الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

أمن دولي ـ لماذا كانت الإمارات الوجهة الأولى للرئيس ترامب؟ قراءة في أبعاد الشراكة الاستراتيجية

trump-19
مايو 15, 2025

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، ألمانيا وهولندا  ECCI، وحدة الدراسات والتقارير “1”

الإمارات والولايات المتحدة: شراكة استراتيجية في مفترق التحولات الإقليمية

في ظل التحولات الجيوسياسية المتسارعة إقليميًا ودوليًا، جاءت زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى دولة الإمارات العربية المتحدة في 15 مايو 2025 لتشكل محطة بالغة الأهمية في مسار العلاقات الاستراتيجية بين البلدين. الزيارة لم تكن رمزية فحسب، بل حملت ملفات حيوية تمسّ الأمن والدفاع والتكنولوجيا والاستثمار، ما يعكس تطلع البلدين نحو تحالف أكثر عمقًا وتأثيرًا في المنطقة. وقد عكست اللقاءات الثنائية والاتفاقيات المعلنة توجهًا أميركيًا لإعادة رسم خارطة النفوذ في الخليج من خلال بوابة الإمارات، التي أضحت لاعبًا إقليميًا رئيسيًا في مجالات الأمن السيبراني، الذكاء الاصطناعي، والاستثمارات العابرة للحدود.

العلاقات الاقتصادية بين دولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة

شهدت العلاقات الاقتصادية بين دولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية نموًا ملحوظًا خلال عام 2024، ما يعكس متانة الشراكة الاستراتيجية بين البلدين وتوسعها في مختلف القطاعات الحيوية. فقد بلغ حجم التبادل التجاري بين الجانبين نحو 34.43 مليار دولار أمريكي، بزيادة قدرها 9.47% مقارنة بالعام السابق، الأمر الذي يعزز مكانة الإمارات كأكبر سوق للصادرات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط منذ عام 2009. أمن دولي ـ محكمة العدل الدولية تؤكد أهمية الدور الإيجابي لدولة الإمارات لتهدئة الصراع السوداني

وجاءت الصادرات الأمريكية إلى دولة الإمارات بقيمة 27 مليار دولار، فيما بلغت واردات الولايات المتحدة من السوق الإماراتي 7.5 مليار دولار، وهو ما أسفر عن فائض تجاري لصالح الولايات المتحدة بقيمة 19.5 مليار دولار. وتوزعت الصادرات الأمريكية بشكل رئيسي على قطاعات الطيران المدني، حيث تبرز شركات مثل “بوينغ” كمزود رئيسي لطائرات الخطوط الجوية الإماراتية، إلى جانب معدات النقل، والبرمجيات، والمعدات الطبية، والمنتجات الدوائية، والمعدات الإلكترونية. في المقابل، شملت واردات الولايات المتحدة من الإمارات الألمنيوم، والمنتجات المعدنية، والوقود المكرر، والبتروكيماويات، والأحجار الكريمة.

التعاون-الأمني-والعسكري-1.png

التعاون-الأمني-والعسكري-1.png

أما على مستوى الاستثمارات الأجنبية المباشرة، فتُعد الإمارات من أبرز المستثمرين العرب في الولايات المتحدة، حيث بلغ حجم استثماراتها هناك أكثر من 33 مليار دولار، موزعة على قطاعات العقارات، والطاقة النظيفة، والتكنولوجيا، والخدمات المالية، والرعاية الصحية. وبالمقابل، تتجاوز الاستثمارات الأمريكية المباشرة في السوق الإماراتي حاجز 19 مليار دولار، وتغطي مجالات استراتيجية تشمل الصحة والتعليم والطيران والتقنيات الرقمية.

وتبرز عدة شركات كبرى في تعزيز العلاقات الاقتصادية الثنائية، من الجانب الأمريكي تأتي شركات مثل General Electric وLockheed Martin وMicrosoft وGoogle، وكلها تلعب دورًا نشطًا في دعم مشاريع البنية التحتية والرقمنة والطاقة في الإمارات، لا سيما بالتعاون مع شركات وطنية مثل G42 ومبادلة. في المقابل، وسّعت شركات إماراتية من حضورها في السوق الأمريكي، من أبرزها مجموعة G42 التي دخلت في شراكات في مجالات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، وشركة مبادلة التي تنشط في استثمارات التكنولوجيا والقطاع الصحي، فضلًا عن شركة أدنوك في قطاع الطاقة.

