الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

أمن دولي ـ  مؤشر مؤتمر ميونخ للأمن 2025 والتقرير السنوي

فبراير 14, 2025

أمن دولي ـ  مؤشر مؤتمر ميونخ للأمن 2025 والتقرير السنوي

خاص ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات  ـ ألمانيا وهولندا ECCI ـ وحدة الدراسات والتقارير “1”

يمكن القول بإن مؤتمر ميونخ للأمن 2025، المقرر انعقاده من 14 إلى 16 فبراير 2025 في فندق بايريشر هوف بميونخ، منصة تجمع قادة عالميين وصنّاع قرار لمناقشة التحديات الأمنية الدولية. من المتوقع حضور حوالي 60 من رؤساء الدول والحكومات، بالإضافة إلى مئات المسؤولين والخبراء من مختلف أنحاء العالم.

مؤتمر ميونخ للأمن هو منتدى دولي سنوي يُعقد في مدينة ميونخ، ألمانيا، ويُعد من أبرز المؤتمرات العالمية المتخصصة في السياسة الأمنية والدفاعية.  يجمع المؤتمر قادة سياسيين، مسؤولين حكوميين، خبراء، وصناع قرار من مختلف أنحاء العالم لمناقشة القضايا الأمنية والسياسية الدولية، بما في ذلك النزاعات الجيوسياسية، الإرهاب، الأمن السيبراني، التسلح، والتحديات العالمية مثل التغير المناخي والأوبئة. تأسس المؤتمر عام 1963 وكان في البداية يركز على قضايا الأمن عبر الأطلسي، لكنه تطور ليصبح منصة عالمية لمناقشة التحديات الأمنية الأوسع نطاقًا. يُعتبر مؤتمر ميونخ للأمن (MSC) المنتدى الرائد عالميًا للنقاشات حول السياسة الأمنية الدولية، حيث يوفر منصة للمبادرات الدبلوماسية والنهج التي تهدف إلى مواجهة أخطر التهديدات الأمنية في العالم.  أمن دولي ـ مؤشر مؤتمر ميونخ للأمن لعام 2024 ـ مصادر التهديدات والمنهجية –  مهمة مؤتمر ميونيخ الأمني هي التباحث بشأن التحديات الحالية والمستقبلية للسياسة الأمنية الدولية.

يسعى مؤتمر ميونخ للأمن إلى تعزيز الثقة والمساهمة في تسوية النزاعات سلميًا من خلال توفير حوار مستمر، منظم، وغير رسمي داخل مجتمع الأمن الدولي. يُنظر إلى المؤتمر على أنه “مساحة لعصف الأفكار” المستقل، حيث يتم تطوير المقترحات والحلول وتبادل الآراء حول القضايا الأمنية. كما يوفر المؤتمر منصة للمبادرات الدبلوماسية الرسمية وغير الرسمية لمواجهة التهديدات الأمنية الأكثر إلحاحًا.

يُولي المؤتمر اهتمامًا خاصًا للقاءات غير الرسمية بين المسؤولين لتعزيز السلام عبر الحوار، وفقًا لشعاره الأساسي. بالإضافة إلى المؤتمر السنوي الرئيسي، ينظم فعاليات رفيعة المستوى حول قضايا ومناطق محددة، كما يُصدر تقرير ميونخ الأمني السنوي، الذي يقدم بيانات وتحليلات حول أبرز التحديات الأمنية الدولية.خلال المؤتمر الرئيسي في فبراير2025 ، يجمع المؤتمر أكثر من 450  شخصية قيادية من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك رؤساء دول، وزراء، قادة منظمات دولية وغير حكومية، شخصيات بارزة من قطاعات الأعمال، الإعلام، البحث العلمي، والمجتمع المدني.يؤمن المؤتمر بأهمية النقاش العام المستمر حول القضايا الأمنية، لذلك يسعى إلى إشراك الجمهور الواسع في حواراته، حيث يتم بث معظم النقاشات، كما تُتاح نتائج الفعاليات عبر التقارير، المقابلات، ومنصات التواصل الاجتماعي

رغم جذوره الأوروبية والأطلسية، يعكس المؤتمر الطبيعة العالمية المتزايدة لعالمنا، حيث يسعى إلى توسيع تنوعه الجغرافي والوصول إلى جميع أصحاب المصلحة المعنيين.يركز المؤتمر على مناقشة أبرز التحديات الأمنية، لكنه يلفت الانتباه أيضًا إلى القضايا الناشئة التي قد لا تكون على رأس أولويات المجتمع الأمني الدولي بعد. يتبنى المؤتمر مفهومًا شاملاً للأمن، يشمل القضايا التقليدية للأمن القومي والدولي، بالإضافة إلى الأبعاد الاقتصادية، البيئية، والإنسانية للأمن.

ظروف عقد مؤتمر ميونخ للأمن 2025

يُعقد مؤتمر ميونخ للأمن 2025 في لحظة حاسمة:

ـ تتولى حكومة أمريكية جديدة مهامها في يناير.

ـ تبدأ دورة تشريعية جديدة في الاتحاد الأوروبي في بروكسل.

ـ بعد أسبوع فقط من المؤتمر، تُجرى الانتخابات البرلمانية في ألمانيا.

ـ يفتتح الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير المؤتمر في 14 فبراير، حيث يناقش مئات القادة السياسيين والخبراء التحديات الأمنية العالمية تحت إشراف السفير كريستوف هويسجن.

