أمن دولي ـ كيف يمكن لإيران إغلاق مضيق هرمز؟

خاص ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات  ـ ألمانيا وهولندا ECCI

أكد نواب إيرانيون إن إغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي قد يكون ردا انتقاميا على الهجمات الأميركية والإسرائيلية، وأعطوا موافقة رمزية على القرار. وحث وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الصين على الضغط على إيران لمنع إغلاق المضيق في أعقاب الضربات الأميركية على المواقع النووية الإيرانية.

إذا أغلقت الحكومة الإيرانية مضيق هرمز، فمن المتوقع أن تتأثر الأسواق الآسيوية بشكل أكبر، وكذلك الأسواق الأمريكية، مع احتمال ارتفاع أسعار الطاقة. وقد قفزت أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها منذ يناير 2025 عقب الضربات الأمريكية.

يعتبر مضيق هرمز، الذي يقع بين الخليج العربي وخليج عمان، ويتصل بالمحيط الهندي الأوسع، نقطة الاختناق على أحد أكثر الطرق البحرية ازدحاما في العالم، ومنطقة حيوية لأمن الطاقة العالمي، كما أنها تتعامل مع ما يقرب من 20% من تجارة النفط العالمية.

منذ عام 2019، دأبت إيران على استخدام مضيق هرمز للضغط على واشنطن. ففي يونيو 2019، اتُهمت بمهاجمة ناقلتي نفط بألغام لاصقة. كما استولت على الناقلة ستينا إمبيرو التي ترفع العلم البريطاني ردا على احتجاز بريطانيا ناقلة إيرانية قرب جبل طارق. وفي عام 2023، استولت وحدات من الحرس الثوري الإيراني لفترة وجيزة على ناقلات نفط في مياه الخليج، مما دفع البحرية الأمريكية إلى نشر قواتها.

أظهر ذلك قدرة إيران على استهداف حركة الشحن. يبلغ عرض المضيق أكثر بقليل من 20 ميلا عند أضيق نقطة فيه، ورغم استحالة إغلاقه بالمعنى التقليدي، إلا أن إيران قد تجعل مرور السفن فيه خطيرا للغاية، مما قد يدفع شركات الشحن وشركات التأمين التابعة لها إلى التوقف.

وبحسب أحد النواب، سيد علي يزدي خاه، الذي تحدث قبل الضربات الأميركية، فإن إيران ستضطر إلى إغلاق المضيق “لحماية مصالحها الوطنية “، في مواجهة الولايات المتحدة والغرب. وأكدت إدارة معلومات الطاقة الأميركية إن متوسط ​​20 مليون برميل يوميا أي ما يعادل خمس استهلاك السوائل البترولية العالمية سينتقل عبر الممر المائي في عام 2024، وسيظل هذا الحجم مستقرا خلال الربع الأول من عام 2025.

خيارات إيران

وقد حدد هاي ساتون، وهو محلل استخبارات مستقل ومفتوح المصدر، عدة سيناريوهات للاضطراب فأحد الخيارات الممكنة هو زرع ألغام في المضيق. تُزرع ألغام بحرية في قاع البحر، وهي مصممة للانفجار عند مرور أي سفينة بالقرب منها. كما يمكن لإيران استخدام صواريخ باليستية مضادة للسفن، وهي طريقة يستخدمها حلفاؤها الحوثيون في اليمن منذ عام 2023 لتعطيل حركة الملاحة في البحر الأحمر.

ويملك الحرس الثوري حاملات طائرات بدون طيار، وقوارب هجومية سريعة، وغواصات من فئة غدير، وهي سفن صغيرة قصيرة المدى قادرة على إطلاق الطوربيدات وزرع الألغام. وأشار ساتون إلى أنه على الرغم من القوة الخطيرة المحدودة، فإن منصات إيران العديدة وقدرتها على الضرب بعيد المدى تشكل رادعا خطيرا.

تُجري إيران مناورات بحرية واسعة النطاق في المنطقة، بمشاركة سفن بحرية صينية وروسية، مما يُشير إلى تنسيق استراتيجي أوسع وتحد إضافي للولايات المتحدة وحلفائها الغربيين. لكن على إيران أن تعمل بحذر في المضيق لتجنب تعطيل شحنات النفط الصينية، التي تُمثل شريان حياة لاقتصادها وركيزة أساسية لشراكتها الاستراتيجية مع بكين.

يقول وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو: “حسنا، أشجع الحكومة الصينية في بكين على الاتصال بهم بشأن هذا الأمر، لأنهم يعتمدون بشدة على مضيق هرمز للحصول على نفطهم. إذا فعلوا ذلك، فسيكون ذلك خطأ فادحا آخر إنه انتحار اقتصادي لهم. وما زالت لدينا خيارات للتعامل مع ذلك، ولكن ينبغي على الدول الأخرى أن تدرس الأمر”. وتابع: “سيضر ذلك باقتصادات الدول الأخرى بشكل أسوأ بكثير من اقتصادنا، أعتقد أنه سيكون تصعيدا هائلا يستحق ردا ليس منا فحسب، بل من الآخرين”.

صرح ماركو بابيك، كبير الاستراتيجيين في شركة BCA للأبحاث: “من المرجح أن تتضاعف أسعار النفط، لتصل إلى ما يزيد عن 100 دولار. ومن غير الواضح إلى أي مدى ستستمر هذه الصدمة السعرية”. وفي تقرير صدر في يونيو 2025، قالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية: “إن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لديهما بعض البنية التحتية التي يمكنها تجاوز مضيق هرمز، وهو ما قد يخفف إلى حد ما من أي اضطرابات في العبور عبر المضيق”.

أشارت إيران إلى أنه سيكون هناك رد على الضربات الأميركية، لكنها لم تذكر على وجه التحديد ما هو هذا الرد حتى الآن وما إذا كان ذلك يشمل استهداف الشحن في مضيق هرمز.

رابط مختصر.. https://www.europarabct.com/?p=105387