ومن المتوقع أن يشهد التبادل التجاري بين البلدين قفزات إضافية في السنوات المقبلة، مع تزايد الشراكات في مجالات الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الأخضر، والتزام الطرفين بدعم المبادرات الثنائية في مجالات الابتكار والتحول الرقمي. وتشير التقديرات إلى إمكانية تجاوز حجم التجارة الثنائية حاجز 40 مليار دولار بحلول عام 2026، ما يعكس طابع الشراكة المستدامة والتكامل الاقتصادي المتصاعد بين واشنطن وأبوظبي.

العلاقات السياسية والدبلوماسية بين الإمارات والولايات المتحدة: تحالف استراتيجي متجدد

تمثل العلاقات السياسية والدبلوماسية بين دولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية واحدة من أبرز نماذج الشراكة الاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط. فمنذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية الرسمية في عام 1971، واتساع حضور البعثات بين البلدين في أوائل السبعينيات، تطورت هذه العلاقة تدريجيًا من مجرد تعاون ثنائي إلى شراكة متعددة الأبعاد، تقوم على تقاطع المصالح وتنسيق السياسات تجاه قضايا إقليمية ودولية حيوية.

جهود مكافحة الإرهاب

وقد انعكس هذا التوجه في العديد من المحطات السياسية، إذ أصبحت الإمارات شريكًا محوريًا للولايات المتحدة في عدد من الملفات، مثل جهود مكافحة الإرهاب، والتصدي للتطرف العنيف، وتعزيز أمن الخليج، واحتواء النفوذ الإيراني. كما لعبت أبوظبي دورًا ملموسًا في دعم الاستقرار الإقليمي، سواء في اليمن أو ليبيا أو في مبادرات التطبيع، فضلًا عن مساهماتها الفعالة ضمن التحالف الدولي ضد داعش، حيث شاركت بفعالية في العمليات العسكرية الجوية ضد التنظيم، في إطار التحالف الذي تقوده واشنطن.

وتتسم العلاقة السياسية بين البلدين بدرجة عالية من التنسيق، تتجاوز التعاون الثنائي إلى التناغم الدبلوماسي في المحافل الدولية. ففي أروقة الأمم المتحدة، كثيرًا ما تنسق الإمارات والولايات المتحدة مواقفهما، لا سيما فيما يتعلق بالأمن الإقليمي، وقضايا التطرف، وملفات الشرق الأوسط، في حين تشكل أبوظبي حليفًا استراتيجيًا للسياسة الأمريكية في منطقة الخليج.

أما في عام 2025، فقد كانت زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى دولة الإمارات العربية المتحدة في 15 مايو حدثًا سياسيًا بارزًا عكس عمق التحالف السياسي بين البلدين. وخلال هذه الزيارة، تم بحث ملفات استراتيجية ذات أولوية مشتركة، أبرزها التعاون الدفاعي، والأمن السيبراني، وتوسيع الشراكة في مجال الذكاء الاصطناعي، فضلًا عن تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية. كما شهدت الزيارة توقيع تفاهمات جديدة تعزز من الطابع المؤسسي للعلاقة، وتفتح آفاقًا للتعاون المشترك في المستقبل القريب، خاصة مع عودة إدارة ترامب إلى تبني سياسات أكثر تقاربًا مع حلفائها التقليديين في الشرق الأوسط.