جدول أعمال المؤتمر

الجمعة14 فبراير 2025  يركز البرنامج الرئيسي على الحوكمة العالمية، صمود الديمقراطية، وأمن المناخ.

السبت 15 فبراير 2025  تُناقش حالة النظام الدولي، الأزمات الإقليمية، ومستقبل الشراكة عبر الأطلسي.

الأحد: 16 فبراير 2025  يُختتم المؤتمر بنقاشات حول دور أوروبا في العالم. أمن دولي – مؤتمر ميونخ للأمن 2023 والنظام الدولي الجديد

الحوكمة العالمية، صمود الديمقراطية، وأمن المناخ

يبحث المؤتمر كيفية إصلاح النظام الدولي ليكون أكثر شمولية وعدالة، خاصة مع تصاعد التعددية القطبية. يناقش إصلاح الأمم المتحدة، وتعزيز التعاون بين القوى الكبرى، ومعالجة فشل المنظمات الدولية في حل الأزمات. ويتناول التركيز على الأزمات الاقتصادية، الأمن السيبراني، والتحديات الجيوسياسية التي تعيق التعاون الدولي.

ويسلط المؤتمر الضوء على تصاعد الشعبوية والأنظمة الاستبدادية، والتدخلات الخارجية في الانتخابات الديمقراطية. ويبحث سبل تعزيز المؤسسات الديمقراطية، وحرية الإعلام، ومواجهة تهديدات الذكاء الاصطناعي على الانتخابات والمعلومات. و يناقش كيفية حماية الديمقراطيات من التضليل الإعلامي والضغوط الاقتصادية من قوى كبرى مثل الصين وروسيا.

يركز المؤتمر على العلاقة بين التغير المناخي والصراعات الأمنية، مثل الهجرة القسرية ونقص الموارد.ويبحث دور التعاون الدولي في الحد من الأزمات المناخية وتعزيز الأمن البيئي.ويناقش دور القطاع الخاص والتكنولوجيا الخضراء في تحقيق أمن مناخي مستدام.

النظام الدولي والأزمات الإقليمية ومستقبل الشراكة عبر الأطلسي

مؤتمر ميونخ للأمن 2025: يناقش مؤتمر ميونخ  2025 النظام الدولي والأزمات الإقليمية ومستقبل الشراكة عبر الأطلسي:

حالة النظام الدولي – التعددية القطبية والصراعات الجيوسياسية

يشهد النظام الدولي تحولًا متزايدًا نحو التعددية القطبية، حيث لم تعد الولايات المتحدة القوة المهيمنة الوحيدة، بل تنافسها قوى أخرى مثل الصين، روسيا، والهند. ومن المتوقع أن يناقش المؤتمر:

ـ التحولات في ميزان القوى العالمي.

ـ تصاعد المنافسة بين الولايات المتحدة والصين، خصوصًا في مجالات التكنولوجيا والاقتصاد.

ـ استمرار روسيا في تحدي النظام الغربي عبر حرب أوكرانيا، ما يعزز الانقسام الجيوسياسي.

ـ صعود القوى الإقليمية مثل الهند والبرازيل وتركيا كلاعبين في النظام الدولي الجديد.

ـ التعاون الدولي في ظل الاستقطاب المتزايد

ـ تراجع فعالية المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة بسبب انقسام مجلس الأمن حول القضايا الرئيسية.

ـ البحث عن إصلاحات في النظام الدولي لجعله أكثر تمثيلًا للواقع الجيوسياسي الجديد.

ـ تأثير الاستقطاب على قضايا عالمية مثل تغير المناخ والأمن السيبراني.

الأزمات الإقليمية – أوكرانيا، غزة، الشرق الأوسط، وإفريقيا

ـ مناقشة حرب أوكرانيا وتداعياتها

ـ استمرار الدعم الغربي لأوكرانيا عسكريًا واقتصاديًا.

ـ إمكانية التوصل إلى تسوية دبلوماسية أو استمرار الصراع المفتوح.

ـ دور الناتو في تعزيز الأمن الأوروبي وردع روسيا.

ـ حرب غزة والصراع الفلسطيني-الإسرائيلي

ـ الانقسامات الأوروبية حول التعامل مع إسرائيل والفلسطينيين.

ـ دور الاتحاد الأوروبي في الدفع نحو تسوية سياسية.

ـ التبعات الأمنية للحرب على استقرار الشرق الأوسط وعلاقات الغرب مع العالم العربي.

أزمات الشرق الأوسط  (إيران، سوريا، لبنان، اليمن)

تداعيات التقارب السعودي-الإيراني وتأثيره على المنطقة.

ـ مستقبل الدور الإيراني في المنطقة مع استمرار العقوبات الغربية.

ـ سياسات أوروبا تجاه الفاعلين الإقليميين مثل تركيا ودول الخليج.

الأوضاع في إفريقيا

ـ تصاعد نفوذ روسيا والصين في القارة مقابل تراجع النفوذ الأوروبي.

ـ التهديدات الأمنية مثل الإرهاب والانقلابات العسكرية في غرب إفريقيا والساحل.

ـ تأثير التغير المناخي والأزمات الاقتصادية على الاستقرار الإقليمي.

ـ مستقبل الشراكة عبر الأطلسي – أوروبا وأمريكا في عالم متغير

تمثل الشراكة عبر الأطلسي (بين أوروبا والولايات المتحدة) أحد أهم محاور النقاش:

ـ التعاون الأمني والعسكري

ـ استمرارية دعم الناتو كأداة رئيسية للأمن الأوروبي.

