خاص ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ـ ألمانيا وهولندا ECCI.
ارتفع عدد الرؤوس النووية الجاهزة للاستخدام من قبل 9 دول بشكل طفيف عن العام 2024، ليصل إلى أكثر من 9600 رأس نووي. حيث تظل روسيا والولايات المتحدة والصين أكبر ثلاث دول في العالم من حيث حجم ترساناتها النووية.
أكد التقرير الذي أعده مركز أبحاث إلغاء الأسلحة النووية بجامعة ناغازاكي، كانت ناغازاكي ثاني مدينة في العالم بعد هيروشيما تتعرض لهجوم نووي عندما فجّرت الولايات المتحدة قنبلة ذرية هناك في التاسع من أغسطس 1945، مما دفع اليابان إلى الاستسلام وإنهاء الحرب العالمية الثانية رسميا.
يصادف هذا العام مرور 80 عاما على أول استخدام للسلاح النووي في تاريخ البشرية. ورغم عدم استخدام هذا النوع من أسلحة الدمار الشامل ضد أي دولة أخرى منذ الحرب، إلا أن خصمين نوويين في جنوب آسيا الهند وباكستان، تبادلا إطلاق النار على نطاق واسع في مايو 2025، بينما تواصل دول أخرى مسلحة نوويا تحديث ترساناتها.
أعلن مركز أبحاث إلغاء الأسلحة النووية أن عدد الرؤوس الحربية النووية القابلة للنشر، تلك الجاهزة للاستخدام الفوري أو المخزنة للانتشار المحتمل، قد زاد بمقدار 32 رأسا عن العام 2024، ليصل إلى 9615. ويستند العدد التقديري إلى بيانات من اتحاد العلماء الأميركيين ومعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.
فيما يتعلق بأكبر ثلاث ترسانات نووية قابلة للنشر، امتلكت روسيا 4310 رؤوسا حربية، بانخفاض قدره 0.8% عن عام 2018، بينما امتلكت الولايات المتحدة 3700 رأس حربي، بانخفاض قدره 2.6%. في المقابل، زادت ترسانة الصين بنسبة 150%، لتصل إلى 600 رأس حربي.
من بين جميع القوى النووية، شهدت الصين أكبر زيادة في عدد الرؤوس الحربية لديها، حيث أضافت 360 رأسا نوويا إلى ترسانتها. وأمر الرئيس الصيني شي جين بينغ بلاده بتسريع وتيرة بناء قواتها النووية، في حين دعت بكين روسيا والولايات المتحدة إلى السعي لنزع السلاح النووي.
في غضون ذلك، شهدت كوريا الشمالية، التي أجرت تجارب نووية بين عامي 2006 و2017، أعلى نسبة زيادة في عدد رؤوسها الحربية، بنسبة 233%. ومع ذلك، تمتلك الدولة الواقعة في شمال شرق آسيا أصغر ترسانة نووية في العالم، بـ 50 رأسا حربيا.
يتجه عدد الرؤوس الحربية النووية القابلة للنشر في جميع أنحاء العالم نحو الارتفاع منذ عام 2018. ويُظهر أحدث تقدير، اعتبارا من يونيو 2025، هناك زيادة قدرها 364 رأسا نوويا، مصممًة للاستخدام العملياتي، في أقل من عقد من الزمان. وبإدراج الرؤوس الحربية النووية غير القابلة للنشر، تلك التي خرجت من الخدمة أو تنتظر التفكيك، يصل العدد الإجمالي للرؤوس الحربية النووية في جميع البلدان المسلحة نوويا إلى 12340 رأسا نوويا.
أكد مركز أبحاث إلغاء الأسلحة النووية: “تمثل الولايات المتحدة وروسيا أكثر من 80% من إجمالي عدد الرؤوس النووية النشطة، وغني عن القول أنهما تتحملان مسؤولية خاصة عن نزع السلاح النووي، ولكن حصة الدول السبع المتبقية زادت من 12% في عام 2018 إلى 17% في عام 2025”.
في 26 مارس 2025، أدلى الجنرال أنتوني جيه كوتون، قائد القيادة الاستراتيجية الأميركية، بشهادته في جلسة استماع للجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأميركي : “إن ردع الخصوم بفعالية عبر طيف التهديدات المختلفة يتطلب أنظمة ثلاثية مستدامة وإكمال عاجل لتحديث الأجيال المتعددة وهي الردع النووي والاتصالات النووية، والأنظمة الحيوية، والقيادة والسيطرة”.
صرح العقيد وو تشيان، المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية، في 27 فبراير 2025: “فيما يتعلق بميزانية الدفاع، تصدّر الإنفاق العسكري الأمريكي العالم لسنوات عديدة متتالية، وهو أعلى من إنفاق الدول الثماني التالية مجتمعةً، مما يثير قلق المجتمع الدولي بشدة. أعتقد أن على الولايات المتحدة تطبيق مبدأ أمريكا أولا في هذا الصدد، وأن تكون السبّاقة في خفض ترسانتها النووية ونفقاتها العسكرية”.
ومن المتوقع أن تواصل جميع الدول المسلحة نوويا تحديث ترساناتها وسط الصراعات في جميع أنحاء العالم، مثل الحرب في أوكرانيا، والتوترات في شبه الجزيرة الكورية وفي مضيق تايوان، والمنافسة بين القوى العظمى بين الولايات المتحدة وروسيا والصين.
رابط مختصر.. https://www.europarabct.com/?p=105032