وفي ضوء هذه التطورات، يبدو أن العلاقات السياسية والدبلوماسية بين الإمارات والولايات المتحدة مرشحة لمزيد من التقدم، مدفوعة برؤية استراتيجية مشتركة لمستقبل الأمن الإقليمي، والتحولات في النظام الدولي، ودور الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي في صياغة التحالفات الجديدة. كما أن هذه العلاقة تمثل نموذجًا متطورًا في كيفية تكييف الشراكات التقليدية مع تحديات العصر الرقمي والتحولات الجيوسياسية، بما يخدم أمن واستقرار المنطقة ومصالح البلدين على حد سواء. أمن قومي ـ رؤية دولة الإمارات لتعزيز تنافسيتها بالتركيز على الذكاء الاصطناعي والطاقة.(ملف)

التعاون الأمني من أجل حل النزاعات والحروب الإقليمية

شهدت العلاقات الثنائية زخمًا إضافيًا خلال العامين الأخيرين، تجسد من خلال سلسلة من الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى بين القيادات السياسية والدبلوماسية في كلا البلدين. ففي عام 2024، قام وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، أنتوني بلينكن، بزيارة إلى أبوظبي، جرى خلالها مناقشة ملفات أمن البحر الأحمر، وتطورات النزاع في السودان، والتعاون الدفاعي. كما شهد العام ذاته لقاءات متعددة على هامش المؤتمرات الدولية، من بينها اجتماع رفيع على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث جرى تناول قضايا الذكاء الاصطناعي وأمن الطاقة.

الأمن والدفاع

تُعد الإمارات من الحلفاء المحوريين للولايات المتحدة في منطقة الخليج، ويعود التعاون الأمني والدفاعي بين البلدين لعقود، حيث تلعب قاعدة “الظفرة الجوية” دورًا لوجستيًا واستراتيجيًا هامًا للعمليات الأميركية في المنطقة. وقد تضمنت الزيارة:

ـ بحث سبل تعزيز القدرات الدفاعية الإماراتية من خلال صفقات تسليح متقدمة.

ـ طرح إمكانية إعادة فتح ملف تزويد الإمارات بمقاتلات F-35.

ـ توسيع التعاون في مجالات تبادل المعلومات الاستخبارية، خاصة تجاه التهديدات الإيرانية والحوثية.

ـ مناقشة تعزيز التنسيق الإقليمي في مكافحة الإرهاب والتطرف.

الأمن السيبراني

مع تصاعد الهجمات السيبرانية دوليًا، شكّل الأمن السيبراني بندًا رئيسيًا في المباحثات:

ـ تم الاتفاق على إنشاء مراكز إماراتية-أميركية متخصصة للاستجابة للطوارئ السيبرانية.

ـ نقل المعرفة والتدريب الأميركي للكوادر الإماراتية في الأمن الرقمي.

ـ تبادل المعلومات حول الهجمات السيبرانية المتقدمة.

ـ دعم مشاريع تشريعية وتنظيمية إماراتية تتماشى مع المعايير الغربية.

الاقتصاد والاستثمار

شهدت الزيارة إعلان خطة إماراتية ضخمة للاستثمار في السوق الأميركية: تعهد صندوق أبوظبي السيادي باستثمار 1.4 تريليون دولار خلال عشر سنوات. وتوجيه هذه الاستثمارات نحو مشاريع البنية التحتية والتكنولوجيا في الولايات المتحدة. وبحث توسيع التبادل التجاري وتعزيز تدفقات رأس المال بين الطرفين.

الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة

برز الذكاء الاصطناعي كإحدى ركائز التحالف الجديد: توقيع اتفاق إطار لدعم الابتكار ونقل التكنولوجيا وموافقة أميركية مبدئية على تصدير رقائق Nvidia المتطورة إلى الإمارات ودعم برامج بحثية إماراتية مشتركة مع جامعات ومراكز أميركية.

صفقة توريد شرائح الذكاء الاصطناعي من  Nvidia

أعلنت الولايات المتحدة والإمارات  في مايو 2025، عن اتفاق مبدئي يسمح للأخيرة باستيراد 500,000 شريحة متقدمة من Nvidia سنويًا بدءًا من عام 2025، مع إمكانية تمديد الاتفاق حتى عام 2030. تهدف هذه الصفقة إلى دعم تطوير مراكز بيانات عالية الأداء في الإمارات، مما يعزز مكانتها كمركز عالمي في مجال الذكاء الاصطناعي. بموجب الاتفاق، ستتلقى شركة G42 الإماراتية 100,000 شريحة سنويًا، بينما سيتم تخصيص الباقي لشركات أمريكية مثل Microsoft وOracle التي قد تبني مراكز بيانات في الإمارات.