ـ تأثير فوز دونالد ترامب (في حال فوزه) على التزام أمريكا بحلف الناتو.

ـ جهود أوروبا لتعزيز استقلالها الاستراتيجي وتقليل الاعتماد على واشنطن.

العلاقات التجارية والاقتصادية

ـ تأثير السياسات الاقتصادية الأمريكية (مثل الحمائية) على الشراكة مع أوروبا.

ـ تعزيز التعاون في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة.

المنافسة مع الصين وروسيا

ـ توحيد الموقف الأمريكي-الأوروبي تجاه روسيا في أوكرانيا والصين في المحيط الهادئ.

ـ التعاون في مواجهة التحديات السيبرانية والهجمات الإلكترونية.

 

النتائج المحتملة من نقاشات المؤتمر:

ـ دعم أوروبي أقوى لأوكرانيا، مع التركيز على تعزيز الاستقلالية العسكرية الأوروبية.

ـ تعزيز الجهود الدبلوماسية الأوروبية في الشرق الأوسط، خاصة فيما يتعلق بحل الأزمة في غزة.

ـ تحولات في العلاقات عبر الأطلسي، خاصة إذا شهدت واشنطن تغييرات سياسية قد تؤثر على التزاماتها تجاه أوروبا.

ـ محاولات لإصلاح النظام الدولي لمواجهة التحديات الناجمة عن التعددية القطبية والاستقطاب الجيوسياسي.

دور أوروبا  في الحروب والنزاعات الدولية

يتناول مؤتمر ميونخ للأمن 2025 دور أوروبا في العالم، مع التركيز على مشاركتها في الصراعات الدولية مثل حرب غزة وحرب أوكرانيا:

دور أوروبا في حرب أوكرانيا

منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا عام 2022، لعبت الدول الأوروبية دورًا حيويًا في دعم أوكرانيا من خلال:

المساعدات العسكرية والمالية: قدمت الدول الأوروبية، بالتعاون مع الولايات المتحدة، مساعدات عسكرية ومالية كبيرة لأوكرانيا. على سبيل المثال، استخدم الاتحاد الأوروبي “صندوق الدعم الأوروبي للسلام” لتمويل إمدادات الأسلحة والمعدات لأوكرانيا، حيث بلغت المساعدات أكثر من 11 مليار يورو حتى نهاية عام 2024.

العقوبات على روسيا: فرض الاتحاد الأوروبي حزمًا من العقوبات الاقتصادية والمالية على روسيا بهدف الضغط عليها لوقف عملياتها العسكرية في أوكرانيا.

تعزيز الدفاع الأوروبي: دفعت الحرب في أوكرانيا الدول الأوروبية إلى زيادة استثماراتها في الدفاع وتعزيز التعاون العسكري داخل الاتحاد الأوروبي ومع حلف شمال الأطلسي “الناتو”

دور أوروبا في حرب غزة

تواجه أوروبا تحديات معقدة في التعامل مع الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، خاصة فيما يتعلق بحرب غزة. يُلاحظ أن الدور الأوروبي في هذا السياق يتسم بما يلي:

الانقسامات الداخلية: تظهر انقسامات بين الدول الأوروبية حول كيفية التعامل مع الصراع في غزة. فبينما تدعم بعض الدول إسرائيل، تميل أخرى إلى دعم الفلسطينيين، مما يؤدي إلى صعوبة في تبني موقف أوروبي موحد.

القيود الدبلوماسية: نظرًا لهذه الانقسامات، يجد الاتحاد الأوروبي صعوبة في لعب دور دبلوماسي فعال في الوساطة بين الأطراف المتصارعة.

المخاوف الأمنية الداخلية: تثير أحداث غزة توترات داخل المجتمعات الأوروبية، خاصة مع وجود جاليات مسلمة ويهودية كبيرة، مما يؤدي إلى تحديات أمنية واجتماعية داخلية.

التحديات والفرص أمام الدور الأوروبي

بالإضافة إلى ما سبق، تواجه أوروبا تحديات وفرصًا في سياق دورها الدولي:

المعايير المزدوجة: تُتهم الدول الأوروبية أحيانًا بتبني معايير مزدوجة في التعامل مع الصراعات الدولية، حيث يُلاحظ دعم قوي لأوكرانيا مقابل تردد أو انقسام في المواقف تجاه غزة.

التأثير الجيوسياسي: تسعى أوروبا إلى تعزيز دورها الجيوسياسي على الساحة الدولية، إلا أن الانقسامات الداخلية والاعتماد على الولايات المتحدة في القضايا الأمنية يحدان من هذا الطموح.

التحديات الأمنية: تتأثر أوروبا بتداعيات الصراعات في جوارها، مثل تدفقات اللاجئين والتهديدات الإرهابية، مما يستدعي تبني سياسات أمنية ودفاعية متماسكة.

يُتوقع أن تركز النقاشات في ختام مؤتمر ميونخ للأمن 2025 على كيفية تعزيز دور أوروبا في معالجة الصراعات الدولية، مع التركيز على: تحقيق وحدة الموقف الأوروبي: من خلال تجاوز الانقسامات الداخلية وتبني سياسات خارجية موحدة. وتعزيز القدرات الدفاعية والأمنية: لتمكين أوروبا من الاستجابة بفعالية للتحديات الأمنية. والانخراط الدبلوماسي الفعال: من خلال لعب دور وسيط نشط في الصراعات الدولية، مثل النزاع في غزة، وتعزيز جهود السلام. من خلال معالجة هذه القضايا، يمكن لأوروبا أن تسهم بشكل أكبر في تحقيق الاستقرار والأمن على الساحة الدولية.

