أمن دولي ـ كيف عززت روسيا من قدرات كوريا الشمالية الدفاعية؟

خاص ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات  ـ ألمانيا وهولندا ECCI.

أفاد تقرير في 29 مايو 2025 صادر عن فريق مراقبة العقوبات المتعددة الأطراف (MSMT)، بأن روسيا تزود كوريا الشمالية بتكنولوجيا عسكرية واسعة النطاق منذ نهاية العام 2024. ويقال أن موسكو سلمت، من بين أشياء أخرى نظامًا صاروخيًا مضادًا للطائرات من طراز “بانتسير” على الأقل. ومن شأن هذا أن ينتهك العقوبات الحالية التي تفرضها الأمم المتحدة والتي تفرض حظرًا على الأسلحة ضد كوريا الشمالية.

تأسست لجنة مراقبة العقوبات ضد كوريا الشمالية في أكتوبر 2024 بمبادرة من كوريا الجنوبية والولايات المتحدة كمنظمة لمراقبة العقوبات ضد كوريا الشمالية، بعد أن اضطرت لجنة خبراء الأمم المتحدة المقابلة إلى حل نفسها بسبب حق النقض من قبل روسيا. انضمت إحدى عشر دولة إلى المبادرة، بما في ذلك ألمانيا وفرنسا واليابان وكندا، وتستند نتائج تقرير اللجنة إلى معلومات استخباراتية من الدول الأعضاء فيها.

جنود كوريون شماليون حول كورسك

يبدو أن كوريا الشمالية حصلت على التكنولوجيا العسكرية الروسية مقابل دعمها العسكري لروسيا في حرب أوكرانيا. ومنذ العام 2024، أرسلت كوريا الشمالية ما لا يقل عن 11 ألف جندي كوري شمالي إلى المنطقة الروسية المحيطة بكورسك، بحسب تقارير من سيول. اشتبهت الاستخبارات الكورية الجنوبية في موجة ثانية من تعبئة القوات الكورية الشمالية في فبراير 2025، والتي بلغ عددها نحو 3 آلاف جندي إضافي. كما قامت كوريا الشمالية بتزويد روسيا بالذخيرة والمدفعية.

اتهمت لجنة مراقبة الأسلحة البحرية الدولتين بـ”الانخراط في عدد لا يُحصى من الأنشطة غير القانونية المحظورة صراحةً” بموجب قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وجاء في التقرير أن “هذه الانتهاكات تهدد السلم والأمن الدوليين”.

ذكر التقرير أن روسيا نقلت إلى كوريا الشمالية نظام الدفاع الجوي المتحرك “بانتسير”، والذي مصمم لاستهداف الطائرات ذات الأجنحة الثابتة والدوارة، والصواريخ المجنحة، والذخائر الدقيقة، والطائرات بدون طيار. أضاف التقرير أن نشر منظومة “بانتسير” يوفر لكوريا الشمالية نظام دفاع جوي أكثر حداثة مقارنة بمخزونها من الأنظمة الروسية القديمة والأنظمة المنتجة محليًا والتي لم يتم نشرها بعد.

كما قدمت روسيا لكوريا الشمالية أنظمة حرب إلكترونية متقدمة، بما في ذلك معدات التشويش، ودعمت برامج الصواريخ الباليستية لكوريا الشمالية من خلال توفير بيانات عن الصواريخ الباليستية، مما أدى إلى تحسينات في أداء توجيه الصواريخ. وأفاد معهد كوريا الجنوبية للتحليلات الدفاعية إن كوريا الشمالية حققت أكثر من 20 مليار دولار لاقتصادها من خلال مساعداتها لروسيا في حربها على أوكرانيا.

يعكس التقرير تحولًا استراتيجيًا خطيرًا في خريطة التحالفات العسكرية الدولية، وتحديدًا في التعاون بين موسكو وبيونغ يانغ. فكوريا الشمالية، التي تعاني اقتصاديًا، تحولت إلى “مورد عسكري” لروسيا، عبر الجنود والمدفعية. في المقابل، روسيا تكافئ بيونغ يانغ بتكنولوجيا عسكرية متقدمة قد تغيّر موازين القوة في شبه الجزيرة الكورية. وتشير التقديرات أن روسيا، من جهتها، قد تستفيد من دعم كوري شمالي في مناطق أخرى أو في حال اندلاع مواجهات مباشرة مع الناتو.

رابط مختصر.. https://www.europarabct.com/?p=104803