خاص ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ـ ألمانيا وهولندا ECCI
ذكر تقرير إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تخطط لدفع حلفائها الأوروبيين لشراء المزيد من الأسلحة الأمريكية لأوكرانيا قبل محادثات السلام المحتملة مع موسكو، وهي الخطوة التي قد تحسن موقف كييف التفاوضي. وإذا تم إضفاء الطابع الرسمي على الخطة، فإنها ستوفر بعض الطمأنينة لقادة أوكرانيا الذين كانوا قلقين من احتمال أن يمنع الرئيس دونالد ترامب المزيد من المساعدات للبلاد، التي يفقد جيشها الأراضي ببطء تحت هجوم روسي في الشرق.
وكانت دول أوروبية قد اشترت أسلحة أميركية لأوكرانيا في عهد إدارة بايدن. أكدت تقارير إن مسؤولين أميركيين، بمن فيهم مبعوث ترامب إلى أوكرانيا الفريق المتقاعد كيث كيلوج، سيناقشون عمليات شراء الأسلحة المحتملة مع الحلفاء الأوروبيين خلال مؤتمر ميونيخ للأمن. وأضافوا أن هذه واحدة من عدة أفكار تناقشها الإدارة لمواصلة شحنات الأسلحة الأميركية إلى كييف دون إنفاق قدر كبير من رأس المال الأميركي.
وقال مسؤولون أميركيون إن إدارة ترامب تريد استعادة المليارات التي أنفقتها واشنطن على الحرب في أوكرانيا، وإن أوروبا بحاجة إلى بذل المزيد من الجهود للمساعدة. وقال مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز “أعتقد أن المبدأ الأساسي هنا هو أن الأوروبيين يجب أن يتحملوا مسؤولية هذا الصراع في المستقبل”.
ولم يتضح بعد ما إذا كانت الولايات المتحدة تخطط لطلب شراء الأسلحة الأميركية من الدول الأوروبية من خلال عقود تجارية أو مباشرة من المخزون الأميركي. وقد يستغرق إتمام بعض العقود التجارية سنوات. وتناقش إدارة ترامب ما إذا كانت ستواصل تسليح أوكرانيا، وكيفية القيام بذلك.
كان ترامب قد تعهد خلال حملته الرئاسية بقطع كل المساعدات عن أوكرانيا. لكن بعض مستشاريه زعموا خلف الكواليس أن واشنطن يجب أن تستمر في دعم كييف عسكريا، وخاصة إذا تأخرت محادثات السلام حتى وقت لاحق من العام 2025. ووافق بايدن على أكثر من 65 مليار دولار من المساعدات الأمنية لأوكرانيا خلال فترة وجوده في منصبه، بما في ذلك مليارات الدولارات في الأشهر الأخيرة من إدارته.
لكن مسؤولين في كييف، بمن فيهم الرئيس فولوديمير زيلينسكي، قالوا إن أوكرانيا بحاجة إلى المزيد من الضمانات الأمنية قبل الدخول في محادثات مع موسكو. من المرجح أن يواجه البيت الأبيض تحت قيادة ترامب مقاومة شديدة من بعض الجمهوريين إذا مضى قدما في طلب تمويل إضافي من الكونجرس. ويرى مسؤولو الإدارة أن صفقة شراء الأسلحة مع أوروبا تشكل حلاً محتملاً يسمح لواشنطن بدعم كييف دون إنفاق أموال دافعي الضرائب الأميركيين. وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته في يناير 2025 إن أوروبا ستدفع ثمن الأسلحة الأميركية لأوكرانيا .
قدمت واشنطن وموسكو روايات متضاربة بشأن آفاق محادثات السلام، مما أثار التكهنات حول مدى قدرة إدارة ترامب على إقناع كل من أوكرانيا وروسيا بالجلوس إلى طاولة المفاوضات خلال العام 2025. وقال ترامب الأحد إنه كان على اتصال مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن وأعرب عن اعتقاده بأن الولايات المتحدة تحرز تقدما في محادثاتها لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
وفي أعقاب تعليقات ترامب، أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف إن العلاقات مع واشنطن “على وشك الانهيار”، قائلا إن أوكرانيا بحاجة إلى التخلي عن مساعيها للحصول على عضوية حلف شمال الأطلسي والانسحاب من المناطق التي تحتلها القوات الروسية.
أكد مسؤلان حكوميان إن البيت الأبيض قد لا يحتاج إلى عدة أشهر لإضفاء الطابع الرسمي على خطة سلام لإنهاء القتال، وإنه بحاجة إلى العمل على عدة قضايا أخرى قبل التوسط في المحادثات. يتواجد عدد من المسؤولين الأميركيين في أوروبا للمساعدة في تمهيد الطريق لمحادثات السلام النهائية بين أوكرانيا وروسيا.
ويخطط كيلوج لمناقشة زيادة المساعدات إلى كييف مع الزعماء الأوروبيين في مؤتمر ميونيخ للأمن. وقال كيلوج “لا أستطيع أن أقول إننا في بداية عملية التخطيط للسلام لأننا كنا نفكر فيها جيدا”، مضيفا أن المسؤولين الأميركيين سيلتقون مع نظرائهم الأوروبيين “لنقل توقعاتنا إلى الحلفاء”. وأضاف “الأمر الأكثر أهمية هو أننا نريد أن نسمع منهم”.
ويأمل المسؤولون الأميركيون أيضاً في إضفاء الطابع الرسمي على صفقة معدنية مع أوكرانيا من شأنها أن تسمح لأميركا بالوصول إلى احتياطيات البلاد الغنية مقابل استمرار المساعدات. ولم يتم الكشف عن تفاصيل مثل هذه الصفقة. ومن المرجح أن يستغرق تطوير احتياطيات أوكرانيا سنوات، ولن تجني الولايات المتحدة أرباحًا فورية من المبيعات. لكن إدارة ترامب تنظر إلى الصفقة باعتبارها عنصرًا حاسمًا في سياستها تجاه أوكرانيا.
رابط مختصر.. https://www.europarabct.com/?p=100845