القمم والأنشطة الأخرى

تحتل قضايا السياسة الدفاعية والأمنية دورًا محوريًا في جميع أنشطة مؤتمر ميونخ للأمن (MSC). وخلال المؤتمر السنوي الرئيسي في ميونخ، غالبًا ما تكون هذه الموضوعات في صلب المناقشات الرئيسية، إلى جانب عدد متزايد من الفعاليات الجانبية.بالإضافة إلى ذلك، ينظم المؤتمر عددًا من الفعاليات المتنوعة كجزء من البرنامج الدفاعي، والتي تختلف من حيث الحجم والنطاق، وتشمل: تجمع هذه القمم ما يصل إلى 100 شخصية بارزة من الحكومات، والأوساط الأكاديمية، والعسكريين، والقطاع الخاص، والمجتمع المدني. وتستمر هذه الفعاليات بين 24 و48 ساعة، حيث تُجرى مناقشات مفتوحة وصريحة تركز على موضوع معين. يمكن عقد القمم إما علنيًا أو وفقًا لقاعدة تشاتام هاوس.

تُعقد هذه الاجتماعات في أجواء أكثر حميمية، حيث تجمع ما يصل إلى 35 مشاركًا لمناقشة تحدٍ أمني محدد بشكل تفاعلي. تُقام هذه الفعاليات وفقًا لقاعدة تشاتام هاوس أو بشكل غير مسجل وغالبًا ما تُنظم بالتزامن مع فعاليات MSC الأخرى، مثل اجتماعات قادة ميونخ ومؤتمر ميونخ للأمن. ويمكن وصف القمم او الاجتماعات بأنها اجتماعات صغيرة وسرية، تضم متحدثًا بارزًا ومجموعة من ما يصل إلى 40 مشاركًا، بما في ذلك خبراء رفيعو المستوى، ومفكرون، وصناع قرار.  تُعقد هذه الحوارات عادةً وفق لقاعدة تشاتام هاوس، ولكن يمكن أن تكون بعض الفعاليات مفتوحة للجمهور. مؤتمر ميونخ للأمن 2022، عجز دولي في مُواجهة الأزمات .

 مؤتمر ميونخ 2025 مساحة لعصف الأفكار، حيث يشمل البرنامج:

البرنامج الرئيسي المُنظم من قبل المؤتمر، حوالي 200 فعالية جانبية رسمية وعشرات الفعاليات العامة.كما يستضيف المؤتمر “المؤتمر الوزاري الرابع حول تمويل مكافحة الإرهاب”، برعاية وزير المالية الألماني يورغ كوكيز، بحضور وزراء ومسؤولين دوليين بارزين. وفي اليوم الأخير، سيتولى ينس ستولتنبرغ منصب رئيس مؤتمر ميونخ للأمن خلفًا لكريستوف هويسجن.

يحلل تقرير ميونخ الأمني 2025 تداعيات تعدد الأقطاب في النظام الدولي. بالنسبة لكثيرين، يُنظر إلى العالم المتعدد الأقطاب على أنه فرصة واعدة، لكن الاتجاهات الحديثة تشير إلى أن سلبياته تفوق إيجابياته، حيث تتفاقم الانقسامات بين القوى الكبرى، ويتزايد التنافس بين النماذج السياسية المختلفة، مما يعيق الجهود المشتركة لمواجهة الأزمات والتهديدات العالمية. لذلك، يدعو التقرير إلى “إزالة الاستقطاب” ويؤكد على الحاجة إلى إصلاحات جوهرية في النظام الدولي لضمان استقرار عالمي أكبر.

تقرير ميونيخ الأمني  2025 

أصبح من المسلّمات في النقاشات المتعلقة بالسياسة الخارجية أن العالم يزداد “تعددية قطبية”. وبينما يمكن الجدال حول مدى تحقق هذه التعددية بالفعل، فإن مسار “التعددية القطبية” أصبح جليًا: فمن جهة، تنتقل السلطة إلى عدد أكبر من الفاعلين القادرين على التأثير في التطورات العالمية الكبرى، ومن جهة أخرى، يزداد الاستقطاب على المستويين الدولي والداخلي، مما يعقّد الجهود المشتركة لمواجهة الأزمات والتهديدات العالمية.

يشتمل النظام الدولي الحالي على عناصر من الأحادية والقطبية الثنائية والتعددية وحتى غياب القطبية. إلا أن هناك تحولًا واضحًا نحو توزيع السلطة بين عدد أكبر من الدول التي تتنافس على النفوذ. كما أن التعددية القطبية باتت تتجلى في الاستقطاب الأيديولوجي المتزايد. فالرؤية الليبرالية للنظام السياسي والاقتصادي، التي هيمنت على العالم بعد الحرب الباردة، تواجه تحديات كبيرة من الداخل والخارج. داخليًا، يظهر ذلك في صعود التيارات الشعبوية اليمينية في العديد من الديمقراطيات الليبرالية، بينما يتجلى خارجيًا في تعمّق الفجوة الأيديولوجية بين الديمقراطيات والأنظمة الاستبدادية، إلى جانب بروز نماذج بديلة للنظام العالمي تتنافس فيما بينها، بل وتتصادم أحيانًا بعنف.

