الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

أمن دولي ـ زيلينسكي في برلين: رسالة دعم ألماني أم اختبار للالتزام العسكري؟

germany-ukrain
مايو 28, 2025

خاص ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، ألمانيا وهولندا  ECCI، وحدة الدراسات والتقارير “1”

أمن دولي ـ زيلينسكي في برلين: رسالة دعم ألماني أم اختبار للالتزام العسكري؟

وصل الرئيس الأوكراني زيلينسكي إلى العاصمة الألمانية برلين يوم 28 مايو 2025 في توقيت دقيق من الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات، حيث استُقبل بمراسم عسكرية رسمية من قبل المستشار الألماني فريدريش ميرتس. الزيارة، التي تأتي في ظل تصعيد روسي جديد في جبهة سومي، تحمل دلالات استراتيجية تتجاوز الطابع البروتوكولي، وتكشف عن محاور صراع متجددة بين مساعي الدعم الأوروبي لكييف وبين الضغوط السياسية والعسكرية المحيطة بألمانيا داخلياً وخارجياً. وكانت آخر زيارة لزيلينسكي لبرلين في يونيو وأكتوبر2024. وبالنسبة لزيلينسكي، تعد هذه أول زيارة له إلى برلين منذ تولي ميرتس منصب المستشار. وسبق ان سافر ميرتس نفسه إلى كييف في مطلع مايو2025  برفقة رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البولندي دونالد توسك.

دلالات الزيارة

زيارة زيلينسكي، وهي الأولى منذ تولي ميرتس منصب المستشار، تحمل في مضمونها رسالة مزدوجة: الأولى موجهة إلى الداخل الألماني، حيث يسعى ميرتس لإثبات التزامه بموقف سلفه شولتس في دعم أوكرانيا، ولكن من زاوية أكثر حزماً. أما الرسالة الثانية فهي إلى موسكو، مفادها أن الدعم الأوروبي وعلى رأسه الألماني  مستمر رغم التبدلات السياسية وتنامي الأصوات الداعية إلى تقليص التورط. اللقاء بحث حسب تصريحات رسمية “الجهود المبذولة لتحقيق وقف إطلاق نار”، وهو ما يشير إلى دور ألماني متنامٍ في ملف المفاوضات، بالتوازي مع دعم سياسي لفكرة زيلينسكي بعقد قمة ثلاثية تجمعه مع ترامب وبوتين.

صواريخ توروس

رغم أن البيان الرسمي لم يتطرق بشكل مباشر إلى ملف صواريخ “توروس”، إلا أن هذا الملف هو الأهم إلى زيارة زيلينسكي. فالرئيس الأوكراني يسعى للحصول على الضوء الأخضر لتسليم هذه الصواريخ بعيدة المدى، أو على الأقل رفع القيود الجغرافية المفروضة على استخدامها، بما يسمح باستهداف مراكز القيادة الروسية ومنشآت البنية التحتية العسكرية في العمق الروسي. وكان المستشار ميرتس قد أثار جدلاً داخل الائتلاف الحاكم مؤخراً عندما تحدث علناً عن رفع تلك القيود، وهو ما اعتُبر تغيراً جوهرياً في سياسة برلين الحذرة تجاه توريد الأسلحة الثقيلة.

ألمانيا في موقع الضامن الأوروبي

اللقاء بين زيلينسكي وممثلي الشركات الألمانية يكشف عن بُعد اقتصادي محوري للزيارة، إذ تسعى كييف لجذب الاستثمارات الألمانية في قطاعي الدفاع وإعادة الإعمار. هذا التوجه يُترجم عملياً إلى محاولة لبناء شراكة استراتيجية طويلة المدى، تتجاوز الدعم العسكري المباشر، وتفتح الباب أمام دور ألماني في إعادة بناء أوكرانيا ما بعد الحرب.

أصبحت ألمانيا ثاني أكبر داعم لأوكرانيا بعد الولايات المتحدة منذ اندلاع الحرب، سواء من حيث التسليح أو المساعدات المالية. لكنها في الوقت ذاته تواجه تحديات داخلية، أبرزها الضغط السياسي من التيارات الشعبوية والقلق من انجرار البلاد إلى صراع مباشر مع موسكو. التحول اللافت في موقف المستشار ميرتس، وانخراطه في دبلوماسية فعالة إلى جانب فرنسا وبريطانيا وبولندا، يعكس رغبة ألمانية في لعب دور “الضامن الأوروبي” لأي تسوية قادمة، بشرط أن تتحقق من موقع قوة لا ضعف.

