خاص ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات ـ ألمانيا وهولندا ECCI
يتجمع حلفاء أوكرانيا الغربيون مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي في قاعدة أمريكية بألمانيا يوم الخميس المصادف التاسع من شهر يناير 2025 في آخر اجتماع من هذا النوع قبل عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض خلال أقل من أسبوعين. من المتوقع أن يعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن عن حزمة جديدة كبيرة من المساعدات العسكرية لكييف في الاجتماع الخامس والعشرين لمجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية في قاعدة رامشتاين الجوية، والذي سيضم ممثلين من حوالي 50 دولة.وأكد الرئيس الأوكراني زيلينسكي أنه سيسافر لحضور الاجتماع.
يهدف الأجتماع إلى تشجيع ألمانيا ودول الاتحاد الأوروبي على تسريع تسليم المساعدات الموعودة. ورفع حصة الدول الأوروبية من الدعم العسكري مقارنة بالدعم الأمريكي. وضمان التنسيق في خطط تدريب الجنود الأوكرانيين على الأسلحة الحديثة.كما كان من المتوقع حضور الأمين العام لحلف الناتو مارك روته، ورئيسة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كايا كالاس، ووزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، في اجتماع مجموعة الاتصال الدفاعية بشأن أوكرانيا. تشارك القوات الروسية والأوكرانية الآن في معارك شرسة في الحرب التي استمرت قرابة ثلاث سنوات، حيث تسعى كل منهما إلى تثبيت مواقعها الميدانية قبل تنصيب ترامب في 20 يناير.وبمجرد عودته إلى منصبه، وعد ترامب، الذي انتقد المساعدات العسكرية الأمريكية لكييف، بوضع نهاية سريعة للحرب، ولكن دون تقديم أي مقترحات ملموسة لوقف إطلاق النار أو اتفاقية سلام.
تعتبر الولايات المتحدة، تحت إدارة الرئيس جو بايدن، أكبر داعم لأوكرانيا في زمن الحرب، حيث قدمت مساعدات عسكرية تزيد قيمتها عن 65 مليار دولار منذ فبراير 2022. وأخبر مسؤول دفاعي أمريكي رفيع الصحفيين هذا الأسبوع أن “إعلانًا كبيرًا” عن المساعدات من المحتمل أن يتم في اجتماع الخميس 09.01.2025. وتعتبر ألمانيا ثاني أكبر داعم لأوكرانيا، حيث قدمت حوالي 30 مليار دولار حتى الآن، بما في ذلك الأموال المخصصة لهذا العام.
وقال أوستن لوكالة فرانس برس يوم الأربعاء إن القيادة الأمريكية بشأن أوكرانيا “حيوية”، وإن استمرار المساعدة العسكرية لكييف هو أمر أساسي.وأضاف أوستن: “لم نطلب من الدول فقط تقديم مساعدات أمنية – بل قدنا الطريق في كل حالة من حيث كمية المساعدات الأمنية التي قدمناها، وسرعة وصول تلك المساعدات هناك”. وأضاف في رامشتاين: “من المهم جدًا أن تستمر التحالفات بأكملها في تقديم المساعدات العسكرية. الولايات المتحدة قد قادت هذا الجهد، ونأمل أن تستمر في القيام بذلك، لأن الأمر لم ينته بعد”.
وأطلق وزير الدفاع الأمريكي العملية التي نسقت تسليم الطائرات المقاتلة، والدبابات، والصواريخ، والدفاعات الجوية، والأسلحة الأخرى لأوكرانيا، لكن هناك حالة من عدم اليقين تلوح في الأفق مع استعداد ترامب لتولي المنصب مرة أخرى.لقد شكك ترامب في دعم أوكرانيا وانتقد حلفاء الناتو بسبب إنفاقهم القليل على الدفاع المشترك. كما هدد خلال ولايته السابقة بسحب العديد من القوات الأمريكية الـ 35,000 المتمركزة في ألمانيا. وأثار ترامب المزيد من القلق بين الحلفاء برفضه استبعاد استخدام القوة العسكرية للاستيلاء على غرينلاند، وهي منطقة تتمتع بحكم ذاتي تابعة للدنمارك العضو في الاتحاد الأوروبي والناتو، ووصف الحدود بين الولايات المتحدة وكندا بأنها “خط مرسوم بشكل مصطنع”.منذ بداية الهجوم الروسي في فبراير 2022، عندما فشلت موسكو في الاستيلاء على العاصمة الأوكرانية كييف، قامت روسيا بتعديل أهدافها، مركزة جهودها بدلاً من ذلك على محاولة احتلال شرق أوكرانيا.
نتائج محتملة لاجتماع دعم أوكرانيا في ألمانيا
اجتماعات مجموعة الاتصال الدفاعية لأوكرانيا، مثل هذا الاجتماع في قاعدة رامشتاين الجوية، عادة ما تُستخدم لتنسيق الجهود العسكرية والسياسية بين الدول الداعمة لكييف. بالنظر إلى الظروف الحالية، يمكن التوقع بعدة نتائج وتحليل لأبعاد الاجتماع:
إعلان حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا ، تزويد أوكرانيا بأسلحة أكثر تقدمًا، مثل: أنظمة الدفاع الجوي (لتعزيز الحماية ضد الهجمات الروسية بالصواريخ والطائرات بدون طيار). دبابات قتالية إضافية وعربات مدرعة. ذخائر بعيدة المدى لزيادة قدرات أوكرانيا الهجومية. مساعدات مالية لدعم قطاع الدفاع الأوكراني. وتمكين أوكرانيا من تعزيز مواقعها العسكرية قبل الشتاء، حيث يصبح القتال أكثر صعوبة. ومواجهة الهجمات الروسية المتزايدة على البنية التحتية والمدنيين وتأكيد استمرار الدعم الأمريكي رغم التحديات السياسية
أهمية الاجتماع قبل تولي ترامب منصبه:
استباقًا لسياسات محتملة من ترامب قد تؤدي إلى تقليص الدعم الأمريكي لأوكرانيا. وطمأنة حلفاء أوكرانيا بأن الدعم العسكري سيظل مستمرًا، على الأقل في المدى القريب. من المتوقع ان يكون هناك تأكيد الالتزام بتقديم مساعدات عسكرية مستدامة وحث الدول الأوروبية الأخرى على زيادة مساهماتها، لتعويض أي نقص محتمل من الجانب الأمريكي مستقبلًا. وزيادة الضغط على الدول الأعضاء في الناتو والاتحاد الأوروبي
من المتوقع ان يكون هناك دعم من ألمانيا بتقديم دفعة جديدة من الدبابات أو أنظمة الدفاع الجوي. وكذلك التزام أكبر من الدول الإسكندنافية أو دول أوروبا الشرقية مثل بولندا ورومانيا. والاستمرار في بحث استراتيجيات جديدة لدعم أوكرانيا على المدى الطويل
بات متوقعا ان يخرج الأجتماع أيضا في توصيات لتعزيز القدرات الصناعية العسكرية لأوكرانيا لتصنيع أسلحتها. وتعزيزخطط لدعم إعادة إعمار المناطق المتضررة، خاصة في الشرق. وكذلك مقترحات لتحسين قدرات أوكرانيا الدفاعية البحرية والجوية لمواجهة الحصار الروسي. من المتوقع أن يكون الاجتماع بمثابة دفعة كبيرة لأوكرانيا، لكنه أيضًا يمثل تحديًا كبيرًا للحفاظ على استمرارية الدعم في ظل الظروف السياسية المستقبلية.