يثير التوجه المتزايد نحو التعددية القطبية ردود فعل متباينة عالميًا. فمن منظور متفائل، يمكن النظر إليه كفرصة لنظام عالمي أكثر شمولًا وللحد من هيمنة واشنطن، التي يُنظر إليها في أجزاء كثيرة من العالم على أنها قوة مهيمنة بشكل مفرط. أما النظرة المتشائمة، فترى أن التعددية القطبية تزيد من مخاطر عدم الاستقرار والصراعات، وتضعف التعاون الدولي الفعّال. ويشير مؤشر ميونيخ الأمني 2025 إلى أن شعوب دول مجموعة السبع (G7) أقل تفاؤلًا تجاه العالم المتعدد الأقطاب مقارنة بمواطني دول “BICS” (مجموعة بريكس باستثناء روسيا). ومع ذلك، فإن التصورات الوطنية تجاه التعددية القطبية تتشكل بناءً على رؤية كل دولة للنظام الدولي الحالي والمستقبلي الذي تطمح إليه.

الولايات المتحدة: تحولات السياسة الخارجية تحت قيادة ترامب

مثّلت عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة الأمريكية نهاية التوافق السياسي الخارجي الذي ساد بعد الحرب الباردة، والذي كان يقوم على أن الليبرالية الدولية تخدم مصالح الولايات المتحدة (الفصل 2). من وجهة نظر ترامب وأنصاره، فإن النظام الدولي الذي أنشأته الولايات المتحدة ليس سوى “صفقة سيئة”. وقد يؤدي ذلك إلى تراجع واشنطن عن دورها التقليدي كضامن للأمن الأوروبي، مما قد تكون له عواقب وخيمة على أوكرانيا.

من المرجح أن يكون محور السياسة الخارجية الأمريكية خلال السنوات المقبلة هو المنافسة الثنائية مع الصين، وهو ما قد يُسرّع من تحول النظام الدولي نحو التعددية القطبية.

الصين: الدعوة إلى تعددية قطبية أم تنافس على الهيمنة؟

تعد الصين أبرز وأقوى داعم لنظام عالمي متعدد الأقطاب، حيث تقدم نفسها كمدافع عن دول “الجنوب العالمي” (الفصل 3). إلا أن العديد في الغرب يرون أن دعم بكين للتعددية القطبية ليس سوى غطاء تنافسي للصراع مع واشنطن.

ورغم نجاح الصين في جذب العديد من الجهات الفاعلة غير الراضية عن النظام الحالي، فإن استمرار نموها الاقتصادي وقدراتها العسكرية ليس مضمونًا، خاصة مع الأزمات التي تواجهها داخليًا. ومن المتوقع أن تكثف الولايات المتحدة جهودها للحد من نفوذ الصين في ظل رئاسة ترامب. ومع ذلك، قد تستفيد بكين من تراجع الالتزامات الدولية لواشنطن أو من تخلّيها عن شركائها التقليديين.

الاتحاد الأوروبي: التحديات المتزايدة أمام النظام الليبرالي

يمثل الاتحاد الأوروبي نموذجًا للنظام الليبرالي الدولي، ولذلك فإن تزايد التحديات لهذا النظام يشكّل تهديدًا كبيرًا له (الفصل 4). فمن ناحية، يقوّض الغزو الروسي لأوكرانيا أسس النظام الأوروبي، ومن ناحية أخرى، يعزز صعود الشعبويين اليمينيين الانقسامات الداخلية داخل الدول الأعضاء في الاتحاد. مؤتمر ميونخ للأمن : الملف السوري وأمن أوروبا محور الأجماعات – 

وقد تؤدي إعادة انتخاب ترامب إلى تفاقم هذه التحديات، مما قد يدفع الاتحاد الأوروبي إلى إعادة النظر في موقعه على الساحة الدولية: هل يسعى إلى أن يصبح قوة عالمية مستقلة أم أنه سيظل معتمدًا على تحالفاته التقليدية؟ إلا أن فوز ترامب قد يعزز أيضًا الحركات الشعبوية داخل أوروبا، مما يزيد من الانقسامات الداخلية ويضعف قدرة الاتحاد على التعامل مع الأزمات المتزايدة.

روسيا: السعي لنظام عالمي قائم على “القوى الحضارية

لم تبذل أي دولة في القرن الحادي والعشرين جهودًا كبيرة لقلب النظام العالمي كما فعلت روسيا (الفصل 5). تسعى موسكو إلى إقامة نظام عالمي قائم على “القوى الحضارية”، حيث ترى نفسها قوة مركزية في هذا النظام. وفقًا لهذه الرؤية، فإن الدول الأصغر، مثل أوكرانيا، يجب أن تقع ضمن نطاق نفوذ القوى الكبرى.

ورغم تزايد الضغوط الاقتصادية التي تواجهها موسكو نتيجة العقوبات الدولية، لا تزال تمتلك القدرة على عرقلة محاولات إرساء الاستقرار في النظام العالمي. ومع ذلك، فإن نجاحها في فرض رؤيتها يعتمد بشكل أساسي على مدى مقاومة الدول الأخرى لهذه الطموحات.

الهند: بين التعددية القطبية والطموح العالمي

تعكس الانتقادات التي توجهها القيادة الهندية للنظام الدولي الحالي ودعوتها للتعددية القطبية رغبتها في تحقيق مكانة عالمية بارزة (الفصل 6). وعلى الرغم من نجاح نيودلهي في تعزيز حضورها الدولي، إلا أنها تواجه تحديات كبيرة، أبرزها:

ـ تزايد النفوذ الصيني في جنوب آسيا.

ـ المشكلات الهيكلية في الاقتصاد الهندي.