استثمارات Microsoft في G42

استثمرت Microsoft مبلغ 1.5 مليار دولار في شركة في أبريل 2024، G42، الشركة الإماراتية الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي. تهدف هذه الشراكة إلى تقديم حلول سحابية وذكاء اصطناعي متقدمة للعملاء في القطاع العام على مستوى العالم، بالإضافة إلى إنشاء مركز تطوير هندسي عالمي في الإمارات.

مشروع Condor Galaxy

تعاونت G42 مع شركة Cerebras Systems الأمريكية لتطوير Condor Galaxy، أحد أسرع وأكبر الحواسيب الفائقة في العالم، والذي يُستخدم في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة. يُعد هذا المشروع خطوة مهمة نحو تعزيز قدرات الإمارات في مجال الحوسبة عالية الأداء.

نموذج اللغة  Jais

أطلقت G42 بالتعاون مع جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي وشركة Cerebras Systems نموذج اللغة المفتوح المصدر “Jais” في أغسطس 2023. تم تدريب النموذج على بيانات باللغة العربية والإنجليزية، ويهدف إلى تحسين معالجة اللغة الطبيعية للغة العربية.

مركز التميز في الذكاء الاصطناعي

أطلقت IBM بالتعاون مع جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي مركزًا للتميز في الذكاء الاصطناعي يركز على تطوير حلول مستدامة ومحايدة للكربون، بالإضافة إلى تعزيز معالجة اللغة الطبيعية للهجات العربية.

استثمارات إضافية في البنية التحتية

أعلنت شركة DAMAC Properties عن استثمار بقيمة 20 مليار دولار لبناء مراكز بيانات جديدة في الولايات المتحدة.  أعلنت شركة  Khazna ، بالتعاون مع e& سابقًا اتصالات، عن خطط لتوسيع مراكز البيانات لتلبية الطلب المتزايد على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي.

مبادرات تعليمية وتدريبية

إن جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي تعتبر أول جامعة بحثية متخصصة في الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم، وتقدم برامج دراسات عليا متقدمة في هذا المجال، مما يسهم في تطوير الكوادر البشرية المتخصصة.  يعكس هذا التعاون المتنامي بين الإمارات والولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي التزام البلدين بتعزيز الابتكار والتقدم التكنولوجي، مما يساهم في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز مكانتهما في الاقتصاد الرقمي العالمي.

تداعيات الزيارة على المنطقة

ـ ترسيخ الحضور الأميركي في الخليج من دون تدخل عسكري مباشر ودعم الإمارات كمركز إقليمي للتكنولوجيا والابتكار وتعزيز الأمن الجماعي في الخليج في مواجهة التهديدات الإيرانية والميليشيوية. وتحفيز دول عربية أخرى لتبني شراكات مماثلة مع الولايات المتحدة.

جاءت زيارة ترامب إلى الإمارات لتؤكد على تحالف استراتيجي يتجاوز التعاون التقليدي نحو شراكة متعددة الأبعاد تشمل الدفاع، الاقتصاد، والتكنولوجيا. وتُظهر طبيعة الملفات المطروحة أن الإمارات باتت تحظى بمكانة خاصة في مقاربة واشنطن لأمن واستقرار الشرق الأوسط. وعلى ضوء نتائج الزيارة، من المتوقع أن تتعزز مكانة الإمارات إقليميًا ودوليًا كلاعب فاعل في تشكيل النظام الأمني والتقني في المنطقة، مدعومةً بتحالف أميركي يتجدد ويتعمق. أمن قومي ـ دولة الإمارات، ميثاق تطوير واستخدام الذكاء الاصطناعي

لماذا كانت دولة الإمارات الوجهة الأولى إلى الرئيس ترامب؟

ـ اختيار إدارة الرئيس دونالد ترامب لدولة الإمارات العربية المتحدة كوجهة أولى ضمن جولته الخليجية في مايو 2025 لم يكن أمرًا عابرًا، بل يعكس بوضوح المكانة الاستراتيجية التي باتت تحتلها أبوظبي في حسابات السياسة الخارجية الأمريكية. هذا القرار يجسّد إدراكًا أمريكيًا متزايدًا للدور المحوري الذي تلعبه الإمارات على مختلف الأصعدة، سواء في الأمن والدفاع أو الاقتصاد والتكنولوجيا والوساطة الإقليمية.

