خاص ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ـ ألمانيا وهولندا ECCI
تخطط روسيا لتدريب مئات من العسكريين الصينيين خلال العام 2025 على الدروس المستفادة من حرب أوكرانيا. وأكد مصدر في وكالة الاستخبارات الأوكرانية العليا إن المدربين سيتناولون أساليب مواجهة أنظمة الأسلحة التي تستخدمها القوات الأوكرانية والتي أنتجتها الولايات المتحدة وحلفاؤها في حلف شمال الأطلسي.
من شأن هذا التدريب أن يعزز العلاقات الأمنية بين روسيا وحليفتها الصين، التي كثّفت في السنوات الأخيرة مناوراتها العسكرية المشتركة. ويمكن أن تُشكّل الاطلاع على ساحات المعارك في الأسلحة الأمريكية ميزةً في سعي الصين إلى التفوق على الولايات المتحدة كقوة عسكرية رائدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
ويقول محللون أمنيون إن الصين درست الحرب عن كثب ورد الفعل العالمي ويمكنها تطبيق هذه الدروس في غزو تايوان، التي تعهدت بكين بتوحيدها، بالقوة إذا لزم الأمر. أكد مصدر من مديرية استخبارات الدفاع الأوكرانية لصحيفة كييف بوست : “قرر الكرملين السماح للعسكريين الصينيين بدراسة وتبني الخبرة القتالية التي اكتسبتها روسيا في حربها ضد أوكرانيا”.
ومن بين 600 فرد من الجيش الصيني المقرر تدريبهم في المراكز والقواعد العسكرية الروسية، سيتم التركيز بشكل خاص على متخصصي الدفاع الجوي والمهندسين ومشغلي المدفعية والدبابات. ورغم أن بكين تقدم نفسها على أنها دولة محايدة، فقد وصف زعماء حلف شمال الأطلسي الصين بأنها “الممكن الحاسم” لموسكو، مشيرين إلى تدفق الصادرات الصينية والدعم الاقتصادي الذي دعم الحرب التي استمرت 40 شهرا.
فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على عدة شركات صينية لتزويدها مُصنّعي طائرات بدون طيار روسيين بمكونات أساسية. وتنفي بكين تزويد أيٍّ من الجانبين بالأسلحة، وتصرّ على فرض رقابة صارمة على صادرات السلع ذات الاستخدامات العسكرية.
ورغم جهود الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب وموافقة أوكرانيا على وقف إطلاق النار الكامل وغير المشروط، واصلت روسيا هجماتها العنيفة، بما في ذلك الغارات الجوية على كييف.
كتبت ألينا هريتسينكو، المتخصصة في العلاقات الدولية والتي عملت في وزارة الدفاع الأوكرانية، وأندراس راكس، وهو زميل باحث كبير في المجلس الألماني للعلاقات الخارجية، لمركز تحليل السياسات الأوروبية: “لا تزال الصين بحاجة إلى روسيا كمصدر للتكنولوجيا العسكرية المتقدمة في قطاعات محددة، وخاصة الصواريخ والغواصات والحرب الإلكترونية، على الرغم من أن الصين سوف تتطور إلى ما هو أبعد من روسيا في هذه المجالات”.
ومن المرجح أيضا أن تستمر التدريبات العسكرية على مختلف مستويات القيادة، حيث يتطلع الجيش الصيني إلى التعلم من الخبرة القتالية الروسية التي اكتسبتها في أوكرانيا وغيرها من ساحات المعارك الأخيرة.
استبعدت موسكو أي وقف لإطلاق النار ما لم تُلبَّ شروطها. وصرح المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف: “لدينا ميزة استراتيجية، لماذا نخسرها؟ لن نخسرها. نحن نمضي قدما”. وكان قد قاوم ترامب الدعوات الأوروبية لفرض عقوبات إضافية على روسيا، حيث صرح وزير الخارجية ماركو روبيو لصحيفة بوليتيكو: “أن الإدارة تخشى أن يؤدي الالتزام بالعقوبات إلى الحد من نفوذها التفاوضي”.
رابط مختصر.. https://www.europarabct.com/?p=105538