ـ التراجع في التعددية السياسية والثقافية داخل الهند.

وعلى الرغم من سعي الهند لتقديم نفسها كصوت للجنوب العالمي، إلا أن استراتيجيتها المتمثلة في “التعددية في التحالفات” تشير إلى ترددها في لعب دور ريادي في جهود السلام العالمية.

اليابان: القلق من نهاية الأحادية القطبية

تُعد اليابان إحدى أبرز الدول المستفيدة من النظام العالمي القائم على الليبرالية الدولية وهيمنة الولايات المتحدة ( الفصل 7). لذا، فإن نهاية هذه الهيمنة، وصعود الصين، والتحول نحو نظام عالمي متعدد الأقطاب، تثير قلق طوكيو.

وفقًا لمؤشر ميونيخ الأمني، فإن اليابانيين هم الأكثر قلقًا بشأن التعددية القطبية بين جميع الدول المشمولة في الاستطلاع. ومع ذلك، فقد كانت اليابان من أوائل الدول التي استعدت لهذه التغيرات الجيوسياسية، واتخذت عدة إجراءات تعكس استعدادها للدفاع عن النظام العالمي الذي تنتمي إليه.

البرازيل: فرصة لإصلاح النظام العالمي

ترى القيادة البرازيلية أن التعددية القطبية تمثل فرصة لإعادة تشكيل هياكل القوة العالمية، مما قد يتيح لها تعزيز دورها الدولي وتقليل الاعتماد على القوى التقليدية.

مؤشر ميونخ للأمن 2025

ـ الطقس وحرائق الغابات

ـ تدمير الطبيعية

ـ التغير المناخي بشكل عام

ـ في الهند، البرازيل، وإيطاليا، تعد أكبر ثلاث مخاطر جميعها بيئية.

ـ تعتبر الهجمات السيبرانية الخطر الرابع عالميًا، وتحتل المراتب الثلاثة الأولى في الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، وكندا.

ـ روسيا هي أكبر مصدر قلق في المملكة المتحدة، وكندا (بالتساوي)، وألمانيا (بالتساوي)، والثاني في الولايات المتحدة.

ـ الصين بارزة في تصنيفاتها الفريدة، حيث تتصدر قائمة المخاطر لديها كل من الولايات المتحدة، استخدام الأسلحة البيولوجية، واستخدام الأسلحة النووية من قبل جهة عدائية، وهي مخاطر لا تحتل المراتب الأولى في أي دولة أخرى.

الاستقطاب الجيوسياسي وتأثير الأزمات الدولية

لا يزال التنافس الجيوسياسي يشكل وجهات نظر الناس حول الدول الأخرى، لكن الصراع في الشرق الأوسط والانتخابات الأمريكية كان لهما تأثير واضح. ترى جميع دول G7 أن إيران، الصين، وروسيا تمثل تهديدًا أكثر من كونها حليفًا. في المقابل، لم تُعتبر هذه الدول أكثر تهديدًا من كونها حليفًا في أي من دول BICS، باستثناء الصين في الهند وإيران في البرازيل. لا يزال المشاركون الصينيون الوحيدون الذين يرون أن الولايات المتحدة أكثر تهديدًا من كونها حليفًا.

مقارنة بالعام الماضي2024 ، تراجع تصنيف كل من إسرائيل، الولايات المتحدة، وروسيا بشكل ملحوظ في حين شهدت كوريا الجنوبية، بولندا، تركيا، والمملكة المتحدة أكبر تحسن.

تفاوت التوقعات بين دول G7 و BICS حول المستقبل تشير النتائج إلى اختلافات جوهرية بين دول G7 وBICS  في نظرتهم إلى مستقبل بلادهم. وإن جميع دول G7، باستثناء الولايات المتحدة، لا تؤمن بأنها ستكون أكثر أمانًا وازدهارًا خلال السنوات العشر القادمة، مما يعكس شعورًا عامًا بالتراجع. على العكس، تعتقد الأغلبية في الصين والهند أن بلادهم ستكون في وضع اقتصادي وأمني أفضل بعد عشر سنوات. في البرازيل وجنوب إفريقيا، كانت الآراء منقسمة تقريبًا بالتساوي بين التفاؤل والتشاؤم.

يؤكد مؤشر ميونخ للأمن 2025 على تعمق الاستقطاب الجيوسياسي عالميًا، مع اختلافات كبيرة بين دول G7 وBICS في تقييم المخاطر والتوقعات المستقبلية. وبينما تظل المخاطر البيئية والسيبرانية في المقدمة، فإن تزايد المخاوف بشأن القوى العظمى يعكس تعقيد المشهد الأمني العالمي، وتأثير الانتخابات والسياسات الدولية على تصورات المخاطر في مختلف البلدان.

تزايد الاستقطاب في المخاطر الجيوسياسية بين دول G7 و BICS

يُظهر المشاركون من دول مجموعة السبع (G7) ودول “BICS” (أي دول مجموعة BRICS بدون روسيا) قلقًا متزايدًا بشأن المخاطر غير التقليدية، لكنهم يزدادون استقطابًا فيما يتعلق بالتهديدات الجيوسياسية. في حين يتفق الجانبان على خطورة الهجمات السيبرانية، والأزمات الاقتصادية، والتهديدات البيئية، فإن وجهات نظرهم حول القوى العظمى تختلف بشكل كبير.