إن زيارة زيلينسكي إلى برلين ليست مجرد محطة دبلوماسية، بل اختبار حقيقي لإرادة ألمانيا السياسية والعسكرية في الاستمرار بدعم أوكرانيا حتى النهاية. فإذا ما وافقت برلين على تسليم صواريخ توروس أو رفعت القيود على استخدامها، فسيُعتبر ذلك نقطة تحول في الحرب وفي موقع ألمانيا داخل الناتو والاتحاد الأوروبي.أما إذا انتهت الزيارة بوعود سياسية دون خطوات عسكرية ملموسة، فقد يعكس ذلك حدود التردد الألماني في خوض مواجهة مباشرة مع موسكو، رغم التصعيد المتزايد على الأرض.  تبقى برلين واحدة من العواصم الأوروبية التي تُكتب فيها ملامح مستقبل الصراع، ليس فقط على الأرض الأوكرانية، بل على خريطة الأمن الأوروبي بأكملها.

زيارة زيلينسكي إلى برلين تأتي في وقتٍ بالغ الحساسية، وتتمحور مطالبه حول:

ـ صواريخ توروس بعيدة المدى: زيلينسكي يسعى للحصول على صواريخ “توروس” الألمانية التي يتجاوز مداها 500 كلم، ما يُمَكِّن أوكرانيا من استهداف عمق الأهداف العسكرية الروسية. غير أن برلين تتردد في تسليم هذه الصواريخ، خشية استخدامها ضد أهداف داخل الأراضي الروسية، مما قد يُفجِّر أزمة دبلوماسية وأمنية مع موسكو.

ـ رفع القيود على استخدام الأسلحة: الرئيس الأوكراني يريد ضمانات بأن الأسلحة الألمانية لن تكون مقيّدة من حيث استخدامها في مناطق مثل خاركيف وسومي، حيث يتقدم الجيش الروسي. ميرتس ألمح سابقًا إلى إمكانية إعادة النظر في هذه القيود.

ـ زيادة المساعدات الدفاعية والمالية: زيلينسكي يطالب بتوسيع الحزم العسكرية لتشمل أنظمة تشويش إلكتروني وذخائر متطورة، إضافة إلى دعم مباشر من الشركات الدفاعية الألمانية لتسريع التسليم والإنتاج.

ـ دعم المحادثات السياسية: أوكرانيا ترغب في الحفاظ على موقف أوروبي داعم أثناء الدخول في أي مفاوضات محتملة مع روسيا، وضمان أن برلين ستكون طرفًا فاعلًا في تقديم الضمانات المستقبلية لأي اتفاق محتمل.

ما المتوقع أن يقدمه ميرتس لزيلينسكي؟

ـ حزمة مساعدات عسكرية جديدة: تشير التوقعات إلى أن ميرتس قد يعلن عن شحنات جديدة من الذخائر وأنظمة الدفاع، مع تجنب الإعلان المباشر عن تسليم صواريخ توروس في الوقت الحالي، نتيجة الضغوط الداخلية في الائتلاف الحاكم.

ـ اتفاقات صناعية: سيُعقَد لقاء مع ممثلي الصناعات الدفاعية الألمانية لتعزيز التعاون مع أوكرانيا، وربما دعم مشروعات إنتاج مشترك للأسلحة أو إصلاح المعدات.

ـ مراجعة القيود: من المرجح أن يفتح ميرتس الباب أمام مراجعة القيود المفروضة على استخدام الأسلحة الألمانية، خاصة في سياق الدفاع عن مناطق مثل خاركيف وسومي.

ـ إشارات سياسية قوية: زيارة زيلينسكي ستشكل مناسبة لإظهار استمرار الالتزام الألماني تجاه أوكرانيا، خاصة في ظل بروز ترددات في بعض العواصم الأوروبية.

ـ مساهمة في عملية السلام: ألمانيا قد تعرض استضافة قمة دولية للسلام أو الانخراط في لجنة وساطة مستقبلية، ضمن جهود تقودها باريس وبرلين ولندن.

إن الدور الألماني في دعم أوكرانيا لم يعد مجرد التزام أخلاقي أو أوروبي، بل أصبح محورًا استراتيجيًا في سياسات برلين الخارجية. زيارة زيلينسكي تُمثّل اختبارًا لمدى استعداد الحكومة الألمانية بقيادة ميرتس لتوسيع هذا الدور، والموازنة بين دعم أوكرانيا وتفادي التصعيد المباشر مع روسيا. وإذا ما تم التوصل إلى تفاهمات متقدمة خلال هذه الزيارة، فإنها قد تُشكّل خطوة مفصلية في مسار الحرب وفي شكل الدور الألماني في أوروبا الشرقية.

رابط مختصر…https://www.europarabct.com/?p=104773

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات ـ ألمانيا وهولندا ECCI

 

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...