحاد السوفييتي الذي تحكمه موسكو حتى انهياره في عام 1991 ــ يمكن أن تنضم في نهاية المطاف إلى التحالف.

ولكن زعماء حلف شمال الأطلسي لم يقدموا لكييف ما يسمى بخطة عمل العضوية التي تحدد خريطة طريق لتقريبها من التكتل. ثم ضمت موسكو شبه جزيرة القرم بشكل غير قانوني من أوكرانيا في عام 2014 ودعمت وكلاء انفصاليين في شرق أوكرانيا.

وفي زيارة نادرة إلى كييف في أبريل 2024، قال ستولتنبرج إن “المكان الصحيح” لأوكرانيا هو في حلف شمال الأطلسي، لكنه أوضح في وقت لاحق أنه لن يتمكن من الانضمام بينما تستمر الحرب مع روسيا، التي تحتل قواتها الآن المزيد من شرق وجنوب أوكرانيا.

وفي بداية يونيو 2024، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده تتفهم هذا الموقف، ولكن في نهاية يونيو 2024 كرر دعواته لأوكرانيا لتلقي “دعوة سياسية” إلى حلف شمال الأطلسي في القمة. وبموجب عملية العضوية التي تتبعها بلدان سابقة أخرى في أوروبا الشرقية، يتعين على المرشحين أن يثبتوا أنهم يستوفون المعايير السياسية والاقتصادية والعسكرية وأنهم قادرون على المساهمة عسكريا في عمليات حلف شمال الأطلسي.

منذ عام 1999، شاركت معظم البلدان التي تسعى إلى الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي في عملية العضوية، على الرغم من أن هذا الإجراء ليس إلزاميا: تمت دعوة فنلندا والسويد ، الدولتين المحايدين سابقًا اللتين عملتا بشكل وثيق مع حلف شمال الأطلسي، للانضمام إلى التحالف بشكل مباشر.

من غير الواضح كيف سيكون مسار أوكرانيا نحو العضوية في ظل اقتراح المزيد والمزيد من البلدان، من بينها بريطانيا وألمانيا ، تخطي عملية خطة العمل العضوية. ومن خلال هذه الخطوة، يمكن لحلف شمال الأطلسي أن يستجيب لمطالب كييف وحلفائها في أوروبا الشرقية بتجاوز لغة اتفاق قمة بوخارست عام 2008 دون تقديم دعوة فعلية أو جدول زمني لأوكرانيا.

اتخذت القوات المسلحة الأوكرانية خطوات كبرى نحو الالتزام بمعايير حلف شمال الأطلسي منذ حرب أوكرانيا. وتتسارع هذه العملية مع نفاد الأسلحة والذخائر التي صنعها الاتحاد السوفييتي تدريجيا، ومع قيام الغرب بتدريب القوات الأوكرانية وفقا لمعايير حلف شمال الأطلسي وإرسال المزيد والمزيد من الأسلحة المتقدمة.

لماذا تعتبر العضوية الأوكرانية حساسة إلى هذه الدرجة؟

ويشكل بند المساعدة المتبادلة جوهر التحالف الذي تشكل في عام 1949 بهدف أساسي يتمثل في مواجهة خطر الهجوم السوفييتي على أراضي الحلفاء. ويُشار إلى ذلك باعتباره أحد الأسباب الرئيسية التي تمنع أوكرانيا من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي أثناء وجودها في صراع مع روسيا، لأن هذا قد يجر التحالف على الفور إلى حرب نشطة.

وتنص المادة الخامسة من معاهدة واشنطن لحلف شمال الأطلسي على أن أي هجوم على أحد الحلفاء يعد هجوما على جميع الحلفاء. وأوضح ستولتنبرج أنه في حين يجب على حلف شمال الأطلسي مناقشة الخيارات المتعلقة بمنح أوكرانيا ضمانات أمنية لفترة ما بعد الحرب، فإن الضمانات الأمنية بموجب المادة الخامسة لن تُقدم إلا للأعضاء الكاملين في التحالف.

ويصور الكرملين التوسع باعتباره دليلا على العداء الغربي لروسيا، وهو ما تنفيه القوى الغربية، قائلة إن التحالف دفاعي تماما بطبيعته. أكدت موسكو إنها ستتسبب في مشاكل لسنوات عديدة قادمة إذا انضمت أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي وحذرت من رد غير محدد لضمان أمنها.

رابط مختصر .. https://www.europarabct.com/?p=99465