مقارنة بالإصدار الأول من مؤشر ميونخ للأمن (MSI) لعام 2021، ارتفع تصنيف التهديدات القادمة من روسيا وإيران بشكل حاد بين دول G7، بينما ظل التهديد الصيني مستقرًا نسبيًا .وعلى العكس من ذلك، يرى المشاركون من دول BICS أن الصين أقل تهديدًا بكثير اليوم مقارنة بعام 2021، حيث تراجع تصنيفها 16 مركزًا منذ ذلك الحين. كما أن روسيا وإيران لا تزالان تعتبران من بين أقل التهديدات خطورة في هذا المؤشر بالنسبة لهم منذ عام 2021، قام مؤتمر ميونخ للأمن (MSC) بالتعاون مع شركة Kekst CNC بجمع البيانات للإجابة على أسئلة رئيسية حول تصورات المخاطر العالمية، مثل: هل يعتقد الناس أن العالم أصبح مكانًا أكثر خطورة؟ هل هناك توافق عالمي حول أخطر التهديدات التي تواجه البشرية اليوم؟ إلى أي مدى تشعر المجتمعات بأنها مستعدة لمواجهة هذه التهديدات؟ أمن دولي ـ ما هي التوترات بين الولايات المتحدة وحلفائها في مؤتمر ميونيخ 2025؟ –

التطورات الرئيسية في المخاطر العالمية

بعد انتخاب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة، زاد تصنيف الولايات المتحدة كخطر في دول G7، خصوصًا ألمانيا وكندا، وكذلك في الهند، بينما بقي مستقرًا نسبيًا في الصين والبرازيل، وانخفض في جنوب إفريقيا. زادت تصورات التهديد القادم من روسيا في كندا، فرنسا، ألمانيا، الهند، والمملكة المتحدة مقارنة بالعام السابق. أما المخاوف من الحروب التجارية واستخدام الأسلحة النووية من قبل قوى عدائية ربما تكون قد زادت القلق من الولايات المتحدة وروسيا على حد سواء. على نحو لافت، لم تزداد المخاوف من الصين إلا في ألمانيا والمملكة المتحدة.وانخفضت المخاوف من جائحة كورونا، انقطاع إمدادات الطاقة، والإرهاب الإسلاموي المتطرف بشكل كبير في معظم الدول. وبقيت المخاطر غير التقليدية لا تزال في الصدارة ولا تزال المخاطر غير التقليدية تمثل أكبر مصدر قلق عالميًا، حيث تتصدر المخاطر البيئية .

مؤتمر ميونخ للأمن ليس هيئة تنفيذية، ولكنه يُعرف بـ”مؤتمر الأفكار” حيث تُطرح القضايا وتُناقش السياسات، ولكن دون التزامات ملزمة. ومع ذلك، فإن المؤتمر ينتج عنه: وتكون التوصيات غير رسمية توجه السياسات الدولية. وهو فرصة إلى لقاءات دبلوماسية جانبية قد تثمر عن تفاهمات غير معلنة بين الدول. وإطلاق مبادرات أو تحالفات في بعض القضايا، مثل مكافحة الإرهاب أو الأمن السيبراني. ويكون له تأثير على الرأي العام وصناع القرار، خاصة عبر التقرير الأمني السنوي للمؤتمر.من المرجح أن يعزز المؤتمر فهمًا أعمق للتحديات الأمنية، لكنه لن يُنتج قرارات حاسمة. قد تسفر الاجتماعات الجانبية عن تقدم في ملفات مثل العلاقات عبر الأطلسي أو أزمات معينة مثل الحرب في أوكرانيا. ويعمل على التركيز المتزايد على الأمن المناخي والسيبراني قد يدفع الدول الكبرى إلى اتخاذ خطوات ملموسة في هذه المجالات.

ختام مؤتمر ميونيخ الأمني 2025 “الكابوس الأوروبي”

اختتم مؤتمر ميونخ للأمن لعام 2025 أعماله وسط توترات ملحوظة بين الحلفاء عبر الأطلسي، خاصة بعد الخطاب الحاد لنائب الرئيس الأمريكي، جاي دي فانس، الذي انتقد فيه الدول الأوروبية واتهمها بتهديد الديمقراطية. هذا الخطاب أثار ردود فعل قوية من القادة الأوروبيين، حيث وصف رئيس المؤتمر، كريستوف هويسغن، الحدث بأنه “كابوس أوروبي”، معبرًا عن قلقه من تباعد القيم المشتركة بين الولايات المتحدة وأوروبا.

المستشار الألماني، أولاف شولتس، دعا في كلمته الختامية إلى تعزيز التعاون الدفاعي بين دول الاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى أن الاعتماد المفرط على حلف الناتو لم يعد كافيًا لضمان الأمن الأوروبي. كما أكد على ضرورة تطوير استراتيجية أمنية مشتركة وزيادة الاستثمارات في قطاع الدفاع والتكنولوجيا العسكرية.

من جانبها، حذرت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، من خطورة التباطؤ في دعم أوكرانيا، مؤكدة أن الحرب المستمرة لا تهدد سيادة أوكرانيا فحسب، بل تمس أمن أوروبا والعالم بأسره. وشددت على ضرورة التحرك السريع والحاسم لدعم أوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي. في ظل هذه التحديات، يواجه الاتحاد الأوروبي ضغوطًا متزايدة لتوحيد صفوفه وتعزيز قدراته الدفاعية، خاصة مع تصاعد التوترات الجيوسياسية وتباين المواقف مع الإدارة الأمريكية الحالية.