ـ تتمتع الإمارات بعلاقات دفاعية متقدمة مع الولايات المتحدة، تمثلت في وجود قواعد عسكرية أمريكية فاعلة على أراضيها، من أبرزها قاعدة الظفرة الجوية، التي تُعدّ نقطة ارتكاز مهمة للعمليات العسكرية الأمريكية في الخليج والشرق الأوسط.

ـ  ولا تقتصر العلاقة على الجانب العسكري فقط، بل تتوسع إلى مجالات أمنية متعددة، تشمل مكافحة الإرهاب، وتبادل المعلومات الاستخبارية، وضمان أمن الملاحة البحرية، لا سيما في منطقة الخليج العربي ومضيق هرمز. هذه الشراكة الأمنية المتقدمة تجعل من الإمارات حليفًا موثوقًا وفاعلًا ضمن أولويات الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة.

ـ في المجال الاقتصادي، تحتل الإمارات موقعًا متقدمًا بوصفها الشريك التجاري الأول للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط. فقد بلغ حجم التجارة الثنائية بين البلدين في عام 2024 نحو 34.4 مليار دولار، بزيادة واضحة عن الأعوام السابقة. هذا النمو يعكس متانة العلاقات الاقتصادية وتكامل المصالح، إذ تُعد الإمارات مركزًا ماليًا ولوجستيًا حيويًا، وبوابة رئيسية للأسواق الخليجية والعربية، وموقعًا استثماريًا جذّابًا للشركات الأمريكية الكبرى.

ـ تأتي الزيارة في ظل تنامي الشراكة بين البلدين في مجالات التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي، حيث تبذل الإمارات جهودًا كبيرة لتعزيز اقتصاد المعرفة والتحول الرقمي. وقد شهدت السنوات الأخيرة توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم مع شركات أمريكية رائدة مثل مايكروسوفت، غوغل، بوينغ، ولوكهيد مارتن، لتطوير مشاريع مشتركة في الذكاء الاصطناعي، الأمن السيبراني، والابتكار الصناعي. هذا التعاون لا يعكس فقط توافق المصالح، بل يشير إلى تطور نوعي في طبيعة العلاقات الثنائية، يُضيف بعدًا استراتيجيًا جديدًا إلى الشراكة الإماراتية–الأمريكية.

ـ تنظر واشنطن إلى الإمارات باعتبارها دولة تتبنى سياسة خارجية معتدلة، ولها دور فاعل في الوساطات الإقليمية، لا سيما في الأزمات المعقدة مثل النزاع اليمني، والأزمة في السودان، والتهدئة مع إيران. ومن هذا المنطلق، تسعى إدارة ترامب إلى تعزيز التنسيق السياسي مع أبوظبي، والاستفادة من ثقلها الإقليمي في رسم توازنات جديدة تخدم المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط، خصوصًا في ظل عودة النهج الأمريكي المتشدد تجاه إيران والتنظيمات المتطرفة.

ـ إن زيارة الرئيس ترامب لأبوظبي تحمل دلالات استراتيجية عميقة، وتشير إلى أن الإمارات ستظل شريكًا رئيسيًا للولايات المتحدة في مرحلة يشهد فيها النظام الإقليمي تقلبات متسارعة، وتحديات أمنية وتكنولوجية متشابكة. ويُتوقع أن تفتح الزيارة آفاقًا جديدة لتوسيع التعاون الثنائي في ملفات الطاقة والدفاع والتكنولوجيا، إلى جانب تعميق الشراكة في مواجهة التحديات الإقليمية الراهنة.

رابط مختصر.. https://www.europarabct.com/?p=104311

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات ـ ألمانيا وهولندا ECCI

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...