كان مؤتمر ميونيخ الأمني لهذا العام 2025  حدثًا حافلًا بالتوتر، حيث كانت الكلمة الغاضبة لنائب الرئيس الأمريكي جاي دي فانس محور الاهتمام. وقد خرج رئيس المؤتمر بتقييم واقعي ومتشائم حول العلاقة مع الولايات المتحدة.أصبحت التصدعات في العلاقة عبر الأطلسي واضحة للعيان، إضافة إلى القلق المتزايد بشأن مستقبل أوكرانيا بعد المبادرة التفاوضية غير المنسقة من قبل دونالد ترامب. كان مؤتمر ميونيخ الأمني هذا العام حدثًا سيظل في الذاكرة، وهو ما انعكس في تقييم رئيس المؤتمر كريستوف هويسغن.

وصف هويسغن هذا الاجتماع في العاصمة البافارية بأنه “أحد أكثر المؤتمرات الأمنية أهمية حتى الآن”. وأشار، في تصريح له يوم الأحد في ميونيخ، إلى أنه بعد الخطاب القاسي لنائب الرئيس الأمريكي جاي دي فانس، بات من المقلق أن “أساس قيمنا المشتركة لم يعد مشتركًا كما كان”، وذلك في إشارة إلى الشراكة عبر الأطلسي. وكان هذا المؤتمر، الذي يُعدّ النسخة الـ 61 لمؤتمر ميونيخ الأمني (MSK)، هو الأخير لهويسغن كرئيس له.

في وقت لاحق، صرّح هويسغن في برنامج “اليوم-جورنال” على قناة ZDF بأن مؤتمر هذا العام كان “في بعض النواحي كابوسًا أوروبيًا”. لكنه أضاف: “في الوقت نفسه، كان مؤتمرًا توضيحيًا للغاية”، موضحًا أن “أمريكا تحت قيادة (دونالد) ترامب تعيش في عالم مختلف”. كما أشار إلى ملاحظة مثيرة للقلق، وهي أن حتى أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين أصبحوا شديدي الحذر في التعبير عن آرائهم علنًا، لأنهم يخشون رد فعل رئيسهم.

هجوم فانس على ألمانيا والاتحاد الأوروبي

في خطابه يوم 13 فبراير 2025، شنّ نائب ترامب، جاي دي فانس، هجومًا حادًا على ألمانيا والاتحاد الأوروبي. حيث اتهم الحكومات هناك بتقييد حرية التعبير من خلال فرض قواعد على شركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى وعزل حزب “البديل من أجل ألمانيا” (AfD) سياسيًا.

وجّه رئيس المؤتمر السابق، فولفغانغ إيشنغر، شكره لهويسغن على جهوده في السنوات الماضية، كما شكره أيضًا الأمين العام السابق لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، الذي تم تعيينه خلفًا لهويسغن. وفي مقطع فيديو، عبّر العديد من كبار المشاركين في مؤتمرات ميونيخ الأمنية السابقة عن امتنانهم له.تولى هويسغن رئاسة مؤتمر ميونيخ الأمني في عام 2022، وكان قبل ذلك سفيرًا لألمانيا لدى الأمم المتحدة ومستشارًا للسياسة الخارجية والأمنية للمستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل. وشهدت فترة رئاسته للمؤتمر اندلاع الحرب في أوكرانيا، التي بدأت بالغزو الروسي بعد أيام قليلة فقط من انعقاد مؤتمره الأول في فبراير 2022.كان وداع هويسغن لرئاسة المؤتمر لحظة عاطفية، حيث تأثر أثناء إلقاء كلمته الأخيرة في المؤتمر، وتوقف صوته للحظات قائلاً: “اسمحوا لي أن أختم حديثي… وهذا سيكون صعبًا”، ثم مسح وجهه قبل أن يغادر المنصة وسط تصفيق الحضور.

تم التأكيد على توسيع استخدام الذكاء الاصطناعي، وفقًا لروح الاجتماع.في الختام، صرّح فولفغانغ إيشنغر في مقابلة مع صحيفة “فيلت” بأن التغيرات في العلاقات عبر الأطلسي تمثل “منعطفًا تاريخيًا”. من الواضح أن التركيز الآن ينصب على الدفاع الوطني والجماعي، مع تصاعد الانتقادات الأمريكية للدول الأوروبية. هذا يتطلب تسريع تعزيز القدرات العسكرية للجيش الألماني.

يبقى مؤتمر ميونخ للأمن، منتدى دولي سنوي يُعقد في مدينة ميونخ، ألمانيا، ويُعد من أبرز المؤتمرات العالمية المتخصصة في السياسة الأمنية والدفاعية.  يجمع المؤتمر قادة سياسيين، مسؤولين حكوميين، خبراء، وصناع قرار من مختلف أنحاء العالم لمناقشة القضايا الأمنية والسياسية الدولية، بما في ذلك النزاعات الجيوسياسية، الإرهاب، الأمن السيبراني، التسلح، والتحديات العالمية مثل التغير المناخي والأوبئة. إن مؤتمر ميونخ للأمن 2025 منصة حيوية لمناقشة القضايا العالمية، لكنه سيظل إطارًا استشاريًا أكثر من كونه تنفيذيًا. ومع ذلك، فإن تأثيره يكمن في توجيه النقاشات الدولية، وتحفيز الدبلوماسية غير الرسمية، وإطلاق مبادرات قد تتبلور لاحقًا إلى سياسات واقعية.

رابط مختصر .. https://www.europarabct.com/?p=100925

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات ـ ألمانيا وهولندا ECCI

 

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...